2 أغسطس 2024 – أعلنت لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الخميس، أن المجاعة تفشت في أجزاء من ولاية شمال دارفور لا سيما مخيم زمزم للنازحين، مشيرة إلى استمرارها طوال الشهرين المقبلين وفقًا لتقرير جديد معني بانعدام الأمن الغذائي العالمي.
ومنذ العاشر من مايو الماضي تشهد مدينة الفاشر اشتباكات متواصلة بين الجيش والحركات المسلحة الموالية له ضد الدعم السريع، وتحاصر الأخيرة المدينة فيما تستمر في القصف العشوائي على الأحياء والمستشفيات والأعيان المدينة مما خلف أوضاعاً إنسانية مأساوية.
وذكرت لجنة مراجعة المجاعة – تضم وكالات الأمم المتحدة وشركاء إقليمين ومنظمات إغاثة- أن الصراع المتصاعد منذ 15 شهراً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أعاق بشدة وصول المساعدات الإنسانية مما دفع بمخيم زمزم إلى براثن المجاعة.
ويعتبر التقرير إعلان للمجاعة لأول مرة في العالم منذ سبع سنوات بمعسكر زمزم في شمال دارفور والثالثة في العالم خلال عشرين عاماً، وتصنف المنظمة انعدام الأمن الغذائي إلى خمس مراحل والمجاعة هي المرحلة الخامسة من التصنيف.
في السياق، قالت سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة، ليندا غرينفيلد، إن الإعلان عن المجاعة “يؤكد ما كنا نعرفه بالفعل، الناس يموتون ويموتون في السودان من الجوع”.
وأضافت “ومع ذلك وعلى الرغم من توفر المساعدات الإنسانية اختارت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع السماح للشعب السوداني بالتجويع مما أدى إلى عرقلة الممرات الإنسانية بشكل منهجي”.
وشددت المسؤولة الأمريكية على أنه يجب على الطرفين إزالة الحواجز أمام المساعدات والسماح للغذاء والماء والدواء التي تشتد الحاجة اليها بالتدفق بحرية عبر الحدود وخطوط الصراع.
فيما أرجع تقرير اللجنة المحركات الرئيسية للمجاعة في مخيم زمزم إلى الصراع وعدم وصول المساعدات الإنسانية مشيراً إلى أن كلاهما يمكن تصحيحه فوراً بالإرادة السياسية اللازمة.
وذكر التقرير أن النازحين بمخيمات شمال دارفور يواجهون واقعاً قاسياً يتمثل في شح الخدمات الأساسية أو انعدامها مما يزيد حجم المعاناة،ووضح أن حجم الدمار الذي أحدثه تصاعد العنف في مدينة الفاشر عميق ومروع.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد حث في منشور أمس على السماح للشاحنات بالمرور الآمن والوصول غير المقيد إلى مناطق الجوع لإنقاذ الأرواح، وقال “لم يفت الأوان بعد لمنع انتشار المجاعة إلى أجزاء أخرى من البلاد “.
في الأثناء قالت منظمة Plan International إن الإعلان يؤكد ما كانت تخشاه منذ شهور قائلة “بعد معاناتهم من وطأة الصراع لأكثر من عام فإن أطفال السودان يموتون الآن بسبب الجوع”.
توصيات و توقعات
وأوصى التقرير باستكشاف جميع الوسائل الممكنة للحد من الصراع أو حله بين الأطراف المعنية في السودان.
وأوضح أن وقع الأعمال العدائية بالتزامن مع الاستعادة المستدامة للوصول الإنساني أمر ضروري للتخفيف من تدهور الأمن الغذائي والتغذية والصحة الذي يواجهه سكان الفاشر وأنحاء مختلفة من السودان.
وتضمن التقرير أحدث التقييمات المتعلقة بالجوع في السودان مع تحذيرات سابقة من حدوث مجاعة وشيكة في وقت سابق من هذا العام،وحذر من أن الوضع قد يزداد سوءا بسبب استمرار عدم الحصول على الغذاء.