
«أسوشيتد برس» تكشف عن تعرض لاجئات سودانيات للاستغلال الجنسي بمخيم «أدري» من قبل عاملين إنسانيين
16 نوفمبر 2024– كشف تقرير لوكالة «أسوشيتد برس»، السبت، عن تعرض لاجئات سودانيات للاستغلال الجنسي بمخيم «أدري» للاجئين بتشاد، من قبل عاملين بالمنظمات الإنسانية ورجال شرطة وسودانيين في المخيم.
ومنذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل من العام الماضي، فرّ مئات الآلاف من النازحين والنازحات من الصراع في دارفور إلى الحدود التشادية بحثًا عن الأمان وظروف حياة أفضل، لكن تشير تقارير إعلامية إلى أنّ اللاجئين السودانيين في الحدود التشادية يعيشون في «أوضاع صعبة» حتى مع وجود عدد كبير من المنظمات الإنسانية وبوادر الترحيب من المجتمعات المضيفة وحكومة تشاد.
وقالت وكالة «أسوشيتد برس» إنها تحدثت مع ثلاث نساء من مخيم «أدري»، كما نقلت عن طبيبة نفسية سودانية روايات سبع نساء وفتيات أخريات تعرضن للاستغلال الجنسي، مشيرةً إلى أنها لم تتمكن من تأكيد رواياتهن. وأشار تقرير الوكالة إلى حمل أغلبهن خارج الزواج مع عدم تمكنهن من تقديم شكاوى إلى الشرطة في منطقة «أدري» بسبب خوفهن من الانتقام والمضايقة.
وذكر التقرير أن عاملين في منظمة «أطباء بلا حدود»، بينهم سوداني واحد وآخرين تشاديين، تورطوا في استغلال فتيات جنسيًا أو التحرش بهن مقابل توفير وظائف لهن بالمنظمة التي تنشط في تقديم الخدمات الصحية في أنحاء العالم.
ومع ذلك، نفى الأمين العام لمنظمة «أطباء بلا حدود» كريستوفر لوكيير علم المنظمة بهذه «الادعاءات»، قائلًا في تصريحٍ لـ«أسوشيتد برس» إنهم عازمون على التحقيق فيها. ونقلت الوكالة عن لوكيير قوله: «طلب المال أو الجنس مقابل الحصول على الرعاية أو الوظيفة يعد انتهاكًا واضحًا لالتزاماتنا السلوكية»، مشيرًا إلى أن المنظمة تعمل على إنشاء مجموعة من المحققين على المستوى العالمي لتعزيز قدرتها على متابعة الادعاءات، وفق ما نقلته الوكالة.
ولفت تقرير «أسوشيتد برس» إلى أن منظمة «أطباء بلا حدود» لم تذكر للوكالة عدد الحالات المبلغ عنها وسط اللاجئين السودانيين في تشاد، لكن لوكيير ذكر للوكالة أن 714 شكوى قُدِّمت بشأن سلوك موظفي «أطباء بلا حدود» في أماكن عملها على مستوى العالم في العام الماضي فقط، أُكّد من بينها 264 حالة إساءة أو سلوك غير لائق، بما في ذلك الاستغلال الجنسي وإساءة استخدام السلطة والتنمر، وفقًا لما ذكره لوكيير للوكالة.
وأفاد التقرير بأن العديد من النساء تحدثن عن تعرضهن للاستغلال الجنسي من قبل عمال إغاثة بمنظمات محلية ودولية غير «أطباء بلا حدود» نقلًا عن شهادتي طبيبة وشابة بالمخيم، مشيرًا إلى أن أيّ منهن لم تقدم دليلًا يدعم هذه الادعاءات.
ونقل التقرير شهادة امرأة قالت للوكالة إنها «رفضت أيضًا شرطيًا محليًا اقترب منها ووعدها ببطاقة حصص غذائية إضافية إذا ذهبت إلى منزله».
فيما قال المسؤول الرئيسي في «أدري» علي محمد سيبي للوكالة إن الشرطة غير مسموح لها بالدخول إلى المخيمات، مكذبًا الاتهامات الموجهة إليهم بالاستغلال. ولكنه استدرك بالقول إن «من الصعب حماية الجميع مع التدفق المتزايد للناس»، وفقًا للوكالة.
وقال تقرير «أسوشيتد برس» إن فتاة تبلغ من العمر 19 عامًا تعرضت للاستغلال الجنسي من صاحب مطعم سوداني بالمخيم تعمل معه بعد أن طلبت زيادة في الأجر، ونقل عنها قولها إنه وافق بشرط ممارسة الجنس، مشيرةً إلى أن المبلغ الذي دفعه لها أكثر من ستة أضعاف أجرها، قبل أن تضيف: «لكنه هرب بعد أن حملت بطفله».