جدل حول «رواية» الأيام الخمسة الأخيرة التي سبقت الحرب في السودان

جدل حول «رواية» الأيام الخمسة الأخيرة التي سبقت الحرب في السودان

الخرطوم، 1 أكتوبر 2023 – تصاعد الجدل حول «رواية» الأيام الخمسة الأخيرة التي سبقت الحرب في السودان التي أدلى بها حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، الأحد، بعدما أصدر القيادي بقوى الحرية والتغيير، خالد عمر، بيانًا يرد فيه على تصريحاته. 

وقال عمر، إن مناوي، بدأ بـ«إثارة الغبار عن قصص مليئة بتلميحات»، لافتًا إلى أن السبب خلف ذلك، أنه لم يرق له افتضاح أمر «أصدقائه الجدد»، في ما يبدو أنها إشارة للإسلاميين، وما وصفها بأدوارهم في إشعال الحرب في السودان.

رغم تصريحات «مناوي وعمر وغيرهما»، حول اندلاع الحرب، إلا أنه لا يوجد دليل مباشر بشأن من أطلق الرصاصة الأولى. 

 

وأكد عمر، أن الجهود كانت مستمرة لمنع حدوث الحرب وتكثفت في الأيام التي سبقتها، مشيرًا إلى «نجاح محاولة جمع البرهان وحميدتي» في مزرعة في مدينة الخرطوم بحري في 8 أبريل والذي انتهى بالاتفاق على اجتماع في اليوم التالي ينتهي بتصريح إعلامي مشترك بين «البرهان وحميدتي» يعلن تهدئة الوضع، لكنه قال إن البرهان تخلف عنه بدعوى المرض.

وكان مناوي، قد أشار في مقابلة صحفية، الأحد، تطرقت إلى الأيام الخمسة التي سبق الحرب، إلى أنه حاول برفقة رئيس الحركة الشعبية، مالك عقار، ونائبه في حكومة إقليم دارفور، محمد عيسى عليو، الاتصال بنائب قائد الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، لعقد اجتماع، ولم يتمكنوا من التواصل معه و قرروا أن يذهبوا إلى منزله «بدون موعد» في 11 ابريل.

وأضاف أنه عند وصولهم لم يجدوا دقلو، ولكنه وصل بعد ساعة من الانتظار بعربة كان على متنها أيضًا خالد عمر -والذي- قال إنه ترجل منها وسرعان ما عاد إليها، موضحًا أنه علم بأنه كان بمعيته الواثق البرير وياسر عرمان وطه عثمان، مشيرًا إلى أن الموقف كان «مثيرًا للتساؤل وقتها».

رواية مناوي، أكدها عمر، لكنه قال إنهم وصلوا بالفعل إلى منزل حميدتي لحضور اجتماع كان مقررًا بين الحرية والتغيير وحميدتي، ووجدوا عبد الرحيم الذي أخبرهم بتغيير مكان الاجتماع لظرف طارئ، وقال إنهم تحركوا بعربة واحدة سويةً لمكان آخر اجتمعوا فيه مع حميدتي.

وأكد عمر أنهم واصلوا في مساعيهم من أجل لقاء الطرفين، إلا أن حميدتي كان قد قرر بأنه لن يجلس مجددًا مع البرهان، معتبرًا أن الجيش قد اتخذ قرار الحرب بالفعل، أي حميدتي.

ومضى عمر في روايته قائلًا، إنهم في مساء 14 أبريل تمكنوا من التوصل لاتفاق بتشكيل لجنة ثلاثية برئاسة الهادي إدريس وعضوية الفريق خالد الشامي من الجيش واللواء عثمان حامد، من الدعم السريع، وهو الاتفاق الذي قطعت الحرب الطريق أمامه، وفق ما قال.

وشدد عمر، أن اجتماعاتهم مع قادة الجيش والدعم السريع لم تخرج إطلاقًا من سياق البحث عن سبل نزع فتيل الأزمة، مشيرًا إلى انخراطهم في عملية سياسية كانت على بعد أيام من توقيع اتفاق نهائي يؤدي لجيش واحد ويقود لتحول ديمقراطي.

رواية 11 أبريل

 

بينما قال مناوي، إنه بعد اجتماعهم مع عبد الرحيم  دقلو  في 11 أبريل توجهوا للاجتماع مع الجنرال شمس الدين الكباشي، مضيفًا أنهم لاحظوا عند خروجهم كثافة القوات أمام منزل دقلو وتعزيزها بالراجمات ومضادات الطيران وبعض المدرعات، إلى جانب حجم التوتر بين حراسة حميدتي وحراسات القيادة العامة، مضيفا «كأن كل طرف يصوب سلاحه نحو الآخر» .

وقال مناوي، إنه أبلغ الكباشي بقبول قيادة الدعم السريع بالجلوس معهم، إلا أن الأخير طلب الاستئذان من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان والذي اشترط أن يجلس مع وفد مناوي في 12 ابريل  قبل أن يلتقي حميدتي وشقيقه.

وأشار مناوي، إلى أن البرهان استنكر جلوسهم مع الدعم السريع بعد اتفاق هيئة الأركان على امتناعهم عن الجلوس حتى سحب الدعم السريع قواتها من مروي، مضيفًا أنه التقى الكباشي في اليوم التالي وأنه أخبرهم بأن حميدتي قد واصل التصعيد وعزز قواته في مروي بـ54 سيارة قتالية وصلت مروي، بالرغم من التزامه لهم بعد التصعيد.

وقال مناوي، إنه برغم تصعيد الدعم السريع، إلا أن البرهان وافق على الجلوس معه واتفقوا على الاجتماع في صباح 14 أبريل، مشيرًا إلى اجتماعهم مع حميدتي، لكنه قال إن الاجتماع لم ينته بشيء واضح وأن حميدتي لم يلتزم بشيء.

ولفت مناوي إلى أن المحاولات كانت جارية حتى دخول الساعات الأولى من 15 أبريل، موضحًا أن البرهان قد أبدى استعداده لسحب قواته من عطبرة إذا أبدى حميدتي جديته بسحب القوات من مروي.

وفي صباح اليوم الثاني، أي يوم 15 أبريل، بعد اندلاع الحرب، قال مناوي إنه اتصل بالكباشي الذي أخبره بأنهم هوجموا في أماكنهم من قبل الدعم السريع وليس لديهم رأي في ايقاف الاشتباك، مردفًا بأنه عاد ليتصل بحميدتي الذي أخبره أن الجيش هو الذي بادر بالهجوم طالبًا من مناوي إدانته.

وفي محاولة أخرى لتهدئة حميدتي، قال مناوي إن الأول أخبره بأنه يتمتع بوضع «لا بأس به» وأن مطاري الخرطوم ومروى في يده، بينما تحصل على عدد من الدبابات والعربات وتمكن من حصار القيادة العامة، طالبا من مناوي اقناع البرهان بأن “يسلم نفسه لانهاء الحرب”  بحسب مناوي.



مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع