8 سبتمبر 2024 – أعلنت غرفة طوارئ بحري شمالي العاصمة السودانية الخرطوم، الأحد، عن كارثة إنسانية وصحية تضرب المدينة الواقعة معظم أجزائها تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
وقالت غرفة الطوارئ في بيان صحفي، إن الوضع الصحي في المدينة تفجر ووصل إلى أقصى درجات التدهور في ظل غياب المؤسسات الصحية التابعة للدولة عن العمل في المناطق المحاصرة.
وأكد البيان أن بحري تشهد انقطاعًا كاملًا في سلاسل الإمداد الدوائي منذ ما يقارب العام ونصف العام، مما أدى إلى تفشي الأمراض المرتبطة بسوء التغذية والتلوث البيئي، بالإضافة إلى غياب المواد الغذائية الضرورية.
كذلك أشار البيان إلى أن المدينة تشهد انتشارًا واسعًا للأمراض مثل الإسهال المائي الحاد والكوليرا، بالإضافة إلى حالات متزايدة من التيفود والملاريا، وأمراض أخرى لم يتم التعرف عليها بعد نتيجة غياب أدوات الفحص وتوقف المستشفيات.
معاناة خاصة للنساء: مضاعفات بسبب وفيات الأجنة.. والتهابات خطيرة نتيجة انعدام الفوط الصحية
وبشأن الوضع الصحي للنساء، أكد البيان أنهن يعانين بشكل خاص في ظل غياب تام للإمدادات الأساسية مثل الفوط الصحية لفترات طويلة ما يؤدي إلى التهابات خطيرة قد تؤثر على القدرة الإنجابية وقد تصل إلى حالات وفاة في بعض الأحيان.
أيضًا أشار البيان إلى معاناة النساء الحوامل من انعدام الرعاية الصحية الكافية، لافتًا إلى تزايد حالات وفاة الأجنة نتيجة لغياب المتابعات الطبية وعدم معرفة الأمهات بذلك ما يسفر عن حالات تسمم خطيرة قد تكون مميتة.
كما أن غياب فيتامينات الحمل والتطعيمات الضرورية أسفر عن حالات تشوه الأجنة والإجهاض المتكرر ما يضع حياة الأمهات في خطر دائم، مضيفًا أن الظروف المحيطة بمضاعفات الولادة أصبحت كارثية في غياب المستشفيات، مع عدم توفر حقن الفصيلة الدموية الضرورية.
بالنسبة للأطفال الرضع أكد البيان أنهم يعانون من غياب التغذية المناسبة نتيجة عدم قدرة الأمهات المرضعات على الحصول على المواد الغذائية الأساسية، كما أن غياب الحليب الصناعي (الفورمولا) وعدم توفر مصادر الدخل لشراء الحليب اللازم للرضع يجعل الوضع أكثر حدة ما يزيد من احتمالات وفاة الرضع نتيجة سوء التغذية.
أيضًا لفت البيان إلى غياب التطعيمات الأساسية للأطفال مثل تطعيمات الحصبة والسل وأمراض أخرى ما أدى إلى ارتفاع حالات الإصابة بهذه الأمراض الخطيرة في المدينة، ما يهدد حياة الآلاف من الأطفال ويعزز من احتمالات انتشار أمراض خطيرة أخرى مثل السل والحصبة.
مسؤولية على عاتق الأمم المتحدة.. وضرورة فتح مسارات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية
وأكدت غرفة طوارئ بحري أن حجم الأزمة الصحية والإنسانية في المدينة بلغ مستويات غير مسبوقة، وذلك وفي ظل غياب تام لأي زيارة أو متابعة من قبل المسؤولين والعاملين في الأمم المتحدة للمدينة منذ تفجر الصراع في السودان في أبريل من العام الماضي.
وشدد البيان على أن هذا التجاهل المستمر للوضع المتدهور يضع المسؤولية المباشرة على عاتق الأمم المتحدة التي تمثل توافق المجتمع الدولي في الشأن الإنساني، موضحًا أن غياب الاستجابة المناسبة لهذه الأزمة يجعل المسؤولية تقع على كل من له صلة بتقديم الدعم الإنساني حيث تم تقييم حجم الكارثة مسبقًا والتحذير منها.
البيان أشار أيضًا إلى أن المجاعة تقترب من تهديد حياة السودانيين بشكل أكبر من أي وقت مضى، حيث أصبح الوضع في السودان أحد أكبر التهديدات الإنسانية على مستوى العالم، مضيفًا أن تجاهل هذه الأزمة يجعل المجاعة أقرب للسودانيين من أي مواطنين آخرين في العالم.
أيضًا شددت غرفة طوارئ بحري على ضرورة وضع المسارات الآمنة لإدخال المساعدات الإنسانية في أجندة أعمال ونقاشات جميع الجهات المهتمة بالشأن السوداني.
كما دعت لأن يكون هذا الأمر أولوية قصوى في كافة المناقشات والقرارات المتعلقة بالسودان مع ضرورة إشراك المبادرات المحلية في عمليات التوزيع وتقدير حجم المساعدات بما يتماشى مع واقع العمل في السودان في ظل هذه الظروف المعقدة.
عجز كامل
كما أعلنت غرفة طوارئ بحري عن عجزها الكامل للاستجابة للاحتياجات المتزايدة والملحة في ظل غياب التمويل الكافي المخصص للقطاع الصحي من الجهات المانحة المتعاونة مع الغرفة، مشيرة إلى وجود ارتفاع حاد في عدد الوفيات نتيجة هذه الأوضاع الكارثية.
ودعت الغرفة جميع المنظمات الدولية العاملة في القطاع الصحي وكذلك تلك المتخصصة في المجالات الإنسانية الأخرى، بالتدخل العاجل والفوري. كما دعت كافة أطراف النزاع وأجهزة الدولة ذات الصلة إلى تقديم الدعم والمساندة اللازمة للغرفة للاستجابة السريعة لهذه الأزمة الإنسانية.
أيضًا حثت الغرفة مدير منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة وهياكلها المختلفة بالتدخل العاجل والتواصل المباشر مع غرفة طوارئ بحري للحد من تفاقم هذه الكارثة والعمل على إنقاذ حياة الآلاف من المواطنين الذين يعيشون تحت وطأة هذه الأزمة.