18 يونيو 2025 – أكدت منظمة أطباء بلا حدود، الأربعاء، وصول وباء الكوليرا إلى إقليم دارفور لأول مرة منذ اندلاع النزاع في البلاد قبل أكثر من سنتين.
ويمثل ظهور الكوليرا في دارفور امتدادًا لموجة وبائية أوسع اجتاحت أجزاء من السودان في الأشهر الماضية، خاصة العاصمة الخرطوم، حيث سُجلت مئات الوفيات نتيجة إصابات مشابهة.
ووصفت المنظمة في بيان الوضع بالتطور المقلق للغاية في منطقة تعاني من ضعف البنية التحتية الصحية وافتقار واسع للمياه النظيفة والصرف الصحي، وتضم أعدادًا كبيرة من النازحين.
وقالت المنظمة إن ولاية جنوب دارفور تُعد الأكثر تضررًا حتى الآن، حيث سجل مستشفى نيالا التعليمي، أحد المرافق التي تدعمها المنظمة، نحو 250 حالة إصابة منذ 27 مايو الماضي.
وتعتبر نيالا معقل قوات الدعم السريع في دارفور إذ تسيطر عليها منذ أواخر أكتوبر 2023 فيما أنشأت إدارة مدنية هناك.
وأضافت المنظمة أن فرقها تعمل بالتنسيق مع وزارة الصحة في الولاية، وتدير نقاطًا لتوزيع السوائل داخل الأحياء السكنية، كما افتتحت مؤخرًا مركزًا جديدًا لعلاج الكوليرا في مستشفى النهضة بنيالا.
وأشارت أطباء بلا حدود إلى أنها تقدّم أيضًا الرعاية الصحية المنقذة للحياة في غرب دارفور، وأبدت استعدادها لتوسيع نطاق تدخلاتها بناءً على تطورات انتشار المرض.
كما دعت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى إلى التحرك العاجل، وتوفير التمويل والإمدادات الكافية، بالإضافة إلى إرسال طواقم إضافية، خاصة إلى المناطق المتأثرة في جنوب دارفور.
تصاعد في الإصابات والوفيات
وبحسب وزارة الصحة في ولاية جنوب دارفور، فقد بلغ العدد التراكمي لحالات الإصابة بالكوليرا حتى 17 يونيو 184 إصابة مؤكدة، بينها 16 حالة وفاة.
وسُجلت الحالات في أربع محليات، بينها نيالا شمال التي تصدرت قائمة المناطق الأكثر تضررًا بـ108 حالات، تليها محلية بليل بـ53 حالة، ونيالا جنوب بـ23 حالة، فيما سجلت حالة واحدة في محلية نتيقة.
وفي تقريرها الصادر الثلاثاء، أوضحت إدارة الطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة أن اليوم نفسه شهد تسجيل 6 إصابات جديدة، من بينها حالتا وفاة.
وتوزعت الإصابات على أحياء في محلية نيالا شمال مثل حي الرياض غرب وحي المهندسين، بالإضافة إلى حي الجير شمال في نيالا جنوب، ومعسكر كلمة (سنتر 1) بمحلية بليل.
وكانت السلطات الصحية قد أعلنت في الأول من يونيو حالة الطوارئ الصحية عقب رصد تفشي المرض في أربع محليات بولاية جنوب دارفور.