17 يونيو 2024 – أغلق مساعد قائد الجيش السوداني، ياسر العطا، الباب أمام المفاوضات مع قوات الدعم السريع، مشترطًا استسلامها أو دحرها لتحقيق السلام، وفق ما قال.
وفي الخامس عشر من أبريل 2023، تشظى المكون العسكري الذي حكم البلاد منذ سقوط الرئيس المخلوع عمر البشير في 2019 ، بحرب دامية أودت بحياة أكثر من 15 ألف شخص مدني وأصابت البنية التحتية للبلاد بدمار هائل، خاصة ولايات الخرطوم، الجزيرة وغرب دارفور. كما تسببت في فرار حوالي 10 ملايين من منازلهم ولجوء نحو 2 مليون آخرين إلى دول الجوار.
ودعا العطا خلال مخاطبته ضباط وجنود منطقة أم درمان العسكرية بسلاح المهندسين جنوبي المدينة، الأحد، لعدم تصديق الأحاديث الداعية للتفاوض في وسائل الإعلام، لافتًا إلى أن أية جهة لديها رؤية أو تفاوض أو نقاط بأنها لا تعنيهم في شيء.
وظل الجيش السوداني مسيطرًا على منطقة أم درمان العسكرية جنوب المدينة منذ اندلاع الحرب رغم الحصار الذي ضربته عليها قوات الدعم السريع وتمكن الجيش من فكه في مارس الماضي عندما ربطها بمنطقة كرري العسكرية الواقعة أقصى شمالي المدينة.
وقال العطا إن هدفهم «السلام لأرضنا.. السلام بدحر واستسلام الدعم السريع.. وأن السلام يتم بمحاكمة كل من ارتكب جريمة وتقديمه لمحكامة عادلة»، مشددًا على أنهم لا يحاربون قبيلة، وإنما يحاربون الدعم السريع.
وأكد العطا أنهم لن يؤجلوا الحرب، بهدنة أو تفاوض، موضحًا أن ذلك يؤجل الحرب لسنة أو سنتين، مشددًا على أنهم سيستمرون فيها مرة واحدة للانتهاء من هذا الكابوس، على حد تعبيره.
كما قال العطا إنهم سيذهبون قريبًا إلى القيادة العامة للجيش بوسط العاصمة السودانية الخرطوم والتي ظلت محاصرة منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 بواسطة قوات الدعم السريع.
حميدتي يتهم الجيش بالانسحاب من اتفاق المنامة
من جانبه، قال قائد قوات السريع، محمد حمدان دقلو «حمديتي» في تسجيل صوتي، أمس، بمناسبة عيد الأضحى، إنهم ذهبوا إلى جدة من أجل إنهاء الحرب وإنهاء معاناة المواطنين، على حد قوله.
كما أشار إلى مشاركتهم في مفاوضات المنامة وقال إنهم وقعوا فيها على اتفاق مبادئ وما أسماها أسس الحل بحضور دول، متهمًا ممثل الجيش بالتغيب قبل يوم من مناقشة مسودة اتفاق لوقف العدائيات.
وفي فبراير الماضي أشارت تقارير صحفية محلية ودولية إلى انخراط الجيش بقيادة شمس الدين الكباشي والدعم السريع بقيادة عبد الرحيم دقلو في مفاوضات سرية بالعاصمة البحرينية المنامة، لكنها سرعان ما انهارت.
وبعد أقل من شهر على اندلاع الحرب، وقع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 11 مايو 2023 إعلان جدة بوساطة من الرياض و واشنطن قبل أن يتم التوقيع على تفهامات أخرى في جدة في نوفمبر الماضي، لكن جميعها لم تكلل بالنجاح.