13 أغسطس 2024 – انتقد القيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، خالد عمر، الثلاثاء، موقف الجيش السوداني من مفاوضات جنيف، معتبرًا أن الخطاب الإعلامي للمؤسسة العسكرية استند إلى حجج متناقضة وغير مقنعة.
في وقت أعلن المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرللو، الثلاثاء، أن محادثات جنيف ستبدأ غدًا، وقال «نحن جميعًا هنا بسبب ما يحدث في السودان. نحن نقف إلى جانب الشعب السوداني ونلتزم بدعمه خلال هذه الأزمة بكل جهد ينقذ الأرواح».
وقال عمر في منشور على حسابه بمنصة فيسبوك إن مطالب الجيش السوداني بالاعتراف به كحكومة شرعية يتناقض مع تمسكه بإعلان جدة الذي وقعه بصفة الجيش السوداني وليس كحكومة.
ولفت إلى أن الجيش السوداني يبرر موقفه بمطالبته بتنفيذ «إعلان جدة»، رغم أنه كان قد انسحب من هذا المسار سابقًا.
وأضاف أن الطرفين، الجيش السوداني والدعم السريع، يتحملان مسؤولية خرق الاتفاقيات السابقة، حيث خرق الجيش الإعلان بقصفه الأعيان المدنية، بينما يخرق الدعم السريع نفس الإعلان بوجوده داخل هذه الأعيان.
وفيما يتعلق برفض الجيش مشاركة الإمارات في محادثات جنيف بصفة مراقب، أكد أن أن هذا الأمر يثير التساؤلات خاصةً أنه كان قد قبلها كوسيط في مباحثات المنامة ووقع إعلان المنامة بوساطتها.
وتناول القيادي بـ«تقدم» ما قال إنها الأسباب الحقيقية وراء رفض الجيش السوداني المشاركة في مبادرات السلام، مشيرًا إلى وجود ثلاثة أطراف داخل معسكر الجيش تعرقل محاولات إنهاء الحرب، وفق قوله.
وبحسب عمر، فهي المركز الأمني العسكري للحركة الإسلامية الذي قال إنه يسيطر على الأجهزة الأمنية والعسكرية ويسعى لتحقيق أهدافه السلطوية من خلال استمرار الحرب.
أما الطرف الثاني وفق ما أشار فهي الحركات المسلحة التي تقاتل بجانب الجيش والتي قال إنها تسعى لبناء قوتها العسكرية والمالية في ظل الفوضى.
والطرف الثالث، بحسب عمر، هو قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان نفسه، الذي رأى أنه يسعى للحصول على شرعية في ظل هذه الفوضى، معتمدًا على التناقضات بين القوى المسلحة.
وشدد على أن الحل الوحيد لإنهاء هذه المأساة يكمن في تبني المسار السلمي التفاوضي، لافتًا إلى أن مفاوضات جنيف تمثل فرصة ذهبية لتحقيق السلام.
ودعا إلى توحيد موقف داخلي وخارجي واسع للضغط على الجيش السوداني للجلوس إلى طاولة المفاوضات والاستجابة للضغوط الدولية والإقليمية لتحقيق وقف فوري للعدائيات وفتح مسارات توصيل المساعدات الإنسانية.
كما دعا عمر إلى توحيد الجهود الشعبية في السودان لمناهضة الحرب ودعم السلام، مؤكداً أن هذا هو واجب الساعة لإنهاء الكارثة التي تعيشها البلاد.