«عقار»: دولة ما بعد الاستقلال أخفقت تمامًا في مخاطبة القضايا التأسيسية

16 مايو 2025 – قال قائد الحركة الشعبية -شمال «الحبهة الثورية»، ونائب رئيس مجلس السيادة الحاكم في السودان، مالك عقار، الجمعة، إن الحرب خلقت وضعًا يستدعي الرجوع إلى «منصة التأسيس بجدية وبنظرة ثاقبة لتأسيس الدولة السودانية» ومعالجة ما أسماه الاختلال الهيكلي في دولة ما بعد الاستقلال.

وأشار عقار إلى أن -دولة ما بعد الاستقلال- أخفقت تمامًا في مخاطبة القضايا التأسيسية والمبادئ الدستورية وأسس بناء دولة المواطنة والتوافق على صيغة دستورية واضحة لإدارة السودان المتنوع وإعادة تعريف المؤسسات التي تتولى مهام إدارة السلطة وتصريف الموارد نيابة عن الشعب.

واندلعت أول حرب داخلية في البلاد في 18 أغسطس 1955 في توريت بجنوب السودان قبل أشهر قليلة من استقلال البلاد في 1 يناير 1956 ومن ثم توالت الحروبات في هذا البلد.

ودعا عقار في كلمة له بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لتأسيس الحركة الشعبية، بقيادة جون قرنق، في 16 مايو 1983، والتي قاتلت الحكومات السودانية المتعاقبة، وانقسمت إلى شمال وجنوب بعد استقلال جنوب السودان في 9 يوليو 2011، إلى تعريف العلاقة بين الدين والدولة والهوية والنمط التنموي والعلاقات الخارجية في البلاد.

ولفت إلى ضرورة النظر في شكل ونظام الحكم، خاصة العلاقة بين المركز والأقاليم، وقسمة السلطة والموارد وتعريف المؤسسات السلطوية.

وقال إن الأحداث السياسية والأمنية الجارية -تدفعنا للبحث معًا- عن وصفة سودانوية لمعالجة قضايا الحقوق والحريات السياسية والمدنية ومخاطبة بناء مؤسسات دولة السلام والمواطنة المتساوية والتنمية العادلة للريف والمدينة عبر تنفيذ اتفاق سلام جوبا، داعيًا للتمسك به.

وأضاف عقار أن الحديث عن بناء السودان الجديد يعني العدالة الاجتماعية واصفًا إياها بأنها أيديولوجية المساواة الاقتصادية والاجتماعية ودولة المواطنة بلا تمييز والتي قل إنها تهدف إلى استبدال منهاج إدارة التنوع السوداني القائم حاليًا بمنهج جديد يحقق الاستقرار والوحدة الوطنية.

تقييم تنفيذ اتفاق سلام جوبا

من ناحية أخرى، أكد عقار عدم وجود إمكانية في الوقت الحالي لتقييم تنفيذ اتفاق سلام جوبا بشكل كامل، بسبب دخول البلاد، في ما أسماها حرب الاستعمار الاستيطاني.

وفي 3 أكتوبر 2020 وقعت الحكومة السودانية وفصائل مسلحة كانت تقاتل الجيش في كردفان ودارفور والنيل الأزرق اتفاق سلام جوبا. لكن بعد اندلاع الحرب تحالفت أطراف الاتفاق مع الطرفين المتقاتلين الجيش والدعم السريع.

وأوضح عقار أن بعض بنود اتفاق سلام جوبا حدث فيها تقدم، فيما لم تبارح بنود أخرى مكانها، لافتًا إلى أن هناك مساعٍ جارية لإحياء إجراءات تنفيذ اتفاق سلام جوبا، باعتبار أن الحرب شكلت وضعًا جديدًا فيه تهديد مباشر لوجود الدولة السودانية على الخارطة.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع