Day: October 28, 2024

معاناة لا تنتهي.. رحلة الأهوال من شرقي الجزيرة إلى حلفا الجديدة

28 أكتوبر 2024 – قطعت المواطنة نجلاء عطا المنان «40 عامًا» سبع قرى بمنطقة تمبول شرقي الجزيرة على قدميها المصابتين بمقذوفات من رصاص الدعم السريع استهدفت منزلها في حي الشقالو وأصابتها في أجزاء أخرى من جسدها، في محاولة للبحث عن مكان آمن بعيدًا عن دوي أسلحة الدعم السريع، لتصل بعد رحلة نزوح استمرت يومين، إلى مدينة حلفا الجديدة شرقي البلاد.

وبدايةً من 20 أكتوبر الجاري شنت عناصر الدعم السريع حملات عنف على مواطني شرق الجزيرة تركزت في القتل والنهب والاغتصاب والتعذيب، ما أدى إلى فرار الآلاف من بطشها. 

وقالت نجلاء لـ«بيم ريبورتس» إنها وصلت إلى مدينة حلفا الجديدة واستقرت في المدرسة المصرية التي فُتحت لإيواء النازحين، لكنها ما تزال قلقة على والديها وشقيقتها اللذين لا تعلم عنهم شيئًا بعد تفرقهم إثر هجمات قوية نفذتها الدعم السريع.

الثلاثاء الماضي وصلت نجلاء إلى مدينة حلفا، حيث ما تزال تتلقى العلاج جراء الإصابات، ووسط آلامها تتذكر عبارات عناصر الدعم السريع حين هجموا عليهم «انتو عيال كيكيل».. وسيلًا متصلًا من الإهانات، حسب ما تقول نجلاء.

حملات عنف

جاءت حملات عنف قوات الدعم السريع على مناطق شرق الجزيرة في أعقاب سيطرتها على أكبر مناطقها مدينة تمبول بعد معارك عنيفة ضد الجيش أدت إلى انسحابه في نهاية المطاف.

ومنذ ذلك الوقت نشرت الدعم السريع قواتها في كل وحدات شرق الجزيرة الخمس (تمبول، وريف رفاعة، ورفاعة، والهلالية،  وود راوة)  ليسقط في حملات تنكيلها بالمدنيين مئات الضحايا والجرحى في ظل انعدام الخدمات الطبية ومحاصرة المنطقة ومنع المواطنين من الخروج، مما أجبر الآلاف على نزوح على القدمين بحثًا عن الأمان.

لغة السلاح التي استخدمتها قوات الدعم السريع ضد المدنيين، دفعت الداخل والخارج إلى إدانتها بشدة. إذ نددت أحزاب سياسية ومنظمات حقوقية محلية ودولية بالانتهاكات التي ترتكبها عناصر الدعم السريع بحق المواطنين. كما حذرت من مخاطر تحول الصراع إلى حرب أهلية وناشدت الأهالي بعدم الانجرار وراء ما وصفتها بدعوات زج المواطنين في أتون الحرب عبر شحن خطاباتها بالنعرات القبلية وما وصفته بـ«الاستقطاب الأهلي الحاد».

من جهتها، حثت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، في بيان الجمعة، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي على البدء في التخطيط لنشر بعثة لحماية المدنيين في السودان، مشددًة على أنه لا يمكن انتظار محادثات وقف إطلاق النار لتؤتي ثمارها أو الظروف المثالية لنشر البعثة، وقائلةً: «يحتاج المدنيون إلى الحماية الآن».

نزوح 10 آلاف

في السياق، أحصت مجموعة «محامو الطوارئ» الحقوقية السبت نزوح نحو 10 آلاف شخص من شرق الجزيرة بحثًا عن الأمان، موضحةً، في بيان، أن هجمات الدعم السريع على قرى (كريعات، وزرقة، والعقدة، والعبوداب، والطندب، وود موسى، والشقالو)، خلفت مئات القتلى والمصابين.

أيضًا قالت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي، في بيان السبت، إنها تشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بتصاعد العنف المسلح الذي أودى بحياة عشرات المدنيين في الولاية، مقارنة إياه بانتهاكات حقوق الإنسان التي شهدها إقليم دارفور العام الماضي.

وتابعت كليمنتين: «لقد صدمت وذهلت بشدة من تكرار انتهاكات حقوق الإنسان من النوع الذي شهدناه في دارفور العام الماضي مثل الإغتصاب والهجمات المستهدفة والعنف الجنسي والقتل الجماعي في ولاية الجزيرة».

وفي الوقت الذي تستمر فيه انتهاكات الدعم السريع على هذه المناطق في ظل اختفاء تام للجيش، قال مصدر محلي من شرق الجزيرة لـ«بيم ريبورتس» إن عدد القتلى الفعلي من المنطقة يفوق 500 شخص.

كما كشف عن تعرض نحو 40 فتاة للاغتصاب، بينهن طفلة على الأقل، جميعهن من منطقة رفاعة، مشيرًا إلى أن أصغر حالة اعتداء لطفلة تبلغ من العمر ست سنوات، وهو ما عزّزه بيان صدر عن وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل، الجمعة، وأشار إلى ورود تقارير غير مؤكدة من المنطقة عن حالات عنف جنسي ضد نساء وفتيات على يد الدعم السريع في بعض القرى.

وقالت مديرة الوحدة، في مقابلة تلفزيونية أول أمس، إن الرصد يأتيها عبر وحدات الخدمات الصحية بالمناطق، وعزت عدم ورود معلومات دقيقة من الجزيرة إلى انهيار الخدمات الصحية بالولاية، وأوضحت أن إحصائية الاعتداءات التي وردت إليهم من الولاية منذ دخول الدعم السريع إليها تبلغ 29 حالة أصغرهن لفتاة بعمر 6 سنوات.

وكانت لجان المقاومة الحصاحيصا قد أطلقت نداء استغاثة عاجل لمنظمة الصليب الأحمر ووكالات الأمم المتحدة تطالبها بالتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ المدنيين.

تدفق النازحين إلى حلفا الجديدة

ومنذ الخميس وصل آلاف النازحين الفارين من ويلات القتال في شرق الجزيرة إلى مدينة حلفا الجديدة، حيث ناشدت غرفة الطوارئ المنظمات الخيرية والمبادرات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني لتوجيه الدعم اللازم لتغطية الاحتياجات الضرورية للنازحين الذين أووا في المدرسة المصرية والمركز البيطري، مشيرةً إلى أنهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.

وقال المتطوع محمد فرغلي لـ«بيم ريبورتس» إن عدد الأسر الموجودة في مركز إيواء المدرسة المصرية والبيطري، بينهم كبار سن وحالات خاصة، فيما يسكن البعض مع أقاربهم.

وأشار فرغلي إلى تبرع عدد من الأشخاص لتقديم الخدمات الغذائية بالإضافة إلى أجسام طبية، لافتًا إلى وجود مقترح لإنشاء عيادة.

والجمعة فُتح مركزان لاستقبال النازحين؛ هما: المدرسة المصرية استقبلت في نفس اليوم نحو 114 أسرة 64 منها في المصرية و50 في البيطري، فيما لا تزال أعداد هائلة من القادمين تفد إلى المنطقة بينهم عشرات المصابين الذين يتلقى بعضهم العلاج بمستشفى حلفا.

وبحسب مصادر من المنطقة، فإن المركز البيطري يقع عند مدخل حلفا الجديدة بالاتجاه الشمالي بالقرب من السوق الشعبي، وكان مركز تطعيم وحجر للأغنام والقطيع، وبه مخازن، وليس مهيئًا لاستقبال الأسر، ولكن فتح نسبة للظرف الحالي، ولا يسع أكثر من 100 أسرة. أما المدرسة المصرية فهي تقع وسط حلفا الجديدة حي مربع 7.

أيضًا، استقبلت عدد من القرى الواقعة قبل مدينة حلفا أعداد من النازحين وهي: (قرية ستة عرب، وقرية ثمانية عرب).

وأوضح متطوع آخر من الغرفة أن هذه المراكز غير مهيئة وبها مشكلة كهرباء ومياه، مشيرًا إلى توفير المياه عن طريق (براميل كبيرة تابعة للدفاع المدني). وأضاف المتطوع: «هناك جهد متكامل في حلفا الجديدة من كل القطاعات سواء كانت حكومية أو مدنية أو أهلية لتقديم الدعم للنازحين»، وأشار إلى وجود قوات أمنية في مناطق الوصول لحفظ الأمن والترتيب.

وعند سؤالنا عن إمكانية فتح مراكز جديدة، أشار المتطوع إلى أنه ليس هناك نقاش في هذا الصدد وأن التركيز حاليًا على توفير خدمات للقادمين الحاليين، لافتًا إلى أن النقاش بشأن إمكانية ترحيل النازحين إلى مراكز جديدة خيار محتمل حال أصبحت الأعداد أكبر.

وكشف عن إنشاء مطابخ في المراكز بواسطة غرف الطوارئ ومبادرات أخرى فاعلة لتوفير الغذاء والوجبات للقادمين.

في السياق، قالت غرفة طوارئ حلفا الجديدة، في بيان مساء السبت، إن عدد الأسر المستضافة نحو 200 أسرة، مشيرةً إلى أن هناك أسر أخرى في الطريق من المخطط استضافتهم في المركز البيطري والمدرسة المصرية.

أهوال تمبول

أكد عضو لجنة الإشراف على مخيم المدرسة المصرية عوض السر البخيت، وهو أحد الذين تمكنوا من مغادرة قريتهم «الشقالوة» ووصل إلى مدينة حلفا الخميس الماضي لـ«بيم ريبورتس»، أن المنطقة ما زالت تستقبل النازحين القادمين من شرق الجزيرة وأغلبهم في حالة سيئة، وتعرض معظمهم للنهب والسرقة والإذلال.

وقال البخيت إن حدة الهجمات الدعم السريع في اليوم الأول دفعت جميع مواطني القرية إلى التجمع في المسجد العتيق بوسط مدينة تمبول.

وأوضح أن الضرب كان يتركز على السوق ووسط المدينة في مناطق: (العيشاب، الشقالو، السروراب والعقدة)، مشيرًا إلى أنها أكثر الأحياء التي تضررت جراء عمليات قصف عشوائي تجاه المواطنين.

وأضاف البخيت: «كانت هناك فترة هدأ فيها الاشتباك، اغتنمها غالبية الأهالي للخروج من المنطقة عبر الناحية الشمالية للمدينة»، قبل أن يشير إلى اعتراضهم بواسطة الدعم السريع وإرجاعهم، وشنها حملات نهب واسعة واقتحام للمنازل. وتابع: «عاملونا دون رحمة».

«أما الأحياء الأخرى فقد تصدى بعضها للدعم السريع، مثل حي العقدة.. هؤلاء كانوا مستعدين» – يردف البخيت.

وعن رحلة نزوحه يحكي عوض البخيت أن المسار الذي اتخذه مواطني قرية «الشقالو»، تضمن توجههم شرقًا إلى قرية العيشاب، لافتًا إلى مواجهتهم معاناة كبيرة في الطريق بسبب ارتكاز الدعم السريع في كل اتجاه ومدخل وتعاملهم بقسوة مع النازحين، بالإضافة إلى سرقتهم الأهالي دون تمييز وإذلالهم، ورأى عوض أنهم تبدوا عليهم علامات تعاطي مخدرات بسبب تصرفاتهم الغريبة.

وتابع: «كنا نرى جثثًا ملقاة على الطريق من تمبول إلي القرى الواقعة شرقها حتى وصولنا منطقة آمنة عند مجمع قرى كريعات التي كانت  نقطة ارتكاز للجيش»، منوهًا بأنها «خالية من أفراد الجيش والمواطنين». وذكر أنهم نزحوا بعدها إلى مجمع قرى زرقة (كيلومتر واحد من الكريعات)، ومنها إلى مسيد خليفة الفاضل (على بعد كيلومترين من قرى الزرقة)، مشيدًا بالاستقبال الكبير من أهل المنطقة. وأضاف: «عند  الساعة الواحدة ظهرًا في اليوم الثاني من نزوحنا توجهنا مسافة ثلاثة كيلومترات إلى قرية النيب، ووصلنا إلى حلفا الجديدة بعد خمس ساعات».

وأشار عوض إلى وجود عربات ترحيل كبيرة لتوصيل المواطنين إلى حلفا يبلغ سعر التذكرة فيها للفرد الواحد من 250 ألف إلى 300 ألف جنيه، فيما ذكر أن بعض أهالي تمبول في حلفا تحركوا إلى القرى الآمنة وتطوعوا لنقل المواطنين مجانًا.

من الناجين الذين تحدثوا لـ«بيم ريبورتس» أيضًا الطبيبة إيمان عبد القادر التي أسعفت بعض المواطنين بمعدات متواضعة قبل نزوحها بمعية سبعة من أفراد أسرتها من تمبول إلى حلفا، وتعمل حاليًا متطوعة في مخيم صحي بمركز المدرسة المصرية.

تقول إيمان إنها أسعفت في منزلها عدد من المواطنين المتضررين من ضربة الطائرات الحربية للجيش السوداني بالقرب من مستشفى تمبول، وأوضحت أن أقارب أحد المصابين كانوا يملكون صيدليات وأحضروا إليها معينات طبية.

وتواصل إيمان: «حاولت قوة من الدعم السريع على منزلنا واستفسرت عن سبب التجمهر به»، مشيرةً إلى مهاجمتهم شقيقها جراء ذلك.

وتتابع: «تراجعت القوة بعد إجابة الرجال بأن التجمع بسبب علاج أحد المصابين من طيران الجيش».

وأشارت إيمان إلى عدم وجود حالات اغتصاب في تمبول حتى لحظة نزوحها الثلاثاء الماضية، موضحةً أن قوات الدعم السريع في تمبول كانت تركز على السرقة والنهب وتهديد وترويع المواطنين، لكنها تابعت: «لكن سبب عدم وقوع حالات اغتصاب هو أن الرجال كانوا يضحون بأرواحهم من أجل النساء».

وأكدت الناجية نجلاء عطا المنان أن قوات الدعم السريع تعمدت إذلال النساء بشكل خاص، وقالت في هذا السياق إن أحد أهالي تمبول يدعى «ع.أ» قتل وهو يدافع عن نساء بيته بعد تهديده بهن.

وشملت رحلة نزوح نجلاء التي اختارت الخروج بعد اشتداد هجمات الدعم السريع: (من تمبول إلى قرى  الزرقة وحتى الطندب)، مشيرةً إلى أن الرحلة استغرقت نحو يومين، منها 8 ساعات سيرًا على الأقدام حتى الزرقة، تعرضت فيها لعملية نهب وتفتيش من الدعم السريع.

وتحكي عن دفع أسرتها وآخرين نزحوا معهم ملياري جنيه لسائق عربة كبيرة «دفار» لترحيلهم إلى حلفا.

وعن وضع المستشفيات والمراكز الصحية في تمبول، تقول إيمان إنها تعمل على الرغم من الضرب الشديد والخطر الأمني وانعدام المعينات، وتشير إلى استقبال مستشفى حلفا عشرات المصابين.

وهي كما تقول لـ«بيم ريبورتس» بدأت رحلة البحث عن عمل لإعالة أسرتها بعد تشردهم وقلقة مما يحمله لهم المستقبل.

«غوتيريش»: الظروف ليست ملائمة لنشر قوة تابعة للأمم المتحدة في السودان

28 أكتوبر 2024 – قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الاثنين، إن الظروف ليست ملائمة لنشر ناجح لقوة تابعة للأمم المتحدة في السودان، قبل أن يشير إلى أن الوقت قد حان للعمل الحاسم من أجل السلام وشعب السودان.

وأكد غوتيريش في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، أن الأمانة العامة للأمم المتحدة، تقف على أهبة استعداد للتواصل مع مجلس الأمن وجهات أخرى حول مجموعة من الوسائل التشغيلية التي يمكن أن تسهم بشكل مجد في تقليص العنف وحماية المدنيين، لافتًا إلى أن ذلك قد يتطلب نُهجا جديدة تتكيف مع الظروف الصعبة للصراع.

ودعا الأمين العام إلى ضمان تدفق المساعدات الإنسانية، موضحًا أنه على الرغم من استمرار تحديات التمويل والوصول الإنساني، وصلت الأمم المتحدة وشركاؤها إلى نحو 12 مليون شخص بالمساعدات بين يناير وسبتمبر إلا أن هناك فجوات هائلة.

ونوه إلى ضرورة ضمان الوصول الإنساني العاجل والآمن ودون عوائق على كل الطراق عبر الحدود وعبر الخطوط الأمامية، وحث الأطراف على السماح بتدفق مزيد من المساعدات المنقذة للحياة إلى المناطق التي تشتد فيها الاحتياجات عبر أكثر الطرق فعالية.

كما دعا إلى توفير مزيد من التمويل، مشيرا إلى أن النداء الإنساني للسودان المقدر بـ2.7 مليار دولار لم يتلق سوى 56% من قيمته فيما تلقت خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين نسبة أقل.

في السياق، أشاد الأمين العام ببطولة قادة الكثير من المبادرات السودانية التي تقدم المساعدات المنقذة للحياة على الأرض، وقال إن غرف الاستجابة للطوارئ في السودان البالغ عددها 700، مثال ملهم للعمل الإنساني الشعبي، مضيفًا «عبر عملهم، يظهرون وجها آخر للسودان-أفضل ما في الإنسانية في بلد عانى من أسوأ ما فيها».

كابوس من العنف والجوع والأمراض والنزوح

وأشار غوتيريش، إلى أن شعب السودان، يواجه كابوسًا من العنف والجوع والأمراض والنزوح وتنامي العنف العرقي، محذرًا من تداعيات الصراع على الاستقرار الإقليمي.

وأكد أن المعاناة في السودان تزداد يوما بعد الآخر، مشيرًا إلى أن 25 مليون شخص يحتاجون المساعدة، وقال «شعب السودان يعيش في كابوس من العنف، فقد قُتل آلاف المدنيين ويواجه عدد لا يحصى فظائع لا يمكن وصفها، بما فيها الاغتصاب والاعتداء الجنسي على نطاق واسع».

ولفت غوتيريش إلى «التقارير الصادمة» خلال الأيام الأخيرة عن أعمال القتل والعنف الجنسي في قرى بولاية الجزيرة، شرق السودان.

وأضاف الأمين العام أن الشعب السوداني يواجه أيضا كابوس الجوع، حيث يعاني أكثر من 750 ألف شخص من انعدام كارثي للأمن الغذائي مع ترسخ ظروف المجاعة في مواقع النزوح شمال دارفور فيما يكافح الملايين كل يوم لإطعام أنفسهم.

وتابع «يواجه السودانيون أيضا كابوس الأمراض، إذ تنتشر بسرعة الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة الألمانية. ويواجهون كابوس انهيار البنية التحتية، مع توقف عمل الأنظمة الصحية الحيوية وشبكات المواصلات وأنظمة المياه والصرف الصحي وخطوط الإمداد والإنتاج الزراعي».

وأردف «كما يواجه السودانيون أيضا كابوس النزوح، إذ يشهد السودان أكر أزمة نزوح في العالم بعد أن أجبر أكثر من 11 مليون شخص على الفرار من ديارهم منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، يشمل هذا العدد ما يقرب من 3 ملايين شخص عبروا الحدود إلى الدول المجاورة».

وقال غوتيريش «السودان مرة أخرى يصبح بسرعة كابوسا للعنف العرقي، وخاصة التصعيد الكبير للقتال في الفاشر (دارفور)».

وأشار الأمين العام إلى مناشداته المتكررة للجانبين لإنهاء القتال والجلوس على طاولة المفاوضات، وقال «ولكن بدلا من تخفيف التوترات، يقومان بتصعيد العمل العسكري، وفي نفس الوقت تعمل قوى خارجية على تأجيج النار».

وحذر الأمين العام من الاحتمالات الخطيرة لأن يشعل الصراع، انعدام الاستقرار الإقليمي من الساحل إلى القرن الأفريقي والبحر الأحمر.

تكثيف الجهود الدبلوماسية لوضع حد للصراع

ولفت غوتيريش إلى قرار مجلس الأمن رقم 2736 الصادر في يونيو والذي يطالب بأن توقف قوات الدعم السريع حصارها للفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، والوقف الفوري للقتال وخفض التصعيد في الفاشر ومحيطها.

وشدد القرار على ضرورة أن تكفل جميع أطراف النزاع حماية المدنيين وفقًا للقانون الدولي.

وأوصى الأمين العام على اتفاق الجانبين فورًا على وقف الأعمال القتالية، وقال غوتيريش إن مثل هذا الاتفاق يجب أن يُترجم إلى وقفات محلية للقتال وهدن إنسانية، تخلق سبلا للحوار وتضع أساس وقف شامل لإطلاق النار.

وشدد غوتيريش على ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية لوضع حد للصراع، وقال إن مبعوثه الشخصي رمطان لعمامرة يعمل على مدار الساعة بهذا الشأن.

وحث الأمين العام مجلس الأمن على مواصلة دعم جهود لعمامرة وتشجيع التواصل الفعال مع الشركاء الإقليميين مثل الاتحاد الأفريقي والهيئة الدولية للتنمية (إيقاد) وجامعة الدول العربية.

بخصوص حماية المدنيين، أكد الأمين العام أهمية أن يدعم مجلس الأمن حماية المدنيين بما يتوافق مع حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك التزامات الطرفين في إعلان جدة.

ونوه إلى أن طرفي الصراع يتحملان المسؤولية الرئيسية لضمان حماية المدنيين والجلوس على طاولة المفاوضات.

وأعرب عن الجزع إزاء الهجمات المستمرة من قوات الدعم السريع على المدنيين في الفاشر والمناطق المحيطة، والتقارير عن شن هجمات ضد المدنيين من قبل قوات موالية للقوات المسلحة السودانية، في الخرطوم واستمرار النزوح الجماعي للمدنيين بسبب ما يبدو أنها غارات جوية عشوائية على مناطق سكنية.

وأكد على أهمية السماح للمجتمع المدني والصحفيين على القيام بعملهم بأمان بدون خوف من الاضطهاد أو الهجمات. وأكد ضرورة توقف تدفق الأسلحة المباشر وغير المباشر إلى السودان.

ولفت الأمين العام إلى الأصوات السودانية المتنوعة، ومنظمات حقوق الإنسان وغيرهم، ممن طالبوا بوضع تدابير معززة بما فيها نشر شكل من أشكال القوة المحايدة لحماية المدنيين، وقال إن هذه الدعوات تعكس خطورة وإلحاح الوضع الذي يواجهه المدنيون.

«تقدم»: حمدوك يزور المملكة المتحدة بحثًا عن إحلال السلام في السودان

28 أكتوبر 2024 – يبدأ رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، «تقدم»، عبد الله حمدوك، الإثنين، زيارة إلى المملكة المتحدة، بحثًا عن إحلال السلام وإسكات البنادق في السودان، حسب بيان للتحالف المناهض للحرب.

وتأتي زيارة حمدوك إلى المملكة المتحدة في خضم تدهور الأوضاع الإنسانية وتصاعد حدة العمليات العسكرية والانتهاكات وتداعي الآمال في التوصل إلى حل سلمي للأزمة التي تعصف بالبلاد للشهر التاسع عشر على التوالي.

وقالت التنسيقية في تصريح صحفي، إن حمدوك يبدأ اليوم زيارة إلى المملكة المتحدة، ضمن جهود «تقدم» للفت انتباه العالم لكارثة الحرب في السودان وحشد الدعم الدولي لمعالجة الكارثة الإنسانية التي عصفت بملايين السودانيين والعمل على إحلال السلام وإسكات أصوات البنادق في السودان.

وتشمل الزيارة، بحسب التصريح الصحفي لـ«تقدم»، لقاءات مع الحكومة البريطانية وأعضاء في البرلمان ومجلس اللوردات وعدد من المنظمات الفاعلة في الحقل الإنساني والحقوقي.

كما يلتقي حمدوك بمنظمات السودانيين في بريطانيا ويخاطب قمة إفريقيا السنوية التي تنظمها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، كذلك يخاطب فعالية ينظمها المعهد الملكي للشؤون الدولية بعنوان: «أولويات المدنيين في إنهاء الحرب في السودان».

وأكدت «تقدم» أنها تعمل بجد على توحيد أصوات السودانيين المناهضين للحرب من أجل العمل على إيقافها ومواصلة نشاطها الداخلي والخارجي «في هذا الوقت الكارثي الذي تمر به بلادنا وشعبها الذي دمرت الحرب حياته».

وأضافت أن الأولوية القصوى التي تضعها في تواصلها الداخلي والخارجي؛ هي حماية المدنيين ووقف الجرائم التي تُرتكب بحقهم ومحاسبة مرتكبيها وتوفير المساعدات الإنسانية والبحث عن كيفية الوصول إلى سلام شامل ومستدام في كل أرجاء البلاد بأسرع ما تيسر.

«تقدم» تدين خطف واعتداء قوة أمنية على محامية شمالي السودان

28 أكتوبر 2024 – أدانت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية «تقدم»، الإثنين، اختطاف قوة أمنية واعتدائها على محامية ومدافعة عن حقوق الإنسان شمالي السودان.

وأمس أعلنت اللجنة التسيرية لنقابة المحامين السودانيين، عن اختطاف المحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان، ازدهار جمعة، بواسطة مسلحين، لم تحدد هويتهم، وإخضاعها لتعذيب وتركها في العراء في حالة صحية متردية.
وبالتزامن انتشرت صور على مواقع التواصل الإجتماعي تظهر جمعة في المستشفى وتظهر عليها آثار كدمات في وجهها وعينها اليمنى.

وقالت تقدم في بيان، إن المدافعة الحقوقية، إزدهار جمعة، منسقة مبادرة «عون نازح»، بمدينتي مروي وكريمة شمالي البلاد، تعرضت إلى اختطاف واعتداء بواسطة قوى أمنية أثناء خروجها من محكمة كريمة.

واعتبرت «تقدم» الاعتداء عليها يمثل اعتداءً سافرًا على كل المدافعين عن حقوق الإنسان وعن كل القيم الإنسانية والعدالة والعمل الإنساني برمته.

وذكرت أن جمعة كانت رائدة في تقديم المساعدة الإنسانية والقانونية للنازحين وضحايا التوقيف التعسفي في مروي وكريمة، خاصة من أبناء دارفور الذين تم اعتقالهم بشكل عشوائي وفقًا لقانون الوجوه الغربية، على حد تعبير البيان.

وأكدت «تقدم» على تضامنها الكامل مع المحامية إزدهار وأسرتها في مواجهة هذا الهجوم السافر، معلنةً عن متابعتها الملف بكل حزم حتى يتم تقديم الجناة للعدالة ومحاسبتهم على هذه «الجريمة النكراء» وفق ما ذكرت.

ونوهت إلى أن هذا الحادث يمثل تدهورًا خطيرًا في الأوضاع الأمنية والحقوقية ويكشف عن الفشل الكامل لأي سلطة فعلية على الأرض في توفير الحماية للمدافعين عن حقوق الإنسان.

وكانت منظمات حقوقية وأجسام سياسية، بينها هيئة محامي دارفور واتحاد نساء السودان الجديد قد أدانت الحادثة أمس الأحد ووصفتها بالاعتداء الإجرامي الغاشم.

وتحدثت البيانات عن اختطاف المحامية بواسطة مجموعة ملثمة وضربها وتعذيبها في أطراف مدينة كريمة وتركها في العراء مما تسبب في إصابتها بجروح وكسور حيث تم إجراء عملية جراحية عاجلة لها وتركيب مسطرة لليدين ودعامات للقدمين.

الاتحاد الأوروبي: تقارير تفيد بارتكاب «الدعم السريع» المزيد من عمليات القتل الاجتماعي والاغتصاب

28 أكتوبر 2024 – انضم الاتحاد الأوروبي للجهات الدولية والمحلية المنددة بانتهاكات قوات الدعم السريع ضد المدنيين بولاية الجزيرة وسط السودان والمستمرة للأسبوع الثاني على التوالي ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى ونزوح الآلاف.

وبدايةً من 20 أكتوبر الجاري شنت عناصر الدعم السريع حملات عنف على مواطني شرق الجزيرة تركزت في القتل والنهب والاغتصاب والتعذيب، ما أدى إلى فرار الآلاف من بطشها.

وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، في منشور على حسابه بمنصة إكس أمس، إن الصور المروعة القادمة من الجزيرة في السودان مثيرة للقلق.

وأوضح أن تقارير أفادت بأن قوات الدعم السريع ارتكبت المزيد من عمليات القتل الجماعي والاغتصاب.

وشدد على أنه يجب أن تتوقف المجازر ضد المدنيين ويجب محاسبة الجناة، لافتًا إلى أن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل حتى يمكن تحقيق العدالة.

وقال أحد الفارين من مدينة تمبول شرقي الجزيرة لـ«بيم ريبورتس» إن حدة هجمات الدعم السريع في اليوم الأول لاقتحامها المنطقة دفعت جميع المواطنين إلى التجمع في المسجد العتيق بوسط مدينة تمبول، تجنبًا للقصف العشوائي.

وأضاف أن الضرب كان يتركز على السوق ووسط المدينة في مناطق: «العيشاب، الشقالو، السروراب والعقدة»، مشيرًا إلى أنها أكثر الأحياء التي تضررت جراء عمليات القصف العشوائي تجاه المواطنين.

وكانت أحزاب سياسية ومنظمات حقوقية محلية ودولية نددت بالانتهاكات التي ترتكبها عناصر الدعم السريع بحق المواطنين.

كما حذرت من مخاطر تحول الصراع إلى حرب أهلية وناشدت الأهالي بعدم الانجرار وراء ما وصفتها بدعوات زج المواطنين في أتون الحرب عبر شحن خطاباتها بالنعرات القبلية وما وصفته بـ«الاستقطاب الأهلي الحاد».

ما حقيقة تقديم «جبريل إبراهيم» استقالته من وزارة المالية؟

ما حقيقة تقديم «جبريل إبراهيم» استقالته من وزارة المالية؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» نص ادعاء بشأن عزم وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم على تقديم استقالته، عقب تجدد أزمة تبعية الأمين العام لديوان الضرائب. وذكرت الحسابات -في ادعائها- أن «دوائر حركة العدل والمساواة تعقد مشاورات طارئة للتعامل مع الموقف بعد استقالة رئيسها الدكتور جبريل إبراهيم».

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي: 

«• الدكتور جبريل إبراهيم وزير المالية سيتقدم باستقالته وسيغادر الجهاز التنفيذي وذلك عقب تجدد أزمة الأمين العام لديوان الضرائب حيث أعلن مجلس الوزراء عن فتح باب التقديم لوظيفة أمين عام لديوان الضرائب دون مشورة وموافقة وزير المالية الذي يتبع له ديوان الضرائب ..

  • دوائر حركة العدل والمساواة تعقد مشاورات طارئة للتعامل مع الموقف بعد استقالة رئيسها الدكتور جبريل إبراهيم».
الصفحات التي تداولت الادعاء :

1

أخبار اليوم عن الحرب السودانية 

(926) ألف متابع 

2

أخبار السودان 

(293) ألف متابع 

3

القوات المشتركة 

(22) ألف متابع

للتحقق من صحة الادعاء، بحث «مرصد بيم» في الحساب الرسمي لوزير المالية جبريل إبراهيم على منصة «إكس» (تويتر سابقًا)، ولم يجد ما يدعم صحة الادعاء.

ولمزيدٍ من التحقق، بحث فريق المرصد في الحساب الرسمي لحركة العدل والمساواة على «فيسبوك»، وتبيّن أنّ الحركة نفت على حسابها صحة هذا الادعاء، وقالت إن  وزير المالية – رئيس الحركة الدكتور جبريل إبراهيم في مهمة رسمية خارج البلاد، نافيةً صحة الأنباء المتداولة عن انعقاد مكتبها التنفيذي أو استقالة رئيسها من وزارة المالية.

الخلاصة:

الادعاء مفبرك؛ إذ لم يرِد في الحساب الرسمي لوزير المالية جبريل إبراهيم على منصة «إكس»، كما نفت حركة العدل والمساواة على حسابها على «فيسبوك» صحة الادعاء، وقالت إن رئيسها في مهمة رسمية خارج البلاد ولم يتقدم باستقالته من وزارة المالية.