6 يوليو 2024 – بدأ الفرقاء السودانيون، السبت، من دون مشاركة الجيش وقوات الدعم السريع، اجتماعات في العاصمة المصرية القاهرة، تستمر ليومين وسط اشتداد حدة الصراع العسكري في البلاد، في محاولة لتوحيد الرؤي لإنهاء الحرب، في وقت دعا وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، لوقف فوري ومستدام للعمليات العسكرية في السودان.
وكان وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، قد افتتح اليوم مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية بحضور ممثلي القوى السودانية والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الفاعلة وذات الاهتمام بملف السودان.
وقال المتحدث الرسمي باسم بوزارة الخارجية، أحمد أبو زيد، بأن وزير الخارجية المصري أكد في كلمته الافتتاحية للمؤتمر على خطورة الأزمة الراهنة التي يواجهها السودان.
وأوضح أن النزاع الراهن في السودان هو قضية سودانية بالأساس، مشيرًا إلى أن أي عملية سياسية مستقبلية ينبغي أن تشمل كافة الأطراف الوطنية الفاعلة على الساحة السودانية.
وأضاف الوزير المصري أن تداعيات الأزمة الكارثية تتطلب الوقف الفوري والمستدام للعمليات العسكرية حفاظاً على مقدرات الشعب السوداني ومؤسسات الدولة، بما يتيح الاستجابة الإنسانية الجادة والمنسقة والسريعة من كافة أطراف المجتمع الدولي، والتوصل لحل سياسي شامل يستجيب لآمال وتطلعات الشعب السوداني.
وشدد وزير الخارجية على أن بلاده ستستمر في بذل كل ما في وسعها بالتعاون مع كافة الأطراف لوقف نزيف الدم السوداني والحفاظ على مكتسبات شعب السودان، والمساعدة في تحقيق تطلعات شعبه.
وأكد أن أي حل سياسي حقيقي للأزمة في السودان لابد وأن يستند إلى رؤية سودانية خالصة تنبع من السودانيين أنفسهم، ودون إملاءات أو ضغوط خارجية وبتسهيل من المؤسسات الدولية والإقليمية، وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والدول الشقيقة والصديقة المهتمة بالسودان.
ونوه عبد العاطي بأن النزاع الراهن هو قضية سودانية بالأساس، وبأن أي عملية سياسية مستقبلية ينبغي أن تشمل كافة الأطراف الوطنية الفاعلة على الساحة السودانية، وفي إطار احترام مبادىء سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شئونه الداخلية، والحفاظ على الدولة ومؤسساتها.
وشدد على أهمية وحدة القوات المسلحة السودانية لدورها في حماية السودان والحفاظ على سلامة مواطنيه، مؤكدا أن استضافة بلاده لهذا المؤتمر تعد استكمالاً لجهودها ومساعيها لوقف الحرب في السودان، وفي إطار من التعاون والتكامل مع جهود الشركاء الإقليميين والدوليين، لاسيما دول جوار السودان، وأطراف مباحثات جدة، والأمم المتحدة، والإتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة الإيجاد.
الفرقاء السودانيون يبدأون اجتماعات في القاهرة وسط اشتداد حدة الصراع العسكري بالبلاد
وكانت الحكومة المصرية قد قدمت دعوات لأطياف واسعة من القوى السياسية والعسكرية، لم تشمل الإسلاميين والجيش وقوات الدعم السريع، لبحث كيفية إنهاء الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية لملايين السودانيين.
وتضم الاجتماعات بشكل أساسي مكونات تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم والكتلة الديمقراطية التي تضم أحزابًا وحركات مسلحة، وهي الأطراف التي تتخذ مواقف سياسية متباينة بشأن الحرب الدائرة في البلاد للشهر الخامس عشر على التوالي.
وبداية من أمس بدأت الوفود المشاركة في مؤتمر القوى السياسية والمدنية والمجتمعية الذي تنظمه وزارة الخارجية المصرية من أجل الوصول إلى توافق وطني عريض وسبل إيقاف الحرب وتحقيق السلام، التوافد على العاصمة المصرية القاهرة، حيث وصل رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية تقدم عبد الله حمدوك.
كمأ أعلنت حركة جيش تحرير السودان، بقيادة حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، أنه غادر إلى العاصمة المصرية القاهرة، أمس في إطار البحث الدائم للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد.
وقال مناوي «نتطلّع خلال هذا المؤتمر إلى ايجاد حلول جذرية للأزمة السياسية الراهنة بالبلاد مع التركيز على ايصال المساعدات الإنسانية.. نأمل ان تكون خطوة نحو الاتجاه الصحيح لإنهاء الحرب ومعاناة الشعب السوداني».
وتقاتل حركات جيش تحرير السودان بقيادة مناوي والعدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم وحركة تحرير السودان بقيادة مصطفى تمبور والحركة الشعبية – شمال بقيادة مالك عقار،إلى جانب الجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع بولايات: الخرطوم، الجزيرة، القضارف سنار وشمال دارفور.
وكانت القاهرة صاحبة التفوذ الكبير على الخرطوم قد استضافت في يوليو الماضي مؤتمر دول جوار السودان بمشاركة الدول السبع المجاورة للبلاد والتي تستضيف جميعها آلاف اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب.
وغداة تقديمها دعوات المشاركة عبرت القاهرة عن تطلعها لمشاركة كافة القوى السياسية المدنية السودانية والشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين و«تكاتف الجهود من أجل ضمان نجاح المؤتمر في تحقيق تطلعات الشعب السوداني».