19 مارس 2024 – ما تزال الاشتباكات الدامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، جنوب غربي البلاد، مستمرة لليوم الرابع على التوالي، في محاولة من الأخيرة للاستيلاء على مقر الفرقة 22 مشاة بالمنطقة.
وفي يناير الماضي، أطلقت الدعم السريع هجومًا على مدينة بابنوسة، في محاولة للسيطرة على قيادة الفرقة 22 مشاة واللواء 89 هجانة التابعتين للجيش، فيما يستميت الأخير في الدفاع عن معقله الاستراتيجي.
وابتداءً من السبت، تحاول قوات الدعم السريع السيطرة على حامية الجيش، فيما
خلفت الاشتباكات عدداً من القتلى والجرحى وسط موجة نزوح كبيرة إلى المناطق القريبة منها.
وقال مصدر محلي من ولاية غرب كردفان لـ«بيم ريبورتس» إن مدينة بابنوسة التي تشهد معارك بين الجيش والدعم السريع منذ فترة، أصبحت منطقة خالية من السكان تمامًا ومدمرة ومحروقة بسبب الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة وغارات الطيران الحربي المكثفة عليها بشكل يومي.
وذكر المصدر أن قيادة الفرقة 22 مشاة ببابنوسة محاصرة من قبل الدعم السريع، ومع ذلك ما يزال الجيش ما زال يحكم قبضته على الحامية.
وأشار إلى أن السوق والمناطق المحيطة به خرابًا وعمليات سرقة ونهب وتدمير، جراء استمرار المناوشات المستمرة بالمدافع الثقيلة.
وأضاف «المنطقة تعاني من وضع إنساني مأساوي وشهدت عمليات نزوح كبيرة خاصة من أحياء الوحدة، السلام والتربية ببابنوسة إلى المجلد والفولة ومناطق وقرى نائية منها الكلاعيت غرب بابنوسة».
وتابع «في المجلد وحدها امتلأت 4 مدارس بالنازحين الذين بلغ عددهم حتى اليوم قرابة 3 آلاف شخص».
فرار عشرات الآلاف
في حين نشر أفراد من الدعم السريع مقاطع مصورة على منصات التواصل الاجتماعي أعلنوا من خلالها دخولهم قيادة الفرقة 22 مشاة، بث عناصر من الجيش فيديوهات تُظهر عشرات القتلى قالوا إنهم من الدعم السريع نافين سيطرتها عليها.
وتعد بابنوسة من المدن الاستراتيجية المهمة، إذ تضم واحدة من أكبر الحاميات العسكرية للجيش السوداني في ولاية غرب كردفان.
ومنذ تحول المدينة التاريخية إلى مسرح عمليات عسكرية فر عشرات الآلاف السكان منها إلى المناطق المجاورة وسط تدهور الأوضاع الإنسانية.