12 أغسطس 2024 – شدد قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الاثنين، أن السودان لن يشارك في أي مبادرة تفتقد «العناصر الأساسية» التي نص عليها إعلان جدة الموقع بين الجيش والدعم السريع في 11 مايو 2023. كما رفض «مشاركة أي دولة شاركت في العدوان على السودان في جهود الوساطة».
وأضاف البرهان خلال لقائه الرئيس الرواندي بول كاغامي، بحسب ما ذكرت وكالة السودان للأنباء سونا، اليوم، أن العناصر الرئيسية لإعلان جدة تتمثل في خروج قوات الدعم السريع من الأعيان المدنية ومنازل المواطنين.
والأحد وصل البرهان إلى رواندا للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس بول كاغامي، قبل أن يسافر اليوم إلى أنغولا بحسب الصفحة الرسمية للقوات المسلحة على فيسبوك.
وتأتي تصريحات البرهان قبل يومين من انطلاق محادثات جنيف وفي أعقاب 4 شروط وضعتها الحكومة السودانية للمشاركة وسط موجة انتقادات للجيش من القوى السياسية لعدم الموافقة على الذهاب.
ونقلت سونا عن القائم بأعمال السفارة السودانية في رواندا، خالد موسى، أن البرهان أطلع كاغامي على «تعاطي حكومة السودان مع كل المبادرات التي تحفظ سيادة السودان وسلامة أراضيه»، مؤكدًا أن بلاده منفتحة على جميع المبادرات التي تخدم قضية الشعب السوداني وتحقيق تطلعاته في السلام والاستقرار.
وقال إن البرهان نقل لكاغامي تطورات الأوضاع في السودان خاصة «العدوان الذي يتعرض له من بعض الدول والمرتزقة والتمرد» الذي قادته الدعم السريع وقصفها للمدن والمستشفيات وتدميرها للبنى التحتية واستهدافها الممنهج للمدنيين.
محادثات مع وزير الخارجية المصري
من ناحية أخرى، أوضح موسى، أن البرهان التقى أيضًا وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق على مسار ثنائي مشترك للتأكيد على سيادة السودان ودعم مؤسساته الوطنية. بجانب التفاهم أيضًا على تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لدعم قضية السودان وإنجاح مبادرات السلام.
ولفت إلى أن اللقاء تطرق كذلك للعلاقات الثنائية بين البلدين والتحديات التي تواجه السودانيين في مصر، لافتًا إلى الجانب المصري وعد بتذليل كافة العقبات التي تواجه الوجود السوداني بمصر.
ومنذ اندلاع الحرب في البلاد في الخامس عشر من أبريل 2023 فر إلى مصر مئات آلاف السودانيين.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أعلنت في يوليو الماضي أن عدد اللاجئين السودانيين المسجلين في مصر تجاوز 402 ألف لاجئ.
وفي يونيو الماضي، أصدرت الحكومة المصرية قرارات تجاه الأجانب المقيمين في أراضيها تطالبهم فيها بتوفيق أوضاعهم وتقنينها حتى تاريخ 30 سبتمبر المقبل.
وتلاحق الحكومة المصرية اتهامات بارتكابها انتهاكات عديدة بحق طالبي اللجوء السودانيين على أراضيها تشمل الاعتقال التعسفي واحتجاز وترحيل السودانيين من بينهم لاجئين مسجلين لدى المفوضية.
وكانت منظمة العفو الدولية قد كشفت في تقرير لها يونيو الماضي عن تنفيذ السلطات المصرية عمليات اعتقال تعسفي وإعادة قسرية للاجئين السودانيين في مصر والترحيل غير القانوني لهم إلى السودان.
وفي 13 يونيو الماضي أبعدت السلطات المصرية 721 سودانياً بينهم أطفال إلى معبر أرقين الحدودي بين البلدين لدخولهم أراضيها بطرق غير شرعية وفق ما أوردت سونا.