Day: August 26, 2024

عشرات الضحايا والمفقودين والمصابين في قرى أربعات وطوكر شرقي السودان

26 أغسطس 2024 – تتوالى مأساة عشرات القرى المتناثرة حوالي سد خور أربعات لليوم الثالث على التوالي جراء انهياره كليًا مما أدى إلى مقتل وإصابة وغرق العشرات من السكان وتضرر الأراضي الزراعية.
في وقت غمرت السيول مدينة طوكر بشكل شبه كامل ما أدى مصرع وإصابة وفقدان العشرات.

وصباح السبت استيقظ سكان منطقة أربعات على جرف السيول للقرى والماشية وانهيار السد بشكل كلي فيما لم تتمكن فرق الإنقاذ التي أرسلتها شرطة الدفاع المدني من العثور على المواطنين المفقودين بسبب غزارة السيول ومحاصرة المياه للمنطقة.

ويعتبر خور أربعات والذي يبعد عن بورتسودان بنحو 25 كيلومترًا أحد مصادر المياه الرئيسية التي تغذي المدينة الساحلية.

وفي مدينة طوكر بولاية البحر الأحمر أيضًا لقي عشرات السكان مصرعهم كما انهارت مئات المنازل والمحال التجارية بعدما غمرت مياه نهر بركة والسيول المنطقة بشكل شبه كامل مع انقطاع شبكات الاتصال.

وقال موفد «بيم ريبورتس» إلى أربعات إن هناك عشرات لقوا مصرعهم ومثلهم من المفقودين والمصابين في قرى « اوقويكوان، تابوت والمهناب وكلسيب» من أصل ما يزيد عن 40 قرية بالمنطقة.

وأكد أن عدد الذين تم إسعافهم حتى اليوم بلغ 122 شخصًا، بجانب فقدان أكثر من 300 رأس من الماشية.

في وقت قال مواطنون من قرية كلسيب لـ«بيم ريبورتس» إن 3 أشخاص توفوا فيما ذكر آخرون من قرية هدل اويب إنهم سجلوا 4 وفيات بينما يوجد حوالي 60 معدن مفقود بالمنطقة.

مركز صحي وحيد متواضع في المنطقة

fينما قال مدير مركز صحي تكويلي وهو المركز الوحيد الذي يعمل في ظروف متواضعة في منطقة أربعات، مصطفى محمد عثمان اومكار، لـ«بيم ريبورتس» إنهم استقبلوا 30 حالة بينها كسور وجروح.

وأشار إلى أن المركز به سريران فقط لكن تتوفر فيه بعض معدات الطوارئ من مضادات حيوية ومحاليل وريدية وحقن.

وكانت وزارة الصحة الاتحادية قد قالت السبت إن عدد الضحايا في منطقة أربعات أربعة أشخاص فقط.

وأشارت إلى أن عددًا من الأسر ما زالت عالقة في الجانب الآخر من مجرى خور أربعات في وقت أكد فيه مواطنون محليون أن عدد الضحايا أكثر من ذلك بكثير.

وتشهد البحر الأحمر منذ نهاية يوليو الماضي أمطارًا غزيرة على غير العادة في الولاية.

ومن المتوقع أن تشهد مدينة بورتسودان والولاية ككل أزمة مياه حادة بسبب كون السد الذي تبلغ سعة بحيرته 25 مليون متر مكعب أحد مصادر المياه الرئيسية التي تغذي العاصمة الساحلية.

قوات «الدعم السريع» تمزق الحياة في توتي بعد 15 شهرا من تحويلها لثكنة عسكرية

 

26 أغسطس 2024 – بعد أكثر من عام على فرض قوات الدعم السريع سيطرتها على جزيرة توتي المنطقة المدنية الواقعة في قلب العاصمة السودانية الخرطوم لم تعد تعمل فيها إلا حوالي 10 محال تجارية ومركز صحي تخدم قلة من سكانها الذين ظلوا يعيشون هناك على مدى قرون محاطين بمياه النيل من كل اتجاه. 

 

تمزقت توتي منذ مايو من العام الماضي بحكم استبدادي مارسته قوات الدعم السريع على سكانها قتلا ونهبا واغتصابا وحصارا.

 

وقال ثلاثة مصادر من سكان توتي لـ«بيم ريبورتس»، إنه يوجد في الجزيرة حاليًا حوالي 10 محال تجارية تعمل، ثلاثة منها عند المحطة الرئيسية وأربعة بالقرب من المسجد الكبير وفي فريق فور (فرق الإمام) ومع ذلك توفر سلعًا بسيطة ويعاني أصحابها في إحضار المواد. إذ عليهم الذهاب عبر النيل إلى بحري لجلبها. 

 

وتشهد توتي بشكل مستمر عمليات نهب وسرقة للسكان حيث لم يسلم منزل من قوات الدعم السريع وتضييق على المواطنين وتنفيذ اعتقالات قسرية وفرض حظر التجوال الذي عُدلت مواعيده إلى الخامسة مساءً، بحسب المصادر.

تكايا مهددة بالتوقف

 

مثلها مثل بقية المناطق المدينة المتضررة من الحرب اتخذ سكان توتي من التكايا، أسلوبًا لتوزيع الطعام على أكبر قدر من الناس.

 

والتكايا هي نظام تكافل اجتماعي يتم فيه إعداد الطعام وتوزيعه بشكل جماعي مجانا وزادت الحاجة إليها مع حالة الجوع التي تسببت بها الحرب.

 

تم فتح التكايا في توتي منذ الأسبوع الأول للحرب بتبرعات المواطنين وكانت تقدم العدس والفول بدون خبز، ولاحقًا اعتمدت اعتمادًا كليًا على أبناء الجزيرة المقيمين خارج السودان في دعمها.

لكن قوات الدعم السريع لم تكتفِ بمضايقتهم أمنيًا فحسب بل أصبح أفرادها يشاركون المواطنين في الطعام بنهبه بالقوة، وقال المصادر الثلاثة لبيم ريبورتس إن التكايا مهددة بالإغلاق.

 

وأضافت المصادر أن قوات الدعم السريع نهبت مواد تموينية تم إنزالها من قبل الجيش منها دقيق الخبز ومن ثم قامت ببيعه للمواطنين بواقع ألفي جنيه سوداني للكيلوجرام.

 ومع استمرار حصارها على المنطقة تشددت قوات الدعم السريع في إعطاء تصريحات للخروج من توتي لشراء المؤن كما منعت خروج الأسر حتى بمبالغ مالية.

مركز صحي وحيد

يوجد في جزيرة توتي مركز صحي واحد يعمل في ظل ظروف عصيبة منذ بداية الحصار. 

وبحسب المصادر، فإن الوضع في المركز الصحي مترد وسط شح في الأدوية بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء المستمر وهو ما أدى إلى تشغيله بالطاقة الشمسية لكنها لا تكفي حاجة كل المركز.

 في وقت يوجد معمل الفحوصات خارج المركز وكان يعمل به طبيب مختبرات يتبع للدعم السريع عمل فيه لمدة سبعة أشهر ثم غادر. 

يُشار إلى أن القابلة الوحيدة التي كانت تعمل بالمركز توفت ولا توجد به طبيبة نساء وتوليد، في الوقت الحالي.

 

 ووفق المصادر، فإن عدد الأسر التي نزحت من توتي بصعوبة بسبب الأحداث 209 أسرة بينما يبلغ عدد المعتقلين في سجون الدعم السريع بسوبا والرياض 30 شخصًا بالخرطوم توفي منهم ما يزيد عن خمسة.

 في وقت لا تزال مئات الأسر التي فضلت البقاء في توتي تعايش أوضاعًا أمنية ومعيشية صعبة، بينما تواصل الدعم السريع استباحة الجزيرة. 

 

ويوم السبت قبل الماضي أشار بيان صادر عن أبناء جزيرة توتي بالخارج عن تواتر أنباء لهم تفيد بمقتل ستة من أبناء المنطقة كانوا محتجزين قسريًا في معتقلات الدعم السريع ، كما أشار البيان إلى اختطافها 25 شخصًا منهم مرضى وكبار سن بحاجة للرعاية الصحية.

 

ومنذ الأيام الأولى للحرب تحاصر قوات الدعم السريع المواطنين وتمنع الدخول والخروج من الجزيرة بعد سيطرتها على جسر توتي الأمر الذي خلف أوضاعًا إنسانية صعبةً وشح المواد التموينية والخدمات الطبية وتوفر الأغذية للسكان بل ووصل الأمر إلى صعوبة دفن الموتى.

 

وبتاريخ 31 مايو العام الماضي قالت مجموعة محامو الطوارئ إن الدعم السريع تحاصر الجزيرة لليوم الثامن على التوالي من خلال إغلاق جسر توتي بالإضافة إلى إطلاق النار على كل من يقترب من ضفاف النيل محاولاً الخروج من المدينة.

 

أيضاً ذكر البيان أن القوات أطلقت النار على أحد عمال الكمائن مما أدى إلى وفاته كما منعوا دفن الموتى في مقابر حلة حمد واضطر الأهالي إلى دفن موتاهم في الجزيرة بالإضافة إلى منعها خروج الحالات المرضية الحرجة والوصول للمستشفى.

بداية الحصار

في الأول من مايو 2023 تم دخول أول قوة للدعم السريع الجزيرة ومنع المواطنين من الخروج وبعد استيلاء الدعم على الجزيرة بأربعة أيام بدأت بوادر شح المواد التموينية بما فيها ملح الطعام، لكن سكان المنطقة كانوا يدبرون أمورهم بالخروج  بالمراكب إلى بحري، أيضاً تشهد المنطقة انقطاع الكهرباء والمياه منذ مايو 2023.  

 

مع اشتداد الحصار على الجزيرة وتقييد الدعم السريع حركة مرور المواطنين والسلع الاستهلاكية والأدوية، لجأ السكان إلى التحرك بقوارب إيجارها 5 آلاف عن طريق النيل إلى حلة حمد والصبابي وحلة خوجلي بعد دفع مبلغ 1200 أو 1800 للأسرة الواحدة بتصريح من قائد الدعم السريع في توتي.

 

ولاستجلاب المؤن الغذائية إلى المنطقة المنكوبة منذ بدايات الحرب يدفع تجار توتي مبالغ كبيرة لأخذ تصريح من الدعم السريع ليوفر لهم عربة كبيرة (دفار) توصلهم إلى السوق المركزي جنوبي الخرطوم.

وفيات واغتصاب

مع استمرار الحصار يوماً عن يوم، سجلت الجزيرة عددًا من الوفيات بسبب ضعف الخدمات وانعدام الأمن، حيث أشارت هيئة محامي الطوارئ مطلع أكتوبر العام الماضي إلى تلقيها شكاوى عن وفاة مواطنين قائلة: “الحصار أدى إلى تجويع مواطني الجزيرة ووفاة البعض نتيجة انعدام الرعاية الصحية ونقص الدواء والغذاء وتلقينا شكاوى أكدت وفاة ثلاثة مواطنيين بينهم طفلة مصابة بالسكري ولم تحصل على جرعة الأنسولين.

 

“إن أهل الجزيرة صبروا على نهب ممتلكاتهم وسياراتهم والتضييق لكن الأمر تجاوز الحدود عندما وصل لانتهاك الأعراض والحرمات ولا ينبغي السكوت عليه”، قال إمام مسجد توتي خلال خطبة صلاة عيد الفطر الماضي في أعقاب قيام أفراد من الدعم السريع باغتصاب  فتاة تحت تهديد السلاح في التاسع من أبريل الماضي.

 

واعتدت الدعم السريع على المواطنين السلميين الذين تجمعوا في مسجد توتي للاحتجاج على الحادثة والتطورات الخطيرة لقوات الدعم السريع بحقهم مما تسبب في مقتل طفل وإصابة 6 آخرين.

 

واستمرت الأوضاع كما هي في توتي حتى لحظة استعادة الجيش السوداني مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان بعد نحو 11 شهراً من القتال، حيث كثفت الدعم السريع بعدها عملياتها في توتي وفق ناجين من الجزيرة تحدثت معهم بيم ريبورتس ونفذت اعتقالات كثيرة وبلغ عدد المتوفين جراء الحصار وانعدام الرعاية الصحية  حوالي 100 شخص.

 

وتقع جزيرة توتي عند نقطة التقاء نهري النيل الأزرق والأبيض في العاصمة الخرطوم وتحيط بها  مدن العاصمة الثلاث وتبلغ مساحتها تسعمائة وخمسين فدانًا وتشتهر بجمال الطبيعة الخلاب وتتميز بشواطئها ذات الرمال البيضاء.

ما حقيقة تصريح «المبعوث الأمريكي» عن عزم تحالف «متحدون» على حظر الطيران الحربي في دارفور؟

ما حقيقة تصريح «المبعوث الأمريكي» عن عزم تحالف «متحدون» على حظر الطيران الحربي في دارفور؟

تداولت حسابات على منصة «فيسبوك» تصريحًا منسوبًا إلى المبعوث الأمريكي إلى السودان «توم بيرييلو» يقول فيه إن «تحالف متحدون» -وهو تحالف تشكل في أعقاب «محادثات جنيف» لإنهاء الحرب في السودان، ويضم الولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا والسعودية والإمارات ومصر، بالإضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة «إيقاد»- قرر فرض حظر للطيران الحربي في مناطق دارفور، لإيصال المساعدات الإنسانية عبر مطارات «زالنجي» و«نيالا» و«الجنينة».

 

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي: 

«عااااااااااجل

المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو.

تحالف متحدون الدولي سوف نعمل منطقة حظر للطيران الحربي في مناطق دارفور لتشغيل المطارات هناك لإيصال المساعدات الإنسانية عبر مطارات زالنجي نيالا الجنينة» .

الصفحات التي تداولت الادعاء :

 

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى فريق «مرصد بيم» بحثًا في الحسابين الرسميين لـ«بيرييلو» على كلٍّ «فيسبوك» و«إكس»، ولم يجد ما يدعم صحة الادعاء.

 

ولمزيدٍ من التحقق، أجرى «مرصد بيم» بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، للتحقق مما إن كان «بيرييلو» قد أدلى بالتصريح في أيّ مقابلة إعلامية، لكن البحث لم يُسفر عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء موضع التحقق.

الخلاصة:

التصريح مفبرك؛ إذ أنه لم يرِد في الحسابات الرسمية للمبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان «توم بيرييلو»، على منصتي «فيسبوك» و«إكس»، كما أنّ البحث بالكلمات المفتاحية لم يُسفر عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.