«بيم ريبورتس» ترصد أبرز أحداث سنة طويلة من الصراع المدمر في السودان

مع نهاية عام 2024 تقدم بيم ريبورتس رصدًا موجزًا لأبرز الأحداث السياسية والإنسانية والعسكرية التي وقعت على مدار الـ12 شهرًا الماضية ونقلت الصراع المسلح في السودان إلى مستويات غير مسبوقة، بما في ذلك إعلان المجاعة في خمس مناطق وإجراء امتحانات الشهادة الثانوية وإعلان مجموعات في تنسيقية القوى الديمقراطية تقدم اعتزامهم تشكيل (حكومة سلام) في مناطق سيطرة الدعم السريع.

أيضًا شهد عام 2024 انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان ضد المدنيين بما في ذلك عمليات اغتصاب وقتل جماعي وتهجير قسري للسكان من قوات الدعم السريع وسقوط مئات الضحايا في قصف للطيران الحربي التابع للجيش. كذلك فرضت دول غربية عقوبات على قادة عسكريين في الجيش والدعم السريع. كما فرضت الأمم المتحدة عقوبات على قائدين بالدعم السريع للمرة الأولى منذ اندلاع الصراع.

أبرز الأحداث السياسية في 2024

سياسيًا، شهد الثاني من يناير 2024 توقيع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم إعلانًا سياسيًا مع قوات الدعم السريع لحماية المدنيين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وقع عن تقدم رئيسها عبد الله حمدوك والجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن قوات الدعم السريع.

 ومن ضمن أبرز الأحداث السياسية أيضًا تجميد السودان عضويته في الهيئة الحكومية للتنمية (ايغاد).

وفي ولاية الجزيرة أعلنت الدعم السريع عن تأسيسها إدارة مدنية في أواخر مارس وفي نوفمبر دعت إلى حكم لا مركزي وتأسيس جيش جديد.

أيضاً أقامت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) مؤتمرها التأسيسي  في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لمناقشة النظام الأساسي وإجازة الرؤية السياسية والهيكل التنظيمي.

وفي ديسمبر 2024 أقامت التنسيقية المدنية اجتماعات الهيئة القيادية التي وقفت على العمل التنظيمي الداخلي بمدينة عنتيبي الأوغندية. 

كذلك من الأحداث دعوة واشنطن للجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى محادثات سلام جديدة في العاصمة السويسرية جنيف بهدف إنهاء النزاع في السودان، وانطلاقها في منتصف أغسطس في ظل غياب وفد الجيش السوداني.

واختتمت مفاوضات جنيف بفشلها في التوصل لوقف إطلاق النار مع أخذها ضمانات من الطرفين بفتح ممرات آمنة لمرور المساعدات الإنسانية.

وفي ديسمبر 2024 عرض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وساطة بلاده لحل الخلاف بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة.

أبرز الأحداث العسكرية في 2024

عسكرياً أعلنت حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي رسميا انخراطها في قتال قوات الدعم السريع.

أيضاً أعلن الجيش السوداني بسط سيطرته على أحياء أبوروف وبيت المال بوسط أم درمان وتطويق قوة الدعم السريع المتمركزة داخل مباني الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.

ليعلن الجيش رسمياً بتاريخ 12 مارس في تطور ميداني لافت سيطرته على مقر الإذاعة والتلفزيون الرسمي للبلاد في منطقة أم درمان وربطه قواته في شمال وجنوب أم درمان.

وفي شهر أبريل برزت حرب المسيرات على المدن التي يسيطر عليها الجيش حيث تمت مهاجمة إفطار نظمته مجموعة لواء البراء بن مالك المحسوبة على الإسلاميين بواسطة طائرة مسيرة في مدينة عطبرة خلف قتلى ومصابين.

لكنها لم تقف على ذلك بل تواصلت في عطبرة حتى نوفمبر 2024 وفي مناطق أخرى بولاية النيل الأبيض والولاية الشمالية وفي الفاشر بشكل دائم ومستمر.

أما الدعم السريع فقد سيطرت على عدد من المدن ابتداءً من محلية مليط بولاية شمال دارفور في أبريل ومدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان في يونيو. وفي ولاية سنار تمكنت من السيطرة على منطقة جبل موية الاستراتيجية بعد معارك مع الجيش بولاية سنار لتسقط مدينة سنجة عاصمة الولاية تحت يدها كذلك دون قتال.

وفي يوليو سيطرت الدعم السريع كذلك على مدينتي الدندر والسوكي بولاية سنار بالإضافة إلى مدينة الميرم الحدودية مع جنوب السودان، بعد معركة عنيفة مع قوات الجيش السوداني المتمركزة، في مقر اللواء 92 مشاة التابع للفرقة 22 بابنوسة.

 الجيش السوداني من جانبه بدأ تنفيذ عملية عسكرية واسعة في مدن ولاية الخرطوم الثلاث (الخرطوم، أم درمان، الخرطوم بحري)، في 26 سبتمبر شاركت فيها قوات برية وجوية وبحرية تقدم خلالها عبر 3 جسور تربط مدن العاصمة، نحو أهداف قوات الدعم السريع على مواقع مهمة بوسط الخرطوم وسيطر على مدينة الحلفايا ببحري.

وفي أكتوبر استعاد الجيش السوداني منطقة جبل موية الاستراتيجية وأعقبها باستعادة مدينتي الدندر والسوكي في تمدد جديد بولاية سنار وأتبعها باستعادة السيطرة على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار في نوفمبر.

في 20 أكتوبر وفي أعقاب انضمام قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبوعاقلة كيكل، للجيش شنت قوات الدعم السريع عمليات عنف واسعة ضد المدنيين في مدينة الهلالية ومحليات أخرى بشرق الجزيرة ما أدى مقتل وجرح المئات وتشريد عشرات الآلاف.

أبرز الأحداث الإنسانية في 2024

إنسانياً، ظلت قضية المساعدات الإنسانية وفتح المعابر مثار جدل طوال العام من قبل المنظمات الحقوقية المحلية والخارجية وداخل أروقة الأمم المتحدة بشأن السودان، حيث أغلق السودان معبر أدري الحدودي في فبراير بسبب اتهامه لدولتي الإمارات وتشاد ليفتح تحت الضغط الأممي في أغسطس لمدة 3 أشهر قبل أن يعلن تمديد الفترة توجت بإيصال مساعدات انسانية إلى معسكر زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور بعد إعلان المجاعة فيه بالإضافة إلى مناطق أخرى في جنوب كردفان وفي ولايتي وسط وجنوب دارفور.

وكان تقرير عالمي للجنة مراجعة المجاعة في التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي قد كشف عن تفشي المجاعة في مخيم زمزم للنازحين، وفي ديسمبر أصدرت نفس اللجنة تقريرًا جديدًا يتحدث عن اتساع المجاعة إلى خمس مناطق أخرى بحلول مايو 2025.

لكن الحكومة السودانية ظلت تنفي بشكل مستمر صحة هذه التقارير وأعلنت خروجها من المرصد العالمي على خلفية هذه التقارير.

وفي ديسمبر 2024 استقبلت العاصمة الخرطوم أول مساعدات إنسانية بعد 20 شهرًا من الحرب.

أبرز الأحداث الصحية في 2024

صحياً زار مدير منظمة الصحة العالمية  السودان وتوقع أن يواجه 25.6 مليون شخص في السودان أي أكثر من نصف عدد السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.فيما كشف عن وضع صحي متردي في البلاد في ظل اهمال أممي.وتدمر القطاع الصحي خاصة في الخرطوم ومدينة الفاشر ولاية الجزيرة.

أيضاً تفشت الوبائيات والأمراض بينها الكوليرا وحمى الضنك خاصة في شرق السودان.

أبرز الأحداث الثقافية في 2024

في الثقافة شيع السودان عددًا من الشعراء والفنانين أبرزهم الشاعر والدبلوماسي السوداني، محمد المكي إبراهيم، والأديب والمفكر السوداني القانوني كمال الجزولي، والشاعر والكاتب المسرحي هاشم صديق.

أبرز العقوبات الدولية المتعلقة بالسودان في 2024

دولياً صدرت عدد من العقوبات على قادة في قوات الدعم السريع وأفراد في الجيش وشركات تابعة لهم.حيث قام مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لوزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات على قائدين عسكريين بالدعم السريع هما علي يعقوب جبريل وعثمان محمد حامد محمد (عثمان عمليات).

أيضاً فرض الإتحاد الأوروبي عقوبات على ستة كيانات ضالعة في الحرب في السودان قال إنها مسؤولة عن دعم الأنشطة التي تقوض الاستقرار والانتقال السياسي في السودان.

أيضاً فرضت واشنطن عقوبات على شقيق حميدتي القوني حمدان دقلو  لدوره في تأجيج الحرب.

كذلك فرض مجلس الأمن الدولي لأول مرة أول عقوبات على قادة في الدعم السريع وهما (عبد الرحمن جمعة بارك الله القائد بغرب دارفور و قائد عمليات الدعم السريع عثمان محمد حامد محمد)  لتورطهما في أعمال عنف بغرب دارفور.

كما فرضت واشنطن عقوبات على مدير شركة الصناعات الدفاعية التابعة للجيش السوداني على خلفية إبرام 8 صفقات سلاح مع إيران وروسيا.

أبرز الأحداث الدبلوماسية في 2024

دبلوماسياً تواصل التوتر بين السودان ودولة الإمارات على خلفية اتهام الحكومة السودانية أبو ظبي بدعم قوات الدعم السريع ومدها بالسلاح والعتاد، في وقت أثبتت عدد من التقارير الصحفية والأممية ذلك غير أن أبو ظبي ظلت تنفي حتى أمام مجلس الأمن تورطها في أي عمل غير الأعمال الإنسانية في السودان.

وشاركت الإمارات في مباحثات جنيف بشأن السودان كما أصدرت عدد من البيانات بخصوص قلقها من الوضع في السودان.

أما دولة تشاد فقد برز الإحتجاج السوداني على دورها في الحرب وفق ما يقول الجيش بإبعاد السودان قادة دبلوماسيين واتهامها بشكل مباشر في بيانات من الخارجية السودانية بدعم الدعم السريع لكنها ظلت تنفي ذلك ط، وتأثر من التصعيد بين البلدين 13 ألف سوداني كان من المقرر أن يجلسوا لامتحانات الشهادة الثانوية في منطقة ابشي.

أما جمهورية مصر العربية فظلت مشددة على موقفها بدعم الجيش السودان واعترافها به وتسمية الدعم السريع بالمليشيات فيما خرج قائد قوات الدعم السريع حميدتي واتهمها بدعم الجيش في معركة جبل موية.

أما إثيوبيا أعلنت عن دخول اتفاقية الإطار التعاوني لحوض النيل “عنتيبي” حيز التنفيذ رغم اعتراضات السودان ومصر.

بينما الجارة جنوب السودان ظلت تجري مباحثات مع الطرفين بشأن حقول البترول في السودان بينما يتهم الجيش مقاتلين جنوب سودانيين بالمشاركة مع الدعم السريع في القتال.

كما برزت دولة كولومبيا بمشاركة أفراد منها في القتال مع الدعم السريع وفق ما أعلنت القوة المشتركة في دارفور بنشر هوياتهم وجوازات سفرهم فيما قالت الحكومة السودانية إن الحكومة الكولومبية قدمت اعتذارًا لها على مشاركتهم. 

أبرز الأحداث الاقتصادية في 2024

اقتصادياً أعلنت شركة حكومية عن أن قيمة تصدير الذهب خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2024 بلغت 1.5 مليار دولار.

أيضاً  أعلن مجلس الوزراء السوداني عن اجازته أهداف وسمات الموازنة الطارئة للعام 2025 وموجهات إعدادها.

كما برزت قضية استبدال العملية بإعلان بنك السودان المركزي عن طرح ورقة نقدية جديدة من فئة 1000 وسحب القديمة تدريجياً وسط اعتراضات من القرار وتأثيراته على وحدة السودان.

وكان تقرير عالمي للجنة مراجعة المجاعة في التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي قد كشف عن تفشي المجاعة في مخيم زمزم للنازحين، وفي ديسمبر أصدرت نفس اللجنة تقريرًا جديدًا يتحدث عن اتساع المجاعة إلى خمس مناطق أخرى بحلول مايو 2025.

لكن الحكومة السودانية ظلت تنفي بشكل مستمر صحة هذه التقارير وأعلنت خروجها من المرصد العالمي على خلفية هذه التقارير.

وفي ديسمبر 2024 استقبلت العاصمة الخرطوم أول مساعدات إنسانية بعد 20 شهرًا من الحرب.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع