«الهادي إدريس»: تنفيذ اتفاق سلام جوبا كان سيجنب البلاد الحرب الحالية

الخرطوم، 4 اكتوبر 2023 – قال رئيس الجبهة الثورية، الهادي إدريس، إن موقفهم من الحرب هو «الانحياز الكامل» لخيار إيقافها عن طريق الحل التفاوضي من خلال منبر جدة والتوصل لوقف إطلاق للنار واستعادة العملية السياسية.

وفي 12 مايو الماضي، وقع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إعلان جدة بوساطة سعودية – أمريكية كان من المنتظر أن يتوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار. لكن الوساطة لاحقًا علقته، قبل أن يسحب الجيش وفده المفاوض في يوليو الماضي، مبررًا الخطوة بأنه في انتظار انسحاب الدعم السريع من الأعيان المدنية ومنازل المواطنين، بحسب ما نص الإعلان.

وجاءت تصريحات إدريس في خطاب وجهه للشعب السوداني، الثلاثاء، بمناسبة الذكرى الثالثة لتوقيع اتفاق جوبا لسلام السودان.

وفي 3 أكتوبر 2020 وقعت الحكومة الانتقالية السابقة، وفصائل مسلحة اتفاق سلام جوبا والذي كان من المنتظر أن يضع حدًا للحروب الأهلية في السودان. لكن، في منتصف أبريل الماضي، اشتعلت حرب واسعة النطاق في مدن البلاد وأريافها بما في ذلك العاصمة الخرطوم.

ومع ذلك عاد إدريس، و وصف اتفاق سلام جوبا، بأنه «كان محاولة جريئة تستحق الاحتفاء»، كونه ناقش جذور الأزمة في السودان، على رأسها مسألة بناء جيش وطني واحد، مشيرًا إلى ان تنفيذ الاتفاق كان سيجنب البلاد اندلاع الحرب الحالية.

وتحدث إدريس، وهو عضو في مجلس السيادة، الذي شكله قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، في 11 نوفمبر 2021، بعد أسابيع من انقلاب 25 أكتوبر، عن وجود جهات ـ لم يسمها – قال إنها تعمدت تعطيل تنفيذ اتفاق سلام جوبا ووضعت العراقيل أمامه بداية بانقلاب 25 أكتوبر الذي قاده قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، إلى جانب الحرب الدائرة حاليًا.

وفي 25 أكتوبر 2021، نفذ المكون العسكري ممثلًا في الجيش والدعم السريع والذي تشظى حربًا حاليًا، انقلابًا عسكريًا، أطاح بالحكومة الانتقالية التي تشكلت في أعقاب إسقاط نظام الرئيس المخلوع، عمر البشير في أبريل 2019.

وأشار إدريس إلى أن تأثيرها، أي الحرب، لم يقتصر على الاتفاق وبحسب، بل عطل مسيرة البناء الوطني ووضعت السودان على حافة الانهيار.

وأكد إدريس، أن الجبهة الثورية ظلت تسعى لتقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع، لافتًا إلى أن الخلافات بين قيادات الجيش والدعم السريع بدأت في التصاعد بعد أقل من ثلاثة أشهر عقب انضمام الجبهة لهياكل الحكومة الانتقالية السابقة.

وأضاف أن الجبهة الثورية أوضحت موقفها من انقلاب 25 أكتوبر للقيادة العسكرية، وقال «قلنا لهم بوضوح نحن لسنا مع هذا الانقلاب، وحذرناهم من الاستمرار فيه ». إلا أنه عاد وأضاف بأن الجبهة الثورية قررت ان تستمر في مؤسسات السلطة للمحافظة على الاتفاق وتفاديًا للخلافات التي تقود لمواجهات مسلحة مع المكون العسكري.

وقال إن الجبهة الثورية، تقدمت بمبادرات سياسية ومحاولات انتهت بتوقيعها الاتفاق الإطاري في ديسمبر 2022، مضيفًا أن الاتفاق الذي وصفة ببارقة الأمل لإنهاء الانقلاب لم يدم طويلًا.

واتهم إدريس جهات تنتمي للنظام المخلوع بعرقلة تقدم العملية السياسية، وقال إنها تمكنت من قطع الطريق أمام الاتفاق عن طريق إشعال الحرب، مؤكدًا بأن هذه الجهات ما زالت تدعم استمرار الحرب رغم تبعاتها ومآسيها.

والمكون العسكري السابق، الذي يتقاتل حاليًا، كان على رأس اللجنة الأمنية للنظام المخلوع. وفي ما تقاتل مع الجيش في حربه ضد الدعم السريع بعض المجموعات الإسلامية، أسس الدعم السريع النظام المخلوع.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع