ينشر «مرصد بيم» منذ أغسطس الماضي، تقريرًا شهريًا، يُفصِّل فيه أبرز الادعاءات الكاذبة وعمليات التضليل التي يتم رصدها، يأتي ذلك في خضم حرب إعلامية شرسة تدور بين الأطراف المتقاتلة على الأرض.
يغطي التقرير التالي، الادعاءات الخاطئة والمضللة في الفضاء الرقمي السوداني، لشهر نوفمبر «2023»، كما يقدم تحليلًا مختصرًا لأبرز اتجاهات التضليل وأبرز الأدوات المرصودة.
وكان «مرصد بيم» قد نشر «19» تقريرًا عن الأخبار المضللة التي تم تداولها في الفضاء الرقمي السوداني خلال شهر نوفمبر، وتنوعت تلك التقارير من حيث «الأساليب والأدوات المستخدمة في عمليات التضليل، والاتجاهات، والفاعلين في عملية التضليل»، شملت الفئات التي استهدفها التضليل، عددًا من الفاعلين في الشأن السوداني كيانات سياسية وعسكرية، وأفراد.
الأساليب والأدوات:
تعددت الأساليب والأدوات التي تم استخدامها في عمليات التضليل رصدنا منها الآتي:
- فبركة البيانات ونسبتها للفاعلين في الشأن السوداني سواء كانوا في الجانب العسكري أو المدني.
- نشر معلومات مضللة تتعلق بمحادثات الخارجية الرامية لإيقاف الحرب.
- إعادة نشر مقاطع فيديو قديمة على أنها بتاريخ حديث في سياق منفصل عن تاريخها القديم.
- فبركة قرارت الإقالة والتعيين الصادرة من الجهات الرسمية.
- فبركة ونشر معلومات مضللة حول وضع العمليات العسكرية الميدانية.
الفاعلون في حملات التضليل:
أشارت الدراسات والتقارير التي عمل عليها «مرصد بيم»، أن جهات داخلية وخارجية كانت فاعلة في عمليات التضليل في الفضاء الرقمي السوداني، وحددت الدراسات الفاعلين الداخليين في أربع فئات شملت: «جهات داعمة للدعم السريع – جهات داعمة للجيش وجهاز المخابرات العامة – جهات ذات توجه إسلامي – وجهات تناهض الحكم العسكري». بينما أشارت الدراسة إلى أن الفاعلين الأجانب، في الفضاء الرقمي السوداني، هم:«روسيا – دولة الإمارات العربية المتحدة – مصر- إثيوبيا» تعمل كل هذه القوى على نشر المعلومات الزائفة والمضللة التي تخلق أفقاً ضبابيًا حول ماهية الوضع في السودان.
في شهر أكتوبر الماضي رصد فريق «مرصد بيم» عددًا من الحملات نشطت في عمليات التضليل مستهدفة الجهات المشار إليها أو مروجة لدعايتها الإعلامية ، فمثلا استهدفت بعض تلك الحملات القوى المدنية واستهدف بعضها الجهات والأفراد الخارجين الفاعلين في الشأن السوداني، فيما استهدف بعضها القوى العسكرية في السودان بشقيها «الجيش والدعم السريع» كما رصد فريقنا معلومات عامة مضللة حيث صيغت أخبار عن مواضيع مختلفة سواء أكانت تكنولوجية أو حياتية أثرت سلبًا على المتلقي، وفيما يلي استعراض لأبرز تلك الحملات:
1. الحملات التي هاجمت أو روجت للدعم السريع:
الدعم السريع من الجهات الفاعلة في الراهن السوداني ومنذ اندلاع الحرب في أبريل الماضي بينه وبين الجيش السوداني استهدف بعدد من حملات التضليل، كمت نشط هو الآخر في نشر معلومات مضللة تروج لدعايته الحربية.
على سبيل المثال نشرت مجموعة من الحسابات التي تناصر الدعم السريع مقطع فيديو يظهر سقوط طائرة مدعين أن المقطع يوثق لحظة إسقاط طائرة تتبع للجيش السوداني في ولاية الخرطوم من قبل الدعم السريع.
تحقق فريق «مرصد بيم» من صحة المقطع وتوصلنا إلى أن المقطع قديم سبق أن تم نشره على الإنترنت من قبل مع ادعاء يفيد بأنه إسقاط طائرة في مدينة نيالا، بيد أن مجموعة الحسابات تداولته على أنه بتاريخ حديث يختلف عن السياق والتاريخ الذي ورد فيه المقطع لأول مرة، وعادة ما يكون تداول مقاطع قديمة بادعاءات حديثة لأغراض تخدم أجندة صانع المحتوى.