«الدقير» ينتقد تدخل موسكو «السافر» في شؤون السودان بعد هجوم سفيرها بالبلاد على «تقدم»

17 يونيو 2024 – انتقد رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي بالهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية تقدم، عمر الدقير، الاثنين، تدخل روسيا في الشؤون الداخلية للبلاد.

جاءت انتقادات الدقير لموسكو في أعقاب مقال كتبه السفير الروسي في البلاد، أندريا تشيرنوفول، بشأن الوضع في السودان والذي وجه فيه انتقادات لتنسيقية تقدم واعتبرها موالية للدول الغربية.

وكان السفير الروسي قد كتب مقالًا اعتبره الدقير تدخلًا سافرًا في الشأن السوداني، موضحًا أن مقاله خلا من أدنى قواعد المهنية والعرف الدبلوماسي وتضمن الكثير من التدخل السافر في الشأن السوداني وقدرًا من الانزلاقات الشمولية والإساءة والتطاول على القوى الوطنية.

وقال الدقير إن الدبلوماسي الروسي تحدث بشكل ساخر مقدمًا جملة «ما يسمى» على مشروع التحول الديمقراطي في السودان، وأنه تجاوز فيه – عمدًا أو جهلًا – حقيقة أن المشروع الذي نسبه إلى مجهول، إنما هو حلم الشعب السوداني الذي ظل يبحث عن تحقيقه منذ الاستقلال.

وأضاف الدقير أن الشعب السوداني دفع في سبيل ذلك، تضحيات جسيمة وعيًا منه بأن الديموقراطية هي أفضل نظام للحكم توصل إليه الإنسان خلال تاريخه المفعم بالصراع وسلب الحقوق وهدر الكرامة، مؤكدًا أنها، أي الديمقرطية، هي الوسيلة الأنجع لبناء دولة المواطنة على قواعد الاعتراف بالتنوع ورشد إدارته والإقرار بمشروعية التمايز والاختلاف والتنمية المتوازنة.

وتابع أن الشعب السوداني، إدراكاً منه – عن تجربة – أن الحكم الشمولي الاستبدادي كله شرور وآفات، ينتهك الحرية والكرامة الانسانية ويلوث الحياة العامة، وينسف المضامين النبيلة لمؤسسات الدولة ويقعد بها عن أداء دورها بكفاءة وعدالة، لتكون المحصلة هي انسداد الآفاق والتتابع المحموم للأزمات في كل فضاءات الواقع.

كما تطرق الدقير إلى إشارة السفير الروسي لكون الجيش السوداني هو العقبة الكؤود في طريق مشروع التحول الديمقراطي، موضحًا أن ذلك يعد تدخلًا سافرًا آخر غير مقبول.

ولفت إلى أنها «إشارة ماكرة» تستبطن إشادة تشجيعية للجيش بأن يظل عقبة في طريقة التحول الديمقراطي مثلما فعل حين قام – بمشاركة خصمه الحالي الدعم السريع بالانقلاب على الدستور والإطاحة بحكومة الفترة الانتقالية في 25 أكتوبر 2021، مشددًا على أن هذه قضية يبقى حق تقييمها والفصل فيها للشعب السوداني، لا لغيره.

وقال الدقير إن السفير الروسي بلغ «قمة النزق» بوصفه لطيف واسع من القوى المدنية الديمقراطية، ممثلةً في تنسيقية تقدم بأنها سبب النزاع المسلح الحالي، وأنها قوى عميلة مأجورة يسعى الغرب لإيصالها للحكم.

ورأى أن ذلك تطاول يتجاوز كل الحدود ويعتدي على الحقيقة، مشيرًا إلى أنه يعلم ذلك، أي السفير، وأنه لا بد كان شاهدًا على من كان يقرع طبول الحرب ومن كان يسعى حتى اللحظات الأخيرة لتجنب وقوعها.

سياسة خارجية متوازنة

ودعا رئيس حزب المؤتمر السوداني، السفير الروسي لمراجعة مواقف القوى الديمقراطية السودانية، وقال إنه لو فعل ذلك لوجد أنها في كل مواثيقها المشتركة تنادي بسياسة خارجية متوازنة تقوم على رعاية المصالح الوطنية وتحقيق التعاون الإقليمي والدولي في كافة المجالات.

كما ظلت، القوى الديمقراطية السودانية، بحسب الدقير تناهض التدخل الخارجي – من أية دولة كانت الذي يحاول توفير الحماية لنظم الاستبداد والحكم الشمولي في مواجهة حق الشعوب في الانتقال الديمقراطي.

أشار أيضًا إلى رفضها خطط النظام السابق لعرض أراضي الوطن ومياهه الإقليمية لإقامة قواعد عسكرية أجنبية مقابل حماية النظام.

وأضاف «وفي هذه السياق طالبنا ونطالب كل دول العالم بالامتناع عن أية أفعال أو أقوال تساهم في زيادة اشتعال نار الحرب في بلادنا أو توسيع رقعتها ونرحب بكل جهدٍ دولي وإقليمي يسعى للمساعدة في وضع حد لها ومعالجة الكارثة الإنسانية».

ووصف الدقير دعوة السفير الروسي لإطلاق حوار شامل داخل السودان، بأنها الجانب الإيجابي في مقاله والذي قال إنه كان سيكون له معنى ومصداقية لو أنه لم يقترن بدعوته الضمنية لإعاقة طريق التحول الديمقراطي، موضحًا السلام المستدام والاستقرار الحقيقي لا يتحققان في غياب الديمقراطية.

وكان ملخص مقال السفير الروسي هجوم على تقدم وعلى ما وصفه بالنظام العالمي الجديد وما وصفها بالديمقراطية الليبرالية المنحرفة.

وترتبط موسكو بعلاقات وثيقة مع الخرطوم منذ عدة عقود لكنها تعززت في سنوات حكم الرئيس المخلوع عمر البشير، كما أن معظم تسليح الجيش السوداني روسي المنشأ بما في ذلك الطيران الحربي.

ومع ذلك، لا يبدو واضحًا موقف موسكو التي تسعى إلى إقامة قاعدة عسكرية على ساحل البحر الأحمر بمدينة بورتسودان وهي العاصمة الإدارية الجديدة في البلاد، إذ تدعم قوات الدعم السريع من جهة بواسطة مليشيا فاغنر التابعة لها، وتدعم الجيش السوداني من الجهة الأخرى، خاصة في المحافل الدولية، وسط تقارير صحفية أنها مدته بالسلاح خلال الأسابيع الأخيرة.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع
أخبار بيم

قمة مشتركة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي لمواصلة الجهود الدبلوماسية بشأن السودان

9 أكتوبر 2024 – قالت نائبة الرئيس للقيم والشفافية بالاتحاد الأوروبي، فيرا جوروفا، الأربعاء، إن القمة المقبلة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي والمقرر عقدها

المزيد