ما مدى دقة «تقرير» قناة الجزيرة حول مخرجات قمة «الإيقاد» المعنية بالوضع في السودان؟

 

تقرير (مضلل) لقناة الجزيرة حول مخرجات قمة اللجنة الرباعية التابعة لدول وحكومات الإيقاد. (مرصد بيم) يتحقق من الادعاءات المضللة التي سردها الإعلامي السوداني فوزي بشرى.

 

أوردت قناة (الجزيرة) الفضائية تقريراً مصوراً بعنوان(انقسام القوى الفاعلة في السودان يزيد تأزيم الصراع على الأرض) حول قمة اللجنة الرباعية لدول وحكومات الإيقاد المعنية بالوضع في السودان والتي انعقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في العاشر من يوليو الحالي.

 

تضمن تقرير الإعلامي السوداني بالجزيرة فوزي بشرى، جملة من الادعاءات المضللة والخاطئة والتي قمنا بالتحقق منها وتفنيدها كما يلي: 

 

1- رئيس الوزراء الإثيوبي رفض مجرد تعاطي الاتحاد الأفريقي في الشأن الإثيوبي

 

ورد ضمن التقرير، ادعاءً يفيد، بأن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، رفض مجرد تعاطي الاتحاد الأفريقي في الشأن الإثيوبي إبان الحرب التي اندلعت بين الحكومة الإثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تقراي في العام 2020م. 

تحقق فريق (مرصد بيم) من صحة الادعاء، وتوصلنا إلى أن الاتحاد الأفريقي هو من توسط لحل الأزمة الإثيوبية بين الحكومة وقوات (التقراي)، حيث تم التوقيع على اتفاق دائم لوقف العدائيات بين الطرفين المتحاربين في جنوب أفريقيا عبر وساطة من الاتحاد الأفريقي.

2- المجموعة الأفريقية تشكك في قيادة البلاد وتدعو إلى تدخل عسكري لوقف الحرب 

 

ورد ضمن التقرير الذي بثته قناة (الجزيرة)، ادعاء يفيد؛ بأن “المجموعة الأفريقية” تشكك في قيادة السودان، وتدعو إلى تدخل عسكري لوقف الحرب. 

للتحقق من صحة الادعاء، بحث فريق (مرصد بيم) في الموقع الرسمي لـ(الإيقاد) وتوصلنا إلى أن البيان الصادر عن المنظمة بشأن الوضع في السودان، ذكر في الفقرة الأخيرة والخاصة بتوصيات المجموعة، مقترحاً يفيد بطلب انعقاد قمة القوة الاحتياطية لشرق أفريقيا(EASF)، للنظر في إمكانية نشر قوة لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية. 

يُشار إلى أن لوائح قوة شرق أفريقيا تحظر نشر القوات في أي دولة بدون موافقة حكومتها، وهو ما أكده العميد عثمان عباس رئيس الأركان المشتركة للقوات الاحتياطية لشرق أفريقيا (EASF) في تصريح صحفي.

 

3- ‏الوفد المدني يبدو مباركاً قرارات الإيقاد 

 

ورد ضمن التقرير أيضاً، ادعاء يفيد، بأن وفد (القوى المدنية) الموجود في (إثيوبيا)، “بارك” قرارات جلسة مجموعة الإيقاد الأخيرة الخاصة بشأن السودان.

للتحقق من صحة الادعاء، بحث فريق (مرصد بيم) في الصفحة الرسمية (لقوى الحرية والتغيير) على الفيسبوك، ووجدنا أن الصفحة قد نشرت بياناً يوضح موقف القوى المعنية من مخرجات اجتماع مجموعة الإيقاد، ولم يتضمن البيان أي إشارة إلى أن (القوى المدنية) باركت جميع قرارات الإيقاد الصادرة في اجتماع (أديس أبابا)، بينما نص البيان تحديداً على الترحيب (بتجديد وتأكيد المجتمعين الإقليمي والدولي بالعمل على إنهاء الحرب وإشراك المدنيين وتحقيق تطلعات الشعب السوداني في استعادة الانتقال الديمقراطي وتسليم السلطة كاملة للمدنيين).

 

4- وفد القوى المدنية ‏زار أوغندا وربما أراد الاستئناس بتجربة أوغندا في التحول الديمقراطي

 

ورد ضمن التقرير الذي بثته الجزيرة أيضاً، ادعاء يفيد، بأن وفد (القوى المدنية) الذي زار (أوغندا) في الثالث من يوليو الجاري، ربما أراد الاستئناس بتجربة (أوغندا) في التحول الديمقراطي.

 

بحث فريق (مرصد بيم) في حيثيات زيارة وفد (القوى المدنية) إلى جمهورية (أوغندا)، وقد أصدر الوفد بياناً أوضح فيه الأجندة التي ناقشتها الزيارة، وقد حوت عدداً من الموضوعات ليس من ضمنها الاستئناس بتجربة (أوغندا) في التحول الديمقراطي، كما ذهب التقرير. 

ولمزيد من التأكد، بحث (فريق مرصد بيم) في الحساب الرسمي للرئيس الأوغندي يوري موسفيني على موقع (تويتر)، وقد غرد الرئيس حول الزيارة، ولم يرد من ضمنها أي نص يؤكد صحة الادعاء موضع التحقق. 

 

5- الاتفاق (الإطاري) الذي مثل الوصفة السحرية بين الدعم السريع والقوى المدنية المؤيدة له، (وتمت عبره) شراكة غير مكتوبة بين بنادق حميدتي وشعارات القوى المدنية المؤيدة له

 

ورد ضمن التقرير الذي بثته قناة (الجزيرة)، ادعاءً يفيد، بأن الاتفاق (الإطاري) الذي تم توقيعه بين (القوى المدنية) والمكون العسكري، يمثل الوصفة السحرية بين الدعم السريع والقوى المدنية، وتمت عبره شراكة غير مكتوبة بين “بنادق حميدتي” وشعارات القوى المدنية المؤيدة له.

 

ادعى التقرير أن القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري أقامت شراكة (غير مكتوبة) مع (الدعم السريع) عبر الاتفاق الإطاري، كما أكد في أكثر من مرة الادعاء بأنها تؤيد (الدعم السريع)، وهي ادعاءات لم يوفر التقرير أي دلائل تدعمها، مع العلم أن الاتفاق الإطاري كانت قد وقعت عليه القوات المسلحة والدعم السريع وعدد من القوى المدنية والحركات المسلحة.

 

في المجمل، احتوى تقرير قناة الجزيرة حول اجتماع اللجنة الرباعية لدول وحكومات الإيقاد المعنية بالسودان، على عدد من الادعاءات المضللة والخاطئة وبعض الآراء السياسية التي قيلت على لسان القناة، وجميعها تجاوزات ابتعدت بها عن الأسس المهنية والحيادية والتغطية الصحفية المتزنة والتي خالفت حتى السياسة التحريرية المعلنة للقناة.

مشاركة التقرير