10 أكتوبر 2024 – اعتبر القيادي بتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية «تقدم»، خالد عمر، الخميس، أن خطاب قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو «حميدتي» بالأمس هو إعلان رسمي لطبيعة المرحلة القادمة من الحرب.
ووصف عمر في منشور على حسابه بمنصة إكس الحرب بأنها حرب الكل ضد الكل خارجيًا وداخليًا، مؤكدًا أن تصعيد «حميدتي» ضد عدد من القوى الخارجية منحى خطير ويعقد الأزمة ولا ينتج لها حلولاً.
وقال عمر إن حميدتي خاطب الشعب السوداني ليخبره بأن الحرب ستطول وتتمدد وأن الأسوأ قادم، مضيفًا أن حرب 15 أبريل ليست حربًا بسيطة، أو صراعًا بين جنرالين كما يحلو للبعض أن يكرر ذلك، لافتًا إلى أنها حرب معقدة ومتعددة الأبعاد، وتمثل التجلي الأوضح لفشل مشروع الدولة السودانية وتراكم «خطاياها» على حد تعبيره.
ورأى عمر أنها حرب ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية ولا تجري في الفراغ، بل في وسط أتون صراعات إقليمية ودولية متعددة الأبعاد تؤثر عليها وتتأثر بها.
ومساء أمس الأربعاء اتهم «حميدتي» في كلمة مصورة لـ«الشعب السوداني» عدة دول بدعم الجيش السوداني بما في ذلك مصر وإيران. كما أشار إلى مشاركة قوات أوكرانية وأخرى من أذربيجان وإثيوبيا وإرتريا إلى جانب الجيش، أيضًا أشار إلى أن الاتفاق الإطاري الموقع في ديسمبر 2023 هو سبب الحرب الحالية.
أيضًا، قال إن قواته في جبل موية هزمت بقوة قاهرة بطيران حديث سوخوي وميغ 29 بدأ ضربه منذ الساعة الثالثة إلى العاشرة صباحًا، معلنًا أنهم سينظمون صفوفهم ويعيدون الكرة للسيطرة عليها مرة أخرى.
وهاجم في خطابه أيضًا كل من رئيسي حركة جيش تحرير السودان والعدل والمساواة مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم متهمًا إياهما بالارتزاق.
خيار الحل العسكري لا يعود بشئ سوى الدمار
وشدد خالد عمر في حديثه على أنه هناك خيارين لا ثالث لهما للتعاطي مع أزمات السودان ـ المركبة والمعقدة ـ إما الظن باحتمال نجاح خيار الحل العسكري بأن يفرض طرف هيمنته بالقوة وهو ظن تبسيطي وخاطئ تكذبه تجارب السودان في حروبه المتعددة وتجارب الإقليم الذي مزقته الصراعات ولم تنتج حلاً البتة، وإما الخيار الثاني؛ وهو الحل السلمي السياسي، وهو منهجنا الذي لن نحيد عنه.
وقال «قاومنا الإنقاذ بالسلمية.. اسقطناها بالعمل السياسي الجماهيري.. حاولنا تجنب الحرب بالعملية السياسية، وطرحنا موقفًا واضحًا متسقًا منذ اندلاع القتال خلاصته اننا ضد الحرب واستمرارها وجرائمها».
وأضاف «نعتقد بشكل صميم أن المخرج منها هو الحل السلمي التفاوضي، لا استمرار نفخ مزيد من نيرانها و تأجيجها.. سيظل هذا موقفنا الذي لم ولن نبدله إطلاقاً، وسنظل نقف بالمرصاد لمن أشعل هذه الحرب واستثمر في استمرارها طمعاً في التسلط على رقاب الناس والتكسب من معاناتهم».
وتسببت الحرب التي قاربت على دخول شهرها الثامن عشر في نزوح أكثر من 10.9 مليون شخص داخل السودان، و2.2 مليون شخص في البلدان المجاورة، وهو ماجعل السودان يمثل أكبر أزمة نزوح في العالم، متجاوزًا حتى حجم الأزمة في سوريا التي بلغت 13.1 مليون مقابل 12.3 مليون فيما يحتاج 25 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة في السودان وفق ما ذكرت مسؤولة بالاتحاد الأوروبي أمس.