9 أكتوبر 2024 – قالت نائبة الرئيس للقيم والشفافية بالاتحاد الأوروبي، فيرا جوروفا، الأربعاء، إن القمة المقبلة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي والمقرر عقدها في منتصف أكتوبر الحالي فرصة لمواصلة جهودهم الدبلوماسية بشأن السودان ولا سيما مع دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتمتع بنفوذ لدى الطرفين وفق ما ذكرت.
وأوضحت أن الإتحاد الأوروبي ينظر في تدابير بناء الثقة وحماية المدنيين والبنية الأساسية المدنية الحيوية، ويعمل مع الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي على إنشاء ملاذات آمنة وحماية الطرق الإنسانية.
وأشارت في كلمة أمام أعضاء البرلمان الأوروبي بالانابة عن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن الوصول إلى المساعدات الإنسانية وتسليمها يعد أمراً بالغ الأهمية ليس فقط للسودان بل وأيضاً للدول المجاورة.
ولفتت إلى أنه لا تزال آلية الامتثال لقوانين الحرب مفقودة، مشددة على ضرورة تحديد جميع الجهات الفاعلة المسؤولة ومحاسبتها على الفظائع التي ارتكبتها ومازالت ترتكبها. وتابعت: “ولا يمكن أن يستمر هذا ولا بد أن ينتهي عصر الإفلات من العقاب”.
وذكرت أن الإتحاد الأوروبي يؤيد مبدأ فرض عقوبات إضافية على أولئك الذين يشغلون مناصب قيادية ويعرقلون العمليات الإنسانية والعودة إلى التحول الديمقراطي.
وأشارت إلى أن الانتقال إلى الحكم المدني يظل الهدف النهائي للاتحاد الأوروبي وأضافت: “لقد دعم الإتحاد الأوروبي المدنيين في السودان بإستمرار ونظل منصة موثوقة لعقد الإجتماعات”.
وكشفت عن وجود بعض التقدم في دمج الجماعات المدنية موضحةً أنهم يساعدون ببطء في توحيدها وأشارت إلى أن هذه الجماعات سوف تكون المحرك للتغيير في السودان بعد الحرب.
وأوضحت جوروفا أن الصراع في السودان تسبب في نزوح بمستويات غير مسبوقة منذ الحرب في سوريا مشيرةً إلى وجود 10.9 مليون نازح داخلي في السودان، و2.2 مليون شخص إضافي عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة، وهو ماجعل السودان يمثل أكبر أزمة نزوح في العالم، متجاوزًا حتى حجم الأزمة في سوريا التي بلغت 13.1 مليون مقابل 12.3 مليون.
وكشفت أن ما يقرب 25 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة في السودان لافتة إلى تسبب القيود العديدة المفروضة على الوصول في عدم وصول المساعدات سوى إلى ثلث المحتاجين الذين تلقوا نوع ما من المساعدات الإنسانية حتى الآن، وهو ما يعني 8 ملايين.
وشددت على أنه وبعد أكثر من عام ونصف من الصراع، فإن هذا أمر غير مقبول. وقالت إنهم يحشدون جهودهم لمواءمة جهودهم لإنهاء الحرب وأن الوضع في السودان لا يزال كارثياً بالتعاون مع شركائهم الدوليين.

سياسي
السودان: حاضر ممزق ومستقبل غامض بعد عامين من الحرب
أكملت الحرب عامين للتو، أكلت خلال أيامها الأكثر سوءًا في تاريخ السودان الحديث، الأخضر واليابس، وحولت البلد العريق إلى مرقد للموتى وساحة للتدخل الخارجي والنفوذ