الخرطوم، 18 سبتمبر 2023 – أعلنت كلًا من لجان مقاومة الشجرة الحماداب بالعاصمة السودانية الخرطوم و«التيار الوطني»، الاثنين، عن إعلان مشترك حول قضايا الحرب والتحول المدني في البلاد.
وقال الطرفان، إن إعلان الموقف المشترك، يأتي في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها الشعب السوداني وتفاقم المعاناة نتيجة الحرب الدائرة في البلاد.
وحوى البيان عدة مواقف رئيسية من بينها الحرب، ومستقبل الجيش و«الدعم السريع»، واتفاق سلام جوبا والحركات المسلحة غير الموقعة على أية اتفاقيات، ومبدأ المحاسبة وعقد حوار سوداني – سوداني داخل البلاد، بالإضافة إلى قضية السلم المجتمعي.
ذكر البيان المشترك، فيما يتعلق بمسألة القوات النظامية، إنه ينظر إليها، وعلى رأسها الجيش، على أساس حتمية وجودها في إطار الدولة الوطنية، مضيفًا «وفي الوقت الذي نقر فيه بتعرضها شأنها في ذلك شأن جميع مؤسسات الدولة، بما يشمل المؤسسات المدنية للتخريب الممنهج في ظل سلطة النظام البائد، إلا أنها كمؤسسات دولة قابلة للتطوير والإصلاح».
أما بالنسبة لـ«الدعم السريع»، فقد أوضح البيان، أنه يتعامل معها وما سواها من «ظواهر المليشيات» والتشكيلات العسكرية خارج أطر القوات النظامية، وأنه لا مكان لها داخل أطر الدولة الوطنية.
وأضاف البيان قائلًا: «نعتبرها أحد منتجات النظام البائد وجزءًا من تركته الثقيلة والتي كانت إحدى أدواته في قمع جماهير شعبنا في إقليم دارفور».
ودعا البيان إلى إنهاء الحرب التي تشهدها البلاد، وذلك من خلال الحوار السوداني – السوداني عبر عملية جادة وشاملة «باستثناء المؤتمر الوطني» تنعقد في البلاد وتخرج برؤية سياسية تساهم في إنهاء «ظاهرة الحروب» في السودان وتؤدي إلى انتقال مدني ديمقراطي.
كما شدد البيان قائلًا إنه على جميع القوى المشاركة في الحوار السوداني – السوداني، أن تكون ملتزمة بمبدأ الجيش القومي الواحد ورافضة لوجود أي مليشيات وتشكيلات عسكرية خارج أطر القوات النظامية. وبالمقابل وجوب التزام الجيش بمهامه وعدم التدخل في الشؤون السياسية والحكومية والاقتصادية.
كما أكد البيان، على أن يسبق العملية السياسية وقفًا لإطلاق النار وفقًا لمبادئ اتفاق جدة بشأن القضايا الإنسانية، بما يضمن السلامة للمدنيين وتوفير المساعدات والممرات الآمنة لهم، وخروج «مليشيات الدعم السريع» من منازل المواطنين والأعيان المدنية.
وعبر البيان عن دعمه لمبدأ الجيش الواحد ومشاريع الإصلاح والتطوير لكافة قطاعات القوات النظامية بما يحقق مهنيتها وكفاءتها للاضطلاع بمهامها المعرفة دستوريًا وقانونيًا.
كذلك رفض البيان، أي عمليات تفاوض تمنح أي امتيازات سياسية أو اقتصادية أو عسكرية لما وصفها بمليشيا «الدعم السريع».
وتابع «نؤكد على أن التعامل مع جميع التشكيلات العسكرية خارج إطار القوات النظامية، يتم من خلال بروتوكولات نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج، المعروفة والمتبعة عالميًا».
أيضًا، دعا البيان إلى الاستئناف الفوري لبرامج العمل الخاصة بالترتيبات الأمنية التي وردت في اتفاقية جوبا لسلام السودان، معربًا عن التزامه بالعمل لإصدار رؤية مشتركة حول قضايا الإصلاح والتطوير العسكري تهتدي بشعار الثورة بعودة العسكر للثكنات وحل قوات «الدعم السريع».
ويعرف التيار الوطني، الذي جرى تأسيسه في يوليو الماضي، نفسه؛ بأنه مجموعة من المواطنات والمواطنين من جهات السودان المختلفة يعملون على خلق تيار يستهدي بالإرث النضالي للشعب.