تقرير دولي: الحرب في السودان ضمن أسوأ «10» أزمات عنف حول العالم

22 يناير 2024 – أصدر مشروع رصد بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة الأمريكي «ACLED»، مصفوفة مراقبة النزاعات للعام 2024 للمناطق التي تشهد أسوأ أحداث العنف حول العالم والتي يحتمل أن تتطور في العام 2024.

وذكر المشروع في تقرير مطول، أن الحرب في السودان تصنف ضمن أسوأ 10 أزمات عنف حول العالم، وأن الوضع في البلاد يستمر في التدهور وأكثر سماته وضوحاً هي القتل الجماعي.

ويستند المشروع في مؤشره لتقييم أحداث العنف حول العالم على أربعة عوامل هي؛ معدل الوفيات، المخاطر على المدنيين، مدى الانتشار الجغرافي، وانخراط الجماعات المسلحة غير النظامية.

ويوضح التقرير أن الحرب في السودان تحتل المرتبة الرابعة في مؤشر معدل الوفيات الناتج عن العنف، حيث أودت الضربات الجوية والقصف الذي استهدف أحياء سكنية بحياة الآلاف من المدنيين في الخرطوم التي شهدت بعض من أعنف المعارك منذ أبريل 2023.

تحالف الدعم السريع مع المليشيات العرقية

علاوة على ذلك، فإن تحالف قوات الدعم السريع مع المليشيات العرقية في دارفور أدى لارتكاب جرائم ضد جماعات عرقية بعينها يثير اتهامات بالتطهير العرقي وجرائم الحرب، حيث قتل ما لا يقل عن 800 فرد من إثنية المساليت في معسكر أردمتا للاجئين على يد قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها.

وأشار التقرير إلى تصريحات الممثل السامي للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل بأن «حملة تطهير عرقي واسع النطاق نفذتها قوات الدعم السريع بهدف القضاء على مجتمع المساليت في غرب دارفور».

وقال التقرير إن استيلاء قوات الدعم السريع على دارفور يمكن أن يؤدي إلى إطالة أمد الحرب في السودان والتي أدت بالفعل إلى نزوح ملايين الأشخاص ومقتل الآلاف منذ اندلاعها في أبريل.

كما أضاف التقرير أن الدعم السريع تشدد قبضتها على مدن العاصمة السودانية الثلاث (الخرطوم، بحري، أم درمان)، وأنها أنهكت دفاعات الجيش السوداني فيها. كما كانت محلية جبل أولياء جنوب الخرطوم موقعًا لحصار دام شهورًا من قبل قوات الدعم السريع، قبل سقوطها في نهاية المطاف في نوفمبر.

وتابع التقرير أنه بعد فترة وجيزة من استيلائها على جبل أولياء، تحركت قوات الدعم السريع جنوبًا في اتجاه ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، التي نزح اليها نصف مليون شخص من الخرطوم وكانت تمثل مركز عمليات إنسانية مهم، وانسحب الجيش السوداني من ود مدني وتركها أمام نهب واسع النطاق الذي ارتكبته ميليشيات قوات الدعم السريع، كما تقترب قوات الدعم السريع أيضًا من سنار، ومن المحتمل أن تستعد لهجوم جديد على ولاية النيل الأبيض المجاورة.

المليشيات العرقية المستفيد الأكبر من سيطرة الدعم السريع على دارفور

كذلك أشار التقرير إلى قوات الدعم السريع تملك أيضًا سيطرة فعلية على غالبية أنحاء دارفور بعد انسحاب الجيش السوداني من مواقعه في الإقليم، مشيرًا إلى تحذير السلطات المحلية من أن هجوم قوات الدعم السريع على عاصمة شمال دارفور، الفاشر، قد يؤدي إلى دفع الجماعات المسلحة في دارفور إلى صراع مع الدعم السريع.

وبالرغم من أن الخرطوم هي مركز السلطة الاقتصادية والسياسية في السودان إلا أن إقليم دارفور يشكل مصدرًا كبيرًا للأموال والتحالفات والتجنيد لقوات الدعم السريع وهي موطن لقاعدة دعم حميدتي المكونة من ميليشيات عرقية مسلحة تقاتل مع الدعم السريع الذي عهد إليها بإدارة مجتمعات محلية في جميع أنحاء دارفور.
وأضاف التقرير «لذا فإن هذه الميليشيات هي المستفيد الأكبر من سيطرة الدعم السريع على دارفور، إلا أن تمكينهم يثير احتمالية تزايد وتيرة العنف ويؤجج القتال الداخلي بين الميليشيات نفسها على غنائم الحرب، في دوامة عنيفة قد لا تكون قوات الدعم السريع قادرة على منعها».

من غير المرجح أن تنتهي الحرب في السودان قريبًا

وفي تحليلها للوضع في السودان، أوضحت المصفوفة أنه في ظل هذه العوامل، من غير المرجح أن تنتهي الحرب في السودان قريبًا، كما أن شوكة الدعم السريع قويت في الخرطوم ودارفور، وفي ظل عدم بذل جهود دبلوماسية كافية للتوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار، فإن قوات الدعم السريع ستتحرك جنوبًا وشرقًا لإجبار الجيش السوداني على الخضوع.

وبالرغم من احتفاظ الجيش السوداني بالتفوق الجوي، إلا أنه فشل في مقاومة تقدم قوات الدعم السريع، وتضع الاختلافات داخل الجيش البرهان أمام مطالبات بالتنحي، كما أشارت إلى حمل آلاف المواطنين في السودان الآن السلاح لمواجهة قوات الدعم السريع وتشكيل مجموعات للدفاع عن النفس.

ورأى التقرير أن استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى في السودان سيكون له عواقب وخيمة على السكان المدنيين، حيث يحتاج ما يقرب من 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، إلى المساعدة الإنسانية، ويواجه أكثر من 20 مليونًا انعدام الأمن الغذائي الحاد.

كما أن الحرب في السودان يمكن أن تؤدي إلى إثارة أزمة إقليمية وقد تكون تداعياتها كبيرة خاصة على تشاد التي تتعرض حكومتها لضغوط متزايدة لدعم إما القبائل غير العربية في دارفور أو قوات الدعم السريع.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع