Tag: بيم ريبورتس

ما حقيقة التصريح المنسوب إلى كباشي بشأن عدم رغبة الجيش في التحرك نحو الفاشر؟

ما حقيقة التصريح المنسوب إلى كباشي بشأن عدم رغبة الجيش في التحرك نحو الفاشر؟

 

تداولت حسابات على منصة «فيسبوك» تصريحًا منسوبًا إلى نائب القائد العام للقوات المسلحة السودانية شمس الدين كباشي، يقول فيه لمَن يريد الذهاب إلى الفاشر: «اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا هاهنا قاعدون»، في إشارة إلى أنّ الجيش لا يرغب في التحرك لفك الحصار عن مدينة الفاشر التي تشهد هجمات مكثفة من «الدعم السريع» بهدف السيطرة عليها – بحسب الادعاء.

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي:

«من يريد الذهاب إلى الفاشر نقول له: اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا هاهنا قاعدون.»

الصفحات التي تداولت الادعاء :

للتحقق من صحة الادعاء، بحث «مرصد بيم» في صفحتي القوات المسلحة السودانية على منصتي «فيسبوك» و«إكس»، ولم يجد فيهما ما يدعم صحة الادعاء.

كما أجرى فريق المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية المرتبطة بالادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تؤكد صحة التصريح المنسوب إلى كباشي في أيّ مصدر رسمي أو موثوق.

ويأتي تداول الادعاء في أعقاب اجتياح قوات الدعم السريع «معسكر زمزم» للنازحين، بعد هجمات عديدة شنتها على المعسكر ومدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور التي تشهد، منذ أسابيع، تصعيدًا عسكريًا من قبل «الدعم السريع».

الخلاصة:

الادعاء مفبرك؛ إذ لم يرِد في صفحات الجيش السوداني على مواقع التواصل الاجتماعي أو في أيّ منصة رسمية، كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

ما حقيقة تبرؤ كباشي من تصريحات العطا بشأن الإمارات وتشاد؟

ما حقيقة تبرؤ كباشي من تصريحات العطا بشأن الإمارات وتشاد؟

تداولت حسابات على منصة «فيسبوك» تصريحًا منسوبًا إلى نائب قائد الجيش السوداني الفريق شمس الدين كباشي، يتبرأ فيه من تصريحات الفريق ياسر العطا الأخيرة بشأن دولتي الإمارات وتشاد.

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي:
«شمس الدين كباشي : تصريحات ياسر العطا وتهديده لدولة الإمارات ودولة تشاد تصريح يخصه ولا يمثل أخلاقيات القوات المسلحة».

بعض الحسابات والمجموعات التي تداولت الادعاء:

1

قناة الجاهزية Aljahizia

(39) ألف متابع

2

متداول الأن

(107) ألف متابع

3

صفحة اخبار توماي & تشاد

(103) ألف متابع

4

لمة أبناء الوطن تشاد 

(21.3) ألف عضو

للتحقق من صحة الادعاء، بحث «مرصد بيم» في صفحتي القوات المسلحة السودانية ومجلس السيادة على «فيسبوك»، ولم يجد فيهما ما يدعم صحة الادعاء.

ولمزيدٍ من التحقق، بحث فريق المرصد عن أيّ مقابلات أجراها كباشي مؤخرًا، ولم يجد أيّ تقارير صحفية أو مقابلات تتضمن تصريحًا من كباشي يتعلق بياسر العطا.

وكان العطا قد هاجم دولتي الإمارات وتشاد الأحد الماضي، في مخاطبة خلال زيارته أسرة أحد شهداء الجيش السوداني، قائلًا إن مطاريْ «أنجمينا» و«أم جرس» التشاديين أهداف مشروعة للقوات المسلحة السودانية.

الخلاصة

التصريح مفبرك؛ إذ لم يعثر فريق المرصد في أيّ مصادر رسمية أو موثوقة على تصريح بهذا المضمون عن كباشي، كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

ما حقيقة قرار الحكومة التشادية بطرد طاقم السفارة السودانية من أراضيها؟

ما حقيقة قرار الحكومة التشادية بطرد طاقم السفارة السودانية من أراضيها؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» و«إكس» ادعاءً يفيد بطرد الحكومة التشادية الطاقمَ الدبلوماسي للسودان من أراضيها، وإمهالهم 72 ساعة للمغادرة.

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي:

«قررت الحكومة التشادية طرد طاقم السفارة السودانية من أراضيها، و أخطرت السفارة و البعثة الدبلوماسية بأنهم أشخاص غير مرغوب بوجودهم على أراضيها، وامهلتهم 72 ساعة للمغادرة.»

بعض الحسابات والمجموعات التي تداولت الادعاء:

1

الخرطوم الان

(480) ألف متابع

  2 

الخرطوم مقبرة الجنجويد

(409) ألف متابع

3

أمدرمان

(118) ألف متابع

للتحقق من صحة الادعاء، بحث «مرصد بيم» في موقع وزارة الخارجية التشادية، وفي حساب الوزارة الرسمي على منصة «فيسبوك»، ولم يجد فيهما ما يدعم صحة الادعاء.

ولمزيدٍ من التحقق، بحث فريق المرصد في موقعي وكالة السودان للأنباء ووزارة الخارجية السودانية، ولم يجد فيهما أيضًا أيّ محتوى يتعلق بالادعاء المذكور.

كما أجرى فريق المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تُثبت صحة الادعاء.

وكانت الخارجية التشادية، قد نددت، في بيان، بالأمس، بتصريحات مساعد القائد العام للقوات المسلحة ياسر العطا بأنّ مطاري «أنجمينا» و«أم جرس» أهداف مشروعة للجيش السوداني. وقال البيان: «تأتي هذه التصريحات من مسؤول سوداني كبير في الوقت الذي تقف فيه تشاد موقف المحايد في الصراع بين السودانيين والتزامها باحترام القانون الدولي».

الخلاصة

الادعاء مفبرك؛ إذ لم يرِد في الموقع الرسمي للخارجية التشادية ولا في صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، ولم يرد أيضًا في موقع وكالة السودان للأنباء أو الخارجية السودانية، كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

ما حقيقة الفيديو المتداول على أنه يوثق سيطرة الجيش على مطار الخرطوم؟

ما حقيقة الفيديو المتداول على أنه يوثق سيطرة الجيش على مطار الخرطوم؟

تداولت حسابات على منصتي «فيسبوك» و«إكس» مقطع فيديو يُظهر عناصر من الجيش السوداني داخل بناية، مرفقًا بادعاء يفيد بأنه يوثّق لحظة دخولهم إلى «صالة الوصول» في مطار الخرطوم الدولي، عقب استعادته من قبضة «الدعم السريع».

وجاء نص الادعاء كالآتي:

 «الله اكبر الله اكبر.. تسجيل دخول قواتنا المسلحة مطار الخرطوم. صالة الوصول».

بعض الحسابات والمجموعات التي تداولت الادعاء:

1

اخبار الحاج يوسف وشرق النيل 

(295) ألف عضو

2

خوازيق البلد

(148) ألف متابع

3

أخبار السودان الآن من كل المصادر

(263) ألف متابع

4

Sadoosh 

(12.5) ألف متابع

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى «مرصد بيم» بحثًا عكسيًا عن الفيديو المتداول؛ وبتحليل الأدلة البصرية في المقطع، بما في ذلك تصميم البناية والأعمدة الزرقاء المميزة والسلم الكهربائي، تبيّن أنه لا صلة له بمطار الخرطوم الدولي. وأظهرت عمليات المطابقة مع صور أخرى، أنه مصوَّر من داخل فندق «كورنثيا»، المعروف باسم «برج الفاتح»، والمطل على شارع النيل بوسط العاصمة الخرطوم، وليس من صالة القادمين بالمطار كما ورد في الادعاء.

صورة (١) لفندق «كورنثيا» على خرائط «قوقل»: تظهر الأعمدة الزرقاء
صورة (٢) لفندق «كورنثيا» على خرائط «قوقل»: يظهر السلم الكهربائي

كما أجرى فريق المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، لكنه لم يعثر على أيّ بيان رسمي في صفحة القوات المسلحة السودانية أو أيّ تصريح من الناطق الرسمي باسم الجيش، يؤكد استعادة السيطرة على مطار الخرطوم الدولي.

الخلاصة

الادعاء مضلل؛ إذ أظهرت الأدلة البصرية أنّ مقطع الفيديو مصوّر من فندق «كورنثيا» في وسط الخرطوم، ولا صلة له بمطار الخرطوم الدولي. كما لم يعثر فريق المرصد على أيّ دليل موثوق على استعادة الجيش السوداني السيطرة على المطار.

توقف حكايات نيالا وصافرات قطارها وميلاد أزمنة حربها المدمرة

22 مارس 2025 – على مدى نحو عامين لم يطلق قطار نيالا صافرته التي بدأت انطلاقتها الأولى في بدايات ستينات القرن الماضي، ليمثل انقطاع الصافرة، مؤشرًا لانقطاع الحياة والحكايات التي تدور في مسافة تتجاوز الألف كيلومتر مربع، في مواطن كثيرة يمر بها القطار في رحلته إلى العاصمة السودانية الخرطوم. 

كان كل ذلك، على رأسه ذاكرة القطار المنقطعة، نذيرًا، بأن نيالا البحير خلف الجبيل، لن تعود كما كانت، لتدخل في دورة حرب مدمرة في الفترة من أبريل إلى أكتوبر 2023 لتفرض قوات الدعم السريع سيطرتها عليها بعد استيلائها على قيادة الجيش في المدينة.

منذها حاولت قوات الدعم السريع إدارة المدينة الاستراتيجية بما في ذلك إنشاء إدارة مدينة لتطبيع الحياة فيها، لكن لغة السلاح والفوضى كانت أكثر قوة لتنزلق في أتون عالم فوضوي شيدته العصابات المسلحة والسيولة الأمنية على عجل، ما حول المدينة والتي تعد من أكبر مدن البلاد، إلى منطقة غير تلك التي عرفها أهلها على مدى عقود من الزمن. 

لتصبح خريطة الحياة فيها تتمثل في نهب المواطنين في الطرقات والأسواق وسط أحياء مهجورة وسلاح في كل مكان، وبخلاف ذلك تشهد نيالا مشاكل معقدة في القطاعات الخدمية على رأسها القطاع الصحي. كما تعاني المدينة من ضربات سلاح الجو التابع للجيش السوداني.

 

«الوضع الصحي في نيالا قاس.. ارتفعت رسوم الخدمات الصحية المقدمة، مثل عمليات الولادة والعمليات القيصرية والتي وصلت من 350 ألف جنيه سوداني إلى 600 ألف جنيه سوداني»، يقول مصدر من نيالا لـ«بيم ريبورتس».

ويضيف «أما مقابلة الطبيب تكلف 15 ألف جنيه في المستشفيات الخاصة، بينما تكلف 5 آلاف جنيه في المستشفى التعليمي». 

ويشير إلى أن كل المستشفيات العاملة في هي مستشفيات خاصة، موضحًا أن المستشفى الوحيد الذي يعمل بصورة عمومية هو مستشفى نيالا العام، والذي بدأ عمله قبل سنة، عبر رعاية منظمة أطباء بلا حدود، بالإضافة إلى تسيير عمل المرافق الصحية من خلال الرسوم المحصلة من الخدمات.

معيشيًا، يقول المصدر أن الوضع المعيشي في المدينة يشهد استقرارًا وصفه بـ النسبي  في أسعار السلع الأساسية، بعد ارتفاعها بشكلٍ كبير في فترة الخريف الماضي نسبة لصعوبة الحركة وتدفق السلع والبضائع. لكن من جانب آخر، أشار أحد مواطني نيالا، إلى أن السلع شهدت ارتفاعًا خلال الأيام القليلة السابقة لشهر رمضان.

 بيانات تُوضح آخر تحديثات أسعار السلع:

 

البند

السعر بالجنيه السوداني

جوال السكر زنة 50 كيلو

175 ألف

ملوة البصل

4 ألف

ملوة التبلدي

10 ألف

كيلو العدس

6 ألف

كيلو لحم البقر

7.5 ألف

كيلو لحم الضأن

11 ألف

كيلو لبن البدرة

15 ألف

جوال الفحم

12 ألف

برميل المياه

3 ألف

 

أوضاع مأساوية في مخيم كلمة 

تشهد مخيمات النازحين في ولاية جنوب دارفور وعلى رأسها مخيم كلمة شرقس مدينة نيالا أوضاعًا إنسانية كارثية، حيث يواجه النازحون خطر الموت جوعًا بسبب نقص حاد في الغذاء وانهيار سبل العيش.

 وأدت الحرب المستمرة إلى توقف توزيع حصص الغذاء التي كان يقدمها برنامج الأغذية العالمي، كما توقفت مهن القطاع غير الرسمي التي كانت تشكل مصدر دخل أساسي للنازحين لتغطية احتياجاتهم اليومية. 

 ويُعتبر مخيم “كلمة” من أكبر مخيمات النزوح في المنطقة، حيث تزايدت أعداد النازحين بشكل كبير منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. ومع سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة نيالا في أكتوبر 2023، أصبحت المدينة والمخيمات المحيطة بها تعاني من عزلة شبه كاملة، مما حال دون وصول المساعدات الإنسانية الضرورية.

الوضع خارج العاصمة نيالا 

يقول الصحفي مصعب محمد، إن الأوضاع المعيشية في نيالا أفضل من الأوضاع الأمنية والصحية بكثير. لكن الوضع خارج نيالا وفي أريافها ومخيمات النزوح يبدو أكثر صعوبة وقسوة، فمع التوغل من مدينة نيالا شمالاً، يختلف الوضع بالكامل في محلية ميرشنج وقراها التي تشكلت إثر موجات النزوح الكبيرة إبان الحرب في دارفور في العام 2003.

وتعاني المنطقة من تدهورٍ حاد في القطاع الصحي من قبل الحرب الجارية، ليزيد الوضع من صعوبة الحال ويضاعف ما تعيشه المنطقة. ومع استمرار النزاع المسلح وتفاقم الأوضاع الاقتصادية، أصبحت الظروف الصحية أكثر صعوبة، مما ينذر بكارثة صحية وبيئية قد تهدد حياة المئات من المواطنين.

وتسببت الحرب في انقطاع الإمداد الدوائي عن المنطقة، مما ترك معظم الصيدليات والمرافق الصحية فارغة، بدون أدوية أو مستلزمات طبية. حتى القليل المتبقي من الأدوية المتوفرة أصبح باهظ الثمن، بحيث لم يعد في إمكان معظم سكان المنطقة شراؤه. 

 وقال مواطن تحدث لـ”بيم ريبورتس” من محلية مرشنج إن ” الأزمة الصحية جاءت في وقت حرج، حيث تزامنت مع موسم الخريف، الذي يشهد انتشار الأمراض الطفيلية والمعدية مثل الملاريا والإسهالات المائية، مما عقد الوضع الصحي الهش في المنطقة”. 

وأثرت الحرب على قرى شمال ولاية جنوب دارفور بشكلٍ كبير، خاصةً فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية والأمنية. فمع اعتماد القرى على الزراعة بشكلٍ أساسي، إلا أن الوضع الأمني حد بصورة كبيرة من حركة الناس في الأراضي الزراعية.

 ويوضح  المواطن أن الانتهاكات التي يتعرض لها مواطنو القرى تتفاوت من الضرب والنهب، إلى اغتصاب النساء، الأمر الذي جعل من المنطقة فضاء معزولًا، وأصبح الناس غير قادرين على ممارسة أنشطتهم الاقتصادية اليومية.

سيطرة الدعم السريع وتصاعد العنف

شهدت ولاية جنوب دارفور، وخاصة مدينة نيالا، تصاعدًا حادًا في العنف منذ أن سيطرت قوات الدعم السريع على المدينة في أكتوبر 2023، وذلك بعد انسحاب الجيش السوداني من  المدينة. 

وقد سبق ذلك اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أغسطس 2023، أسفرت عن مقتل 137 شخصًا، بينهم 54 طفلًا و47 امرأة، ونزوح آلاف الأهالي نحو محليات تلس، قريضة، ورهيد البردي، بالإضافة إلى ولاية شمال دارفور.

وفي ديسمبر 2023، عادت نيالا إلى صدارة الأحداث العسكرية بعد أن شن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني غارات جوية مكثفة استهدفت مقر قيادة الفرقة 16 مشاة وعددًا من الأحياء الشرقية للمدينة. أدى القصف إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين، وتدمير أجزاء كبيرة من البنية التحتية، مما تسبب في حالة من الهلع الجماعي وتهجير آلاف الأسر.

أما في المناطق الريفية شمال ولاية جنوب دارفور، فقد أثرت الحرب بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان الذين يعتمدون بشكل أساسي على الزراعة. إلا أن تدهور الأوضاع الأمنية حد من حركة المواطنين في الأراضي الزراعية، وتعرض الكثيرون لانتهاكات خطيرة تتراوح بين الضرب والنهب وصولًا إلى الاغتصاب، مما جعل المنطقة معزولة وغير قادرة على ممارسة أنشطتها الاقتصادية المعتادة.

هذه التطورات جعلت جنوب دارفور واحدة من أكثر المناطق تأثرًا بالصراع الدائر، حيث يعاني السكان من ويلات الحرب التي طالت كل جوانب حياتهم، بدءًا من انهيار الخدمات الصحية والتعليمية، وصولًا إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية، مما يضع المنطقة على حافة كارثة إنسانية كبرى.

الجيش السوداني يسيطر على مركز الخرطوم الحيوي وانهيار متسارع لقوات «الدعم السريع»

22 مارس 2025 – سيطر الجيش السوداني، السبت، على جزيرة توتي ومركز الخرطوم الحيوي، بما في ذلك مقر بنك السودان المركزي وعدد من الجامعات ومقار السفارات الأجنبية والمناطق التجارية غربًا، وسط انهيار متسارع لقوات الدعم السريع.

وقال الجيش السوداني، اليوم، إن قواته والقوات المساندة له طردت قوات الدعم السريع من وسط وغرب الخرطوم.

يأتي ذلك بعد يوم من سيطرة الجيش على مباني القصر الرئاسي ومقار الوزارات بشارع النيل بالخرطوم وعدد آخر من البنايات المهمة والتجارية.

والسبت الماضي قال قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو «حميدتي» في كلمة مصورة إن قواته لن تخرج من القصر الجمهوري والمقرن.

وبينما لم تعلق على مجريات الأحداث العسكرية في الخرطوم اليوم، أكدت قوات الدعم السريع أمس، أن معركة القصر الجمهوري لم تنته مشيرة إلى أن قواتها ما تزال موجودة في محيط المنطقة.

في منطقة وسط الخرطوم استعاد الجيش السيطرة على جزيرة توتي والتي عانت من الحصار منذ مايو 2023، بالإضافة إلى جميع الفنادق في شارع النيل، بجانب قاعة الصداقة ومتحف السودان القومي وغيرها من المناطق المهمة.

وكانت مديرة المتاحف بالهيئة القومية للآثار ورئيسة لجنة استرداد الآثار السودانية، إخلاص عبد اللطيف قد قالت في تصريح لـ«بيم ريبورتس» في سبتمبر الماضي إن مُتحف السودان القومي في العاصمة الخرطوم، تعرض لعملية نهب كبيرة، شملت المواد الأثرية المخزونة في المكان الذي يعتبر المستودع الرئيسي لكل آثار البلاد منذ العصر الحجري.

أما في منطقة المقرن غرب الخرطوم أنهى الجيش وجود الدعم السريع العسكري بالسيطرة على مقر الكتيبة الاستراتيجية ومجمعات جامعات سودانية مثل النيلين والسودان وجامعات خاصة أخرى.

كذلك تمكن الجيش من ربط قواته في المقرن بقواته في منطقة الشجرة العسكرية وسلاح المدرعات في جنوب غرب الخرطوم.

بمنطقة المقرن أيضًا سيطر الجيش على مقر السفارة المصرية الواقع في امتداد شارع الجامعة.

أما جنوب شرق الخرطوم فقد سيطر الجيش على رئاسة مباني جهاز المخابرات العامة بحي المطار الخرطوم وبدأت أجزاء من قواته في الانتشار في شارع إفريقيا المؤدي إلى مطار الخرطوم الدولي.

وبسيطرة الجيش على مقر جهاز المخابرات العامة يكون قد أنهى آخر حصار مفروض على القيادة العامة من قوات الدعم السريع.

وفي 26 سبتمبر 2024 عبر الجيش السوداني إلى الخرطوم وبحري قادمًا من أم درمان في أكبر عملية عسكرية له منذ اندلاع الحرب، تحت غطاء الطيران الحربي ونيران المدفعية، وهي خطوة غيرت المعادلة الميدانية يومًا بعد يوم.

الأمم المتحدة: «الدعم السريع» نفذت عمليات قتل بإجراءات موجزة شرق الخرطوم

20 مارس 2025 – قالت الأمم المتحدة، الخميس، إن قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها، نفذت عمليات قتل بإجراءات موجزة واعتقالات تعسفية ونهبت إمدادات غذائية وطبية من مطابخ مجتمعية وعيادات، في شرق العاصمة السودانية الخرطوم، وفقًا لتقارير موثوقة.

وأشارت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى أنها تلقت تقارير مقلقة حول تصاعد العنف ضد المدنيين في الخرطوم وسط أعمال عدائية مكثفة مستمرة.

وفي بيان قال المتحدث باسم المفوضية، سيف ماغانغو، إن عشرات المدنيين بينهم متطوعون محليون في المجال الإنساني، قتلوا جراء القصف المدفعي والغارات الجوية من قبل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في شرق الخرطوم وشمال أم درمان منذ 12 مارس الحالي.

وأضاف أن مكتب حقوق الإنسان تلقى مزاعم مثيرة للقلق حول وقوع عنف جنسي في حي الجريف غرب شرق الخرطوم.

كما أفاد مكتب حقوق الإنسان بأن تقارير أوضحت أن الجيش السوداني ومقاتلين تابعين له انخرطوا في أعمال نهب وأنشطة إجرامية أُخرى في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في الخرطوم بحري وشرق النيل.

وأكد كذلك أن الاعتقالات التعسفية تستمر على نطاق واسع في محلية شرق النيل شرقي العاصمة السودانية الخرطوم.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي سيطر الجيش على محلية شرق النيل إحدى أكبر محليات العاصمة السودانية الخرطوم، حيث أشارت تقارير إلى وقوع عمليات نهب وانتهاكات لحقوق الإنسان في المنطقة ارتكبها عسكريون يتبعون للجيش.

ودعا المتحدث باسم المفوضية كلا الطرفين وجميع الدول التي لها تأثير عليهما إلى اتخاذ خطوات ملموسة لضمان الحماية الفعالة للمدنيين، ووضع حد لاستمرار غياب القانون والإفلات من العقاب.

«بيم ريبورتس» تكشف تفاصيل القصف الدامي على «كادقلي» بجنوب كردفان

9 فبراير 2025 – ما يزال العشرات من جرحى القصف المدفعي الذي تتهم الحركة الشعبية-شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، بتنفيذه يوم الاثنين الماضي، يتلقون العلاح في «مستشفى كادقلي المرجعي»، في ظل نقص في الكوادر الطبية في المدينة المحاصرة من أكثر من قوة مسلحة، وتفتقر لأقل الخدمات الطبية والاقتصادية ومقومات الحياة والأمن.

وفي وقت أكد مصدر طبي من كادقلي صحة الاتهامات الموجهة للشعبية بقصف المنطقة والتسبب في سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، نفى متحدث باسم الشعبية لـ«بيم ريبورتس» قصفهم المدينة.

وقال المصدر الطبي لـ«بيم ريبورتس» إن القصف المدفعي خلف ما يزيد عن «50» قتيلًا وإصابة أكثر من «70» آخرين، مشيرًا إلى أنهم بحاجة لتدخل جراحي لإسعاف المرضى المصابين بالكسور، في ظل وجود «جراح واحد» فقط يعمل في مستشفى السلاح الطبي، وأعداد بسيطة من نواب الأخصائيين والممرضين، مما فاقم حجم الكارثة والوضع الانساني.

وأضاف المصدر أن الوفيات بالمدينة ما زالت مستمرة بسبب كون العناية الصحية وتغطية الأحداث الطارئة غير كافية في هذه العمليات، موضحًا أن هناك نقص في المعدات الطبية وأكياس الدم، لأن معظم الجرحى كانوا بحاجة للدم.

وذكر أن الحاجة لإسعاف المصابين جعلت كل الكوادر الطبية وكل مكوناتها ومسمياتها من معاونيين وممرضين معاشيين وغيره تتداعى إلى «مستشفى كادقلى المرجعي» لتدارك الوضع، مشيرًا إلى أن المستشفى يفتقر حتى للمخدر والمحاليل الطبية قبل أن يشير إلى أن المنظمات أحضرت بعض المعينات.

ولفت إلى أنه في ظل الحصار المفروض على المدينة كانت المعينات الطبية تصل إلى كادقلي عبر «تبرعات واجتهادات التجار» بعد دفعهم ضرائب باهظة على المرور وأحيانًا يتعرضون للنهب، مواصلًا : «الوضع الطبي هش».

تبادل للاتهامات

والثلاثاء الماضي، اتهم الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، خالد الإعيسر، الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية، بتنفيذ عمليات قصف عشوائي استهدف فيها سوق مدينة كادقلي ومراكز الإيواء المؤقتة في مدارس المدينة، بالإضافة إلى مناطق سكنية متفرقة، بينما نفت الأخيرة صلتها بالحادثة ووجهت بدورها اتهامًا للجيش بتنفيذ القصف.

بينما شدد الناطق الرسمي باسم وفد النقاش حول المساعدات الإنسانية بالحركة الشعبية، جاتيقو اموجا دلمان، على أنهم موجودون داخل مدينة كادقلي منذ عام ونصف العام، ولم يستهدفوا خلالها أي مدني وتمسك بأن «ادعاءات الجيش بأن الشعبية قصفت السوق ومواقع أخرى غير صحيح».

لكن المصدر الطبي، قال إن القصف المدفعي الذي تسبب في مقتل واصابة العشرات، جاء من جانب الحركة الشعبية- شمال.

وأضاف «لم يكن هناك تدوينًا مدفعيًا من قبل الجيش في يوم الحادثة»، معتبرًا أن حادثة الإثنين هي «أكبر مأساة تتعرض لها مدينة كادقلي منذ عام 1983 وطوال فترة الحرب بين الجيش السوداني والحركة الشعبية».

وفي منتصف يناير الماضي، تبادل الجيش السوداني والحركة الشعبية لتحرير السودان، الاتهامات بشأن هجمات حول مدينة «الدلنج» التي يسيطر عليها الجيش، وتعد ثاني أكبر مدينة بولاية جنوب كردفان بعد عاصمتها «كادوقلي»، وبشأن عدد من الحوادث الأخرى، في بيانات متتابعة.

وتسيطر الشعبية على الطريق الرابط بين مدينتي كادقلي والدلنج، ما أدى إلى قطع المدينة عن ولاية شمال كردفان، كما أنها تنتشر في الجزء الشرقي والجنوبي من مدينة كادقلي.

ماذا حدث في 3 فبراير؟

مووفقًا للمصدر الطبي، فإن القصف وقع بعد سيطرة الجيش على جبل المك، لافتًا إلى أن المواطنين كانوا محاصرين من جهتين في شمال الولاية بسبب إغلاق الطريق من الدلنج لكادقلي بواسطة الحركة الشعبية، ومن الدلنج للأبيض، بواسطة الدعم السريع مما خلق حالة من المجاعة والمعاناة والفقر.

وقال إن المواطنين، تحركوا في يوم القصف، في موكب من حجر المك للمدينة، في تلك الأثناء، تم قصف الموقع من الحركة الشعبية بـ12 دانة منها ثلاثة في منطقة حجر المك، أصابت هذا العدد الكبير من المواطنين، لافتًا إلى أن من بين الضحايا إمام المسجد العتيق.

في المقابل، قال دلمان، إن قوة تابعة للجيش بجانب – مليشيا – كافي طيارة، تقدمت برفقة عدد كبير من المستنفرين إلى منطقة حجر المك التي قال إن الجيش الشعبي لتحرير السودان يسيطر عليها واشتبكت مع ارتكازات الشعبية على «سفح الجبل».

وأضاف «بعدها أجبرها الجيش الشعبي علي التراجع والعودة إلى داخل المدينة، لكن قوة أخرى من الجيش والمليشيات الموالية له تحركت وتمركزت في منطقة التقاطع شمال مدينة كادوقلي».

وتابع «وتزامنًا مع الاشتباك في جبل حجر المك قامت مدفعية «الفرقة 14 مشاة» التابعة للجيش بقصف المواقع المتقدمة للجيش الشعبي في مناطق: «كيقا، تلو، حجر المك، سرف الضي، الدشول».

واتهم دلمان الجيش بزعزعة الوضع الأمني بغرض عرقلة عملية توزيع المساعدات الإنسانية واستخدامه الغذاء كسلاح، موضحًا أن منظمة سمارتن بريس الأمريكية تنوي توزيع ما يقارب 800 طن متري من الأغذية للمواطنين، مضيفاً:«هذه الإغاثة تم ترحيلها من جوبا إلى كادوقلي بموافقة الحركة الشعبية».

غير أن المصدر الطبي «أكد على أن المواطنين ناقمين على ما تم من قبل الحركة الشعبية وعلى الوضع العام».

وأضاف «حتى المنظمات المتعاونة مع الطرفين في جانب المعينات الطبية استنكرت القصف من بينها منظمة سمارتين الموجودة هنا»، مشيرًا إلى أنهم كانوا «شهودًا داخل كادقلي وعلى أن القصف كان من مناطق الحركة الشعبية»، ناقلًا عنهم استعدادهم لتقديم المساعدات الإنسانية.

ولفت إلى أن القصف تزامن مع «موعد انتهاء مدة اتفاق وقف العدائيات لوصول المساعدات الانسانية».

إنسانيًا، ذكر المصدر أن المواطنين في كادقلي يعيشون في حالة من «التوجس وانتظار الأجل المحتوم»، على حد تعبيره.

أما في الجانب الاقتصادي، أوضح أن الأسواق توقفت وكذلك التجارة ووسائل كسب العيش التي أصبحت محصورة في بيع الحطب والفحم، وأردف «القصف أثر سلبًا بالشكل الذي يستدعى تدخل المنظمات».

وأوضح أن المنظمات الموجودة حالياً في كادقلي هي « المجلس النرويجي، ومفوضية اللاجئين، ويونيسيف، والصحة العالمية، إنقاذ الطفولة، وكونسيرن، العمل ضد الجوع، بالإضافة إلى منظمات إنسانية ووطنية أخرى»، مشيرًا إلى أن عملها ينحصر على الوضع الإنساني وليس الطوارئ ولا تستطيع تقديم الكثير.

ادانة أممية

والخميس أكدت الأمم المتحدة أن الوضع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بالسودان، يوشك على الوصول إلى كارثة مع تصاعد المعارك، بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وصرحت المنسقة المقيمة ومنسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمانتين نكويتا سلامي، في بيان لها، إن أحدث التقارير تفيد بأن اندلاع الأعمال العدائية في كادقلي بجنوب السودان، أسفر عن مقتل «ما لا يقل عن 80 مدنيًا وإصابة العشرات».

وأدانت المنسقة الأممية «عرقلة المساعدات الإنسانية واحتجاز المدنيين»، محذرة من أن الاحتياجات الإنسانية تظل ماسة في ولاية النيل الأزرق، مع تزايد التهديدات من تصعيد العنف وتأثيره على حياة المدنيين.

ما حقيقة مقتل البروفيسور «الطاهر الشبلي» جراء التعذيب على يد «الدعم السريع»؟

ما حقيقة مقتل البروفيسور «الطاهر الشبلي» جراء التعذيب على يد «الدعم السريع»؟

تداولت حسابات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، من بينها الحساب الرسمي لوزارة الصحة السودانية على «فيسبوك»، خبرًا عن وفاة استشاري الأطفال وحديثي الولادة البروفيسور «الطاهر مدني الشبلي» جراء «نزيف في الرأس» بسبب تعرضه للتعذيب على يد عناصر من «الدعم السريع»، عقب اعتقاله من منزله بحي «المعمورة» شرقي الخرطوم.

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي: 

«بعد اعتقاله من منزله بالمعمورة وتعذيبه من قبل الدعم السريع مما تسبب له بنزيف في الراس

انتقل إلى رحمة الله اليوم جارنا بالمعمورة  البروفيسور الطاهر مدني الشبلي استشاري الاطفال وحديثي الولادة

نسأل الله له الرحمة والمغفرة

وانا لله وانا اليه راجعون».

الحسابات التي تداولت الادعاء :

الرقم

الصفحة/ الموقع الإلكتروني

عدد المتابعين

1

الجزيرة – السودان

(3.3) مليون متابع

2

مداميك

موقع إلكتروني

3

مصراوي

موقع إلكتروني

للتحقق من صحة الادعاء، بحَثَ «مرصد بيم» في الحساب الشخصيّ لابن الفقيد البروفيسور الطاهر مدني على «فيسبوك»، وتبيّن أنه نشر نفيًا لمقتل والده على يد «الدعم السريع»، وأوضح أن والده كان مريضًا بالملاريا في آخر أيامه، إذ كان يتلقى العلاج بمستشفى «الرازي» جنوبي الخرطوم حتى فارق الحياة – حسب المنشور.

ولمزيدٍ من التحقق، تواصل فريق المرصد مع ابن الفقيد «أمين الطاهر الشبلي» الذي قال لـ«مرصد بيم» إن الأنباء المتداولة بشأن ملابسات وفاة والده «غير صحيحة»، مشيرًا إلى أنّ والده تعرض للاختطاف من عناصر من «الدعم السريع» لـ(24) ساعة، قبل نحو (10) أسابيع من وفاته. وقال إنه توفي في مستشفى «الرازي» حيث كان يتلقى العلاج من الملاريا، نافيًا تعرضه للتعذيب على يد عناصر «الدعم السريع»، ومستنكرًا أن تنشر وزارة الصحة خبرًا عن «مقتل والده جراء التعذيب»، دون التيقن من صحة الخبر، حسب تعبيره. وللوقوف على ملابسات نشر الخبر بهذه الصيغة، حاول فريق المرصد التواصل مع وزارة الصحة الاتحادية ، ولكنه لم يتلقَ ردًا على استفساراته حتى لحظة نشر التحقيق.

الخلاصة:

الادعاء مضلل، إذ نفى ابن البروفيسور «الطاهر الشبلي» لـ«مرصد بيم» صحة الادعاء، وأوضح أنّ والده كان مريضًا بالملاريا، ويتلقى العلاج بمستشفى «الرازي» حتى لحظة وفاته.

سرادق جديدة للموت شمالي الجزيرة في موجة انتهاكات عنيفة من «الدعم السريع»

26 أكتوبر 2024 – نقلت قوات الدعم السريع حملاتها الانتقامية إلى شمال ولاية الجزيرة وسط السودان، حيث قتلت أمس، أكثر من 124 شخصًا وجرحت مئات آخرين بقرية «السريحة»، في موجة وحشية جديدة من الانتهاكات ضد المدنيين. 

تأتي حملات الدعم السريع التي وصفتها منظمات حقوقية بالانتقامية في ولاية الجزيرة في أعقاب انشقاق قائدها السابق، أبو عاقلة كيكل وانضمامه إلى الجيش، في المنطقة التي ظلت هادئة على مدى أشهر عديدة، إذ هوجم السكان على أساس يبدو أنه انتقامي من مجموعات الدعم السريع الموالية لحميدتي.

في وقت حثت فيه منظمة «هيومن رايتس ووتش» الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي على البدء في التخطيط لنشر بعثة لحماية المدنيين في السودان. وأضافت في بيان أمس أنه لا يمكن انتظار محادثات وقف إطلاق النار لتؤتي ثمارها أو الظروف المثالية لنشر البعثة. «يحتاج المدنيون إلى الحماية الآن» – أردف البيان.

وأوضحت المنظمة أن التصعيد الأخير في القتال الدائر في العاصمة السودانية الخرطوم وولاية الجزيرة يعرض المدنيين مجددًا لـ«لخطر الهائل المتمثل في الغارات المتعمدة والموت أو الإصابة جراء الأسلحة المتفجرة التي يستخدمها الطرفان»، لافتةً إلى أن المدنيين ما زالوا يتعرضون للتعذيب والإعدام دون محاكمة، فيما تعاني النساء والفتيات من انتشار العنف الجنسي.

كذلك دعت المنظمة مجلس الأمن إلى أن يوسّع فورًا حظر الأسلحة الأممي المفروض حاليًا على دارفور ليشمل البلد بكامله، وأن يفرض عقوبات على المسؤولين عن الفظائع، ويؤكد أنهم سيُحاسبون.

في السياق، قالت مجموعة «محامو الطوارئ» الحقوقية إن قوات الدعم السريع تواصل استهداف المدنيين العزل في هجمات انتقامية عشوائية تمارس فيها أقسى أشكال العنف، غير مبالية بالمعايير الإنسانية أو الأخلاقية.

 وأضافت في بيان السبت، أنها استهدفت قرى: كريعات، زرقة، العقدة، العبوداب، الطندب، ود موسى، والشقلاوه، مما أسفر عن مئات القتلى والمصابين، بالإضافة إلى تشريد مئات العائلات ونزوح نحو 10,000 شخص بحثًا عن ملاذ آمن.

وأكد البيان أن هذه الانتهاكات مخالفة لنص المادة الثالثة المشتركة في اتفاقيات جنيف لعام 1949 التي تُلزم الأطراف في النزاعات المسلحة غير الدولية باحترام كرامة الأشخاص الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية، بما في ذلك المدنيين، وتحظر جميع أشكال العنف ضدهم، بما في ذلك القتل والمعاملة القاسية.

وتابع البيان: «كما شهدت قرية السريحة مجزرة مروعة أسفرت عن مقتل 124 مدنيًا وإصابة مئات آخرين، إضافة إلى حملات اعتقال وانتهاكات واسعة بحق المواطنين الأبرياء». وأردف البيان: «في محاولة للتغطية على هذه الجرائم، قامت قوات الدعم السريع بتعطيل شبكات الاتصال والإنترنت، بما في ذلك خدمة (ستارلينك)، لمنع توثيق الانتهاكات».

ولفت البيان إلى أنه في المقابل، يقوم الجيش بتحشيد وتسليح بعض المجتمعات المحلية بدعوى مقاومة قوات الدعم السريع، ما يعرّض المدنيين لخطر الاستهداف المباشر ويزيد من حدة الانقسامات المحلية ويضاعف العنف.

وأشار البيان إلى أن توظيف المدنيين في النزاع المسلح يمثل انتهاكًا لمبادئ القانون الدولي الإنساني، وتحديدًا المادة 13 من البروتوكول الإضافي الثاني لاتفاقيات جنيف لعام 1977، التي تحظر الهجمات التي تجعل من السكان المدنيين هدفًا مباشرًا للأعمال العدائية.

وطالب محامو الطوارئ المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بتحمل مسؤولياتها والعمل على حماية المدنيين في السودان، ووضع حدّ لكل أشكال الدعم العسكري للأطراف التي تتورط في انتهاكات حقوق الإنسان.

وأظهرت مقاطع مصورة نشرها عناصر من الدعم السريع وهم يمارسون أشكالًا وحشية من الانتهاكات والتعذيب بحق السكان المدنيين في قرية «السريحة»، بما في ذلك الضرب والإذلال بتقليد أصوات الحيوانات.

وفي أحد المقاطع كانوا يقتادون عشرات المدنيين في صف طويل ويطالبونهم بترديد أصوات الحيوانات. فيما أمسك قائد ميداني بالدعم السريع لحية رجل مسن وجرها في مقطع إذلالي آخر.

وسبق الحملة على «السريحة» توعد عناصر الدعم السريع بمهاجمتها في مقطع مصور بثته منصاتهم، معلنين أنهم سيهاجمون أي منطقة كانت تحت حماية قائدهم السابق بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل. وقال أحدهم “كيكل ذهب.. نحن قادمون إليكم” مستخدمًا عبارة دارجة تعني القتل. 

أيضًا أظهر مقطع آخر إجلاس العشرات قسريًا، معظمهم رجال مسنون، ومن ثم اقتيادهم، فيما يقول متحدث من عناصر الدعم السريع إن هؤلاء يتبعون لـ«كيكل» في قريتي «السريحة وأزرق» بشمال الجزيرة.

وفي مقطع فيديو آخر ظهر عشرات الرجال المدنيين وهم محتجزين، بينما يخاطبهم أحد قادة الدعم السريع باعتبارهم جزءًا من قوات كيكل. 

وأمس الجمعة، أظهرت مقاطع مصورة أهالي «السريحة» وهم يوارون جثامين العشرات من ذويهم، فيما بثوا نداءات لإنقاذ الجرحى في ظل انعدام أي رعاية طبية بالمنطقة. 

فيما قال مؤتمر الجزيرة (كيان مدني) إن قوات الدعم السريع اقتادت أكثر من 150 من مواطني القرية إلى معتقلات بمنطقة «كاب الجداد» القريبة.  

في المقابل، أدانت وزارة الصحة الاتحادية، في بيان، الاستهداف المستمر من قبل قوات الدعم السريع للمواطنين والمؤسسات الصحية، مؤكدة أنه يعد خرقًا للأعراف والقوانين الدولية. 

وقالت بيان الوزارة: «في جريمة بشعة تمتهن قوات الدعم السريع قتل المدنيين والكوادر الطبية العاملة في ولاية الجزيرة بأبشع الصور وتقتل المدنيين والكوادر الطبية»، مضيفًا «في مستشفى رفاعة تم قتل كادر طبي واختطاف ثلاثة ممرضات أثناء اجتياحها للمنطقة مستخدمة الأسلحة الثقيلة».

وأشارت وزارة الصحة إلى صعوبة تقديم الخدمات الصحية في ظل هذا السلوك والإبادة الجماعية للمواطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع، حتى من قبل المنظمات الدولية والأممية.

وطالبت الوزارة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بإدانة واستنكار جرائم الدعم السريع ومحاسبة مرتكبيها، إعمالًا لمبدأ عدم الإفلات من العقاب.

    

وفي السياق، قال قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، في منشور على حسابه بمنصة «إكس» أمس، إنه «كلما تمادت مليشيا آل دقلو الإرهابية في سفك دماء المواطنين الأبرياء،

ازدادت عزيمة الشعب السوداني على مقاومتهم». وأضاف: «إن انتهاك القانون الدولي الإنساني والجرائم الإنسانية لن تمر دون عقاب، وتجعل من غير الممكن التسامح مع هذه المليشيا الإرهابية».

في المقابل، قالت قوات الدعم السريع في بيان أمس إن البرهان يتحمل المسؤولية الكاملة فيما تشهده ولاية الجزيرة من اشتباكات مع المقاومة الشعبية وكتائب العمل الخاص، مشيرةً إلى تصريحاته بشأن تسليح كل من هو قادر على حمل السلاح في منطقة البطانة. 

وأنكرت قوات الدعم السريع في بيان قتلها المواطنين، متحدثة عن أنها تواجه مسلحين مشددة على أنها ستضرب بيد من حديد كل من يحمل السلاح. كما حاولت قوات الدعم السريع في بيانها ربط ما يجري في الجزيرة بقائدها المنشق، أبو عاقلة كيكل.  

وسط هذه الأجواء القاتمة التي خلفها انضمام كيكل وقواته إلى الجيش السوداني الأحد الماضي، وضعت قوات الدعم السريع الموالية لحميدتي، كل ثقلها العسكري في الجزيرة في مواجهة المدنيين، إذ لم يكف عناصرها عن ترديد اسم «كيكل» في كل انتهاك يرتكبوه، ناظرة إلى كل مواطن على أنه جزء من «كيكلها» المنشق.