23 يونيو 2024 – حذرت منظمة أطباء بلا حدود، الأحد، من استمرار الهجمات على المستشفيات في الفاشر وعدم تمكّن أي مساعدة خارجية من الوصول إلى المدينة بسبب شدة العنف.
جاء تحذير أطباء بلا حدود بعد مرور تسعة أيام منذ أن دعا مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة إلى إنهاء القتال في الفاشر بالسودان.
وأطباء بلا حدود هي إحدى المنظمات الإنسانية الدولية القليلة التي تواصل العمل في مدينة الفاشر التي دخلت في موجة قتال دامية منذ العاشر من مايو الماضي.
وقالت المنظمة في بيان إنه في ليل الجمعة الماضي طال قصف قوات الدعم السريع صيدليةَ المستشفى السعودي الذي تدعمه أطباء بلا حدود في الفاشر، وقد أسفر القصف عن مقتل صيدلانية أثناء عملها وألحق أضرارًا بالمبنى.
وأكد البيان أن المستشفى ما زال مفتوحًا ويستمر في علاج المرضى، إلا أنه يعمل جزئيًا فقط بسبب الأضرار التي لحقت به، لافتًا إلى الحاجة الماسة إلى المزيد من الإمدادات لعلاج الجرحى وسط تخوّفٍ من وقوع هجوم آخر نظرًا لاستمرار القتال بالقرب من المستشفى.
وأضافت المنظمة أنه في يوم أمس قُتل شخص على بعد مئتي متر من المستشفى فقط وقضى آخر بالقرب من سكن موظفي أطباء بلا حدود، في حين لم يُعرف العدد الإجمالي للمصابين يوم الجمعة.
هجمات وهجمات مضادة لا تستثني المسشتفيات
وأوضح رئيس عمليات الطوارئ في أطباء بلا حدود، ميشيل أوليفييه لاشاريتيه، قائلًا «في الفاشر، نشهد سلسلة من الهجمات والهجمات المضادة التي لا تستثني المستشفيات. هذا ولا تتحمل الأطراف المتحاربة مسؤولياتها في حماية المدنيين».
وتابع «قُتل أكثر من 260 شخصًا وجُرح أكثر من 1,630 آخرين منذ بدء القتال قبل ستة أسابيع، وكان بينهم نساء وأطفال. لا نعلم إذا كانت المستشفيات تُستهدف بصورة متعمَّدة، ولكن حمايتها تبقى ضرورة حتمية ويجب احترامها. المدنيون محاصرون ولا يستطيعون المغادرة. وتجب حمايتهم وضمان قدرتهم على تلقي العلاج إذا دعت الحاجة إليه».
وتابع لاشاريتيه «هذه المرة الثانية التي يتضرر فيها المستشفى السعودي منذ بدء القتال، والمرة الثامنة التي تتعرض فيها المستشفيات في المدينة للقصف خلال الأسابيع الستة الماضية. قبل أسبوعين، اضطرت وزارة الصحة إلى إغلاق مستشفى الجنوب بعد تعرضه لهجوم للمرة الخامسة».
وأكمل «وقبل ذلك، اضطر مستشفى الأطفال إلى الإغلاق بسبب الأضرار الناجمة عن غارة جوية للقوات المسلحة السودانية. نتيجة لهذه الأحداث، بات المستشفى السعودي المرفق الصحي الوحيد القادر على توفير الخدمات الجراحية ومعالجة الجرحى في المدينة، علمًا أنه كان مستشفى متخصصًا بالولادة سابقًا. والآن، أمسى إبقاء المستشفى في الخدمة مهددًا أيضًا».
وقال «نحن بحاجة ماسة إلى جلب المزيد من الإمدادات والطواقم للاستجابة لهذه الأزمة لكن القتال يحول دون تمكننا من ذلك. ندعو الأطراف المتحاربة إلى حماية المدنيين والمستشفيات وإتاحة الوصول الآمن إلى المنطقة لنتمكن من الاستمرار في تقديم المساعدة المنقذة للحياة للسكان في الفاشر ومخيم زمزم، حيث أزمة سوء التغذية كارثية، وعدد الأشخاص الذين فروا إليهما منذ بدء القتال غير معروف».