Day: August 28, 2024

«مرصد بيم» يكشف عن منصة باسم «ملفات عربية» تمارس التضليل ضد الجيش السوداني

مع تزايد الاعتماد على وسائل الإعلام الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي، كمصدر أساسي للمعلومات، تتفاقم مشكلة الانتشار السريع للمعلومات غير الدقيقة أو المضللة، مما يساهم في تشويه الحقائق وإرباك الجمهور، ويؤدي -في المحصلة- إلى تأثيرات سلبية في عملية صنع القرار وإدراك الجمهور للقضايا المهمة.

تعد الحروب والنزاعات المسلحة بيئة خصبة لانتشار الشائعات والمعلومات المضللة التي تهدف إلى التأثير في الرأي العام، أو ما يعرف بـ«التضليل الحربي» أو «الدعاية الحربية». ومنذ اندلاع النزاع في السودان في أبريل 2023، نشطت حملات تضليل تعمل على نشر المحتوى المضلل وتداوله، للتشويش على الجمهور وخداعه. وعمل فريق «مرصد بيم»، عبر مجموعة من التقارير، على رصد هذه الحملات الممنهجة وكشفها للجمهور.

في هذا السياق، لاحظ فريق «مرصد بيم» نشاطًا مريبًا لمنصة إخبارية إلكترونية تنشط في نشر معلومات غير دقيقة ومضللة أحيانًا عن الأوضاع في السودان، مستندةً إلى مصادر غير موثوقة، مما خلق حالةً من الضبابية حول ما تقدمه من محتوى. ويعرض هذا التقرير تحليلًا معمقًا لهذه المنصة وأهدافها والمصادر التي استعانت بها، بالإضافة إلى مدى توافق منهجها مع الدعاية الحربية لأحد طرفي  النزاع.

تبرز منصة «ملفات عربية» التي تملك حسابات على منصتي «إكس» و«فيسبوك» كمصدر لافت للانتباه بما تنشره من محتوى يتعلق بالدول العربية. ومنذ إنشائها في مايو 2020، اتخذت منصة «ملفات عربية»، عبر حسابها على «إكس» تحديدًا، منحًى تضليليًا في تناول الأحداث الجارية في السودان، إذ سلطت الضوء على الحرب المستعرة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» مع التركيز على مهاجمة أحد طرفي النزاع دون الآخر.

تحليل الحسابات:

لاحظ «مرصد بيم» تعدد حسابات منصة «ملفات عربية» على شبكة الإنترنت، مما يُظهر إستراتيجية متنوعة الأساليب للوصول إلى الجمهور، بدءًا من موقعها الإلكتروني الذي يقدم محتوًى مركزيًا بشأن أنشطة المنصة، ويمكِن للجمهور العثور على مقالات عن مواضيع مختلفة تتعلق بالعالم العربي على الموقع.

أما على منصة «إكس» (المعروفة سابقًا باسم «تويتر»)، فنجد أن  حساب «ملفات عربية» ظل نشطًا مع متابعين يبلغ عددهم نحو (33.5) ألف متابع. ونشر الحساب نحو (14.4) ألف تغريدة، بمعدل نشر يومي، منذ انضمامه إلى المنصة في مايو 2020. وصاحبَ هذا النشاط المكثف تفاعل مع الأحداث الجارية في السودان بطريقة مضللة، وهو ما يسعى هذا التقرير إلى كشفه. 

أما في منصة «فيسبوك» فيتابع حساب «ملفات عربية» متابعون أقلّ مقارنةً بمنصة «إكس»، إذ يبلغ عددهم (8.5) ألف متابع. وانضم الحساب إلى «فيسبوك» في يونيو 2020. والمثير للاهتمام هو أنّ اسم الحساب تغيّر مرتين في العام نفسه، مع العلم بأن الحساب غير نشط منذ 2020.

وفي منصة «يوتيوب»، يركز حساب «ملفات عربية» على إنتاج مقاطع فيديو لنشرها على المنصات الأخرى. ويحظى الحساب بـ(2.92) ألف مشترك مع (4.9) ألف فيديو، فيما بلغ عدد مشاهداته أكثر من (933) ألف مشاهدة.

ومن تحليل «مرصد بيم» لطبيعة حسابات منصة «ملفات عربية» ومدى انتشارها، يتضح أنّ المنصة تحاول الاستفادة من تنوع الوسائط الاجتماعية للوصول إلى جمهور واسع مع التركيز على التفاعل السريع والمحتوى المتنوع.

تحليل الخطاب:

من خلال متابعة دقيقة لنشاط حسابات «ملفات عربية» منذ أبريل المنصرم وحتى أواخر مايو 2024، لا سيما حسابها على «إكس»، اتضح لفريق بيم أن منصة «ملفات عربية» تركز، بدرجة كبيرة، على نشر محتوى يهاجم الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه. ويعتمد حساب المنصة، اعتمادًا ملحوظًا، على نشر تقارير مصوّرة معدّة بعناية لتأليب الرأي العام على الجيش السوداني وتقويض الثقة فيه، إذ تحاول هذه التقارير أن تصوّر الجيش السوداني كقوة تأتمر بأوامر الحركة الإسلامية السودانية ورئيسها «علي كرتي»، مما يساهم في تشكيل صورة سلبية عن الجيش لدى الرأي العام، تتوافق مع ادعاءات الطرف الآخر «قوات الدعم السريع»، وتعزز الاتهامات الموجهة إلى الجيش من خصومه بـ«التحيز إلى الإسلاميين والتطرف الديني».

ويكشف تحليل محتوى الحساب عن نمط معين في سرد الأحداث، إذ تحاول أن تعرض صورة سلبية عن الجيش السوداني، مع التركيز على إبراز دوره المزعوم في زعزعة الاستقرار وتبعيته لقادة الحركة الإسلامية. ويكشف هذا التوجه الإعلامي عن تحيزات معينة أو ارتباطات محتملة بجهات معادية للجيش السوداني. ويصيغ الحساب المعلومات التي يريد إيصالها إلى الجمهور، عبر مقاطع فيديو، مما يزيد من جاذبيتها للمتلقي ويعزز فرص انتشارها. كما لاحظ «فريق بيم» أن حساب «ملفات عربية» ينشر تلك السرديات دون ذكر أي أدلة واضحة تؤكد صحة الادعاءات التي ينشرها.

حركة الشباب الصومالية و جماعات أرهابية :

عمد حساب «ملفات عربية» على منصة «إكس» إلى نشر مقاطع فيديو تسرد، بطريقة شيقة، معلومات غير دقيقة وبلا أيّ دليل؛ ما يثير الريبة إزاء المحتوى. ووجد «فريق بيم» أن الحساب نشر مقطع فيديو زعم فيه أن الجيش، وباتفاق مسبق مع «علي كرتي»، استجلب مرتزقة صوماليين من «حركة الشباب الصومالية» للقتال في صفوفه في الحرب المشتعلة بينه وبين قوات «الدعم السريع». وسرد مقطع الفيديو مزاعم معلقة بلا دليل عن وجود مجموعات من «حركة الشباب الصومالية» المصنفة «جماعةً إرهابية» من دون ذكر أيّ أسانيد تعضد تلك السردية، وهو ما يقدح في صحة الادعاء.

وفي سياق متصل، واصل حساب «ملفات عربية» نشر محتوى غير دقيق ينسبه إلى مصادر يصفها بـ«المطلعة» من دون ذكر هذه المصادر أو تعريفها. ونشر الحساب في مايو الماضي مقطع فيديو زعم فيه وجود مخطط لتدمير البنى التحتية ممن أسماهم «جماعات إرهابية» قال إنها داخل الجيش السوداني. ويتضمن مقطع الفيديو بعض المنشورات في محاولة لتعضيد المزاعم الواردة فيه، إلا أن تلك المنشورات مأخوذة من حسابات معروفة بالتضليل لمصلحة قوات «الدعم السريع»، وعمل «مرصد بيم» على تفنيد بعض المعلومات المضللة التي استندت إليها المنصة في تقريرها، من قبل.

 

واصل حساب «ملفات عربية» في نشر معلومات متداولة عن وجود «جماعات إرهابية وتكفيرية» داخل الجيش السوداني، من دون تقديم أي دليل واضح يؤكد صحة هذا الادعاء، ما خلق حالةّ من الضبابية حول صحة هذه المعلومات أو دقتها. ونجد كذلك أنّ الحساب تناول، ضمنيًا، سردية تفوّق قوات «الدعم السريع» على الجيش، في ما تداوله عن استجلاب الجيش «مرتزقة أجانب» لسد تلك الفجوة وتحقيق التوازن.

وتجدر الإشارة في هذا السياق أيضًا إلى أن الحساب يستخدم مفردة «كيزان» لوصف المنتمين إلى الحركة الإسلامية، وهو لفظ يستخدم في السودان لتوصيف أفراد الحركة الإسلامية وعناصر نظام الرئيس المخلوع «عمر البشير» الذي أطاحت به ثورة شعبية اندلعت في أواخر العام 2018؛ وهو ما يبدو غريبًا بعض الشيء، فمن غير المعتاد أن تتناول منصات غير سودانية موضوعًا عن أعضاء الحركة الإسلامية بوصفهم «كيزان».

انقسامات داخل الجيش :

وفي سياق متصل أيضًا، واصل حساب «ملفات عربية» نشر مقاطع فيديو أخرى، من بينها مقطع فيديو حوى مزاعم بشأن انقسامات داخل الجيش وتسريبات عن احتمالية سقوط كلٍّ من الفاشر «عاصمة شمال دارفور» والأبيض «عاصمة شمال كردفان» في قبضة قوات «الدعم السريع»، من دون أن تسند هذه المزاعم بأيّ دليل أو تنسب تسريباتها المزعومة إلى أيّ مصدر موثوق، فقط مجرد سرد لما تداولته بعض الحسابات على منصة «إكس». ويُذكر أن مقطع الفيديو المذكور شاركته حسابات موالية لقوات «الدعم السريع».

ولاحظ فريق «مرصد بيم» أيضًا تشابهًا بين محتوى حساب «ملفات عربية» ومحتوى «شبكة مكونة من حسابات إماراتية إسرائيلية» كان المرصد قد نشر تقريرًا بشأنها في يونيو الماضي. ويتجلى أحد أوجه الشبه في الادعاءات المتعلقة بسيطرة من يصفهم الحساب بـ«الجماعات الإرهابية والتكفيرية»، مثل «الأخوان المسلمين» أو «القاعدة» و«داعش»، على الجيش السوداني دون ذكر أدلة واضحة تؤكد صحة هذا الادعاء.

أجندة أخرى :

 يعمل حساب «ملفات عربية» على نشر العديد من مقاطع الفيديو والتقارير حول جماعة «الإخوان المسلمين» وعرض سرديات على نوايا الجماعة فرض هيمنتها وسيطرتها على بعض البلدان كما يغطي الحساب بشكل مستمر مجريات الأحداث في إيران خصوصًا عقب التطورات الأخيرة واغتيال رئيس المكتب  السياسي « لحماس » «إسماعيل هنية »   كما يعمل الحساب على النشر بشكل مكثف عن جماعة « الحوثي»  وعن ما تفعله داخل اليمن بحق المواطنين وعلاقتها بإيران

حسابات داعمة:

لاحظ فريق «مرصد بيم» أيضًا أن حساب «ملفات عربية» على «إكس» مدعوم من مجموعة من الحسابات والصفحات المحسوبة على الآلة الدعائية لقوات «الدعم السريع»، ويتعامل حساب «ملفات عربية» مع بعض تلك الحسابات على أنها «مصادر موثوقة للمعلومات»، مثل حساب «الجنا الفقر» الذي يعد أحد أبرز الحسابات التي تعمل على التضليل الحربي لمصلحة قوات «الدعم السريع» على منصة «إكس». وهذا التشابه الملحوظ في المحتوى دفع بعض الحسابات الداعمة لقوات «الدعم السريع» إلى نشر المحتوى الذي تقدمه منصة «ملفات عربية» ومشاركته. ومن ضمن تلك الحسابات أيضًا  حساب «بشر تكيزو» الذي ينشط في الدعاية الحربية لـ«الدعم السريع»، وكذلك حسابات مثل «سيد السنوسي» و«على أحمد» و«Adil» وغيرها من الحسابات التي تشارك ما ينشره حساب «ملفات عربية». وليس واضحًا ما إن كان هناك تنسيق مسبق بين تلك الحسابات لنشر محتوى المنصة أم لا، ولكن من الواضح أن تلك الحسابات رأت في ما تنشره المنصة ما يدعم توجهها، لذا تعمل على إعادة نشره.

الخلاصة: 

بناءً على جهود «مرصد بيم» في متابعة منصة «ملفات عربية» وتحليل محتوى حساباتها، اتضح للمرصد أن المنصة تعمل على نشر معلومات مضللة بشأن وجود «جماعات إرهابية» داخل الجيش السوداني، من دون ذكر أسانيد واضحة وموثوقة تعضد ما تنشره من ادعاءات. كما تستمد المنصة معلوماتها، فيما يخص النزاع في السودان، من حسابات على منصة «إكس» عُرفت بنشر محتوى غير دقيق مع الدعاية والتضليل لمصلحة قوات «الدعم السريع». وتساهم المنصة، بما تقدمه من محتوى، في نشر المعلومات المضللة بشأن النزاع الذي يشهده السودان منذ أبريل من العام الماضي.

انهيار آلاف المنازل والمراحيض وتلف كبير في أشجار النخيل والفاكهة شمالي السودان

28 أغسطس 2024 – انهارت آلاف المنازل والمراحيض بالولاية الشمالية، شمالي السودان في أحدث موجة من السيول والأمطار الغزيرة التي ضربت أجزاء واسعة من المنطقة التي تقع تحت تأثير مناخ غير معتاد فيها، بالإضافة إلى تلف آلاف الأشجار المثمرة.

وقالت غرفة عمليات طوارئ الفيضانات والسيول بالولاية الشمالية، الأربعاء، إن الأمطار تسببت في انهيار 3039 منزلًا بمحليات ولاية الشمالية، وتضرر 9679 آخرين، بالإضافة إلى انهيار 2941 مرحاضًا.

وأمس أعلنت محلية مروي عن وفاة ثلاثة أشخاص بينهم إمرأتان وطفل، بينما علقت الدراسة في جميع المدارس بالولاية وألغيت الامتحانات التي كانت مقررة لكل المراحل بالتزامن مع سقوط أمطار غزيرة و اجتياح السيول لمناطق كثيرة بالولاية.

وأشارت الغرفة في تقرير، بحسب وكالة السودان للأنباء – سونا، إلى أن عدد الأسر المتأثرة في الولاية جراء السيول والأمطار التي اجتاحت المنطقة مؤخرًا، بلغ 13857 أسرة، فيما تلفت 8141 نخلة و996 شجرة فاكهة.

وأضاف التقرير البيان أن السيول والأمطار تسببت في أضرار بالغة أدت إلى انهيارات بعدد من المنازل بأجزاء من مناطق:«القرير، مساوي، أوسلي، فتنة، الحجير، المقل، كريمة والكاسنجر».

فيما قال المدير التنفيذي لمحلية دلقو، مدثر شرف الدين، في تصريح لسونا، إنهم يعملون على فتح المسار الجديد للطريق الرابط بين حلفا ودنقلا وبقية مناطق السودان في منطقة سبو بالكيلو 579، بجانب فتح مسار آخر في خور سبو.

كما أوضح أن العمل سيبدأ في إصلاح الطريق وفتح مساره بالكيلو 612 بالطريق الغربي الواصل بين دنقلا ومصر وبقية مناطق السودان.

ولفت إلى أن الطريق يعتبر من الطرق القارية ويشكل حلقة وصل بين المنطقة وجمهورية مصر، مؤكدًا أن العمل سيتواصل بالامكانيات المتاحة لعودة الحياة بالطريق.

في السياق، أوضح المدير التنفيذي بمحلية الدبة، محمد صابر محمد أحمد، أن العمل يتواصل في فتح الطرق المتضررة بالضفة الشرقية للمحلية بجانب فتح المسارات بالمناطق التي تحاصرها المياه في قرى جزيرة تنقسي.

وأكد أن المحلية بدأت في توظيف واستغلال كافة الإمكانيات المتاحة لتخفيف حدة الضرر ومعالجة الآثار السلبية للأمطار والسيول التي تعرضت لها المنطقة مؤخرا.

ومنذ نهاية يوليو الماضي تشهد ولايات عديدة بينها كسلا والبحر الأحمر والولاية الشمالية وشرق وغرب دارفور أمطارًا غزيرة وفيضانات وسيول مما ضاعف مأساة مئات آلاف السودانيين المتضررين في الأصل من الحرب التي تمزق البلاد منذ ستة عشر شهرًا.

برنامج الأغذية العالمي يحقق مع اثنين من كبار مسؤوليه في السودان

28 أغسطس 2024 – قال وكالة رويترز، الأربعاء، إن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، يحقق مع اثنين من كبار مسؤوليه في السودان بشأن اتهامات تتعلق بالاحتيال وإخفاء معلومات عن المانحين وفقًا لما أفاد به 11 مصدر مطلع على التحقيق.

وأكدت رويترز أن التحقيق الذي يُجريه مكتب المفتش العام لبرنامج الأغذية العالمي يركز على الاشتباه في أن كبار موظفي البرنامج في السودان قد ضللوا المانحين، بما في ذلك الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن طريق التقليل من شأن دور الجيش السوداني المزعوم في عرقلة إيصال المساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وأوضحت مصادر رويترز أن أحد المسؤولين الذين يشملهم التحقيق هو نائب مدير البرنامج في السودان، «خ. ع» والذي قالت إنه تم تكليفه الآن بـ«مهمة مؤقتة» خارج السودان، وهي خطوة تُعتبر عمليًا بمثابة تعليق عن العمل.

وأفاد شخصان مطلعان على التحقيق بأنه في إحدى الحالات في يونيو 2024، أخفى نائب مدير البرنامج في السودان عن المانحين أن السلطات المرتبطة بالجيش في بورتسودان رفضت منح الإذن لـ 15 شاحنة محملة بالمساعدات الحيوية للتوجه إلى نيالا في جنوب دارفور وهي منطقة تضم مجتمعات مهددة بالمجاعة وانتظرت الشاحنات لمدة سبعة أسابيع قبل أن يتم السماح لها بالمضي قدمًا.

بالإضافة إلى ذلك، يخضع مدير منطقة في برنامج الأغذية العالمي، «م.ع»، للتحقيق في ما يتعلق باختفاء أكثر من 200,000 لتر من وقود البرنامج في مدينة كوستي السودانية، ولم تتمكن رويترز من تأكيد ما إذا كان لا يزال في منصبه.

وعندما تواصلت رويترز مع «خ. ع» و«م.ع»، رفضا التعليق وأحالا الوكالة الإعلامية إلى مكتب الإعلام التابع للبرنامج.

وفي رد خطي على استفسارات رويترز، أكد برنامج الأغذية العالمي أن «الادعاءات المتعلقة بسوء السلوك الفردي في بعض جوانب عملياتنا في السودان» تخضع لمراجعة عاجلة من قبل مكتب المفتش العام، لكنه امتنع عن التعليق على طبيعة المخالفات المزعومة أو وضع الموظفين المحددين.

كذلك ذكرت رويترز أن بعض مسؤولي المساعدات أعربوا عن مخاوفهم من أن تصريحاتهم العلنية بشأن إلقاء اللوم قد تؤدي إلى طردهم من بورتسودان من قبل الجيش، مما قد يفقدهم الوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش والتي تعاني من حدة الجوع.

حوادث احتيال محتملة

فيما أفادت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، في بيان أنها أُخطرت من قبل البرنامج في 20 أغسطس بوجود «حوادث احتيال محتملة تؤثر على عمليات البرنامج في السودان». وأعربت الوكالة عن قلقها البالغ إزاء هذه الادعاءات وأكدت ضرورة التحقيق فيها بشكل شامل، مشيرةً إلى أنها أحالت القضية فورًا إلى مكتب المفتش العام الخاص بها.

وذكرت المصادر أن «خ. ع» تم ترقيته بسرعة غير معتادة داخل مكتب البرنامج في السودان، وكان له اتصالات رفيعة المستوى داخل الجيش السوداني، ويسيطر على منح تأشيرات الدخول لزملائه في البرنامج لدخول السودان، مما أتاح له الحد من الوصول إلى المناطق التي يديرها الجيش وتقليل الرقابة عليها، وفقًا لما ذكرته ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز.

ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة الاتهامات الموجهة ضد «خ. ع» أو تحديد الدافع المحتمل الذي قد يكون وراء تضليله للمانحين.

ورداً على استفسارات رويترز حول دور الجيش في أزمة الجوع، قال المتحدث باسم الجيش السوداني، نبيل عبد الله، إن الجيش يبذل كل ما في وسعه لتسهيل المساعدات «للتخفيف من معاناة شعبنا». في حين صرح متحدث باسم قوات الدعم السريع بأن التحقيق خطوة جيدة وينبغي أن يشمل جميع المساعدات الإنسانية.