«الباشكاتب» يكمل ستة عقود ملحمية من الموسيقى والغناء ويرحل بعيدًا

الخرطوم، 13 نوفمبر 2023 – رحل الموسيقار والفنان السوداني، محمد الأمين، الاثنين، عن عمر يناهز الثالثة والثمانين عامًا بالولايات المتحدة الأمريكية، بعد «علة لم تمهله طويلًا»، بحسب ما أعلنت عائلته.

ولد الأمين في ولاية الجزيرة وسط السودان في عام 1940، حيث بدأ رحلته الفنية في مطلع حقبة الستينات، مقدمًا مجموعة من الأعمال الفريدة في مسيرة إبداعية استثنائية.

تنوعت غنائية الباشكاتب، كما عرُف في أوساط السودانيين، بين الغناء العاطفي، الوطني والتراثي، متميزًا بالتأليف الموسيقي والتلحين.

وبرز صاحب كلام للحلوه، بتتعلم من الأيام والجريدة وغيرها من الأعمال الشهيرة، وسط ما يطلق عليهم النقاد الفنيون، عمالقة الفن السوداني، مثل الراحل محمد وردي الذي يعد الأقرب إليه جيليًا وفنيًا.

رغم تقدمه في السن، ظل الفنان والموسيقار محمد الأمين، مستمرًا في إحياء الحفلات العامة داخل وخارج البلاد بشكل ثابت، إلى أن التحمت في موسيقاه أجيال جديدة، وصارت مسارح الخرطوم ملتقى يجمعهم على صعيد الفن.

في أعقاب ثورة أكتوبر 1964، غنى محمد الأمين مع مجموعة من زملائه المخضرمين الملحمة التي كتبها الشاعر هاشم صديق، حيث كانت لحظة فارقة في مسيرة الغناء الوطني.

وعن ارتباطه بثورة أكتوبر يقول محمد الأمين في مقابلة تلفزيونية، إنه عانى مثل ما عانى السودانيون من نظام 17 نوفمبر 1958، حيث حرم من الغناء في الإذاعة والمسرح.

وأضاف أنه قبيل اندلاع الثورة بنحو ثلاثة أشهر قرر الذهاب إلى مدير الإذاعة السودانية وإبلاغه بأنه سيترك الغناء، إلى أن تأتي حكومة تقدر الفن، مشيرًا إلى أنه لم يجده.

وتابع أنه عاد إلى مدينة ود مدني التي نشأ فيها، وسرعان ما اندلعت الثورة، وقال إن قدمه كانت مكسورة، لكن رغم ذلك كان يخرج للمشاركة في التظاهرات، ومن ثم غنى أغنية أكتوبر 21 كلمات الشاعر الراحل فضل الله محمد.

ومع ذلك، لم يُعرف عن محمد الأمين أية ميول سياسية حزبية، مكتفيًا بالوطن الذي شاده على مدى سبعة عقود موسيقى وغناء، معبرًا فيه عن شتى مشاعر شعبه.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع