ينشر «مرصد بيم» منذ أغسطس الماضي، تقريرًا شهريًا، يوضح فيه أبرز الادعاءات الكاذبة، وعمليات التضليل الإعلامي التي جرى رصدها خلال هذه الفترة. يأتي ذلك في خضم حرب شرسة تدور بين الأطراف المتقاتلة، ليس على الأرض فحسب، وإنما على مستوى الإعلام أيضا.
يغطي التقرير التالي، الادعاءات الخاطئة والمضللة في الفضاء الرقمي السوداني، لشهر ديسمبر «2023». كما يقدم تحليلًا مختصرًا لأبرز اتجاهات التضليل والأدوات المستخدمة فيه.
وكان «مرصد بيم» قد نَشر «21» تقريرًا عن الأخبار المضللة التي تم تداولها في الفضاء الرقمي السوداني، خلال شهر ديسمبر. وتنوعت تلك التقارير من حيث «الأساليب والأدوات المستخدمة في عمليات التضليل، والاتجاهات، والفاعلين في عملية التضليل». شمل التضليل عددًا من الفاعلين في الشأن السوداني، بما في ذلك كيانات سياسية وعسكرية وأفراد.
الأساليب والأدوات:
هناك أساليب وأدوات متعددة جرى استخدامها في عمليات التضليل. رصد فريق «مرصد بيم» منها الآتي:
- فبركة البيانات، والادعاء بأنها صادرة من الفاعلين في الشأن السوداني، سواء كانوا في الجانب العسكري أو المدني.
- نَشر معلومات مضللة تختص بالمحادثات الخارجية (سواء كانت تلك المتعلقة بمنبر جدة، أو الجهود التي قامت بها المؤسسات المدنية) الرامية لإيقاف الحرب.
- إعادة نشر مقاطع فيديو قديمة، بوصفها حديثة، وذلك في سياق منفصل عن تاريخها الأصلي.
- تزييف الخطابات ونسبها لجهات رسمية في الدولة.
- فبركة ونشر معلومات مضللة حول وضع العمليات العسكرية الميدانية.
الفاعلون في حملات التضليل:
أشارت الدراسات والتقارير التي عمل عليها «مرصد بيم»، إلى أن هناك جهات داخلية وخارجية، كانت فاعلة في عمليات التضليل في الفضاء الرقمي السوداني. وحددت الدراسات الفاعلين على المستوى الداخلي في خمسة فئات شملت: «جهات مناصرة للدعم السريع، جهات داعمة للجيش، وجهات ذات توجه إسلامي، وجهات تناهض الحكم العسكري». بينما أشارت الدراسة إلى أن الفاعلين الأجانب، في الفضاء الرقمي السوداني، هم: «روسيا – دولة الإمارات العربية المتحدة – مصر- إثيوبيا». تعمل كل هذه القوى/الجهات على نشر المعلومات الزائفة والمضللة التي تخلق أفقاً ضبابيًّا حول ماهية الوضع في السودان.
في شهر ديسمبر الماضي، رصد فريق «مرصد بيم» عددًا من الحملات التي نشطت في عمليات التضليل، مستهدفة الجهات المشار إليها أو مروجة لدعايتها الإعلامية. فمثلا، استهدفت بعض تلك الحملات، القوى المدنية. فيما ركز جزء آخر منها على استهداف القوى العسكرية في السودان بشقيها «الجيش والدعم السريع». وفي الوقت نفسه، هناك حملات تضليل إعلامي استهدفت المجتمع بشكل حصري، وذلك من خلال نشر عدد من الخطابات المزيفة التي أثارت حالات من الهلع والخوف من تفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وسط المواطنين. وفيما يلي استعراض لأبرز تلك الحملات: