تنشر «بيم ريبورتس» منذ أغسطس الماضي، تقريرًا شهريًا، تُفصِّل فيه أبرز الادعاءات الكاذبة وعمليات التضليل التي يتم رصدها، حيث يأتي ذلك في خضم حرب إعلامية شرسة تدور بين الأطراف المتقاتلة على الأرض.
يغطي هذا التقرير الادعاءات الخاطئة والمضللة في الفضاء الرقمي السوداني، لشهر «سبتمبر 2023»، كما يقدم تحليلًا مختصرًا لأبرز اتجاهات التضليل وأبرز الأدوات المرصودة.
وكانت «بيم ريبورتس» قد نشرت تقريرًا عن الأخبار المضللة التي تم تداولها في الفضاء الرقمي السوداني خلال شهر سبتمبر، وتنوعت تلك التقارير من حيث «الأساليب والأدوات المستخدمة في عمليات التضليل، والاتجاهات، والفاعلين في عملية التضليل» في الفضاء الرقمي السوداني، شملت الفئات التي استهدفها التضليل عدد من الفاعلين في الشأن السوداني كيانات وأفراد، سياسية وعسكرية.
- الأساليب والأدوات:
تعددت أساليب وأدوات التضليل التي استخدمها الفاعلون رصدنا منها:
1.صياغة وفبركة البيانات والتصريحات ونسبها إلى قادة سياسيين وعسكريين ومؤسسات دولية.
2.إعادة نشر صور قديمة على أنها بتاريخ حديث في سياق منفصل عن تاريخها القديم.
3.إعادة نشر تصريحات قديمة لقادة عسكريين أو سياسيين في سياق منفصل عن ما وردت فيه.
4.نشر معلومات مضللة تتعلق برحلات خارجية أجراها قادة سياسيين وعسكريين لدول المنطقة.
- الفاعلون في حملات التضليل:
أشارات الدراسات والتقارير التي أجراها «مرصد بيم» أن جهات داخلية وخارجية فاعلة في عمليات التضليل في الفضاء الرقمي السوداني، وحددت الدراسات أن الفاعلين الداخليين يمكن حصرهم في أربعة فئات «جهات داعمة للدعم السريع – جهات داعمة للجيش وجهاز المخابرات العامة – جهات ذات توجه إسلامي – وجهات تناهض الحكم العسكري»، بينما أشارت الدراسة إلى أن الفاعلين الأجانب، في الفضاء الرقمي السوداني هم:«روسيا – الإمارات العربية المتحدة – مصر- إثيوبيا».
في سبتمبر الماضي رصد فريق «مرصد بيم» عبر مراقبته لوسائل التواصل الاجتماعي عدد من حملات التضليل تقودها جهات وأفراد تهدف إلى تضليل الرأي العام وتغييب الحقيقة، تستهدف القوى المدنية الفاعلة في الشأن السياسي السوداني، وطرفي النزاع «الجيش» و«الدعم السريع»، كما تنشر الحملة معلومات مضللة تتعلق بالمرافق العامة في مناطق الصراع، وأيضاً نشرت الحملة معلومات مفبركة منسوبة إلى دبلوماسيين عملو سابقا في السودان، أيضاً رصد فريقنا أن بعض الحملات المعنية تتبنى الدعاية الحربية للجيش السوداني والدعم السريع.
وفيما يلي استعراض لأبرز الحملات التضليلية التي شهدها شهر سبتمبر:
- الحملات التي استهدفت القوى المدنية:
رصد فريق «مرصد بيم» حملة تضليل تستهدف «قوى الحرية والتغيير» المجلس المركزي، وبعض قيادات هذه القوى، جاءت هذه الحملة بالتزامن مع بدء قوى الحرية والتغيير سلسلة زيارات خارجية لعدد من دول المنطقة والجوار، شملت الحملة فبركة تصريحات لقادة تلك الدول تتعلق باستقبال الوفد أو الأجندة التي استهدفتها الزيارة، وفي السياق نفسه عملت الحملة على عملية تضليل بشأن اعتذار بعض الدول عن استقبال وفد القوى المدنية.
على سبيل المثال، نشطت هذه الحملة في نشر معلومات خاطئة ومضللة، تتعلق بتصريح رئيس وزراء «قطر» يقول فيه إنه تم استقبال وفد الحرية والتغيير بصورة غير رسمية، كما نشطت الحملة في نشر معلومات مضللة بشأن اعتذار «الكويت» عن استقبال وفد الحرية والتغيير.
عملت الحملة أيضًا على فبركة تصريحات منسوبة إلي قادة قوى الحرية والتغيير.
على سبيل المثال نشرت الحملة المعنية تصريحًا منسوبًا إلى رئيس حزب التجمع الاتحادي «بابكر فيصل» يفيد بأن الأخير صرح قائلاً: «لا يحق للبرهان حل قوات الدعم السريع لأنها أنشئت بقانون» تحقق فريق مرصد بيم من صحة التصريح وتوصلنا إلى أنه مفبرك.
نشرت مجموعة الحسابات خبرًا منسوبًا إلى قناة «الجزيرة» وإلى مصدر عسكري يفيد بأنه سيتم حل «الحرية والتغيير» نسبة للخيانة العظمى، تحقق فريق «مرصد بيم» من الخبر وتوصلنا إلى أنه مفبرك.
كما طال التضليل الأحزاب السياسية والشخصيات القيادية فيها، حيث نشرت مجموعة من الحسابات خبرًا يفيد بأن شركة «ميتا» فيسبوك أغلقت حسابي حزب المؤتمر السوداني والحساب الشخصي لنائب رئيس الحزب «خالد عمر يوسف»، تحقق فريق «مرصد بيم» من الادعاء وتوصلنا إلى أنه مفبرك.
- حملات استهدفت شخصيات وقادة حركات مسلحة:
عملت هذه الحملة على استهداف شخصيات سياسية خارجية مهتمة بالشأن السوداني، كما استهدفت قادة يتبعون لحركات مسلحة.
- نشرت مجموعة من الحسابات ادعاء يفيد بأن وزير مالية حكومة الأمر الواقع «جبريل إبراهيم» صرح بإنه بعد فقدان الدعم الخارجي سيتم تمويل الحركات المسلحة من أموال الضرائب، تحقق فريق «مرصد بيم» من الادعاء وتوصلنا إلى أنه مفبرك.
- وفي السياق ذاته تداولت عدد من الحسابات صورة إطارية تحوى تصريح لرئيس «تجمع أحزاب وحركات شرق السودان»، «شيبة ضرار» يفيد بأن الأخير صرح قائلاً «أمهلنا الحكومة 48 ساعة إن لم تستجب لمطالبنا سنغلق الإقليم بالخرسانة» تحقق فريق «مرصد بيم» من التصريح وتوصلنا إلى أنه مضلل، حيث ورد في وقت وسياق منفصل عما صرح به ضرار.
تداولت عدد من الحسابات تصريحًا منسوبًا للمدير السابق لمكتب المبعوث الأمريكي للسودان، «كاميرون هدسون»، قائلًا: «الترجمة العملية لقرار حل الدعم السريع تحديدًا هو أن أي تفاوض قادم مع المليشيا إن حدث فهو تفاوض استسلام لا يمكن للبرهان تحديداً أن يتخذ هكذا قرار»، تحقق فريق «مرصد بيم» من الادعاء وتوصلنا إلى أنه مفبرك.