ثلاث لجان مقاومة: لا مستقبل للسودان إلا بسقوط «الدعم السريع» وداعميها ومنشئيها

  1. 1 نوفمبر 2024 – قالت ثلاث لجان مقاومة وسط البلاد، الجمعة، إنه لا مستقبل للسودان، إلا بسقوط «الدعم السريع» وداعميها ومنشئيها، وشددت على أن ما تقوم ما تقوم به حاليًا في ولاية الجزيرة يُسرع من نهايتها قبل أن تشير إلى فشل محاولاتها لتحويل الصراع إلى صراع قبلي.

وشنت لجان المقاومة الحصاحيصا رفاعة ومدني، في بيان مشترك اليوم، هجومًا عنيفًا على قوات «الدعم السريع» ومعاونيها عسكريًا وسياسيًا واجتماعيًا – لم تسمهم-. كما وجهت انتقادات لاذعة لجنرالات المؤسسة العسكرية متهمة إياهم بخذلان إنسان المنطقة وتركه يواجه الموت وحيدًا.

ونوهت اللجان إلى أن عدد ضحايا قوات الدعم السريع في إحدى قرى ولاية الجزيرة، في يوم واحد، وصل إلى 429 شخصًا، قبل أن تشدد على أن مشروعها ضد الحياة وضد الانسانية منذ تأسيسها ونشأتها الأولى.

وأكدت اللجان أن الحرب الدائرة في البلاد هي ضد المواطن في المقام الأول، لافتة إلى أن الشعب هو من يدفع ثمنها بروحه وماله وأرضه وعرضه.

وأشارت إلى أنه، لا يزال تجار الحروب وأصحاب المصلحة، في استمرار هذا العبث والموت المجاني والانتهاكات بمختلف أشكالها، يواصلون إشعال فتيل الحرب وتأجيج نيرانها بدون تقديم حلول واقعية وعملية تنهي هذا الخراب وتعيد لشعبنا كرامته.

أسباب الحملات الانتقامية

ورأى البيان أن «أسباب الحملات الانتقامية والإبادة الجماعية التي تقودها المليشيا حاليًا تجاه إنسان الجزيرة، بدأت بإعلان الجيش واحتفاله باستسلام المجرم المتمرد والقاتل أبوعاقلة كيكل، وتقديمه كأنه بطل قومي».

ولفت البيان إلى أنه، وفي مشهد أصبح مكررًا ومحفوظًا، في أذهان إنسان الجزيرة، جاء الانسحاب، وتُرك مواطنو شرق الجزيرة «بين أيدي مليشيا الدعم السريع لتبدأ حملاتها الانتقامية وتتوالى المجازر تواليًا، في كل قرى ومدن شرق الجزيرة، وتهجير إنسانها قسريًا من أرضه نحو المجهول».

وأكد البيان أن ما تبع هذه الهجمات من انتهاكات، طالت أكثر من 120 قرية، وخلفت مئات الضحايا والمصابين وعشرات الآلاف من النازحين إلى المجهول.

وتابع «لم يتوقف الأمر عند هذا الحد.. انتقلت وتمددت هذه الحملات الانتقامية والإبادة الجماعية إلى باقي محليات ولاية الجزيرة، ومنها محلية الكاملين والحصاحيصا، بذات النهج الهمجي والبربري».

ونوهت إلى أن «نهج مليشيا الدعم السريع عبارة عن مشروع ضد الحياة وضد الانسانية منذ تأسيسها ونشأتها الأولى»، مشيرة إلى أنها مارست أبشع أنواع الانتهاكات ولم يأمن منهم أحد، رجالًا ونساءً كبارًا وصغارًا حتى (ذوو الإعاقة)، قائلة إن عدد الضحايا من قرية واحدة وصل إلى 429 شخصًا في يوم واحد.

خذلان الجنرالات

وقالت اللجان في رسالة وجهتها، إلى جنرالات وقادة المؤسسة العسكرية، إن ذاكرة وأذهان إنسان الجزيرة فاضت بالخذلان ابتداءً بالانسحاب من الولاية وترك مواطنها يواجه الموت وحيدًا دون المحاولة حتى في تخليصه من ذلك المصير، مضيفة «يأسنا من الوعود الزائفة والتطمينات غير الواقعية».

وشددت اللجان على أن «الصمت المتعمد من جهتكم خيانة لا تغتفر ولن ننسى أنكم صافحتم وعفوتم عن من تلطخت يده بدماء أبناء الجزيرة وعاس فيها فسادًا وقتلًا وتنكيلًا و تهجيرًا طيلة الأشهر العشرة السابقة، أبوعاقلة كيكل»، موضحة أن «أمثاله مصيرهم أن يعدموا وليس أن يمجدوا والتاريخ بيننا».

ونبهت اللجان، إلى أن كيكل هو صنيعة الجيش، لافتة إلى أن محاولات جر الحرب إلى خانة حرب الكل ضد الكل و إلباسها الطابع القبلي لن تنطلي علينا، «فإنسان الجزيرة قد وعي الدرس تمامًا وعلم جيدًا السبب وراء هذه الحرب ومن المستفيد منها».

وفي رسالة أخرى وجهتها إلى (الشرفاء داخل الجيش) من صغار الضباط وضباط الصف والجنود، قالت إن «صمتهم تجاه ما يجابهه الأهل في الجزيرة من خطر الإبادة، جريمة أخلاقية ويضعكم موضع المساءلة أمام الأجيال القادمة والتاريخ لا يرحم».

وتابعت اللجان «آن الأوان لتبيان مواقفكم بشكل أكثر وضوحًا تجاه ما يحدث من تخاذل قاداتكم وتعاملهم مع إنسان الجزيرة كفأر تجارب لمخططات الاستخبارات العسكرية الفاشلة والتي تضع إنسان الجزيرة في أسفل قائمة أولوياتها وتجعله يدفع ضريبة هذه الحرب بحياته وماله وعرضه وأرضه».

وربطت ذلك مقابل ما أسمته «تكسبهم السياسي من المجازر التي تقوم بها المليشيا لرفع السقف التفاوضي أمام العالم والمجتمع الدولي وتمرير مخطط توسيع رقعة الحرب وتسليح المواطنين واستخدامهم كهدف للمليشيا و استرخاص دمه».

لا قضية تحررية

وفي رسالة ثالثة وجهتها إلى «مليشيا ومرتزقة الدعم السريع ومن عاونهم عسكريًا وسياسيًا واجتماعيًا»، قالت إن «ما أوهمكم به أرباب نعمتكم الإماراتيين وحلفاؤكم السياسيين أنكم تقاتلون من أجل قضية تحررية، وأنكم على حق، ما هو إلا دليل على سذاجتكم وضيق أفقكم وعلى جهلكم التام بالتاريخ و صيرورته».

وأضافت أن للجزيرة تاريخها الناصع في ترسيخ معاني التعايش السلمي بين مختلف المكونات القبلية السودانية ولها إسهاماتها الاقتصادية الثقافية والاجتماعية والسياسية.

وتابعت قائلة إن «ما تحاولون فرضه بالقوة والإبادة الجماعية لن يمر على سكان الجزيرة، بل سيجد مقاومة شديدة، حيث لن نرضى بأن يكون مصيرنا بيد مرتزقة لا يعون قيمة الحياة ولا الوطن».

وأردفت أن «التاريخ لا يرحم وإنسان الجزيرة لن تُمحى من ذاكرته هذه الأفعال ما دام حيًا وأن مهامكم الدولية والمحلية التي تسعى لتغيير جغرافية المنطقة لن تنجح في ظل وجود الترابط الاجتماعي بين مواطن الجزيرة سوى كان داخلها أو خارجها والذي لن يتهاون في الدفاع عنها بكل ما أوتي من قوة. فمهما طال الزمن ومهما كانت التضحيات، ستظل ولاية الجزيرة صامدة إنسان الجزيرة هو صاحب الأرض».

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع