ما صحة خطاب أمر طوارئ يقضي باعتقال النازحيين في ولاية الجزيرة من ابناء دارفور وكردفان واعضاء الحرية والتغيير ولجان المقاومة ؟

ما صحة خطاب أمر طوارئ يقضي باعتقال النازحيين في ولاية الجزيرة من ابناء دارفور وكردفان واعضاء الحرية والتغيير ولجان المقاومة ؟

 

تنالقت العديد من الحسابات والصفحات على منصتى التواصل الاجتماعي «فيسبوك وإكس» صورة خطاب منسوب لوالي ولاية الجزيرة يفيد بأن الأخير اصدر أمر طوارئ رقم 14 يقضي باعتقال خلايا الطابور الخامس بالولاية التي تتبع للدعم السريع، والتي تتكون من النازحين بالولاية من أبناء دارفور وكردفان وأعضاء قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة، واوكل الأمر الطارئ صلاحيات الاعتقال إلي الجيش والشرطة وجهاز المخابرات العامة . 

 

وجاء نص الخطاب كالتالي: 

«أوامر الوالي

أمر طواريء رقم (14) لسنة (2023)

إعتقال خلايا الطابور الخامس بولاية الجزيرة

إستناداً لإعلان حالة الطواري رقم (1) الصادر من والي ولاية الجزيرة وعملاً بأحكام المادة (5) الفقرة (هـ) و المادة (8) الفقرة (2) من قانون الطواري، وحماية السلامة العامة لسنة 1997م أصدر أمر الطواريء الآتي نصه:

أولاً: إسم الأمر و بدء العمل به

يسمى هذا الأمر أمر طواريء بإعتقال الخلايا النائمة التي تتبع لقوات الدعم السريع داخل ولاية الجزيرة ويعمل به من تاريخ التوقيع عليه

ثانيا: أمر إعتقال

يتم إعتقال كافة قوائم الطابور الخامس التي تتعاون مع ميليشيات الدعم السريع و التي تتكون من النازحين إلى

ولاية الجزيرة من أبناء دارفور و كردفان، أعضاء قوى إعلان الحرية والتغيير و لجان المقاومة.

ثالثاً: سلطات القوات النظامية

في إطار إنفاذ هذا الأمر تفوض القوات المسلحة وقوات الشرطة وقوات جهاز المخابرات العامة بسلطات القبض

و التحفظ على هذه الخلايا.

رابعاً : التنفيذ

على الجهات المختصة وضع هذا الأمر موضع التنفيذ.

صدر تحت توقيعي اليوم الثالث من شهر جمادى الثاني لسنة 1455 هـ

الموافق: السادس عشر من شهر ديسمبر لسنة 2023 م 

الطاهر إبراهيم الخير

والي ولاية الجزيرة»

 

جاء هذا الخطاب بعد أن اصدر والي الجزيرة أمر بتفعيل حالة الطوارئ بالولاية نتيجة لهجوم قوات الدعم السريع عليها في الأول من أمس الجمعة، وتناقلت عدد من الحسابات هذا الخطاب باعتبارة صادر عن والي الولاية ويقضي باعتقال النازحين من وإقليم دارفور وكردفان واعضاء قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة، حيث تشهد منصات التواصل الاجتماعي منذ اندلاع الحرب في السودان حربا إعلامية أخري موازية يديرها طرفى الصراع في السودان ادت إلي تصاعد خطاب الكراهية وإغراق الفضاء الرقمي السوداني بفيض من المعلومات الكاذبة والمضللة، وهو الأمر انعكس سلبًا على الناس في تلقي المعلومات الحقيقة. 

 

 

للتحقق من صحة الادعاء بحث فريق «مرصد بيم» في الموقع الرسمي لـ«وكالة السودان للأنباء» وتوصلنا إلي أن والي الجزيرة أصدر أمري طوارئ منذ اندلاع الحرب في الولاية وجاءت أوامر الطوارئ تحت الأرقام 13 و 14 حيث نص أمر الطوارئ بالرقم 13 على « حظر التجوال للأفراد والمركبات من الساعة السادسة مساء وحتى السادسة صبحاً». 

كما نص أمر الطوارئ بالرقم 14 على «حظر استخدام الدراجات النارية (المواتر) داخل محلية مدني الكبرى».

ولم يحوي الخطاب على أي نص يفيد بأصدار أمر اعتقال للنازحين كما ذهب متداولو الادعاء. 

وبالمزيد من التقصي قارن فريق «مرصد بيم» الخطاب موضع التحقق مع خطاب أخر صادر عن والي الجزيرة وعبر استخدام الملاحظة البصرية لاحظنا أن التوقيع يختلف عن التوقيع الصادر عن الخطاب الرسمي للوالي، حيث قام فريقنا بفحص مستوى الخطاء في صورة الخطاب عبر استخدام ادوات التحقق الرقمي المحسنة وتبين لنا أن التوقيع والختم والترويسة في الخطاب موضع التحقق تم إنشاؤها إلكترونيا، وهو الأمر الذي لم يصدر في أي خطابات سابقة للولاية حيث تعتمد الولاية على الخطابات الورقية في كل خطاباتها الرسمية المنشورة.

الخلاصة

الخطاب مفبرك حيث لم يرد في وكالة السودان للأنباء ولا أي منصة حكومية رسمية، كما أن أمرالطوارئ رقم 14 الذي اصدره الوالي ينص على منع الدرجات النارية بمحلية مدني الكبري ولم يكن يتعلق بالاعتقال. 

ايضًا عبر استخدام الملاحظة البصرية  لاحظ فريقنا إختلاف التوقيع الوارد في الخطاب موضع التحقق عن توقيع الوالي الصادر في خطابات أخري صحيحة، قام فريقنا بفحص الخطاب وتبين أن التوقيع والختم والترويسة في الخطاب موضع التحقق تم إنشائهم إلكترونيا، وهو الأمر الذي لم يصدر في أي خطابات سابقة للولاية حيث تعتمد الولاية على الخطابات الورقية في كل خطاباتها الرسمية المنشورة. 

 

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع