7 أغسطس 2024 – دعت دولة الإمارات العربية المتحدة، مجلس الأمن الدولي، إلى منح الوكالات الإنسانية تفويضاً للوصول إلى المحتاجين سواء عبر خطوط النزاع أو عن طريق الحدود إن اقتضى الأمر لمواجهة الوضع الكارثي في السودان.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان مساء الثلاثاء، إن هذا «الإجراء الحاسم» من جانب المجلس ضروري لتنسيق الجهود الدولية.
والخميس الماضي أعلنت لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي عن تفشي المجاعة في ولاية شمال دارفور ومعسكر زمزم على وجه الخصوص،مشيرة إلى استمرارها طوال الشهرين المقبلين.
لكن مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس، شكك أمس في وجود مجاعة في البلاد وقال إنه لم يتم اعتبار المعايير الكافية لإعلان المجاعة.
وأدانت دولة الإمارات العربية المتحدةفي البيان «بشكل قاطع» استخدام المجاعة كسلاح في الحرب معربة عن قلقها إزاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان وانعدام الأمن الغذائي الشديد الذي يؤثر على أكثر من 25 مليون مواطن سوداني.
وقال البيان الإماراتي إن أبو ظبي تشعر بالقلق عقب إعلان المجاعة في أجزاء من شمال دارفور خاصة في مخيم زمزم، واحتمال حدوث مجاعة في مخيمي أبو شوك والسلام والولايات السودانية التسع الأخرى التي يعيش سكانها في ظل مستويات جوع كارثية.
وأكد البيان أن الأزمة الإنسانية في السودان تتطلب استجابة طارئة تساعد في تأمين وقف إطلاق النار وتيسير إيصال المساعدات الإنسانية بشكل سريع.
فيما رحبت بالاجتماع الذي عقده مجلس الأمن، أمس، والذي ركز على الضرورة الملحة لمواجهة حالة المجاعة في السودان، مشددة على أهمية أن يواصل المجتمع الدولي تركيزه على السودان.
وأشارت إلى أن الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة لا تزال عالقة على الحدود السودانية في الوقت الذي يعاني فيه الآلاف من الجوع في مخيم زمزم.
ودعت طرفي النزاع في السودان إلى ضرورة رفع القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية وتمكين المنظمات الإنسانية من ممارسة عملها في أمان ودون خوف من التعرض لأي هجمات.
ونوهت إلى أن «التطورات المروعة» التي تحدث على الأرض تتطلب زيادة عاجلة في حجم المساعدات الإنسانية التي يتم إيصالها عن طريق الحدود عبر خطوط النزاع من أجل انقاذ الملايين من الأرواح، مشددة على أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يسمح باستخدام الشعب السوداني كـ«ورقة» مساومة سياسية.
محادثات وقف إطلاق النار
من ناحية أخرى، أشادت أبو ظبي بجهود الولايات المتحدة في تنظيم محادثات وقف إطلاق النار المقبلة في جنيف وبجهود المملكة العربية السعودية وسويسرا.
وأوضحت أنها ستواصل دعم كافة الجهود الدبلوماسية الجارية التي تهدف إلى التوصل لحل سلمي لهذا الصراع مجددة دعوتها إلى الأطراف المتحاربة بالموافقة على وقف إطلاق نار فوري ودائم والسماح بمرور المساعدات الإنسانية.
وذكرت أنها ستظل شريكاً إنسانيا للسودان، مشيرة إلى أنها قد خصصت 70 مليون دولار أمريكي لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة في السودان من خلال وكالات الأمم المتحدة والمنظمات، بالإضافة إلى مبلغ 30 مليون دولار أمريكي للدول الإقليمية من أجل دعم اللاجئين السودانيين في دول الجوار.
وفي منتصف يوليو الماضي دعت الإمارات العربية المتحدة في بيان مشترك مع 14 دولة عربية وإفريقية الجهات الأجنبية بالتوقف تقديم الدعم المسلح أو المواد للأطراف المتحاربة والامتناع عن أي عمل من شأنه أن يزيد التوترات ويؤجج الصراع، في وقت تلاحقها فيه اتهامات أممية ومحلية من السلطات السودانية بدعم قوات الدعم السريع بالسلاح.
أيضًا، أعربت أبو ظبي عن قلقها إزاء تداعيات إطالة أمد الصراع على السودان ودول الجوار وتفاقم الأزمة الإنسانية والعواقب المأساوية التي يخلفها النزاع على الشعب السوداني، وحثت المجتمع الدولي على زيادة مساعداته الإنسانية ودعم توصيات التصنيف المتكامل لمرحلة الأمن الغذائي.
ومن المنتظر أن تشارك الإمارات العربية المتحدة في محادثات سلام محتملة بين طرفي الحرب في السودان بسويسرا بصفة مراقب في الرابع عشر من أغسطس الحالي.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرللو، قد قال الأحد إن لديهم تحقيقات لمعرفة دور الإمارات في حرب السودان، مضيفًا «المهم هو تحويل دور الإمارات السلبي لدور إيجابي».