23 يوليو 2024 – توحد عشرات الصحفيين السودانيين في العاصمة الأوغندية كمبالا، الأحد قبل الماضي، حين انتخبوا أول رابطة لهم خارج السودان، في محاولة للنهوض مجددًا وحل قضاياهم من تحت رماد الحرب التي تمزق البلاد للشهر السادس عشر على التوالي.
وبعد اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023 اضطر عشرات الصحفيين إلى مغادرة البلاد إلى دول الجوار معظهم استقر في دول شرق إفريقيا وجمهورية مصر العربية، فيما فقد المئات وظائفهم.
وقال رئيس رابطة الصحفيين السودانيين في أوغندا، عز الدين أرباب، لـ«بيم ريبورتس» الثلاثاء، إن هدف الرابطة يتمثل في خلق أجسام قانونية لمساعدة الصحفيين في أماكن وجودهم بالمنفى، وتمكينهم من العودة إلى سوق العمل.
وأضاف أرباب لـ«بيم ريبورتس» أن رابطة الصحفيين في أوغندا ستركز على تدريب ورفع قدرات الصحفيين الموجودين هناك وفق متطلبات سوق العمل الصحفي، بالإضافة إلى البحث عن أفضل السبل لمساعدة أولئك الذين فقدوا وظائفهم وتأثروا بالحرب وتمكينهم من العودة للعمل.
تعزيز البناء النقابي
في السياق، اعتبر سكرتير نقابة الصحفيين السودانيين، محمد عبد العزيز، أن انتخاب رابطة للنقابة في دولة أوغندا خطوة ستعزز من عمليات البناء النقابي وتماسك الوسط الصحفي سواء في أوغندا بشكل خاص أو على مستوى الولايات والدول الأخرى.
وقال عبد العزيز في تصريح لـ«بيم ريبورتس»، إن الخطوة تؤكد على استمرار عملية البناء الديمقراطي داخل نقابة الصحفيين وتواصلها، مشيرًا إلى تطلعهم لبناء مزيد من الفرعيات والروابط داخل السودان وخارجه.
ورأى أن انتخاب فرعية للنقابة في أوغندا يوضح أن الصحفيين رغم اختلاف تصوراتهم ورؤاهم قادرين على إدارة اختلافاتهم بطريقة ديمقراطية، لافتًا إلى أنهم يتفقون في الأهداف الرئيسية والمصالح العليا للصحفيين السودانيين.
وأكد عبد العزيز أن نقابة الصحفيين لن تدخر جهدًا وستعمل مع الرابطة جنبًا إلى جنب من أجل إنجاحها وخدمة الوسط الصحفي و«إكمال المسيرة التي بدأتها في خدمة الصحفيين داخل السودان وخارجه».
وأشار سكرتير نقابة الصحفيين إلى أن دولة أوغندا تمثل ثاني أكبر دولة بعد مصر من حيث عدد الصحفيين اللاجئيين بها، موضحًا أنهم يواجهون ظروفًا صعبة وتحديات كبيرة.
ولفت إلى أن عدد الصحفيين الذين شاركوا في العملية الإجرائية بلغ حوالي 45 صحفيًا وصحفية، كما أشار إلى مشاركة صحفيين آخرين في العمليات التأسيسية، موضحًا أنه تمت مراقبة العملية الانتخابية للرابطة بواسطة محامين ومنظمات مجتمع مدني، بالإضافة الى نقابات وأجسام مهنية أخرى موجودة في أوغندا.
كما أكد أن اللجنة المشتركة للعملية الانتخابية كونت من صحفيين لديهم خبرة في مجال إدارة الانتخابات والعمليات الإجرائية وتم التوافق عليهم، بالإضافة إلى محامين ولجنة استئناف وطعون ولجنة لمراقبة العملية الانتخابية ككل.
تحديات غير مسبوقة للصحافة
وقال سكرتير نقابة الصحفيين، محمد عبد العزيز، إن الصحفيين والمؤسسات الإعلامية ظلوا يواجهون تحديات غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب، مضيفًا «جزء من التحديات يتصل بطبيعة الصراع، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والإصابات والاحتجاز خارج الأطر القانونية وغيرها».
وأوضح أن هناك عشرة من العاملين في مجال الصحافة قتلوا خلال الحرب سواء بشكل ممنهج أو من خلال آلة الحرب التي لا تميز من خلال القصف أو غيره بالإضافة للتهديدات المباشرة للصحفيين.
بالنسبة للأوضاع الاقتصادية لوسائل الإعلام، قال عبد العزيز إن 90 % من المؤسسات الإعلامية توقفت عن العمل بسبب الحرب، فيما فقد حوالي ألف صحفي وظائفهم.
ولفت إلى النقابة تسعى لمساعدة الصحفيين من خلال شراكات مع منظمات ومؤسسات تحرص على حماية ودعم الصحفيين، خاصة وأن اشتراكات العضوية غير منتظمة وهي تمثل مصدر أساسي للنقابة.
مشاريع مهمة
وكشف عن من مشروعين مهمين، تعمل عليهما النقابة، هما مشروع «مشروع صندوق الطوارئ» الذي قال إنه يتضمن دعم الصحفيين في حالات الأوضاع الصحية الحرجة أو عمليات الإجلاء للأشخاص في المناطق الخطرة، أو حتى عملية مساعدة الصحفيين لأنه بعضهم استعصت عليه لقمة العيش.
أما المشروع الثاني، بحسب عبد العزيز، فهو «استراتيجية عمل» تعمل عليها النقابة مع عدد من الشركاء والخبراء، موضحًا أن مهمتها الأساسية هي حماية الصحفيين وتعزيز أمنهم وسلامتهم، بما في ذلك السلامة الجسدية والرقمية وعمليات الحماية والمناصرة.
كما تشمل أيضًا تأمين آليات تقاضي وملاحقة ومعاقبة لكل الأشخاص الذين تورطوا في جرائم ممنهجة تجاه الصحفيين والمؤسسات باعتبارها إحدى الجرائم والانتهاكات الكبيرة التي قال إنها جرائم حرب.
والأحد قبل الماضي، انتخبت عضوية نقابة الصحفيين السودانيين في العاصمة الأوغندية كمبالا، عز الدين أرباب، رئيساً لرابطة الصحفيين في أوغندا، بالإضافة إلى 8 أعضاء آخرين بينهم 4 صحفيات لعضوية المكتب التنفيذي للرابطة.
وفي أواخر أغسطس 2022، انتخب 659 صحفيًا من داخل وخارج السودان نقابة الصحفيين للمرة الأولى منذ 3 عقود من جملة 1250 ناخبًا مسجلًا يحق لهم التصويت.