30 أبريل 2024 – قالت وزارة الخارجية السودانية، الثلاثاء، إن بريطانيا غيرت صيغة وطبيعة اجتماع في مجلس الأمن الدولي، كان مخصصًا لموضوع العدوان الإماراتي على السودان، ليصبح اجتماعًا عن السودان عامةً ومنطقة الفاشر خاصة.
وكان من المنتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، الاثنين، جلسة خاصة بناء على طلب السودان لمناقشة ما يسميه بالعدوان الإماراتي على البلاد في خضم تصاعد وتيرة الحرب الدبلوماسية بين البلدين منذ عدة أشهر، حيث تتهم الخرطوم أبو ظبي بإمداد قوات الدعم السريع بالسلاح.
وقالت الخارجية في بيان صحفي، إنه بالإشارة إلى جلسة المشاورات المغلقة التي عقدها مجلس الأمن الاثنين حول السودان، فإنه بحسب أجندة المجلس المدرجة، كان يفترض أن يخصص الاجتماع لموضوع العدوان الإماراتي على السودان.
وأكد البيان أن بريطانيا «التي تنصب نفسها حاملة للقلم في شؤون السودان»، عيرت صيغة وطبيعة الاجتماع ليصبح اجتماعًا عن الأوضاع في السودان عامة ومنطقة الفاشر خاصة.
وكانت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية قالت إن دولة الإمارات تمارس ضغوطًا شديدة على بريطانيا لحمايتها في مجلس الأمن بعد اكتشاف دورها في تغذية الحرب في السودان بدعمها المتواصل لقوات الدعم السريع، مشيرة إلى أن الإمارات ألغت أربعة اجتماعات وزارية مع بريطانيا لإجبارها علي التدخل في مواجهة الشكوى التي تقدم بها السودان.
فيما أوضح بيان الخارجية أن جلسة المشاورات المغلقة انعقدت صباح الاثنين حيث طالب الأعضاء خلالها بأن تتوقف الدعم السريع عن أعمالها العدائية حول الفاشر وأن تتعهد بعدم مهاجمة أي مدينة. كما دعوا الأطراف الإقليمية للالتزام بحظر الأسلحة على دارفور بموجب القرار 1591.
كما نادى أعضاء مجلس الأمن – أيضًا – بحسب البيان، باستئناف مفاوضات جدة، وضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، واحترام القانون الإنساني الدولي، مشيرًا إلى أن الاجتماع مع ذلك لم يخرج بقرارات واكتفى بالبيان الصادر عنه يوم 27 أبريل.
الماضي الاستعماري
وأبدت الخارجية السودانية أسفها لما وصفته بتنكر بريطانيا لواجبها الأخلاقي والسياسي بصفتها عضوًا دائمًا بمجلس الأمن وما تلزم به نفسها للتصدي لقضايا السودان في المجلس بحكم ماضيها الاستعماري في السودان والذي- قالت إن آثاره غير الحميدة – ما تزال مستمرة، وذلك مقابل مصالحها التجارية مع دولة الإمارات.
وقالت إن حماية بريطانيا لأكبر ممولي الحرب في السودان مقرونة مع ما كشفته الصحافة البريطانية من أن الحكومة البريطانية أجرت لقاءات سرية مع قوات الدعم السريع تجعلها شريكة في المسؤولية عن الفظائع التي ترتكبها.
وشدد البيان على أن ما وصفها بالخطوة المشينة من بريطانيا والتساهل الذي تبديه الدول الغربية دائمة العضوية بالمجلس حيال فظائع الدعم السريع وراعيتها دولة الإمارات، لن يثني السودان من أن يسلك كل السبل والوسائل لحماية شعبه وسيادته وكرامته.
ورأى البيان أن مصداقية مجلس الأمن وقدرته على الاضطلاع بدوره في حماية السلم والأمن الدوليين والوفاء لمبادئ ومثل ميثاق الأمم المتحدة تظل محل اختبار مستمر.