Day: February 17, 2024

الجيش السوداني يربط معسكراته بأم درمان في اليوم الأول للشهر الحادي عشر للحرب


17 فبراير 2024 – بعد أسابيع من عمليات عسكرية محتدمة في وسط مدينة أم درمان غربي العاصمة السودانية الخرطوم، تمكن الجيش، أمس، من ربط قواته في منطقة كرري العسكرية شمالًا بقواته في منطقة أم درمان العسكرية جنوبًا.

وتحول مسار العمليات العسكرية في أم درمان لصالح الجيش بعد التدمير الجزئي لكبري شمبات النيلي الذي يربطها بمدينة الخرطوم بحري في نوفمبر الماضي، حيث كان يمثل خط قوات الدعم السريع الرئيسي لمدن العاصمة المختلفة.

وقال الإعلام العسكري التابع للجيش السوداني إنه «حقق انتصارات كبيرة في مدينة أم درمان»، مشيرًا إلى أن قواته تمكنت من ربط معقلي الجيش شمالًا وجنوبًا.

ونقل عن رئيس أركان الجيش «إنجاز الجيش المرحلة الأولى من خطة تطهير أم درمان من قوات الدعم السريع».

وأظهرت مقاطع فيديو نشرت أمس تمركز الجيش في أجزاء من شارع العرضة، وشاحنات تابعة له محملة بالمؤن والذخائر في طريقها إلى سلاح المهندسين.

وقال الإعلام العسكري إن قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وصل إلى مدينة أم درمان «عشية تحقيق القوات المسلحة انتصارات كبيرة عقب الفراغ من تنفيذ المرحلة الأولى».

وأضاف الإعلام العسكري أن البرهان تلقى تنويرًا عن سير العمليات وأنه «هنأ القوات على ما حققته من تقدم على الأرض وفق ماهو مخطط له».
السيطرة على محليات أم درمان

ويسيطر الجيش بالكامل على محلية كرري شمالًا بالكامل ضمن ثلاث محليات تتشكل منها مدينة أم درمان الواقعة على الضفة الغربية للنيل الأبيض ونهر النيل.

بينما تدور معارك مستمرة بين الجيش والدعم السريع في محلية أم بدة غربًا، تتمركز الدعم السريع في أقصى جنوب المدينة بعد منطقة الفتيحاب والصالحة وصولًا إلى جبل الأولياء.

ومن شأن ربط جنوب وشمال المدينة عسكريًا أن يفك الحصار عن آلاف السكان بأحياء أم درمان القديمة، كما من شأنه أن يعزل قوات الدعم السريع الموجود في مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في حي الملازمين.

ولم تعلق الدعم السريع رسميًا على تقدم الجيش في أم درمان، لكن بعض أنصارها نشروا مقطع فيديو لأحد ارتكازاتهم في كبري ود البشير أقصى غرب شارع العرضة.

وفي 9 يناير الماضي تقدم الجيش السوداني في أحياء محيط سلاح المهندسين جنوب أم درمان للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل الماضي، بعدما سيطر على أجزاء واسعة من شارع الأربعين من يد قوات الدعم السريع.

وقالت لجان مقاومة بأم درمان وقتها إن الجيش السوداني سيطر على شارع الأربعين تمامًا بما في ذلك أحياء الموردة والعباسية بعد حرب شوارع طاحنة مع قوات الدعم السريع.

وأضافت لجان المقاومة أن قوات الجيش جلبت المياه والأغذية لمواطني أحياء العباسية والموردة بعد أشهر من الحصار.

وعلى مدى الأشهر الماضية ظل سكان تلك المناطق تحت حصار قوات الدعم السريع التي كانت تحاول السيطرة على سلاح المهندسين والمستشفى العسكري.

الجيش السوداني يعلن فتح تحقيق في فيديو «الرؤوس المقطوعة» وسط تنديد بالحادثة


17 فبراير 2024 – أعلن الجيش السوداني، فتح تحقيق وسط قواته على خلفية مقطع فيديو متداول يُظهر رؤوسًا مقطوعة يلوح بها الجنود وهم يحتفلون، وسط إدانات للحادثة.

وقال الجيش في بيان الجمعة، إنه بناء على خلفية المحتوى الصادم لفيديوهات تم تداولها يوم أمس «الخميس» يُعرض بها أفراد رأسين مقطوعين، يجري تحقيقًا في الأمر وسيتم محاسبة المتورطين إذا أثبتت نتائج التحقيق أنهم يتبعون لقواته.

وأكد البيان تقيد الجيش التام بقوانين وأعراف الحرب وقواعد السلوك أثناء العمليات الحربية و«عدم مجاراة المليشيا الإرهابية في انتهاكاتها المستمرة منذ بدء هذه الحرب».

ممارسات المؤتمر الوطني

في المقابل، أدانت قوى الحرية والتغيير الحادثة وقالت إنها تابعت مقطع فيديو يظهر فيه «منسوبين للقوات المسلحة يحملون رؤوس اثنين من القتلى بعد فصلهما عن جسديهما.. وهذا جرم إذا تم قتل صاحبيهما نحرًا وذبحًا.. وجرم أبشع إذا ما تم قطع الرؤوس بعد القتل.. وسيكون الجرم مضاعفًا إذا ما كان تجاه مدنيين غير منخرطين في الحرب».

وأضافت في بيان أمس أن «ما تم بثه من فيديو صادم ومروع وسلوك إرهابي متسق مع ممارسات حزب المؤتمر الوطني المحلول صاحب الجرائم والسجل الإرهابي الطويل وحلفاؤه من المجموعات المتطرفة كالقاعدة وداعش وغيرها التي تختلف اسماً وتتفق سلوكاً».

وتابع البيان «تؤكد هذه الجريمة البشعة الحاجة الملحة لإنهاء هذه الحرب الآن وفورًا للحيلولة دون انجرافها لحرب أهلية وتطويرها باستقطاب مقاتلين أصحاب نزاعات إرهابية لتطبيق ذات أساليبهم الإجرامية في نحر الناس وجز أعناقهم كما حدث في سوريا وليبيا وعدد من الدول التي عانت من الاضطرابات وتضرر منها الجوار الإقليمي والمجتمع الدولي».

جرائم وحشية

فيما قال حاكم إقليم دارفور – رئيس حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي، إنه يحب الالتزام بسلوكيات وقواعد الحرب بما في ذلك حقوق الأسرى وحماية المدنيين وممتلكاتهم والأطفال والنساء.

وأضاف أن انتهاك هذه الحقوق يعد مخالفة للقانون الدولي والمبادئ الإنسانية ولن يؤدي إلا إلى مزيد من المرارات وتفاقم الأزمة.

وتابع «ما حدث للرفيق خميس أبكر والي غرب دارفور من قتل بشكل بشع والتمثيل بجثته ودفن الناس أحياء في غرب دارفور وما حدث من ذبح لأفراد الدعم السريع في الخرطوم قبل يومين والتمثيل بجثة أحدهم، كلها جرائم وحشية مدانة ولا يشبه أخلاق السودانيين والسودانيات».

أعمال عنف عرقي


وكان مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي أظهر جنودًا يتبعون للجيش السوداني وهم يلوحون برؤوس بشرية مقطوعة في مكان وتوقيت غير معروفين ولا هوية القتلى.

وأفرزت الحرب في السودان والتي دخلت شهرها الحادي عشر انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان على رأسها القتل، كما شملت الاغتصابات والتصفيات خارج القانون ودفن الناس الأحياء والاختطاف وغيرها من الانتهاكات.

وفي يونيو الماضي قتلت عناصر من الدعم السريع والي غرب دارفور السابق، خميس أبكر في مدينة الجنينة ومثلت بجثته. كما تم قتل عشرات الأشخاص بناء على الهوية ودفنهم أحياء في منطقة أردمتا بواسطة نفس القوات.

وفي يناير الماضي، أفاد تقرير للأمم المتحدة اطلعت عليه رويترز، أن ما بين 10 آلاف و 15 ألف شخص قُتلوا في مدينة الجنينة السودانية في ولاية غرب دارفور العام الماضي جراء أعمال عنف عرقية نفّذتها قوات الدعم السريع ومليشيات متحالفة معها.

كما يُتهم الجيش السوداني بقصف منشآت مدنية بواسطة الطيران الحربي في ولايات جنوب وشرق دارفور والجزيرة، لكنه يقول إنه يستهدف مواقع عسكرية للدعم السريع.