1 مايو 2024 – طردت السلطات المحلية بولاية نهر النيل شمالي السودان بالقوة الجبرية 27 أسرة نازحة كانت تقيم في مدرستين بمدينة عطبرة، فيما تزال 15 أسرة من بينهم تعيش في العراء لليوم الثالث على التوالي.
والاثنين استيقظت 27 أسرة مقيمة بمدرستي (الحميراء للبنات، وبدر الكبرى بنين) على عنف مفرط من قبل القوات الأمنية التي أجبرتهم على مغادرة المدرستين بعد رفضهم خيارات الترحيل للقرية 6 المناصير أو الرجوع لأم درمان.
واستعملت القوات الأمنية العنف في مواجهة المعترضين على القرار، فيما اعتقلت فردين من المدرسة أحدهم ظل في قسم شرطة الأوسط بعطبرة طوال أربع ساعات بسبب رفضه المغادرة.
واضطرت بعض الأسر من المدرستين إلى البحث عن حلول بديلة، فيما ظلت أكثر من 15 أسرة مرابطة في ساحة مكشوفة أمام المدرسة.
وكانت السلطات في المدينة قد أخلت نازحين من مدرسة الشروق السبت بنفس الطريقة، فيما اشتكى نازحون في مدرسة عباس بولاد بحي المطار، الثلاثاء، من حضور أفراد من الأمن إلى المدرسة في خطوة قد تكون استباقية لانتهاج نفس السلوك في الإخلاء.
وفي نوفمبر العام الماضي مع بداية العام الدراسي بولاية نهر النيل طالبت السلطات ووزارة التربية والتعليم النازحين المقيمين في المدارس بمغادرتها لكن تمسكهم بقرار الرفض اضطرّ السلطات لتقليل ساعات الدراسة وتقسيم المدارس بين النازحين والطلاب.
وتأوي قرابة 39 مدرسة بمدينة عطبرة ما يزيد عن 15 ألف نازح من الخرطوم والجزيرة، فيما تتجه السلطات بأمر من مدير شرطة عطبرة وبتنسيق مع محلية المدينة لخطوة إخلاء المدارس بالقوة في الفترة الدراسية الثانية رغم قرب موعد انتهاء العام الدراسي بالولاية.
أصل الحكاية
وقال نازحون من مدرسة الحميراء لبيم ريبورتس إن سبب الإجراء المفاجئ ضدهم جاء بعد اتهام طالبة لأحد النازحين المقيمين بالمدرسة -متقدم في السن- بالتحرش بها لتطالب مديرة المدرسة بعدها النازحين يوم الخميس الماضي بمغادرة المكان، بعدما قامت بهدم الخيمة التابعة له وزوجته، واعتبر النازحون الحادثة ملفقة لإخراجهم.
وقضى النازحون ليلتهم في العراء أمام المدرسة بعد رمي حاجياتهم، وسط إزعاج الحيوانات (الكلاب والحمير) وانعدام الخدمات والمساعدات من أهالي الحي والمدينة بسبب ما قالوا إنها الشائعات التي انتشرت عنهم وسط الأهالي.
و وصفت النازحة حنان محمود لبيم ريبورتس الإخلاء الجبري بأنه عملية صعبة خاصة على النساء الكبار في السن والحوامل بالمدرسة، مؤكدة أن المداهمة تمت بصورة شنيعة لا تراعي ظروف النازحين وأعمارهم ولا حالتهم الصحية، مستنكرة العنف المفرط الذي استخدم ضدهم وعدم إعطائهم فرصة لجمع حاجياتهم أو استيعاب ما يحدث.
وتحسرت على مصيرها وبقية النازحين قائلة “ننتظر مصيرنا المجهول لا راحة في بلدنا أو بلدان أخرى”، قبل أن تتأسف على الشائعات التي نُشِرت عن المدرسة والتي حجبت عن تعاطف الناس وإغلاق أهل الحي منازلهم في وجوههم.