الخرطوم بحري، 6 ديسمبر 2023 – ألقت مأساة الحرب بظلالها على سكان مدينة بحري شمالي العاصمة السودانية الخرطوم، تحت وطأة انعدام الخدمات الأساسية من مياه شرب وأدوية وغذاء وكهرباء على مدى حوالي ثمانية أشهر منذ اندلاع الصراع المسلح في البلاد.
لجان مقاومة امتداد شمبات الأراضي، بمدينة بحري بالعاصمة السودانية الخرطوم، قالت في بيان الثلاثاء، إن انقطاع المياه عن المنطقة ما يزال مستمرًا لما يزيد عن 230 يومًا.
فيما قال عضو لجنة شمبات الأراضي الموجود بالمنطقة، أحمد عماد «تيكو» لـ«بيم ريبورتس»، إن احتمالية عودة المياه للأحياء أصبحت شبه مستحيلة، عازيًا ذلك لخروج محطة توليد مياه بحري من الخدمة بعد قصفها منذ اندلاع الحرب.
وأشار إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كانت قد أوفدت فريقًا من المهندسين لصيانة المحطة، قبل أن يوضح أنه لم يتمكن من الصيانة بسبب الوضع الأمني.
وأوضح «تيكو» أن المواطنين يحصلون على المياه عبر عدد من الآبار الموجودة في بحري، مضيفًا: «أما المياه الحلوه فيتم جلبها من بئر موجودة بالقرب من مصانع سيقا».
وتابع: هناك مواطنون يجلبون المياه بعربات نقل صغيرة خاصة بهم «درداقات»، بالإضافة إلى عربات «كارو» توفر مياه للشراء.
ووفق «تيكو»، يتراوح سعر برميل المياه ما بين «4 – 5» آلاف جنيه سوداني، مشيرًا إلى أن المواطن المستطيع يقوم بالشراء من الناقلين، أما العاجز عن الشراء يذهب لأقرب بئر مياه وينقلها بنفسه.
ويروي عضو لجان المقاومة لـ« بيم ريبورتس»، أنه كان يقود عربة نقل كبيرة مملوكة لأحد أفراد الحي لتعبئة المياه من الآبار، لافتًا إلى أنها كانت تسد حاجة مربعات 1 و4 و5 بشمبات الأراضي، قبل أن يتم الاستيلاء عليها بواسطة الدعم السريع، وفقدانهم للوسيلة المجانية المتاحة لنقل المياه.
وفيما يخص المواد الغذائية، يقول «تيكو» إن المنطقة ليس بها غير سوق العرب والسوق المركزي، في ظل شح المواد التموينية بين فترة والأخرى. مضيفًا: ليس هناك سوق في شمبات الأراضي، أما شمبات الحلة يستجلب مواطنوها المؤن من سوق 24 بالحاج يوسف، وأسواق حطاب ودردوق.
انعدام منافذ الأدوية
للحصول على العلاجات لم يجد السكان خيارًا سوى الدخول للصيدليات التي نهبتها الدعم السريع، بحسب «تيكو» وتوزيعها على المحتاجين للدواء.
وأشار إلى إخطارهم بعض أصحاب الصيدليات، مشيرًا إلى أن غالبية الأدوية على وشك النفاد، مضيفًا أنه بالنسبة للعلاج يضطر بعض المواطنين إلى اللجوء للمستشفى الدولي بالمؤسسة والذي تتخذه قوات الدعم السريع مقرًا لعلاج مصابيها.
قطوعات الكهرباء
وكانت منطقة شمبات قد شهدت قطوعات في الكهرباء في نوفمبر الماضي، وقال عضو لجان المقاومة، إن فريق الكهرباء العامل بمنطقة شمبات يبذل مجهودات كبيرة لإصلاح الأعطال.
وأشار إلى أن القطوعات العادية تتراوح في حدود يومين، أما بالنسبة للقطوعات الكبيرة، قال إن الفترة الماضية شهدت عطلًا كبيرًا تسبب في انقطاع الكهرباء لمدة أسبوعين.
خط واحد للمواصلات
بالنسبة للمواصلات، يعمل خط واحد فقط ينقل المواطنين من المؤسسة إلى السامراب منذ الصباح الباكر وحتى الظهيرة بسبب صعوبة التنقل بعد هذا الوقت نسبة للخطورة الأمنية الكبيرة.