كيف غطت وسائل إعلام عربية انقلاب الجيش وعواقبه في السودان؟

مشروع مراقبة تغطيات وسائل الإعلام العربية للأوضاع السياسية في السودان عقب إنقلاب 25 أكتوبر

التقرير الختامي:

كيف غطت وسائل إعلام عربية انقلاب الجيش وعواقبه في السودان

تحليل تغطيات قنوات (الجزيرة، بي بي سي عربي، العربية، الحدث، وسكاي نيوز) للأوضاع في السودان عقب انقلاب 25 أكتوبر.

الفترة الزمنية:

6 نوفمبر 2021م إلى 31 يناير 2022م

مقدمة:

في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021م، انقلب قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، على الحكومة الانتقالية، التي كان يتولى فيها منصب رئيس مجلس السيادة الانتقالي.

وأعلن في خطاب متلفز بثه التلفزيون الرسمي، حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، بجانب تعطيل العمل بعدد من نصوص الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية.

كما أعلن البرهان، إنهاء تكليف ولاة الولايات، وإعفاء وكلاء الوزارات، وتكليف المديرين العامين بالولايات والوزارات بتسيير العمل، بالإضافة إلى تجميد عمل لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو واسترداد الأموال.

واستبق البرهان انقلابه، باعتقال أعضاء مجلسي السيادة الوزراء المدنيين من تحالف الحرية والتغيير (الإئتلاف الحاكم بالشراكة مع المجلس العسكري- وقتها)، بجانب عدد من قيادات التحالف، ووضع رئيس الوزراء المستقيل، عبد الله حمدوك، قيد الإقامة الجبرية.

ترافق مع حملة الاعتقالات التي شنتها السلطات الانقلابية، قطع للاتصالات الهاتفية، وإغلاق الإنترنت، وتعليق بث الإذاعات العاملة على الموجات القصيرة، عدا إذاعة أمدرمان (الإذاعة الرسمية) التي بث منها قائد الجيش بيانه الانقلابي، وإذاعة القوات المسلحة التي يديرها الجيش عبر إدارة التوجيه المعنوي.

تعرضت الصحف للمضايقات، وكذا سيطرت القوات المسلحة على قنوات البث الفضائي الرسمية، واستبدلت الطاقم الإداري للتلفزيون الرسمي ووكالة السودان للأنباء (الرسمية) بطاقم إداري موالٍ لقادة الانقلاب.

في ظل هذا الوضع من التعتيم الإعلامي الداخلي، نشطت وسائل الإعلام العربية الإقليمية والعالمية، في تغطية الأوضاع والتطورات في السودان بصورة ملحوظة.

في الفترة من 25 أكتوبر إلى 5 نوفمبر كانت أغلب تغطيات القنوات الاعلامية العربية تتسم بالتحيز، وحاولت أن تكرس لسردية ُتظهر الانقلاب العسكري على الحكومة الانتقالية على أنه مجرد “إجراءات” و “قرارات” اتخذها قائد الجيش.

منهجية المراقبة:

تتأسس منهجية عملنا في مراقبة وسائل الإعلام، من عمليتين، العملية الأولى هي اختيار الوسائل التي تجري مراقبتها، وهي (5) قنوات فضائية ناطقة بالعربية، تبث من دول مختلفة. اخترنا هذه القنوات على وجه التحديد بناء على نتيجة استبيان طرحناه على جمهور منصتنا بمواقع التواصل الاجتماعي، حول أكثر القنوات متابعةً للجمهور السوداني عقب الانقلاب. وكانت النتيجة هي توالياً:-

  • قناة الجزيرة
  • قناة بي بي سي العربية
  • قناة الحدث
  • قناة العربية
  • قناة سكاي نيوز عربية

بناء على نتيجة الاستطلاع، حددنا هذه القنوات الخمس لعملية المراقبة.

أما العملية الثانية فهي عملية المراقبة نفسها، بما في ذلك الرصد وجمع التغطيات التي تنتجها تلك الوسائل للأوضاع في السودان عقب انقلاب 25 أكتوبر، ومن ثم تصنيف وتحليل حصيلة الرصد كمياً ونوعياً.

  • إقرأ المزيد عن منهجية المراقبة 1

أولاً: تحليل المشهد الإعلامي موضوع المراقبة:

يتضمن تحليل المشهد الإعلامي موضوع المراقبة، ملكية القنوات الإعلامية التي نراقبها، وتأثير هياكل الملكية على استقلال الوسيلة الإعلامية ومهنيتها، علاوة على علاقات ملاك القنوات الإعلامية مع الحكومة العسكرية في السودان.

  • ملكية الوسائل الاعلامية موضع المراقبة
    1. قناة الجزيرة الفضائية: 

    تأسست في نوفمبر 1996م، مقرها في العاصمة القطرية الدوحة، ولديها مكتب في الخرطوم، و تبث باللغتين العربية والإنجليزية، تركزت مراقبتنا على القناة الناطقة بالعربية. 

    يرأس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية حالياً الشيخ / حمد بن ثامر آل ثاني، المسؤول السابق في وزارة الثقافة والإعلام بدولة قطر، وتمول الحكومة القطرية القناة ذائعة الصيت، وللحكومة تأثير كبير ونفوذ واضح على تغطيات قناة الجزيرة بصورة عامة، تناولت عديد من التقارير هذا التأثير، علاوة على اتهامات لدولة قطر باستخدام قناة الجزيرة كوسيلة للمساومة في علاقاتها الخارجية.

    1. قناة بي بي سي عربية:

    قناة فضائية دولية، تبث من العاصمة البريطانية لندن، والخدمة الدولية منها: the BBC World Service ممولة من الحكومة البريطانية. 

    1. قناة الحدث:

    هي إحدى القنوات الفرعية لقناة العربية، تأسست في العام 2012م، وتبث من دولة الإمارات العربية المتحدة، وتمتلكها المجموعة المالكة لقناة العربية وهي مجموعة MBC Group.

    1. قناة العربية:

    تأسست قناة العربية في مارس 2003م، وهي مملوكة لمجموعة (إم بي سي) ومستثمرون آخرون، ومقرها بمدينة دبي للإعلام، بدولة الإمارات العربية المتحدة. وافتتحت مؤخراً مكتباً في العاصمة السعودية الرياض.

    ومجموعة (MBC Group) التي تأسست في العام 1991م، هي أحد أكبر الشبكات الإعلامية في المنطقة العربية، يملكها ويديرها وليد بن إبراهيم آل إبراهيم، صهر العائلة المالكة في السعودية. وتمتلك المجموعة حتى اليوم نحو 21 قناة فضائية. استحوذت الحكومة السعودية على حصة أغلبية في مجموعة “إم بي سي”  تقدر بـ 60% في اعقاب مساومة بين مالك القناة والسلطات السعودية، التي اعتقلته واثنين من أشقائه، وصادرت أصوله في تحقيق لمكافحة الفساد عام 2018م. وتشير تقارير  إلى أن القناة تسيطر عليها العائلة المالكة في السعودية وتخضع لتوجيهاتها. 

    1. قناة سكاي نيوز عربية:

    تأسست في العام 2012م، مقرها بمدينة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهي مملوكة لـ (الشركة الدولية للاستثمارات الإعلامية (IMI) التي يمتلكها الشيخ منصور بن زايد– وزير شؤون الرئاسة، ونائب رئيس الوزراء بدولة الإمارات- و(مؤسسة Sky plc البريطانية). 

    خلاصة الاستعراض أعلاه، تبين أن جميع القنوات الخاضعة للمراقبة هي وسائل إعلامية مملوكة للدولة، أي أنها مملوكة لدول أو مؤسسات مرتبطة بقادة تلك الدول. لكن ما تأثير هياكل الملكية على السياسات التحريرية التي تنتهجها تلك القنوات؟ وهل بالفعل تستخدم الدول والحكومات المالكة هذه القنوات كوسيلة لعلاقاتها وسياساتها الخارجية؟ لمحاولة فهم هذه التداخلات نستعرض بإيجاز العلاقات بين الدول المالكة للقنوات وبين سلطة الأمر الواقع العسكرية في السودان.

  • علاقات الجهات والدول المالكة للقنوات الإعلامية بحكام السودان العسكريين
  •  تربط ملاك الوسائل الإعلامية موضوع المراقبة، علاقات تجارية واستثمارية وعسكرية وثيقة مع الحكام العسكريين في السودان، لا سيما قادة الإنقلاب، وعلى سبيل المثال فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تستحوذ على أعلى صادرات السودان من الذهب، ووفقاً لبيانات بنك السودان المركزي، فقد جاء الذهب في صدارة قائمة الصادرات السودانية، في النصف الأول من العام 2021م، إذ صدّر السودان 16.7 طن قيمتها حوالي مليار دولار، ذهبت كلها تقريبا إلى دولة الإمارات العربية.

    أما السعودية، فقد أسست علاقات وطيدة مع عسكر السودان الذين وضعوا تحت تصرف “التحالف العربي” بقيادة السعودية في حرب اليمن، عشرات الآلاف من الجنود السودانيين.

    وفيما يتعلق بالعلاقات السودانية القطرية، فيلاحظ المراقب فتورها في أعقاب سقوط نظام البشير، وشهدت العلاقات التجارية تراجعاً كبيراً، فبينما كان حجم التبادل التجاري المُعلن بين السودان وقطر 119 مليون دولار عام 2018م، تراجع إلى 32 مليون دولار عام 2020م.

    وكانت قطر، إبان عهد البشير، تستثمر 1.5 مليار دولار في السودان، عبر 40 مشروعا زراعيا وسياحيا وعقاريا، وفقاً للبيانات الرسمية في السودان. وسياسياً رعت قطر اتفاقية الدوحة للسلام في العام 2011م، بين حكومة البشير وحركة التحرير والعدالة بقيادة تجاني السيسي، كما استضافت مؤتمر للمانحين بالدوحة في 2013م، لإعادة إعمار دارفور، و دعمت البشير بنحو مليار دولار، في العام 2014م.

    مواقف الدول المالكة للقنوات من انقلاب 25 اكتوبر

    أثار انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر موجة واسعة من ردود الأفعال الدولية والإقليمية الرافضة للانقلاب، على مستوى الدول والمؤسسات. وقد سارع الاتحاد الأفريقي إلى تعليق عضوية السودان وإدانة الانقلاب العسكري، كما أدانت الأمم المتحدة الانقلاب العسكري، وطالبت بالإفراج الفوري عن المعتقلين. وفي الوقت الذي نددت فيه غالبية دول العالم بالانقلاب، اكتفت الإمارات والسعودية وقطر بإصدار بيانات متطابقة، تقول فيها إنها “تتابع التطورات الأخيرة في السودان عن كثب”، وتدعو إلى “التهدئة وضبط النفس والحفاظ على المكتسبات”.

    وعلى الرغم من أن هذه الدول الثلاث (الإمارات و السعودية و قطر) على وجه التحديد، كانت قد سارعت في إصدار بيانات تدين فيها المحاولة الانقلابية الفاشلة التي اُعلن عنها في السودان في سبتمبر 2021م. 

    لاحقاً، عقب محادثات قادتها الولايات المتحدة وبريطانيا، فيما يتعلق بانقلاب 25 أكتوبر، صدر بيان وقعت عليه، بجانب الولايات المتحدة وبريطانيا، السعودية والإمارات يدعو إلى الالتزام بالوثيقة الدستورية واتفاق سلام جوبا واستعادة الشراكة العسكرية المدنية بصورة صحيحة. وجاء البيان، في وقت تجاوزت فيه مطالب الشارع العودة للشراكة.

    يتضح من العرض أعلاه طبيعة الروابط الاقتصادية والتجارية والسياسية والعسكرية التي تربط بين ملاك بعض القنوات وبين حكام السودان.

    ثانياً: النتائج الأولية للمحتوى المتعلق بالسودان:

    • مجموع محتوى التغطيات المتعلقة بالسودان لجميع القنوات خلال فترة المراقبة: 2,057 تغطيةً.
    شكل (1)
    • التغطيات المتعلقة بالسودان خلال فترة المراقبة لكل قناة

    الجزيرة 

    789  تغطية عن السودان

    العربية

    605  تغطية عن السودان

    الحدث

    430 تغطية عن السودان

    سكاي نيوز

    188 تغطية عن السودان

    بي بي سي

    45 تغطية عن السودان

    • نوع المحتوى لجميع القنوات

    شكل (2)

    نوع المحتوى

    العدد

    فيديو

    1,358

    تغريدة

    249

    تقارير

    11 

    بث شبكي مباشر (لايف)

    28

    أخبار/مقالات

    411

    • الأيام التي حازت على أعلى التغطيات من كل القنوات الاعلامية:

     الرسم البياني (1) أعلاه يوضح الأيام التي حازت على أعلى تغطيات.

    التاريخ

    عدد التغطيات

    21 نوفمبر 2021م

      75

    11 نوفمبر 2021م

      64

    13 نوفمبر 2021م

      58 

    17 نوفمبر 2021م

      45

    30 ديسمبر 2021م

      44

    25 نوفمبر 2021م

      40

    3 يناير 2022م

      40

    28 نوفمبر 2021م

      39

    18 يناير 2022م

      35

    جدول رقم (1) : الأيام التي حازت على أعلى تغطيات.

    • النتائج الأولية لتغطيات كل قناة على حدة

    الجزيرة

    شكل (4)

    نوع التغطية

    العدد

    الفيديو

    583

    تغريدة

    173

    أخبار

    25

    بث شبكي مباشر (لايف)

    8

    المجموع

    789

    العربية

    شكل (5)

    نوع التغطية

    العدد

    الفيديو

    415

    تقارير

    6

    أخبار

    163

    بث شبكي مباشر (لايف)

    20

    المجموع

    605

    الحدث

    شكل (6)

    نوع التغطية

    العدد

    الفيديو

    327

    تقارير

    1

    أخبار

    102

    المجموع

    430

    سكاي نيوز

    شكل (7)

    نوع التغطية

    العدد

    الفيديو

    22

    تغريدة

    67

    أخبار

    95

    تقارير

    4

    المجموع

    188

    بي بي سي عربية

    شكل (8)

    نوع التغطية

    العدد

    الفيديو

    11

    تغريدة

    8

    أخبار

    26

    المجموع

    188

    • الكلمات/ المفردات الأكثر تكراراً بجميع التغطيات لكل القنوات

     الرسم البياني (2) أعلاه يوضح الكلمات التي تكرر استخدامها أكثر من (100) مرة في محتوى جميع القنوات الإعلامية موضوع المراقبة.

    خلاصة نتائج المحتوى الكمي

    نستخلص من النتائج الأولية للمحتوى الكمي المبينة أعلاه، الخلاصات التالية:

    • أكثر الكلمات/ المفردات تكراراً بجميع القنوات: تظاهرات
    • أعلى الايام تغطية لجميع القنوات: يوم 21 نوفمبر 2021م.
    • أعلى القنوات تغطية للأوضاع في السودان: قناة الجزيرة.
    • أعلى الوسائط الناقلة للمحتوى: الفيديو.

    تحليل النتائج:

    اولاً: أكثر الكلمات/ المفردات تكراراً بجميع القنوات: تظاهرات

    25 أكتوبر - الصورة للمصور: فائز أبوبكر

    الشارع الثائر يفرض أجندته: 

    على الرغم من أن غالبية القنوات موضع المراقبة سعت بجد إلى فرض أجندتها وتمرير رؤية ملاكها للتأثير على الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، والتلاعب بالنقاش العام، من خلال تغطيات متحيزة وانتقائية، إلا أن الشارع الثائر ضد الانقلاب، والذي تحركه لجان المقاومة في الأحياء والمدن والقرى والممثل لصوت الأغلبية الشعبية قد فرض أجندته على وسائل الاعلام التي تغطي الأوضاع في السودان، ووكما يبين الرسم البياني رقم (2) أن أعلى الكلمات والمفردات تكراراً في تغطيات وسائل الإعلام العربية في الفترة من 6 نوفمبر 2021م إلى 31 يناير 2022م، كانت هما مفردتي (تظاهرات) و (احتجاجات)، تكرر استخدام الاولى 489 مرة، بينما تكرر استخدام الثانية 278 مرة، بجميع القنوات، بما في ذلك القنوات التي كانت متحيزة في تغطيتها.

    استحوذت تغطية المظاهرات الرافضة للإنقلاب والمطالبة بانسحاب الجيش نهائياً من الحياة السياسية على أعلى تكرار في الكلمات المستخدمة في محتوى القنوات موضوع المراقبة، أي على أعلى تغطيات، على الرغم من أن التغطيات المتعلقة بالمظاهرات كانت في البدء تغطيات متحيزة وغير منصفة، بل ولم تتورع بعض القنوات الاعلامية العربية في أن تصف المظاهرات السلمية الرافضة للانقلاب بأنها “اضطرابات” أو “أعمال شغب” أو “العنف” أو خلافها من الاوصاف ذات المدلولات السلبية، ومحاولة لتأطير المظاهرات في إطار “الاضطرابات” أو “الشغب” أو خلافها من الأفعال الخارجة عن القانون، في حين أن المظاهرات الرافضة للانقلاب تتم بصورة سلمية وعالية التنظيم، ويتم الإعلان المسبق عن خرائط نقاط التجمعات وخطوط السير وترفع فيها شعارات ولافتات مكتوب عليها مطالب المتظاهرين السلميين، التي تنحصر أغلبها في إبعاد الجيش من العملية السياسية، ورفض الانقلابات العسكرية، وتحقيق العدالة لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت خلال المظاهرات، أي أن هذه المظاهرات هي تعبير سلمي مكفول في مواثيق حقوق الانسان، وليست أفعال خارجة عن القانون أو “أعمال شغب” أو “عنف”، كما تورد بعض القنوات موضع المراقبة في تغطيتها.

    تتعمد بعض القنوات الاعلامية إلى تكرار مفردتي “اضطرابات” و “عنف” لوصف المظاهرات السلمية في السودان، ومن المتعارف عليه أن مفردة “العنف” يقصد بها في غالب الاحيان العنف والعنف المضاد، أو حالة الفوضى، وهو ما لم يحدث خلال المظاهرات المناهضة للانقلاب العسكري.

    في هذا السياق أيضاً، تعمَد بعض القنوات الاعلامية إلى الاعتماد على المصادر الرسمية فقط، لعكس ما يحدث خلال المظاهرات، وعلى سبيل المثال تورد بعض القنوات الإعلامية تصريحاً رسمياً للشرطة يتحدث عن إصابة 39 من قواتها خلال المظاهرات، بينما تتحاشى إيراد عدد المصابين في صفوف المتظاهرين، أو الإشارة إلى عدد الذين قتلوا برصاص قوات الشرطة والأمن، على الرغم من توفر المصادر والمعلومات بهذا الخصوص، وقد وثقت جهات طبية وحقوقية العنف الذي واجهت به القوات العسكرية المتظاهرين السلميين، والذي أدي إلى مقتل أكثر من (94) متظاهراً سلمياً (من يوم 25 أكتوبر 2021 وحتى ابريل 2022) .. إلا أن بعض القنوات تتعمد تجاهل هذه المعلومات المهمة في سياق الأوضاع الراهنة في السودان.

    من جانب آخر، ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في التغطية الإعلامية للمظاهرات وكشف الانتهاكات ضد المتظاهرين السلميين المناهضين للإنقلاب العسكري، الأمر الذي اضطر وسائل الإعلام العربية – لا سيما المملوكة للدول الداعمة للانقلاب – لتغطية التظاهرات في نشراتها الاخبارية، على الرغم من أن بعض التغطيات جرت على مضض وبطريقة متحيزة وانتقائية. 

    اندلعت المظاهرات المناهضة للانقلاب العسكري والرافضة لتدخل الجيش في العملية السياسية، منذ صبيحة الخامس والعشرين من أكتوبر، صبيحة الانقلاب، وظلت متواصلة بلا انقطاع، ولكنها كانت في بادئ الأمر تجد التجاهل المطلق من قبل بعض القنوات الاعلامية موضوع المراقبة، وحينما تصاعدت وتيرة التظاهرات وأصبحت الحدث الأول والرئيس في البلاد، اضطرت بعض القنوات العربية إلى تناول المظاهرات، في البدء، بشيء من التبسيط، ثم ربطها بأحداث لا علاقة لها بالمظاهرات، وعلى سبيل المثال، تربط (قناة العربية) المظاهرات بإعلان تشكيل المجلس السيادي الجديد، وتربطها قناة (سكاي نيوز) بالمطالبة بمدنية الدولة، وهو مطلب حقيقي لكن تم انتقاؤه من بين عدة مطالب أهمها رفض الانقلابات، لكن القناة تتحاشى ذكر مطلب المتظاهرين المتعلق برفض الانقلابات العسكرية.

    الربط بين المظاهرات وأحداث لا علاقة لها بها، هو في جوهره عملية تضليل للمتلقي، إذ أن المظاهرات السلمية التي انطلقت منذ فجر الخامس والعشرين من أكتوبر رفضاً للانقلاب، وظلت متواصلة ولها أهداف محددة عبرت عنها بيانات لجان المقاومة، وهي إنهاء الحكم العسكري، والوصول إلى دولة مدنية كاملة.

    من جهة أخرى، سعت بعض القنوات الى ترسيخ صورة نمطية سلبية عن المظاهرات، وفي هذا السياق تتعمد بعض القنوات استضافة أشخاص يمثلون جانب واحد، داعم للانقلاب، ويصبغون عليهم صفات وألقاب فخيمة حتى يبدو ان ما يقولونه أمراً ذا بال وعلى سبيل المثال استضافت احدى القنوات موضوع المراقبة، شخصا يحمل عددا من الألقاب، ليقول في مداخلته “المشاركون في الاحتجاجات على قرارات البرهان أعداد قليلة لا تمثل جميع السودانيين”، وفي نفس اليوم استضافت ذات القناة، شخص آخر يحمل عددا من الألقاب ليدلي بالتصريح التالي: “الرافضون لقرارات البرهان فصيل من الشعب السوداني بينما الكتلة المرجحة هي الأغلبية الصامتة”.

    في الوقت الذي تنتقي فيه القنوات الاعلامية أشخاص مؤيدين للانقلاب العسكري لاستضافتهم وإبراز آراءهم في عناوين التغطيات، كانت لجان المقاومة قد أعلنت عن متحدثيها الرسميين وتصدر بياناتها بانتظام لتوضيح وجهات نظرها، إلا أن بعض القنوات الاعلامية ظلت تتجاهل منشورات اللجان ومتحدثيها الرسميين، وتستضيف العديد من مؤيدي الإنقلاب.

    صوت الشارع يعلو:

    بعد مرور نحو ثلاثة أسابيع على الانقلاب، وثلاثة أسابيع من التظاهرات المتواصلة، وتراجع بعض الدول الداعمة للانقلاب عن مواقفها، عقب صدور بيان الرباعية، الصادر عن المملكة العربية السعودية والإمارات والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، في يوم 3 نوفمبر 2021م، بدأت تتغير لغة التغطيات والخطاب الإعلامي لبعض القنوات، فبدأت تظهر تغريدات على حسابات بعض القنوات تتحدث عن دعوات التظاهر التي تطلقها لجان المقاومة وتجمع المهنيين.

    وبدأ التحول لافتاً في تغطيات عدد من القنوات، مثل (قناة العربية) التي أوردت لأول مرة اسم لجان المقاومة في عنوان تغطيتها الإخبارية للمظاهرات، يوم 13 نوفمبر 2021م، وكانت تحت عنوان لافت: 

    تنسيقيات لجان المقاومة السودانية تدعو لمظاهرات حاشدة لإسقاط المجلس العسكري“. 

    وفي نفس اليوم، نشرت القناة تغطية أخرى تحت العنوان التالي:    

    بدعوة من لجان المقاومة.. انطلاق عدة مسيرات احتجاجية في العاصمة السودانية رفضًا لقرارات البرهان

    كانت هذه أول مرة تذكر فيها قناة العربية اسم (لجان المقاومة) في عنوان رئيس لتغطيتها طيلة فترة المراقبة. وبعد هذا التاريخ تواصلت التغطيات المتعلقة بالمظاهرات تأخذ حيزاً كبيراً في تغطيات معظم القنوات العربية.

    وعلى الرغم من أن الشارع فرض صوته وحضوره، لكن ظلت بعض القنوات تتحاشى تقديم تغطيات متكاملة للمظاهرات، وفي بعض الحالات يتم تحوير أهداف التظاهرات .. وكذا تتحاشى بعض القنوات الحديث عن عنف القوات العسكرية ضد المتظاهرين السلميين، وفي يوم 30 ديسمبر طال عنف القوات الأمنية القنوات الاعلامية نفسها، ما اضطرها الى عكس ذلك في تغطيتها، ففي يوم 30 ديسمبر 2021م، أشارت (قناة العربية) في عنوان تغطيتها إلى “التعامل القاسي” للقوات الامنية بحق المتظاهرين .. على الرغم من أن التعامل القاسي وعنف قوات الأمن ضد المتظاهرين السلميين والقتل وتفريق التظاهرات بالقوة ظل متواصلا منذ صبيحة الانقلاب في 25 أكتوبر.

    ثانياً: أعلى الايام تغطية لجميع القنوات: يوم 21 نوفمبر 2021م.

    حظي يوم 21 نوفمبر 2021م، بأعلى التغطيات بكل القنوات، وهو اليوم الذي جرى فيه توقيع الاتفاق السياسي بين رئيس الوزراء (المستقيل) الدكتور عبدالله حمدوك والقائد العام للجيش، قائد الانقلاب، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان.

    لاقى اتفاق (حمدوك-البرهان) الموقع في يوم 21 نوفمبر ترحيباً من عدد من الدول والجهات الدولية، إلا أن الفاعلين الأساسيين على الأرض، لجان المقاومة والمنظمات السياسية والمهنية المحلية شجبت الاتفاق ورفضت أي نوع من الشراكة مع العسكريين، وخرجت تظاهرات حاشدة جابت شوارع الخرطوم للتنديد بالاتفاق السياسي، واصدرت جماعات سياسية ومهنية رئيسة في السودان بيانات تنديد بالاتفاق، وترفض الشراكة مع العسكر، وعلى الرغم من المظاهرات التي عمت شوارع الخرطوم رفضاً للاتفاق السياسي، والرفض القاطع من قبل لجان المقاومة لتدخل الجيش في العملية السياسية، والبيانات الرافضة للاتفاق التي صدرت من تجمع المهنيين السودانيين وقوى الحرية والتغيير، إلا ان بعض القنوات الإعلامية كانت قد أعلت أجندتها وأجندة مموليها وملاكها على حساب التغطية الإعلامية المتوازنة، وغطت الاتفاق بحسب ما يتوافق مع مواقف ملاكها ودولهم، وبعضها تناولت المظاهرات على مضض، والبعض منها تجاهلت تماماً تغطية المظاهرات، ما بدا وكأنها تغطية إعلامية ضد رغبة الشارع.

    دراسة حالة: كيف غطت القنوات الاعلامية موضع المراقبة الاتفاق السياسي بين رئيس الوزراء عبدالله حمدوك ورئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان

    فيما يلي نستعرض بالنقد والتحليل، المحتوى الأصيل الذي نشرته القنوات الاعلامية عقب التوقيع على الاتفاق السياسي، ونقصد بـ(المحتوى الاصيل)، المحتوى الذي انتجته القناة نفسها، ولم تنقله من وكالة او جهة اخرى.

    1. قناة سكاي نيوز عربية:

    جاءت تغطية قناة (سكاي نيوز عربية) للاتفاق السياسي تحت العنوان التالي: ” ترحيب دولي بالاتفاق السياسي الموقع بين البرهان وحمدوك “.

    نقلت القناة ترحيب كل من الدول والهيئات التالية بالاتفاق: (الإمارات، مصر، السعودية، جامعة الدول العربية، الإيقاد، منظمة التعاون الإسلامي)، إلا أن القناة تجاهلت ردود الأفعال الشعبية والمحلية الرافضة للاتفاق، على الرغم من المظاهرات التي عمت الخرطوم قبل وبعد توقيع الاتفاق.

    وفي تغطية أخرى لقناة (سكاي نيوز عربية) نفسها، تحت العنوان التالي:

    اتفاق السودان.. أول رد فعل غربي على الاتفاق السياسي” نقلت القناة عن بيان مشترك لدول الترويكا، الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج، إلى جانب الاتحاد الأوروبي وسويسرا وكندا، ترحيبها بالاتفاق السياسي، وكما في عنوان التغطية أوردت القناة في مستهل التغطية عبارة “أبدت قوى غربية ترحيبها بالاتفاق السياسي في السودان”، علاوة على أنها نقلت في التغطية السابقة مواقف الدول المؤيدة للاتفاق، جاءت هذه التغطية وكأنها تعضيد أو دعم للتغطية السابقة، او كأن القناة تريد أن تؤطر الخبر عن الاتفاق السياسي في إطار القبول من الجميع بما في ذلك “القوى الغربية”ّ.

    أكثر من ذلك، تجنبت القناة ذكر كلمة (الانقلاب) في تغطيتها وأوردت بدلاً عنها عبارة (إجراءات الجيش)، وأشارت إلى رفض الشارع لإجراءات الجيش، لكنها لم تورد أي إشارة لرفض الشارع للاتفاق السياسي.

    وتظهر جلياً محاولات تأطير الأحداث أو تقديمها في صورة معينة في النص التالي، الذي ورد في تغطية قناة (سكاي نيوز عربية) للاتفاق السياسي:

    " شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، يوم الأحد، توقيع اتفاق سياسي يقضي بإعادة عبد الله حمدوك، إلى رئاسة الحكومة، في تراجع عن إجراءات الجيش التي قامت بعزله في أكتوبر الماضي، ثم قوبلت برفض في الشارع وتنديد دولي واسع. وكان الجيش قد وضع حمدوك قيد الإقامة الجبرية عندما أعلن توليه السلطة في 25 أكتوبر، عقب تحرك قاده الفريق أول عبد الفتاح البرهان. وأنهت إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي شراكة انتقالية بين الجيش ومجموعات مدنية ساعدت في الإطاحة بالرئيس عمر البشير في عام 2019 ".

    وتحاشي ذكر عبارة (انقلاب) في هذه التغطية يبدو واضحاً، كما يبدو واضحاً الإصرار على استخدام مفردات وعبارات (اجراءات الجيش/ تحرك/ أعلن الجيش توليه للسلطة) وهو ما تفسره نظرية تأطير الأحداث، والتي ترمي من خلالها وسائل الاعلام إلى إعادة صبغ الأحداث التي تقدمها في مهمتها الخبرية، بصبغة مختلفة تتلائم مع أهداف تلك الوسائل، على نحو يخدم دولاً أو افكاراً أو جماعات معينة.

    وفي نفس سياق التأطير المُشار إليه، تصف القناة المظاهرات الرافضة للانقلاب العسكري على أنها “اضطرابات أعقب سيطرة الجيش على السلطة” وليس هذا قصوراً في القاموس اللغوي إنما استخدام مقصود للغة في سياق تأطير الأحداث.

    وفي تغطية أخرى تحت عنوان “السودان.. توقيع اتفاق سياسي يعيد حمدوك إلى رئاسة الوزراء، أوردت القناة العبارة التالية: “وأججت القرارات الصادرة عن الجيش، حملة مظاهرات شعبية ودعا ناشطون إلى مزيد من الاحتجاجات يوم الأحد. وكانت القوى الغربية التي ساندت الانتقال السياسي في السودان قد نددت بإجراءات الجيش، وعلقت بعض المساعدات الاقتصادية للسودان”.

    وفي هذه التغطية تتبدى بوضوح عملية تأطير الأحداث، من خلال اختزال (الانقلاب العسكري) في عبارات (القرارات الصادرة عن الجيش) و (إجراءات الجيش)، فهل ما حدث في الخامس والعشرين من أكتوبر هو مجرد إجراءات؟

    2. قناة الجزيرة:

    جاءت تغطية قناة الجزيرة للاتفاق السياسي تحت عنوان:

    البرهان وحمدوك يوقعان على اتفاق سياسي ينهي الأزمة في السودان، وافتتحت تغطيتها بالمدخل التالي: “وقع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان اتفاقا سياسيا جديدا بالقصر الرئاسي، اليوم الأحد، ينهي الأزمة التي بدأت منذ الإجراءات التي اتخذها الجيش من إقالة الحكومة وإعلان حالة الطوارئ في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.

    أوردت القناة بعض بنود الاتفاق، ثم اقتبست بعض من كلمة حمدوك وكلمة البرهان ..

    وأوردت القناة النص التالي: "منذ 25 أكتوبر الماضي، يعاني السودان أزمة حادة حيث أعلن البرهان حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعفاء الولاة، عقب اعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين، مقابل احتجاجات مستمرة ترفض هذه الإجراءات باعتبارها “انقلابا عسكريا”." 

    حاولت القناة أن توازن بين الانقلاب و الاحتجاجات الرافضة له، لكنها في نهاية الأمر استخدمت لغة متحيزة. 

    3. قناة العربية: 

    تغطية قناة العربية للاتفاق السياسي، جاءت تحت العنوان التالي: ترحيب عربي وأممي باتفاق الخرطوم السياسي

    نقلت القناة ترحيب الدول والهيئات التالية بالاتفاق: (السعودية، الكويت، جامعة الدول العربية، مصر، بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس).
    وتطرقت القناة لبنود الاتفاق، وأوردت القناة النص التالي:

    " تم توقيع الاتفاق … وذلك بعد أسابيع من الاضطرابات والتظاهرات التي خرجت في شوارع الخرطوم احتجاجاً على إجراءات الجيش التي فرضت يوم 25 أكتوبر الماضي، وأدت إلى حل الحكومة والمجلس السيادي السابق، فضلاً عن تعليق العمل بعدد من اللجان، وبنود الوثيقة الدستورية أيضاً. كما فرضت حالة الطوارئ."

    وهنا تتحاشى القناة الاشارة للمظاهرات الرافضة للاتفاق السياسي، وعندما أرادت الاشارة للمظاهرات الرافضة للانقلاب العسكري، أسمتها بـ“الاضطرابات” والتظاهرات “احتجاجاً على اجراءات الجيش”.. والقناة تتفادى ذكر كلمة (انقلاب)، ومرة أخرى تظهر بوضوح التحيزات ومحاولات تأطير الأحداث.

    وفي تغطية أخرى لقناة العربية نفسها، يظهر بوضوح أكثر تفاديها لذكر مفردة (انقلاب) لتوصيف ما حدث صبيحة الخامس والعشرين من أكتوبر، ففي تغطية تحت عنوان: “البرهان: الاتفاق تحول تاريخي بعد خلل في المسار الديمقراطي”، تورد القناة النص التالي: “منذ إعلان الجيش يوم 25 أكتوبر الماضي (2021) فرض حالة الطوارئ وحل الحكومة والمجلس السيادي السابق، توالت الدعوات الدولية والإقليمية من أجل إعادة البلاد إلى المسار الديمقراطي، والشراكة بين المكون العسكري والمدني، اللذين أدارا الحكم في البلاد منذ العام 2019”.

    وفي تغطية ثالثة لقناة العربية، تحت العنوان التالي : تجمع المهنيين: الاتفاق مع قادة الجيش انتحار سياسي لحمدوك

    تورد القناة موقف تجمع المهنيين السودانيين من الاتفاق السياسي، وتختتم التغطية بالنص الآتي: “كما نص الاتفاق على إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وذلك بعد أسابيع من الاضطرابات والتظاهرات التي خرجت في شوارع العاصمة احتجاجا على إجراءات الجيش التي فرضت يوم 25 أكتوبر الماضي، وأدت إلى حل الحكومة والمجلس السيادي السابق، فضلا عن تعليق العمل بعدد من اللجان، وبنود الوثيقة الدستورية أيضا، كما فرضت حالة الطوارئ”.

    وفي كل مرة يتبين أن القناة تتحاشى ذكر كلمة انقلاب، وتورد بدلاً عنها عبارات (اجراءات الجيش) و (حل الحكومة) و (فرض حالة الطوارئ)، وفي حقيقة الأمر ان هذه الخطوات لم تأت كخطوات منفصلة عن بعضها البعض، بل جاءت في سياق عملية متكاملة هي (الانقلاب العسكري) الذي تتفادى القناة الإشارة إليه، كنوع من تضليل المتلقي.

    4. قناة الحدث: 

    تغطية قناة (الحدث) للاتفاق السياسي، جاءت تحت العنوان التالي:ترحيب عربي وأممي بالاتفاق السياسي بين البرهان وحمدوك“.

    نقلت القناة ترحيب (السعودية، الكويت، جامعة الدول العربية، مصر ، بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) ، بالاتفاق. 

    واستعرضت القناة الاتفاق وبنوده، وأورد في خاتمة التغطية النص التالي:

    "... وذلك بعد أسابيع من الاضطرابات والتظاهرات التي خرجت في شوارع الخرطوم احتجاجاً على إجراءات الجيش التي فرضت يوم 25 أكتوبر الماضي، وأدت إلى حل الحكومة والمجلس السيادي السابق، فضلاً عن تعليق العمل بعدد من اللجان، وبنود الوثيقة الدستورية أيضاً. كما فرضت حالة الطوارئ".

     وهو نفس النص الوارد في قناة العربية، والذي كما بيّنا يهدف في نهاية المطاف إلى تضليل المتلقي. 

    في تغطية أخرى بقناة الحدث حول الاتفاق السياسي، قدمت القناة برنامج تلفزيوني يتحدث عن الاتفاق السياسي، تحت العنوان التالي:

    السودان يفتح صفحة جديدة باتفاق سياسي.. قوى ترحب.. وأخرى تستنكر

    حاولت فيه مقدمة البرنامج عكس الآراء المتباينة حول الاتفاق، لكنها عندما بدأت تتحدث عن القوى الرافضة للانقلاب، ووصف تلك القوى للأتفاق بأنه “شرعنة للانقلاب” – طبقاً لبيانات قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين السودانيين، قالت المذيعة أن القوى الرافضة للإتفاق وصفته بأنه (شرعنة الخامس والعشرين من أكتوبر) ، و أحجمت عن ذكر كلمة (انقلاب).

    5. بي بي سي العربية: 

    تغطية هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) للاتفاق السياسي جاءت تحت العنوان التالي:

    “انقلاب السودان: الجيش يعيد رئيس الوزراء المخلوع عبد الله حمدوك لمنصبه، والاحتجاجات تتصاعد”

    استخدمت القناة لغة متحيزة في العنوان، وهي عبارة (الجيش يعيد رئيس الوزراء المخلوع)، ولكن في نفس الوقت التزام النصف الآخر من العنوان جانب من الموضوعية، إذ عكس الاحتجاجات المتصاعدة ضد الاتفاق السياسي، بخلاف تغطيات القنوات الأخرى التي تحاشت إيراد أي إشارة للمظاهرات الرافضة للاتفاق.

    أوردت بي بي سي في مستهل الخبر النص التالي: 

    "تولى رئيس الوزراء السوداني المخلوع، عبد الله حمدوك، منصبه مرة أخرى، بعد الانقلاب العسكري الشهر الماضي الذي وُضع على إثره قيد الإقامة الجبرية".

    تشير (بي بي سي ) بوضوح الى الانقلاب العسكري، إلا انها تصف رئيس الوزراء بوصف (المخلوع)، ومن المتعارف عليه ان وصف (المخلوع) عادة يطلق على الرؤساء الذين تقتلعهم من مناصبهم ثورات شعبية رافضة لقيادتهم، وهذا الأمر لا ينطبق على رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الذي انقلب عليه الجيش ووضعه قيد الإقامة الجبرية.

    تناولت (بي بي سي) في تغطيتها آراء الرافضين للاتفاق السياسي والمؤيدين له على حد سواء، وفي نفس التغطية.

    أوردت (بي بي سي) رأي تجمع المهنيين السودانيين الرافض للاتفاق السياسي، ورأي متحدث من قوى الحرية والتغيير، أوردت نقاط الاتفاق السياسي، ذكرت قضية المعتقلين السياسيين، وأنه تم الإفراج عن ثلاثة فقط منهم، 

    أوردت إشارات للمظاهرات ومطالب المتظاهرين المتمثلة في انسحاب الجيش الكامل من الحياة السياسية، كما أوردت عدد الشهداء الذين لقوا مصرعهم في المظاهرات الرافضة للإنقلاب.

    وسمت الوقائع بمسمياتها تماماً، وأوردت بالتفصيل الضغوط التي تعرض لها العسكريون عقب الانقلاب، وذكرت بوضوح النص التالي: “تعرض الجيش لضغوط دولية ومحلية مكثفة للعودة إلى مسار الانتقال إلى الديمقراطية. وجمد البنك الدولي مساعدته للسودان، كما علق الاتحاد الأفريقي عضوية البلد في التكتل”.

    كما اشارت الى الاتفاق الذي يجب ان يسلم بموجبه البرهان السلطة إلى المدنيين، في اكتوبر 2021م،

    بعد استعراض كل هذه المسائل، أوردت (بي بي سي) في ختام التغطية ردود أفعال الدول والهيئات الدولية، أوردت ترحيب كل من (مصر ، والسعودية) بالاتفاق، واقتبست من الاتحاد الأفريقي وصفه الاتفاق بأنه:

    “خطوة هامة نحو العودة لاحترام الدستور” ودعوة الاتحاد طرفي الاتفاق لتنفيذه بشكل كامل وفعال.

    واخيراً أوردت من بيان الأمم المتحدة النص التالي:

    وشددت الأمم المتحدة، بعد الترحيب بالاتفاق، على” الحاجة لحماية النظام الدستوري من أجل حماية حرية العمل السياسي، وحرية التعبير والتجمع السلمي”.

    الكلمات المفتاحية:

    وفقا لمنهجية عملنا، تمثل الكلمات المفتاحية المستخدمة من قبل الوسيلة الاعلامية واحدة من أدوات تصنيف المحتوى المهمة، التي تساعد على فهم التحيزات وتأطير الأحداث.

    عملنا على تصنيف الكلمات المفتاحية الواردة في التغطيات الإعلامية للقنوات المستهدفة بالمراقبة، بناء على بعدين:

    الأول: البعد الموضوعي، والمقصود منه توصيف الوسيلة الإعلامية للأحداث والوقائع كما هي على أرض الواقع.

    الثاني: البعد الإعلامي، والمقصود منه الصورة التي تعكسها الوسيلة الاعلامية للأحداث والوقائع، وهي في الغالب – حسب متابعتنا الأولية- صورة مُنتقاة، تكاد تعكس تحيزات الوسيلة الإعلامية، والممولين لها والعاملين فيها.

    ووفقاً لهذا التصنيف، نجد أن الكلمات المفتاحية المضمنة في القائمة (أ) تعكس التحيزات التي ميزت تغطيات بعض الوسائل الإعلامية موضع المراقبة، بينما تعكس الكلمات المفتاحية في القائمة (ب) البعد الموضوعي للتغطيات الإعلامية.

    • إقرأ القائمة الكاملة للكلمات المفتاحية 2

    تصنيف محتوى القنوات موضوع المراقبة حسب الكلمات المفتاحية:

    • تصنيف محتوى (قناة الجزيرة) حسب الكلمات المفتاحية:

    شكل (10)

    التصنيف

    العدد

    النسبة

    البعد الموضوعي

    745

    94.4%

    البعد الإعلامي

    28

    3.5%

    غير مصنف

    16

    2%

    • تصنيف محتوى (قناة العربية) حسب الكلمات المفتاحية:

    شكل (11)

    التصنيف

    العدد

    النسبة

    البعد الموضوعي

    240

    41%

    البعد الإعلامي

    162

    26.8%

    غير مصنف

    203

    32.2%

    • تصنيف محتوى (قناة الحدث) حسب الكلمات المفتاحية:

    شكل (12)

    التصنيف

    العدد

    النسبة

    البعد الموضوعي

    286

    66.5%

    البعد الإعلامي

    107

    24.9%

    غير مصنف

    37

    8.6%

    • تصنيف محتوى (قناة سكاي نيوز عربية) حسب الكلمات المفتاحية:

    شكل (13)

    التصنيف

    العدد

    النسبة

    البعد الموضوعي

    131

    69.7%

    البعد الإعلامي

    52

    27.7%

    غير مصنف

    5

    2.7%

    • تصنيف محتوى (قناة بي بي سي عربية) حسب الكلمات المفتاحية:

    شكل (14)

    التصنيف

    العدد

    النسبة

    البعد الموضوعي

    38

    84.4%

    البعد الإعلامي

    3

    6.7%

    غير مصنف

    4

    8.9%

    استخدام الكلمات المفتاحية:

    إن إنتقاء عبارات وكلمات معينة واستخدامها بتكرار مستمر في التغطيات الإعلامية، مثل عبارات (قرارات قائد الجيش) و (الإجراءات التي اتخذها رئيس مجلس السيادة) هي عملية تهدف إلى التأثير على المتلقي من خلال ترسيخ هذه العبارات في ذهن المتلقي وتصوير ما حدث بأنه مجرد (قرارات) و(إجراءات) بغض النظر عن مشروعية تلك القرارات أو عواقبها، أو أثرها السياسي والاجتماعي، وبغض النظر عن الصورة الأكبر: الانقلاب العسكري وتقويض مؤسسات الانتقال. كذلك فإن عرض الأحداث بطريقة معينة ستقود المتلقي -في نهاية الأمر- إلى استنتاجات غير صحيحة مبنية على السرد الانتقائي الذي قدمته وسائل الإعلام في تغطيتها للأحداث.

    ومن أمثلة السرد الانتقائي وتأطير الأحداث في التغطيات التي راقبناها، الاستخدام المتكرر للعبارات التالية:

     إجراءات / قرارات :

    درجت بعض القنوات موضع المراقبة على استخدام مفردتي (إجراءات) و(قرارات) مقرونة باسم عبدالفتاح البرهان أو صفته، ومترادفاتهما التالية: (إجراءات قائد الجيش/ قرارات قائد الجيش/ إجراءات الجيش/ قرارات البرهان/ تسلم الجيش للسلطة/ تدخُل الجيش/ حزمة إجراءات/ الإجراءات/ بيان البرهان)، كما استخدمت بالتناوب المفردات التالية: (الإعلان عن حالة الطوارئ/ الإعلان عن حل مجلس السيادة/ الحكومة/ تعليق عمل بعض مواد الوثيقة الدستورية).

    إن استخدام هذه المفردات في التغطيات الاعلامية هو في جوهره عملية تضليل للمتلقي من خلال السرد الانتقائي و تأطير الأحداث، فعندما تستخدم وسيلة اعلامية مفردة (قرارات أو إجراءات) لوصف ما حدث يوم 25 أكتوبر ينتج عن هذا الوصف صورة ذهنية مغايرة تماماً عن تلك الصورة الذهنية التي تنتج عند استخدام مفردة (انقلاب)، إذ أن استخدام مفردتي (قرارات) و (إجراءات) يعطي انطباعاً لدى المتلقي بأن ما حدث هو أمر عادي وطبيعي ويمكن تقبله في إطار كونه مجرد قرارات أو اجراءات طبيعية.

    في حين أن الصورة الكاملة للحدث (أي الانقلاب) لا يتم ذكرها في معظم القنوات موضع المراقبة. وهذا يشير إلى أن القنوات الإعلامية من خلال استخدامها مفردتي (قرارات) و(اجراءات) وعدم استخدامها لمفردة (انقلاب) إنما تسعى لتأطير الأحداث وتدعيم سردية معينة تكرس لرفض وإنكار ما يجري في أرض الواقع.

    أما المثال الأبرز للسرد الإنتقائي، عندما تستخدم بعض الوسائل الإعلامية مثل (قناة الحدث) و(العربية) و (سكاي نيوز) مفردات وعبارات مثل : و (اجراءات قائد الجيش) و (حل مجلس السيادة/ حل مجلس الوزراء/تعليق العمل ببعض مواد الوثيقة الدستورية/ إعلان حالة الطوارئ) فهي في هذه الحالة تذكر بعض الوقائع الصحيحة، ولكنها تعرض هذه الوقائع الصحيحة بطريقة غير صحيحة عندما تكتفي بذكر هذه (الإجراءات) دون الإشارة إلى أنها حدثت في سياق أنقلاب عسكري. إذ أن التوصيف الموضوعي والمنصف لما حدث يوم 25 أكتوبر هو انقلاب عسكري أدى إلى تقويض الانتقال الديمقراطي في البلاد، وليس “إجراءات” اتخذها قائد الجيش بحل مجلسي السيادة والوزراء.

    الحكومة المنحلة / المقالة / المعزولة، رئيس الوزراء المخلوع/ المُقال/ المعزول:

    في حالات أخرى، فإن القنوات الاعلامية تذكر الوقائع الصحيحة بطريقة فيها الكثير من التحريف عندما تقول: (الحكومة المُقالة / أو المنحلة / أو المعزولة) أو عندما تقول: (رئيس الوزراء المُقال/ رئيس الوزراء المخلوع/ رئيس الوزراء المعزول). هذا الاستخدام فيه الكثير من التحريف، إذ ان الحكومة لم تُعزل ولم تُحل ولم تُقال بطريقة دستورية، وقد انقلب عليها قائد الجيش ووضع وزرائها، بما فيهم رئيس الوزراء قيد الاعتقال والإقامة الجبرية. إذن الوصف الموضوعي والصحيح هو الحكومة (المنقلب عليها) أو (الحكومة التي انقلب عليها قائد الجيش) أو (الحكومة السابقة). لأن استخدام وصف (الحكومة المُقالة أو المعزولة) يعطي انطباعاً بأن الحكومة قد تمت إقالتها أو عزلها عبر طرق مشروعة، كسحب الثقة أو خلافة من الإجراءات المشروعة. 

    يعتبر السرد الانتقائي نوعاً من التضليل، إذ أن الوسيلة الإعلامية كما -بيّنا- تذكر بعض الوقائع الصحيحة ولكن تعرضها بطريقة غير صحيحة أو بتحريف، أو انتقاء مفردات معينة واستخدامها في سياق خاطئ. كما أنها تتجنب إيراد حقيقة ما حدث بكامل جوانبه، مثلما هو مبين في الأمثلة أعلاه عندما تذكر الوسيلة الاعلامية عبارة (إجراءات أو قرارات) دون أن تذكر الجوانب الكاملة: الإنقلاب.

    في هذا النوع من السرد الانتقائي لا يستطيع أحد أن يقول أن الوسيلة الإعلامية كاذبة، لأنها أوردت بالفعل بعض الوقائع الصحيحة، ولكن نستطيع أن نقول بأنها نشرت محتوى مضلل لأنها بدلاً عن عرض كل ما حدث فهي تحاول أن تخفي بعض الحقائق، فقد تكون الوقائع التي تحاول أو تريد اخفائها غير مريحة أو تسبب لها حرجاً لأنها تشوش الصورة التي تريد ترسيخها في أذهان الجمهور المتلقي والتأثير على وعيه، لذلك تكتفي بانتقاء بعض الأحداث من أجل رسم صورة ذهنية معينة لدى المتلقي، أو تحاول أن تُسوّق صورة أخرى وتُجَمِّلها، والغرض النهائي من هذه العملية هو تضليل المتلقي.

    الاستخدام المضلل للمعلومات لتصوير المشكلات أو الأفراد ضمن إطار مقصود عن طريق اختيار اقتباسات أو أحداث أو احصائيات بشكل انتقائي، يسمى في الحقل الإعلامي بـ(نظرية التأطير).

    ويُعرّف تأطير الأحداث بأنه "سعى وسائل الإعلام إلى إعادة صبغ الأحداث التي تقدمها في مهمتها الخبرية، بصبغة مختلفة تتلاءم مع أهداف تلك الوسائل، على نحو يخدم دولاً أو افكاراً أو جماعات معينة".

    إن ما يكشف عنه هذا التقرير، هو أن الأخبار لا تُنقل في فضاء مثالي مهني خالي من التحيزات، فأنماط وهياكل ملكية وسائل الإعلام، وعلاقات القوى، والمصالح تدخل جميعها في التأثير على مهنية وسائل الإعلام وكيفية تناولها وعرضها للأخبار والوقائع.

    الملاحق

    ملحق 1: منهجية المراقبة

    تتلخص عملية المراقبة في جمع وتصنيف المحتوى الإعلامي للقنوات موضوع المراقبة، وإدخالها في جداول بيانات حسب المتطلبات التالية:

    • اسم الوسيلة الإعلامية
    • عنوان المحتوى (القصة/ الموضوع/ التغطية/الخبر)
    • نوع المحتوى الإعلامي (برنامج تلفزيوني مباشر من شاشة القناة، فيديو من الموقع الالكتروني للقناة، أو من حسابها على موقع يوتيوب، الحساب الرسمي للقناة على موقع تويتر، بث شبكي عبر الموقع الالكتروني للقناة، نشرة إخبارية على شاشة القناة، تغطية مباشرة)
    • تاريخ نشر المحتوى
    • رابط المحتوى على الانترنت
    • الكلمات المفتاحية المستخدمة من قبل الوسيلة الإعلامية
    • تصنيف المحتوى المستخدم: هل القناة استخدمت كلمات/ عبارات متحيزة/ غير مهنية/ ذات مدلولات سلبية؟
    • الضيوف هل محايدين أم منحازين
    • اسم منشئ المحتوى: الصحفي/ الكاتب/ مقدم النشرة/ مقدم البرنامج / المذيع …إلخ

    بعد جمع كل المحتوى المتعلق بالسودان الذي أنتجته هذه الوسائل الإعلامية عبر جدول الإدخالات المبين أعلاه، نعمل على تحليل المحتوى كمياً ونوعياً.

    في صميم المنهجية لدينا ثلاثة مستويات من التحليل:

    • تحليل المشهد الإعلامي موضوع المراقبة بما في ذلك ملكية الوسائل الإعلامية وتأثير هياكل الملكية على استقلال الوسيلة الإعلامية ومهنيتها.
    • التحليل الكمي للمحتوى
    • التحليل النوعي للمحتوى، الذي يتناول السياق العام بالإضافة إلى تحليل المحتوى لغوياً.

    يعتمد التحليل اللغوي على تحليل سياق الكلمات المستخدمة في التغطيات الاعلامية لكل قناة. وقد استخرجنا قائمة من الكلمات المفتاحية التي استخدمتها هذه الوسائل الإعلامية في تغطيتها، وعلى وجه الخصوص الكلمات والمفردات والعبارات المستخدمة في عناوين التغطيات، أو المستخدمة في مستهل المحتوى (lead)، أو العناوين الجانبية، أي الكلمات والمفردات والعبارات التي تعكس السياسة التحريرية للقناة أو توجهها، ومن ثم حللنا سياق استخدام هذه الكلمات في التغطيات الإعلامية وفسرنا الأسباب التي أدت إلى استخدام كلمات معينة دون غيرها، و استندنا في تفسيرنا على نظرية (التأطير الإعلامي).

    كما حاولنا تقديم تحليل مقارن لاستخدام الكلمات والعبارات بين القنوات موضوع المراقبة.

    ملحق 2: القائمة الكاملة للكلمات المفتاحية

    قائمة (أ) البعد الإعلامي

    أزمة السودان

    تصاعد أعمال العنف

    تصحيح المسار

    تعليق عمل بعض مواد الوثيقة الدستورية

    المنحل/ة

    مواد تم تعليقها

    المخلوع/ة

    الوساطات

    المقال/ة

    الحوار/المفاوضات بين طرفي الأزمة

    المعزول/ة

    المفاوضة / التسوية

    إجراءات قائد الجيش

    تقاسم السلطة

    قرارات قائد الجيش

    فرقاء السلطة

    إجراءات الجيش

    توقيف مسؤولين

    قرارات المجلس العسكري

    إقالة

    قرارات البرهان

    التغول على السلطة

    تسلم الجيش للسلطة

    الحالات المتفلتة

    تدخُل الجيش

    مجلس السيادة الجديد

    حزمة إجراءات

    العودة الى الوثيقة الدستورية

    الإجراءات

    شراكة مع المكون العسكري

    بيان البرهان

    مساعدات خارجية

    الإعلان عن حالة الطوارئ

    الخروج عن السلمية

    الإعلان عن حل مجلس السيادة/الحكومة

    وفاة متظاهر

    انقسام داخلي

    احتجاز

    اختيار/تعيين رئيس وزراء

     

    قائمة (ب) البعد الموضوعي

    انقلاب السودان

    تسليم السلطة للمدنيين

    التحول الديمقراطي

    القوى الانقلابية

    السلطة المدنية

    هيكلة القوات المسلحة

    اعتقال

    حل/دمج الدعم السريع

    تظاهرات

    إطلاق سراح/الإفراج

    احتجاجات

    الاتفاق السياسي

    عصيان مدني

    قتلى/مقتل

    إضراب

    انتخابات

    المجلس العسكري

     

    مشاركة التقرير

    Share on facebook
    Share on twitter
    Share on whatsapp

    اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

    مزيد من المواضيع