26 مايو 2024 – سّلط تحقيق صحفي معمق استخدم المصادر المفتوحة أجراه «الأرشيف السوداني»، الضوء على الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد إثنية المساليت في محلية أردمتا بمدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور في أعقاب استيلائها على قيادة الفرقة 15 التابعة للجيش السوداني صباح 4 نوفمبر الماضي
وتضمن التحقيق المنشور في مطلع مايو الحالي، والذي درسته «بيم ريبورتس»، تحليلاً معمقًا للمحتوى المنشور على الإنترنت والذي يُظهر الاعتداء على المعتقلين، في أعقاب استباحة قوات الدعم السريع لمدينة الجنينة، حيث استهدفت بشكل خاصة إثنية المساليت.
وأوضح الأرشيف السوداني أنه أجرى التحقيق باستخدام المصادر المفتوحة، بالإضافة إلى إفادات من شهود عيان وعائلات الضحايا، مشيرًا إلى أنه فحص وتحقق من صحة 289 مقطع فيديو، صورة، وتقرير، منشورة على الإنترنت تضمنت ادعاءات بالقتل، الاختفاء والاعتداء.
ووقعت الأحداث الواردة في التحقيق داخل محلية أردمتا في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور في الفرقة 15 مشاة التابعة للجيش السوداني.
وبحسب التحقيق، فقد احتجزت قوات الدعم السريع أفرادًا من الجيش السوداني ومواطني أردمتا منذ صباح 4 نوفمبر. وأكد التحقيق أن صفحات على منصات التواصل الاجتماعي، ذكرت أن بعضهم قتل ودفن في قبور جماعية. كما أظهرت مقاطع الفيديو والتقارير في أردمتا معتقلين تعرضوا للجلد والضرب والركل والإهانات اللفظية والتهديد بالقتل.
مقارنة مقاطع الفيديو بصور الأقمار الصناعية
لمزيد من إيضاح ما حدث في أردمتا على يد قوات الدعم السريع، قال الأرشيف السوداني إنه قارن مقاطع الفيديو المتداولة مع صور الأقمار الصناعية.
كما ذكر التحقيق أنه قارن مواقع الظلال في الفيديوهات بموضع الشمس في المواقيت المذكورة في المقاطع وتم التعرف على 7 مواقع داخل وحوالي الفرقة 15 مشاة، وفي الطريق المؤدي إلى أردمتا، وفي جسر أردمتا، اعتقلت فيها قوات الدعم السريع أطفالًا، وأفرادًا من الجيش السوداني، ومدنيين.
وأظهرت مقاطع الفيديو التي فحصها الأرشيف السوداني، في اثنين من المواقع المحددة، تعرض المحتجزين للجلد والركل والطعن بالحراب، كذلك نشر جنود الدعم السريع فيديوهات لأنفسهم يشتمون المعتقلين بكلمات جارحة، كما هدد جنود الدعم السريع المعتقلين بالقتل وهم يجبرونهم على الجري، بحسب التحقيق.
انتهاكات جسيمة ضد الأطفال
في وقت، ذكر تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان (أوتشا) في 7 ديسمبر 2023، أنه تم الإبلاغ عن انتهاكات جسيمة ضد الأطفال الذين احتجزتهم قوات الدعم السريع في أردمتا.
ووفقًا لنتائج آلية الرصد والإبلاغ عن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، تم التعرف على 80 طفلاً من بين المحتجزين.
وعلى الرغم من ذلك، يُشير التقرير إلى أن العدد الفعلي للأطفال المحتجزين قد يكون أعلى من ذلك، حيث وجدت مرافق احتجاز متعددة داخل الجنينة.
وتشير التقارير أيضًا إلى أن حالة المعتقلين مزرية، وأن أكثر من 700 شخص اعتقلتهم قوات الدعم السريع، بينهم أطفال لم يتم الإفراج عنهم.
أيضًا تم العثور على ثمانية أطفال في الصور والفيديوهات التي أظهرت تجمع محتجزين في أردمتا. من بين هؤلاء الأطفال، ثلاثة في الموقع 4 واثنان في الموقع 6، بالإضافة إلى ثلاثة أطفال يجري الحديث معهم من قبل أحد عناصر قوات الدعم السريع الموجودين في الفرقة 15 مشاة وهم يتهمون الجيش السوداني بتجنيد الأطفال.
وحمّلت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) السابقة المسؤولية لقوات الدعم السريع عما وصفته بـ “انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان” في اردمتا.
وأشارت إلى أن التقارير الواردة من المنطقة تفيد بقتل عدد من المدنيين وإصابة آخرين بجروح، بالإضافة إلى اعتقال واحتجاز مدنيين. ودعت جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتهم وفقًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وذلك من أجل حماية المدنيين أثناء الأعمال العدائية.
وتشير «بيم ريبورتس» إلى أن «الأرشيف السوداني» يتبع لمنظمة «منيمونكس» غير الربحية التي تأسست عام 2014 ، وتعمل على مساعدة المدافعين على حقوق الإنسان في استخدام المعلومات الرقمية المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان والجرائم الدولية وبناء القضايا القانونية ضد مرتكبي الانتهاكات.