Day: December 23, 2023

السودان: مقتل شخصين في الحصاحيصا على يد قوات «الدعم السريع»

الجزيرة، 23 ديسمبر 2023 – أعلنت «لجان مقاومة الحصاحيصا» وسط السودان، مقتل شخصين برصاص قوات الدعم السريع، وذلك بعد أسبوع من سيطرتها على أجزاء من ولاية الجزيرة المجاورة للعاصمة الخرطوم.

وكانت اللجنة قد قالت في بيان سابق، إن الدعم السريع تستمر في اجتياح غالبية قرى ومدن ولاية الجزيرة، بما فيها «ود سلفاب، والولي، والمسلمية، وطابت»، بالإضافة إلى تمركزها في نقاط عديدة بمدينة الحصاحيصا.

وأشارت إلى أن قرى الحلاوين وأحياء عديدة تواجه وضع غذائي أشبه بالمجاعة ونقص حاد في المواد الغذائية والاستهلاكية مع ارتفاع هائل في أسعارها.

وكشفت عن خروج مستشفيات الحصاحيصا الحكومية والخاصة عن الخدمة ونهب المستشفى من قبل المتفلتين والعصابات مع الاستمرار في سرقة المخازن المتعلقة بالمواد الغذائية والاحتياجات العامة.

وأدانت اللجنة الأفعال التي تقوم بها الدعم السريع في الولاية ووصفتها بالسلوك الإجرامي غير المسؤول، واعتبرت أنه انتهاك واضح لحرمة وحياة إنسان المنطقة وقتل خارج نطاق القانون وجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

وحمّلت اللجنة الدعم السريع كافة المسؤولية الجنائية تجاه الضحايا المدنيين والأبرياء، وناشدت المنظمات بتقديم العون الإنساني الغذائي والصحي لمواطني محلية الحصاحيصا وولاية الجزيرة.

ودعت لتهيئة المرافق الخدمية والحيوية والمتمثلة في المستشفيات وجميع المرافق الصحية الأخرى والمحال التجارية والمخابز والحرص على سلامة مستخدميها.

ويوم الجمعة قبل الماضي، نقلت قوات الدعم السريع الحرب إلى ولاية الجزيرة، وبعد أربعة أيام من المواجهات مع الجيش، دخلت إلى مدينة ود مدني الاثنين دون قتال.

وتسببت هجوم الدعم السريع على الجزيرة في نزوح 300 ألف شخص من الولاية إلى ولايات سنار والقضارف والنيل الأزرق وكسلا بين 15 و18 ديسمبر، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.

‏مسؤولة أممية: لا يجب للوضع في السودان أن يصبح أزمة منسية

نيويورك، 23 ديسمبر 2023 – عبرت مستشارة الأمم المتحدة الخاصة بمنع الإبادة الجماعية، أليس ويريمو، عن قلقها البالغ من تصاعد وتائر العنف في السودان منذ 15 ديسمبر خاصة بعاصمة ولاية الجزيرة ود مدني، بالإضافة للفاشر في شمال دارفور ونيالا في جنوب دارفور.

وقالت المستشارة في تصريح صحفي، إن الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع صاحبتها اتهامات خطيرة بوقوع أحداث عنف ذات دوافع عرقية، علاوة على استهداف المرافق والطواقم الطبية، والتي تصنف كلها جرائم دولية.

وأضافت ويريمو «إن العنف في السودان ليس على وشك الانتهاء، بل على النقيض فهو يتصاعد أكثر. لقد شهدت المعارك في الخمسة أيام الماضية جرائم قتل عشوائي واعتداءات ضد المدنيين وأحداث نهب واعتقال، منها ما يزعم أنه ارتكب على أسس الهوية. إن ما يحدث ينذر بالخطر ويتطلب الانتباه والاستجابة».

كذلك أشارت المستشارة إلى أن الأحداث في ولاية الجزيرة تسببت في نزوح ما يقدر بـ300 ألف شخص نحو ولايات سنار والقضارف وكسلا والنيل الأزرق وغيرها، كما توقفت جميع العمليات الإنسانية في ولاية الجزيرة في حين أن الحالة الإنسانية في البلاد تتدهور ولا تزال مريعة.

وتابعت «بعد ثمانية أشهر من القتال المستمر وأحداث العنف المروعة وظهور كل علامات وقوع جرائم وحشية، تستمر عجلة العنف في الدوران، ويستمر أولئك الأكثر ضعفاً ممن يطالبون بالسلامة والعدالة ولا يتلقون أيا منها في دفع الثمن».

وأضافت «يجب على العالم الاستجابة للأهوال التي تحدث في السودان، إن الرعب والعنف الوحشي اللذين يمارسان على المواطنين، يعرضان بأقسى الأشكال، الأمر الذي سيستمر ما لم يتم توجيه انتباه دولي عاجل».

و بشأن زيارتها إلى تشاد في أكتوبر الماضي، أشادت المسؤولة الأممية بشجاعة وتصميم الضحايا الذين شاركوها قصصهم.

وقالت «روى لي النازحين الذين التقيتهم بتفصيل عما تعرضوا له وأسرهم وأصدقائهم من عنف.. إن مثل هذا العنف يشير لاستهداف الشبان واستهدافات عرقية سبقها تجريد من الإنسانية و خطابات كراهية، فقد تم وصفهم بكلمات مثل العبيد قبل توجيه الأسلحة نحوهم.. إن أصوات الذين يروون حكايتهم ممن استطاعوا الفرار من هذا العنف الوحشي يجب أن تسمع وتؤخذ بكامل الجدية».

وشددت قائلة: «يجب على جميع الجهات الفاعلة الدولية والإقليمية والوطنية، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (الإيقاد) ومجلس الأمن، مواصلة جهودها، باستخدام جميع الوسائل المتاحة، لمنع أي تصعيد إضافي، والتوصل إلى وقف فوري ودائم للأعمال العدائية، وفي نهاية المطاف كسر حلقة العنف المستمرة منذ عقود».