27 مارس 2025 – أعلنت المعارضة في جنوب السودان عن أن اتفاق السلام مع الحكومة أصبح ملغيً بعد اعتقال السلطات الأمنية النائب الأول لرئيس الجمهورية، ريك مشار من منزله أمس، فيما حذرت المنظمة الحكومة المعنية بالتنمية «إيقاد» في بيان اليوم من عودة البلاد إلى صراع عنيف.
وتوتر الوضع في دولة جنوب السودان بعد اندلاع احتجاجات في بعض المناطق، أبرزها مدينة «ناصر» بولاية أعالي النيل والعاصمة جوبا التي جرت فيها اعتقالات لقادة في المعارضة، وذلك في أعقاب احتجاز السلطات نائب رئيس هيئة الأركان غابرييل دوب لام، من قبل رئيس هيئة أركان الجيش.
وأدانت الحركة الشعبية المعارضة في جنوب السودان، الأربعاء، اعتقال النائب الأول لرئيس الجمهورية ريك مشار، مشيرة إلى أنه يعد انتهاكًا صريحًا للدستور واتفاق السلام المنشط، قبل أن تعلن أن اتفاق السلام أصبح ملغيًا.
وفي سبتمبر 2018 وقعت الحكومة بقيادة الرئيس سلفا كير والمعارضة المسلحة بقيادة رياك مشار، بالإضافة إلى أطراف سياسية أخرى، على اتفاقية سلام لحل النزاع في جنوب السودان، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا لكن الأحداث الأخيرة في الجنوب أثرت على سير الاتفاقية.
نائب رئيس الحركة: اعتقال مشار يؤدي فعليًا لانهيار اتفاق السلام
وشددت المعارضة في بيان ممهور بتوقيع نائب رئيس الحركة أويت ناثانيال على أن الهجمات المستمرة على مواقعها تُشكّل انتهاكًا خطيرا وانهيار لاتفاق وقف إطلاق النار الدائم واتفاق وقف الأعمال العدائية لعام 2017. مضيفًا: «يُؤدي اعتقال واحتجاز الدكتور ريك مشار فعليًا إلى انهيار الاتفاقية».
وأكد أنه تم وضع رئيس الحركة والنائب الأول لرئيس الجمهورية ريك مشار قيد الإقامة الجبرية من قبل الرئيس سلفا كير ميارديت.
كما وضعت وزيرة الداخلية أنجلينا تينج قيد الإقامة الجبرية وجميع مرافقي النائب الأول لرئيس الجمهورية، مشيرًا إلى أنهم نقلوا إلى أماكن منفصلة.
ودعت الحركة إيقاد وأعضاء والاتحاد الإفريقي، ومجموعة الدول الخمس دائمة العضوية، والأمم المتحدة، إلى حماية اتفاق السلام في جنوب السودان وضمان سلامة أعضاء الحركة والإفراج الفوري عنهم.
كما دعت أعضاء الحركة وعامة الشعب إلى التحلي بالصبر والهدوء واليقظة، في ظل الجهود الدبلوماسية المبذولة لضمان إطلاق سراح النائب الأول لرئيس الجمهورية بحسب ما ذكرت.
انتهاك صريح للدستور واتفاق السلام
من جانبه، اعتبر رئيس اللجنة القومية للعلاقات الخارجية المكلف، ريث موج تانق، في بيان إن اعتقال مشار يعد انتهاك صريح للدستور واتفاقية السلام المنشطة.
وأضاف «لا توجد تدابير قانونية اتبعت مثل رفع حصانته» ومشددًا على ان عتقال النائب الأول للرئيس من غير إجراء قانوني متبع يعد تقويضً لحكم القانون ومهدد لاستقرار الأمة.
وحمل الرئيس سلفا كير مسؤولية الخرق الذي وصفه بالمتهور لاتفاق السلام كما دعا المجتمع الإقليمي والدولي للتدخل السريع لمنع أي تصعيد جديد.
والثلاثاء قبل الماضي أعلنت الحركة الشعبية في المعارضة عن تجميد نشاطها فوريًا في لجان اتفاق السلام مع الحكومة مشترطة إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وإنهاء تقييد حركة مشار.
وكانت القمة الاستثنائية الثالثة والأربعون لرؤساء دول وحكومات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية «إيقاد» التي تم عقدها في 12 مارس الجاري قد أكدت على أن اتفاق السلام المُعاد تنشيطه لعام 2018، هو حجر الزاوية في عملية السلام بجنوب السودان.