
«بيم ريبورتس» تحلل تطور الصراع بـ«الفاشر» وأهميتها الاستراتيجية بالنسبة لأطراف الصراع
12 يونيو 2024 – «قتلت عائلة كاملة نتيجة لقصف قوات الدعم السريع لمنازل المواطنين في معسكر أبو شوك للنازحين في مدينة الفاشر خلال شهر مايو الماضي»، هكذا يضع أحد سكان المدينة صورة مكبرة للمآساة التي تضرب العاصمة التاريخية لإقليم دارفور منذ أبريل الماضي.
هؤلاء النازحون الذين يعيشون بمعسكر أبوشوك ودمرت حياتهم بسبب القصف، يعيشون في المعسكرات منذ العام 2003 في الحدود الدنيا للخدمات، ثم دُفع بهم في أتون الدمار مرةً أخرى، وكأن الحرب تلاحقهم، من مكان إلى مكان.
وكانت موجة المعارك الحالية الدائرة في الفاشر العاصمة التاريخية لإقليم دارفور غربي البلاد قد بدأت منذ منتصف أبريل 2024، بالتزامن مع إكمال الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع عامها الأول.
تقع الفاشر في شمال دارفور، وهي المدينة الرئيسية التي ما تزال تسيطر عليها السلطة المركزية في البلاد في كامل الإقليم الذي تعادل مساحته الجمهورية الفرنسية و تسيطر الدعم السريع على أربع من عواصمه من أصل خمس.
وتكتسب الفاشر أهمية استراتيجية وعسكرية نظرًا لموقعها الجغرافي المحوري الذي يربط السودان بثلاث دول مجاورة، وهي تشاد وليبيا ومصر. كما تعتبر الفاشر مركزًا رئيسيًا لتوزيع المساعدات الإنسانية القادمة من ميناء بورتسودان، شرقي البلاد مما يجعلها هدفًا استراتيجيًا لكافة الأطراف المتصارعة.
منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه ضد قوات الدعم السريع، شهدت الفاشر سلسلة من الهجمات المكثفة التي أدت إلى تدمير واسع ونزوح كبير للسكان. ومع تصاعد حدة الاشتباكات، تزايدت التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية وشيكة، خاصة مع تفاقم أزمة النزوح ونقص الموارد الأساسية.
يهدف هذا التقرير إلى تحليل تطور الصراع في الفاشر واستعراض أبرز الهجمات التي تعرضت لها المدينة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الأهمية الاستراتيجية للفاشر بالنسبة لأطراف الصراع. بالإضافة إلى استعراض الأضرار التي تعرضت لها أحياء المدينة وبنيتها التحتية، مع تحليل مختصر لأبرز الإشاعات التي رصدها فريق «بيم ريبورتس» المرتبطة بالهجمات الأخيرة.
1. كيف تطور الصراع في الفاشر؟
لم تلبث الفاشر طويلاً حتى وصلتها نيران الصراع بعد اندلاعه في 15 أبريل 2023 في ولاية الخرطوم، حيث بدأت محاولات الدعم السريع للهجوم على المدينة منذ شهر مايو 2023، تستعرض هذه الجزئية أبرز الهجمات التي تعرضت لها المدينة قبل اجتياح الدعم السريع الأخير:
- تم رصد أول هجوم على الفاشر في نهاية مايو 2023، حيث أعلن الجيش عن صد هجوم لقوات الدعم السريع على المدينة أثناء محاولة الأخير التوسع في ولايات غرب وسط وشمال دارفور.
- تلا هذا الهجوم العديد من الهجمات الأخرى، ففي منتصف سبتمبر شنت قوات الدعم السريع هجومًا آخر أعلن الجيش تصديه له وقتل 30 من أفراد القوة المهاجمة.
- شهدت الهجمات تغيرًا في استراتيجية الدعم السريع، ففي نهاية أكتوبر شنت القوات هجومًا على قيادة الجيش في الفاشر باستخدام الطائرات المسيرة، مصحوبًا باشتباكات بالأسلحة الثقيلة في عدد من الأحياء شمال شرقي المدينة. أدى هذا الهجوم إلى موجة نزوح نحو المناطق الآمنة في وسط المدينة وخارجها.
- تفاقمت أزمة النزوح في الفاشر بعد إعلان الدعم السريع سيطرته على حاميات الجيش في نيالا وزالنجي والجنينة، حيث أصبحت الفاشر تؤوي عشرات الآلاف من المواطنين الذين فروا إليها من ولايات دارفور المختلفة.
- في بداية نوفمبر، حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من وجود مؤشرات على هجوم وشيك واسع النطاق لقوات الدعم السريع على المدينة، وسط تحذيرات من حدوث أزمة إنسانية ضخمة نظرًا للعدد الكبير من المدنيين المحتمين في المدينة.
- في 8 نوفمبر، وبعد أيام من التحذيرات الأمريكية، هاجمت قوات الدعم السريع منطقة أم كدادة بولاية شمال دارفور وسيطرت على خزان قولو، أحد أهم مصادر المياه الرئيسية في مدينة الفاشر، مما فاقم الأزمة الإنسانية في المدينة. خلال الشهور اللاحقة، شهدت الفاشر فترة من التوترات والتخوف من تنفيذ الدعم السريع هجومًا جديدًا على المدينة. أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على الخزان مرة ثانية في 26 مايو الماضي، حيث اطلعت «بيم ريبورتس» على فديو لقائد ميدان للقوات يأمرهم بإغلاق الخزان. لم تدم سيطرة الدعم السريع طويلا حيث أعلن حاكم اقليم دارفور، مني أركو مناوي، في يوم 27 مايو أن القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة استعادت الخزان.
في أبريل الماضي، نفذت قوات الدعم السريع هجمات متتابعة على عدد من القرى غرب الفاشر تمهيدًا للهجوم الأخير على العاصمة، لتبدأ ضربتها المباشرة مطلع مايو وتدخل في مواجهة مع الجيش والحركات المسلحة المنضوية تحت لواء القوة المشتركة التي شُكِلت لتأمين المرافق في الولاية وإيصال المساعدات الإنسانية، قبل أن يعلن اثنين من قادة الحركات في نوفمبر الماضي انحيازهم للجيش في معركته ضد الدعم السريع، وهي قوات حركة جيش تحرير السودان، بقيادة، مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة التي بقيادة وزير المالية، جبريل إبراهيم، بالإضافة إلى رئيس حركة تحرير السودان، مصطفى تمبور.
بدأت الإشتباكات في الأسبوع الأول من مايو وازدادت بشكل يومي حتى بلغت أقصى مستوياتها بعد تاريخ العاشر من الشهر مما تسبب في دمار عدد من المرافق الحكومية والخاصة كما حٌرِقت أحياء ومنازل ومعسكرات نزوح.
ودفعت الهجمات الشديدة على الفاشر حاكم إقليم دارفور لإعلان الاستنفار العام في المدينة. واستمرت الاشتباكات بين الأطراف حتى 27 مايو، ومن ثم قلت حدتها بتمكن الجيش والقوة المشتركة من دحر الدعم السريع التي تراجعت إلى خارج المدينة، بينما توزعت بعضها في أحياء قليلة شرق الفاشر وأصبحت تنتهج سياسة القصف العشوائي بالمدفعية الثقيلة والصواريخ قصيرة المدة على أحياء المدينة.
2. أهمية الفاشر لأطراف النزاع
الجيش السوداني: يعتبر الفاشر المعقل الأخير له في إقليم دارفور، حيث تتمركز الفرقة السادسة مشاة التابعة له بعد سيطرة الدعم السريع على أربع من أصل خمس ولايات في دارفور.
تحتضن مدينة الفاشر، البالغ مساحتها 802 كيلومترات مربع، ربع سكان إقليم دارفور البالغ عددهم نحو 6 ملايين نسمة، بحسب آخر إحصاء سكاني. وتعتبر الفاشر موقعًا استراتيجيًا عسكريًا للجهة التي تسيطر عليها، حيث تقع جغرافيًا في ملتقى طرق ثلاث دول مجاورة للسودان: تشاد، ليبيا، ومصر. كما يمكن الوصول للمدينة بسهولة من مدن شمال السودان مثل الدبة بالولاية الشمالية، نظرًا لقربها الجغرافي من تلك المناطق. وبالتالي، فهي تعتبر المدخل الوحيد لقوافل المساعدات الإنسانية القادمة من ميناء بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، ومن ثم تُنْقَل المساعدات منها إلى بقية أرجاء الإقليم، بالإضافة إلى احتوائها على مطار دولي.
قوات الدعم السريع: تركز الدعم السريع على الفاشر في محاولة لتأمين خطوط إمداد للأسلحة عبر الحدود الغربية، مع إنشاء مركز قيادة يُسهل شن هجمات على ولايات كردفان، وتعزيز دفاعاتهم في ولاية الجزيرة، وتهديد ولايات الشرق حتى الحدود الإثيوبية.
و في حالة سيطرة الدعم السريع على المدينة، فإن أحد السيناريوهات المحتملة هو إعلان حكومة في إقليم دارفور ومناطق سيطرتهم في ولاية الجزيرة وولاية الخرطوم، مما يثير قلق الجيش. في حالة تحقق هذا السيناريو، سوف تُقسَّم البلاد بين حكومة الدعم السريع وحكومة يسيّرها قادة الجيش من مدينة بورتسودان في شرق البلاد، بالإضافة إلى السلطة المدنية للحركة الشعبية في منطقة جبال النوبة في جنوب كردفان. وقد بدأت الدعم السريع خطوات نحو هذا الاتجاه، كان آخرها افتتاح نقطة جمارك مليط بشمال دارفور وتشكيل إدارة جديدة للمنطقة.
الحركات المسلحة: تتمثل أهمية الفاشر للحركات المسلحة في جوانب أخرى، ويظهر هذا الأمر في تصريح حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، بأن دوافع الدعم السريع لدخول المدينة هي دوافع “إثنية” وليست سياسية. في هذا السياق، يمكن استرجاع تحليل وزير الإعلام السابق، فيصل محمد صالح، لصحيفة «الشرق الأوسط» في نوفمبر 2023، حيث ذكر أن اقتراب دخول الدعم السريع لولاية شمال دارفور يمكن أن يؤدي إلى استهدافهم لإثنية الزغاوة التي ينتمي إليها مناوي وجبريل إبراهيم. أضاف صالح أن انحياز حركات مناوي وجبريل قد يكون مدفوعًا جزئيًا بهذه المخاوف، مما دفعهم للخروج من حالة الحياد التي أعلنوها في بداية الحرب.
3. الانتهاكات ضد المدنيين
ازدادت حدة تدهور الوضع الإنساني المصاحب لاندلاع أحداث العنف في الفاشر منذ منتصف مايو، حيث امتدت المعارك الى المناطق التي كانت آمنة نسبيًا، ونزح ما يقارب 1,500 شخص حتى 20 مايو 2024، من أحياء القشلاق، والقاضي، والعظمة بسبب القتال بين الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه وقوات الدعم السريع في الأحياء الشمالية والشرقية والغربية من المدينة نحو جنوب المدينة.
وكانت معسكرات النازحين في الفاشر تعاني من ظروف سيئة من قبل الأحداث الأخيرة، بما في ذلك نقص المأوى وتدهور البنية التحتية والإمدادات الطبية.
وأفادت منظمة أطباء بلا حدود في 29 مايو أن المستشفيات الثلاثة الرئيسية في الفاشر تعرضت لأضرار بالغة. وتعرضت مستشفى الجنوب، المدعومة من منظمة أطباء بلا حدود، للقصف مرتين في الأيام الأخيرة، مما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من المرضى وأفراد الطاقم الطبي.
وأضافت أطباء بلا حدود أنه مع تزايد القصف العشوائي في أحياء المدينة، تزايد استخدام البنية التحتية المدنية لأغراض عسكرية من قبل أطراف الحرب ووجود عناصر مسلحين في جميع أنحاء المدينة، ما يزيد من مخاطر الحماية التي يواجهها المدنيون. وتلقت الجهات الإنسانية تقارير تشير إلى أن الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك المياه، أصبحت بعيدة المنال لجزء متزايد من السكان المدنيين بسبب القتال المستمر
القيود على الحركة
في تقريره عن الأوضاع في الفاشر في 23 مايو، ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن أغلب الطرق الرئيسية للخروج من الفاشر إما مغلقة أو تتعرض لحواجز كبيرة للحركة أو غير آمنة بسبب وجود الأنشطة العسكرية والجماعات المسلحة. وأضاف أنه في حين أن بعض التحركات خارج الفاشر باتجاه الجنوب نحو زمزم، أبو زريقة، دار السلام ونيالا ما زالت مستمرة، إلا أن التقارير تشير إلى أن المسافرين يتعرضون للتفتيش في نقاط التفتيش، علاوة على تقارير عن فرض رسوم على المدنيين الذين يحاولون مغادرة المدينة.
وتسهم المعارك وانعدام الأمن في وضع قيود طويلة الأمد على وصول المعونات الانسانية عبر الخطوط الحدودية. وذكرت الأمم المتحدة في 23 مايو أنه منذ بداية العام 2024 وحتى الآن وصلت فقط 39 شاحنة إلى الفاشر عبر الخطوط الحدودية تنقل إمدادات الصحة والتغذية لما يقدر بـ 186,000 شخص. بالإضافة إلى ذلك، هناك 1,500 طن متري من المعونات تنتظر الموافقة على التحرك منذ ثلاثة أسابيع، ما يحرم أكثر من 94,000 شخص من المساعدة. بالإضافة إلى ذلك، توجد 13 شاحنة محملة بالمعونات الإنسانية لأكثر من 121,000 شخص تم إرسالها من بورتسودان في 3 أبريل لم تصل إلى الفاشر حتى الآن بسبب التأخير في الحصول على التصاريح عند نقاط التفتيش، وانعدام الأمن.
4. نظرة على الأحداث في الفاشر
المناطق والمعسكرات التي تعرضت للقصف:
توضح الخريطة رقم «1» واحد 36 منطقة وحي تم قصفهم خلال شهر مايو في مدينة الفاشر. اعتمد الفريق في عملية الحصر على عدد من المصادر المفتوحة منها: صفحات لجان المقاومة ومجموعات خاصة بأهالي الفاشر في موقع فيسبوك، وفي بعض الحالات تم العمل مع فريق “Bellingcat” للتحقق من عدد من الفيديوهات التي تم نشرها لأحداث الفاشر باستخدام صور الأقمار الصناعية.
للتأكد من المعلومات التي تم جمعها من المصادر المفتوحة تواصل فريق «بيم ريبورتس» مع عدد من الناشطين والمتطوعين وسكان الفاشر للتأكد من صحة المواقع المذكورة.
خريطة رقم «1»
توضح الخريطة أيضًا معسكرات النزوح في الفاشر والتي تعرض أكبرها وأبرزها وهو معسكر أبو شوك الذي يضم قرابة 17 مركز مليئة بالفارين من نيران الحرب للقصف والنهب من قبل قوات الدعم السريع خلال فترة البحث، وبشكل عام تضم الفاشر ثلاث معسكرات كبيرة هي:
- معسكر أبو شوك غرب معسكر السلام: يقع شمال الفاشر بالقرب من حي النصر من ناحية الشمال. (كانت تدور فيه المعارك بشكل مستمر، ولكن تحولت إلى جنوب شرقي المدينة).
- معسكر زمزم: يقع جنوب غرب الفاشر وبعيد من منطقة الاشتباكات.
- معسكر أبوجا ” السلام” : متاخم لحي الشهداء بالاتجاه الشمالي الشرقي للمدينة (يعتبر طريق مفتوح لتحرك الدعم السريع إلى الولايات الأخرى).
توضح الصورة رقم «1» تحليل مؤسسة «Bellingcat» لبيانات “NASA FIRMS” التي تظهر إشارات حرارية شرقي الفاشر في الفترة ما بين 10 إلى 13 مايو الماضي، والتي من المحتمل أن تكون ناتجة عن القتال الدائر في تلك المنطقة. تشير هذه البيانات إلى وجود نشاط حراري غير طبيعي. يمكن أن تكون هذه الإشارات نتيجة لنيران الأسلحة الثقيلة أو القصف، مما يساهم في رسم صورة أوضح عن حجم ونطاق العمليات العسكرية وتأثيرها على المناطق المدنية في الفاشر.

توضح الصور رقم «2» المأخوذة بتاريخ 26 مايو الماضي إلى وجود إشارات حرارية في جنوب شرقي مدينة الفاشر.

الأضرار في البنية التحتية:
توضح الخريطة رقم «2» عدد من المنشآت والمؤسسات التي تعرضت للقصف والضرر خلال شهر مايو الماضي، والتي بلغ عددها 12 منشأة، وهي:
- كهرباء الفاشر
- مستشفى الفاشر التخصصي للأطفال
- مركز صحي بابكر نهار
- مخازن الإمدادات الطبية لولاية شمال دارفور
- المخازن الرئيسية لـ UNHCR
- المستشفى السعودي للولادة (أقصى غرب المدينة).
- سوق الفاشر
- مستشفى نبض الحياة الخاص
- المستشفى التعليمي
- إذاعة الفاشر
- بعض المكاتب الإدارية بوزارة الصحة
- مقر حكومة إقليم دارفور
بالإضافة للمنشآت تم رصد عدد من المدارس التي تضررت خلال الاشتباك، وهي:
- مدرسة الاتحاد الثانوية بنات.
- مدرسة الرباط الثانوية بنات.
- مدرسة الإسراء الأساسية بنين.
- مدرسة الجنوبية الثانوية بنين
كما توضح الخريطة أيضًا بعض المنشآت المهددة بالقصف خلال الفترة القادمة نتيجة لارتكاز قوات الدعم السريع فيها.
خريطة رقم «2»

5. توزيع القوات داخل الفاشر
- مناطق توزع قوات الدعم السريع:
- الأحياء التي تتمركز فيها الدعم السريع شرق المدينة :
- حي الشاكرين.
- حي الوفاق.
- حي الكهرباء.
- حي الشهداء.
- حي النخيل (سم الجراد).
- حي المعهد.
- حي مثاني.
- حي الصفاء.
- حي القاضي.
- الأحياء التي تتمركز فيها الدعم السريع شرق المدينة :
- أحياء تمددت فيها الدعم السريع جنوب المدينة وجنوب شرق بشكل كبير:
- الوحدة.
- السلام.
- البشارية.
- التيمانات
- مناطق توزع القوة المشتركة:
- مناطق تمركز الحركات المسلحة (القوة المشتركة):
- مقر اليوناميد “قيادة الحركات المسلحة”، شمال غرب المدينة
- حي ابشوك الحلة وليس المعسكر.
- مناطق تمركز الحركات المسلحة (القوة المشتركة):
- منطقة تقع بين تمركز الدعم السريع والحركات:
- حي التجانية.
6. التضليل المرتبط بالأحداث في الفاشر
منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، تم استخدام المعلومات المضللة بشكل كبير من قبل طرفي النزاع وحلفائهم. حيث يخوض الطرفان حرب معلومات على مواقع التواصل الاجتماعي بضراوة لا تقل عن ضراوة المعارك على أرض الواقع. تم استخدام التضليل لنشر معلومات عن انقسامات داخل القوات، تضخيم حجم العمليات العسكرية والخسائر بين الطرفين، أو لتقديم روايات بديلة لبعض الأحداث وتبادل الاتهامات.
لم تكن الهجمات على الفاشر استثناءً من هذا النهج. فقد رصد فريق «بيم ريبورتس» خمسة أخبار مضللة خلال شهر مايو مرتبطة بالأحداث في الفاشر، والتي استُخدمت للتأثير على الرأي العام.
- انقسامات بين الجيش السوداني وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي
رصدت فريق «بيم ريبورتس» تداول تصريح منسوب لحاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، قائد جيش حركة تحرير السودان، حول زج «النظام البائد» لهم في هذه الحرب وسعيهم للعودة إلى الحياد. يأتي هذا الادعاء في سياق احتدام المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في دارفور، حيث أعلن مناوي الاستنفار ضد قوات الدعم السريع.
نُشر هذا التصريح على صفحات عديدة في وسائل التواصل الاجتماعي بتاريخ 16 مايو، بعضها يضم أكثر من 500 ألف متابع. كما نُسب التصريح إلى مقابلة قام بها مناوي مع قناة «الحدث». إلا أن فريق «بيم ريبورتس» تحقق من أن هذا الخبر مفبرك.
في نفس سياق الإدعاء السابق، رصد الفريق تداول صورة أخرى منسوبة لقناة «الحدث» تفيد بنقل خبر عن تفاقم الخلافات بين مناوي والجيش السوداني. من الواضح أن نشر هذه الأخبار يهدف إلى زرع الشكوك حول وجود انقسامات بين صفوف الجيش السوداني وحلفائهم في حركة مناوي، التي تعتبر أحد أكبر القوى المقاتلة في الفاشر، وهو جزء من حرب المعلومات المستمرة التي تخوضها الأطراف المتنازعة.
2. العمليات العسكرية في الفاشر
رصد فريق «بيم ريبورتس» تداول صورة لعربة محترقة تابعة لقوات الدعم السريع، مصحوبة بإدعاء بأن الحدث مرتبط بالأحداث الأخيرة في الفاشر. يدعي المنشور بأن الجيش السوداني وحلفائه من الحركات المسلحة دمروا 34 عربة دفع رباعي مقاتلة (تاتشر) وقتلوا 19 من قوات الدعم السريع. بعد التحقق، أكد الفريق أن الصورة ليس لها علاقة بأحداث الفاشر، بل هي صورة قديمة نشرت أول مرة في أبريل الماضي في سياق مختلف. ورغم ارتباط الصورة بالصراع بشكل عام، إلا أن إعادة توظيفها لتصوير تقدم في العمليات العسكرية في الفاشر يعد تضليلاً.
كما رصد الفريق فيديو آخر يزعم توثيق استهداف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني لقاعدة الزرق العسكرية التابعة للدعم السريع بولاية شمال دارفور. بعد تحليل الفيديو، تبين أن الفيديو تم نشره لأول مرة في أبريل الماضي وليس له ارتباط بالأحداث الأخيرة في الفاشر. كما حلل الفريق لهجة الأشخاص المتحدثين في الفيديو، واتضح أنها ليست لهجة سودانية بل من شمال مالي. وعليه، فإن التحليل يوضح أن الفيديو ليس لديه ارتباط بالصراع في السودان بشكل كامل، ناهيك عن أحداث الفاشر. توضح هذه الحوادث نهج التضليل الذي يعتمد على إعادة توظيف صور وفيديوهات من دول أخرى لدعم ادعاء التقدم العسكري لأحد الأطراف.
وأخيراً، رصد الفريق تداول صورة لقوات عسكرية على متن عربات قتالية في منطقة شبه صحراوية، ادعى مروجوها أنها لقوات تابعة لقوى تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر، متجهة إلى مدينة الفاشر لدعم الجيش السوداني وحلفائه من الحركات المسلحة. بعد تحليل الصورة للتحقق من صحة الادعاء. توصل الفريق إلى أن الصورة قديمة، حيث تم نشرها لأول مرة في عام 2021 في سياق مختلف تماماً. كانت الصورة الأصلية مصحوبة بإدعاء مختلف وهو وصول القائد العام لجيش تجمع قوى تحرير السودان إلى الفاشر في طريقه إلى الخرطوم لتنفيذ بند الترتيبات الأمنية. وبذلك، يتضح أن الصورة لا علاقة لها بالصراع الحالي في الفاشر.
تشير هذه الأمثلة إلى استخدام واسع النطاق للمعلومات المضللة في النزاع الحالي في الفاشر، حيث يسعى كل طرف إلى تعزيز موقفه وتشويه صورة الآخر باستخدام صور وفيديوهات قديمة أو من سياقات مختلفة تماماً. من المهم ملاحظة أن هذه الصور والفيديوهات دائماً ما تُنشر على منصات وصفحات تتبنى الدعاية الحربية لصالح أحد طرفي النزاع، مستخدمة في ذلك معلومات مضللة وزائفة. تحوز هذه الصفحات على عدد كبير من المتابعين، يتراوح بين 10 آلاف ويصل إلى ما يزيد عن 800 ألف متابع، مما يساعد في انتشار هذه الأخبار بشكل كبير بين المواطنين.
خاتمة
في ختام هذا التقرير، يتبادر إلى الذهن صورة مؤلمة لمدينة الفاشر وسكانها الذين يتعرضون لمختلف أشكال العنف والتهجير. رغم الأحداث الصادمة التي شهدتها المدينة، فإن روحها الصلبة وإرادتها القوية تبقى قائمة، حيث يستمر أهلها في التصدي للتحديات بشجاعة وإصرار.