17 فبراير 2024 – أعلن الجيش السوداني، فتح تحقيق وسط قواته على خلفية مقطع فيديو متداول يُظهر رؤوسًا مقطوعة يلوح بها الجنود وهم يحتفلون، وسط إدانات للحادثة.
وقال الجيش في بيان الجمعة، إنه بناء على خلفية المحتوى الصادم لفيديوهات تم تداولها يوم أمس «الخميس» يُعرض بها أفراد رأسين مقطوعين، يجري تحقيقًا في الأمر وسيتم محاسبة المتورطين إذا أثبتت نتائج التحقيق أنهم يتبعون لقواته.
وأكد البيان تقيد الجيش التام بقوانين وأعراف الحرب وقواعد السلوك أثناء العمليات الحربية و«عدم مجاراة المليشيا الإرهابية في انتهاكاتها المستمرة منذ بدء هذه الحرب».
ممارسات المؤتمر الوطني
في المقابل، أدانت قوى الحرية والتغيير الحادثة وقالت إنها تابعت مقطع فيديو يظهر فيه «منسوبين للقوات المسلحة يحملون رؤوس اثنين من القتلى بعد فصلهما عن جسديهما.. وهذا جرم إذا تم قتل صاحبيهما نحرًا وذبحًا.. وجرم أبشع إذا ما تم قطع الرؤوس بعد القتل.. وسيكون الجرم مضاعفًا إذا ما كان تجاه مدنيين غير منخرطين في الحرب».
وأضافت في بيان أمس أن «ما تم بثه من فيديو صادم ومروع وسلوك إرهابي متسق مع ممارسات حزب المؤتمر الوطني المحلول صاحب الجرائم والسجل الإرهابي الطويل وحلفاؤه من المجموعات المتطرفة كالقاعدة وداعش وغيرها التي تختلف اسماً وتتفق سلوكاً».
وتابع البيان «تؤكد هذه الجريمة البشعة الحاجة الملحة لإنهاء هذه الحرب الآن وفورًا للحيلولة دون انجرافها لحرب أهلية وتطويرها باستقطاب مقاتلين أصحاب نزاعات إرهابية لتطبيق ذات أساليبهم الإجرامية في نحر الناس وجز أعناقهم كما حدث في سوريا وليبيا وعدد من الدول التي عانت من الاضطرابات وتضرر منها الجوار الإقليمي والمجتمع الدولي».
جرائم وحشية
فيما قال حاكم إقليم دارفور – رئيس حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي، إنه يحب الالتزام بسلوكيات وقواعد الحرب بما في ذلك حقوق الأسرى وحماية المدنيين وممتلكاتهم والأطفال والنساء.
وأضاف أن انتهاك هذه الحقوق يعد مخالفة للقانون الدولي والمبادئ الإنسانية ولن يؤدي إلا إلى مزيد من المرارات وتفاقم الأزمة.
وتابع «ما حدث للرفيق خميس أبكر والي غرب دارفور من قتل بشكل بشع والتمثيل بجثته ودفن الناس أحياء في غرب دارفور وما حدث من ذبح لأفراد الدعم السريع في الخرطوم قبل يومين والتمثيل بجثة أحدهم، كلها جرائم وحشية مدانة ولا يشبه أخلاق السودانيين والسودانيات».
أعمال عنف عرقي
وكان مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي أظهر جنودًا يتبعون للجيش السوداني وهم يلوحون برؤوس بشرية مقطوعة في مكان وتوقيت غير معروفين ولا هوية القتلى.
وأفرزت الحرب في السودان والتي دخلت شهرها الحادي عشر انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان على رأسها القتل، كما شملت الاغتصابات والتصفيات خارج القانون ودفن الناس الأحياء والاختطاف وغيرها من الانتهاكات.
وفي يونيو الماضي قتلت عناصر من الدعم السريع والي غرب دارفور السابق، خميس أبكر في مدينة الجنينة ومثلت بجثته. كما تم قتل عشرات الأشخاص بناء على الهوية ودفنهم أحياء في منطقة أردمتا بواسطة نفس القوات.
وفي يناير الماضي، أفاد تقرير للأمم المتحدة اطلعت عليه رويترز، أن ما بين 10 آلاف و 15 ألف شخص قُتلوا في مدينة الجنينة السودانية في ولاية غرب دارفور العام الماضي جراء أعمال عنف عرقية نفّذتها قوات الدعم السريع ومليشيات متحالفة معها.
كما يُتهم الجيش السوداني بقصف منشآت مدنية بواسطة الطيران الحربي في ولايات جنوب وشرق دارفور والجزيرة، لكنه يقول إنه يستهدف مواقع عسكرية للدعم السريع.