8 أغسطس 2024 – قال مدير منظمة الصحة العالمية، تادروس أدهانوم، الأحد، إن ما يحتاج إليه السودان هو الإيقاف الفوري لإطلاق النار، مشيرًا إلى أن أفضل دواء هو السلام. قبل أن يطالب العالم ومنظمات المجتمع المدني بضرورة الالتفات لحجم الكارثة التي يعيشها السودان، لافتًا إلى أن هناك عدم انتباه لهذه المشكلة من قبل العالم وكأنه نسي أو تناسى السودان.
والسبت وصل إلى مدينة بورتسودان، مدير منظمة الصحة العالمية تادروس أدهانوم، في زيارة إلى البلد الذي تضربه الأمراض الوبائية على رأسها الكوليرا. كما توقفت أكثر من 70 في المئة من مرافقه الطبية عن العمل بسبب الحرب.
وجاءت تصريحات أدهانوم خلال مؤتمر صحفي، بمدينة بورتسودان، اليوم بشأن زيارته إلى البلاد بمشاركة وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، حيث أوضح أدهانوم أن منظمة الصحة العالمية والشركاء قاموا بالتنبيه للنزاع والأزمة في السودان ولفت انتباه العالم إلى أنها ستخلف العديد من المخاطر.
ولفت إلى أن منظمة الصحة العالمية تمكنت من الوصول إلى 8 ملايين شخص فقط من أصل 25 مليون و600 ألف فيما يوجد أكثر من 25 مليون شخص في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية بينهم 14 مليون و700 يحتاجون لتدخل عاجل تكلفته حوالي 2 مليار و700 مليون دولار تم مدهم بنصفها فقط.
وأوضح أنهم بحاجة إلى حماية المؤسسات الصحية والعاملين فيها والاستدامة في إيصال الإمدادات والمساعدات الإنسانية ورفع قدرة التقصي والاستعداد والاستجابة لمكافحة الأمراض والأوبئة وزيادة التغطية بالتطعيمات والتحصينات اللازمة لمواجهة هذه الأوبئة، مكررًا حاجتهم إلى مزيد من الدعومات من المجتمع الدولي لتوسيع هذه الإستجابة.
ونوه مدير منظمة الصحة العالمية إلى أنه يشعر بالإنتماء للسودان، مشيرًا إلى عدد الزيارات الكثيرة التي زار فيها البلاد حتى فقد القدرة على عدها.
وأضاف «الوضع في السوداني يحزنني جدًا ولكن ما يشعرني أكثر بالحزن أن الأزمة لا تلقى الإنتباه الكافي لكن نحن لا نستطيع ولا يمكن أن نخذل السودانين».
تقديم 92 طنًا من المساعدات الإنسانية عبر معبري أدري
في الأثناء، قال مدير مكتب المنظمة في السودان، شبلي صهباني، إن المنظمة قدمت خلال خمسة أيام 92 طنًا من المساعدات الإنسانية عبر معبر أدري وحده، مرحباً بقرار مجلس السيادة بفتح المعبر الحدودي مع دولة تشاد، مشيرًا إلى كونه من المعابر المهمة لوصول المساعدات إلى دارفور وكردفان.
وأشار الصهباني إلى أنه فيما يخص وصول خدمات الصحة العالمية إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة الدعم السريع، فإن المنظمة لا تفرق بين المناطق، مشيرًا إلى أن مهمتها هي المواطن السوداني أينما وجد بغض النظر عن أماكن وجوده ووضعه الأمني بالتعاون مع وزارة الصحة الاتحادية.
وفيما يتعلق بالتنديد بممارسات الدعم السريع أو غيرها، شدد صهباني على أن منظمة الصحة العالمية تندد بشدة بما يحدث على أرض الواقع، لكنها لا تذكر طرف أو تنسب مسؤولية ما حدث إليه، منوهًا إلى أنها ليست على دراية كافية بما يحدث على الأرض حتى تحدد المسؤول عنه.
وأشار إلى حديثهم مع المسؤولين السودانيين حول أهمية إنتاج الأدوية في المنطقة ككل بما فيها السودان، لافتاً إلى أهمية ذلك في تقوية المنظومة الصحية والكوادر والمستشفيات.
وفي السياق، اعتبرت مديرة إقليم الشرق الأوسط لمنظمة الصحة العالمية، حنان بلخي، في المؤتمر الصحفي، إن زيارتها للسودان للمرة الثانية خلال ستة أشهر فقط من توليها منصبها، تعكس اهتمامها بتوفير كل ما يلزم من ناحية الدعم المعنوي والمادي للسودان، مشددًة على أنهم سيظلون يرفعون أصوات الشعب السوداني إلى أعلى المنابر.