انتشر صباح اليوم، على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة الفورية، مقطع فيديو يظهر فيه طلاب خلال جلسة امتحان، ويتبادلون الحديث مع بعضهم البعض، فيما يظهر شخص آخر يبدو أنه مراقب الجلسة، وهو مشغول بهاتفه النقال.
ادعى مروجو مقطع الفيديو بأنه لإحدى جلسات امتحانات الشهادة السودانية التي تنعقد هذه الأيام. وأشار بعض المتداخلين، إلى أن ما يحدث هو “فوضى داخل امتحان الشهادة السودانية”.
واشتهرت امتحانات الشهادة السودانية بالتقيد بضوابط صارمة ومتشددة خلال جلساتها، إلا أنها شهدت في السنوات الأخيرة حالات عديدة من التزوير وتسريب الامتحانات، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ قرار بقطع خدمة الإنترنت لمدة ثلاث ساعات في اليوم، طيلة فترة الامتحانات، بزعم أن الامتحانات يجري تسريبها عبر تطبيقات التراسل على الانترنت.
ويواجه قرار قطع خدمات الانترنت انتقادات شديدة من قبل ناشطين وصحفيين.
وبالتزامن مع بدء الامتحانات، التي انعقدت أولى جلساتها أمس السبت 11 يونيو، راجت بمواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري عشرات الصور ومقاطع الفيديو وكذا الشائعات المتعلقة بالامتحانات، من بينها مقطع الفيديو موضوع التحقق، الذي نال الحظ الأكبر من الرواج والتداول.
ونشرت هذا المقطع العديد من الصفحات الشهيرة بموقع (فيسبوك)، والتي يتابعها الملايين من رواده.
ومن بين الصفحات التي نشرت مقطع الفيديو موضوع التحقق، صفحة الحدث السوداني، التي يتابعها أكثر من مليوني ونصف المليون من مرتادي فيسبوك، وصفحة اكوبام، التي يتابعها 69 ألف، بالإضافة إلى صفحة (Walid Noureldaeim) التي يتابعها ما يزيد عن 16 ألف متابع.
العديد من الاعتبارات، دفعت فريق البحث في (بيم ريبورتس) للتحقق من صحة الفيديو المتداول.
استخدم الفريق أدوات البحث العكسي للصور والفيديو، لكن لم يتوصل إلى نتيجة تدل على أن المقطع قد نُشر من قبل على شبكة الانترنت.
اتبع فريق البحث أسلوب الملاحظة البصرية، وتوصل إلى الآتي:
- عادةً يكون بقاعة جلسة امتحانات الشهادة السودانية مراقبان، بينما يظهر في المقطع قيد التحقُق مراقب واحد فقط.
- عادةً، ومن ضمن ضوابط امتحانات الشهادة السودانية، أن يتم كتابة اسم الطالب بالكامل ورقم جلوسه في المنضدة التي يجلس خلفها الطالب، بينما لم يظهر في مقطع الفيديو كتابة اسم الطالب أو رقم الجلوس.
- لاحظنا وجود حقيبة مدرسية في أرضية الفصل، ولا تسمح ضوابط الامتحانات للطلاب بحمل حقائبهم داخل قاعة الامتحان.
- يرتدي بعض الجالسين للامتحان بدلة شتوية، مما يشير إلى أن تاريخ تصوير المقطع كان خلال أيام الشتاء.
- تشدد ضوابط الامتحانات على الطلاب أن يرتدوا الزي المدرسي الموحد، بينما يظهر في المقطع محل التحقق طلاب يرتدون ملابس بخلاف الزي المدرسي المعروف.
بناءً على الملاحظات أعلاه، يستنتج فريق (بيم ريبورتس) أن مقطع الفيديو المتداول مشكوك في صحة الإدعاء المصاحب له، أي الإدعاء بأنه لإحدى جلسات امتحانات الشهادة السودانية التي تنعقد هذه الأيام.