Day: November 27, 2024

سوء التغذية يصادر حيوات الأطفال بشرق النيل ويتربص بآلاف النساء الحوامل وكبار السن

27 نوفمبر 2024 – أدى سوء التغذية وانعدام الدواء إلى وفاة أطفال بمنطقة شرق النيل شرقي العاصمة السودانية الخرطوم، فيما يمتد التهديد لحياة آلاف آخرين من النساء الحوامل وكبار السن، ضمن مأساة الحرب، والتي توزع الموت على مواطني البلاد كيفما اتفق.

وأبلغت غرفة طوارئ شرق النيل، الأربعاء، عن حالات وفيات وسط أطفال بالمنطقة بعد إسعافهم إلى مستشفيات أم ضوًا بان والبان جديد، بسبب سوء التغذية، وعدم تمكنهم من الحصول على العلاج اللازم.

وناشدت غرفة الطوارئ جميع الجهات الإنسانية والمنظمات الدولية والمحلية والمؤسسات العاملة في المجال الإنساني للتدخل السريع في مواجهة كارثة سوء التغذية قائلة إن حياة الآلاف، خاصة الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن.

وقالت إن التقارير الواردة من المنطقة تشير إلى انتشار واسع لأمراض سوء التغذية الحاد، خاصة بين الأطفال.

وخلال الأسابيع الماضية توقفت معظم المطابخ التكافلية عن تقديم خدماتها في غالبية أنحاء جنوب وشمال وشرق الخرطوم، إما لظروف أمنية أو قلة المواد الغذائية المتوافرة.

وعزت الغرفة انتشار سوء التغذية إلى غياب الدعم الغذائي الضروري والمتنوع للحد من تفاقم الأزمة، بجانب نقص المعدات الطبية والأدوية اللازمة لتشخيص الأمراض وعلاجها وانعدام المرافق المتخصصة لعلاج حالات سوء التغذية الحادة.

وأضافت «سجلت المرافق الصحية في المنطقة معدلات مقلقة من الهزال الحاد حيث يعاني الأطفال من فقدان كبير في الوزن وضعف المناعة، مما يجعلهم عرضة للوفاة بسبب الالتهابات البسيطة ونقص الفيتامينات والمعادن وأمراض مترافقة تم تسجيلها مثل الإسهال المتكرر وأمراض الجهاز التنفسي، التي تتفاقم بسبب الضعف العام الناتج عن نقص التغذية».

أيضًا أعلنت عن تسجيل عدد كبير من حالات العشى الليلي بعدد من الأحياء والمناطق بالمحلية، بينها مناطق «أبو قرون، الشيخ الأمين، والجريف شرق».

وذكرت أن معدل حالات المرض التي وصلت لمستشفى أم ضواً بان ومستشفى البان جديد غير طبيعية.

وأضافت «كما سجلت هذه الوحدات الصحية عددًا من وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية وعدم تمكنهم من الحصول على العلاج اللازم».

ولفتت إلى أن الحالات المسجلة هي التي تمكنت من الوصول للوحدات الصحية القريبة، مشيرةً إلى أن معظم الحالات لا تتمكن من الوصول للمستشفى لذا يكون من الصعب إحصاؤها.

احتياجات عاجلة

وأوضحت أن الاحتياجات العاجلة تشمل توفير إمدادات غذائية وذلك عن طريق دعم المطابخ الخيرية وتوفير سلال غذائية غنية بالعناصر الأساسية لتلبية احتياجات الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن.

ولفتت إلى الحاجة أيضًا إلى توفير مراكز علاجية، عبر المساهمة في إنشاء أقسام متخصصة لعلاج حالات سوء التغذية الحاد، وتقديم الدعم الطبي والتغذوي اللازم، وذلك في الوحدات الصحية العاملة بالمنطقة.

ودعت كذلك إلى توفير دعم طبي ممثل في أدوية لعلاج المضاعفات الناتجة عن سوء التغذية، إلى جانب محاولة توفير المعدات الطبية اللازمة للتشخيص وتنفيذ حملات توعية لتدريب المواطنين على طرق الوقاية من سوء التغذية وكيفية مواجهة مضاعفاتها.

وذكرت أن أي تدخل في الوقت الحالي مهما كان حجمه، سيكون له أثر بالغ في إنقاذ حياة الآلاف ووقف انتشار الأمراض المرتبطة بسوء التغذية.

وفي 3 أكتوبر الماضي أعلن معهد أبحاث السلام في أوسلو ترشيح غرف الطوارئ السودانية لجائزة نوبل للسلام لعام 2024، مشيرًا إلى أنها وسط حرب مدمرة ظهرت كـرمز للأمل والصمود بتقديمها المساعدات الإنسانية الأساسية والرعاية الطبية وحماية الملايين من النازحين والفئات الضعيفة.

وفي أواخر سبتمبر الماضي أعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام، عن وفاة 170 شخصًا خلال أسبوع، جراء تأثرهم بأمراض وبائية وسط أوضاع صحية حرجة تفتك بسكان المناطق الواقعة جنوب العاصمة السودانية الخرطوم،بالإضافة إلى انتشار أمراض الملاريا والتيفود والحمى الحبشية.

وقالت الغرفة في تقرير إن الأوضاع الصحية التي تمر بها المنطقة كارثية وتزداد سوءًا بسبب انتشار وباء حمى الضنك بصورة كبيرة.

كما شهدت منطقة شمبات شمالي العاصمة الخرطوم موجة من الوفيات خلال الأشهر الماضية بلغت حوالي 200 شخص، جراء انتشار أمراض وبائية وحميات.

إزالة «6» آلاف جسم متفجر بالخرطوم وخطة لإنشاء مصنع للأطراف الصناعية

27 نوفمبر 2024 – أعلن مدير المركز القومي امكافحة الألغام في السودان، جمال البشرى، الأربعاء، إزالة أكثر من 6 آلاف جسم متفجر في مناطق متفرقة من مدن العاصمة السودانية الخرطوم.

في وقت أعلن وزير الصحة، هيثم محمد إبراهيم، عن ترتيبات جارية لإنشاء مصنع للأطراف الصناعية لإعادة تأهيل كل من بترت أطرافه وإدماجه في المجتمع.

وفي سبتمبر الماضي أكد تقرير أصدرته وزارة الصحة بالخرطوم أن العدد الإجمالي لجرحى الحرب في الولاية منذ 15 أبريل 2023 وحتى 18 سبتمبر 2024، بلغ 31,383 جريحًا، مشيرًا إلى إجراء 22,167 عملية جراحية كبيرة شملت استخراج أعيرة نارية من أجزاء متفرقة من الجسم.

وجاء تصريحات البشرى أثناء زيارة وزير الصحة، هيثم محمد إبراهيم، إلى مقر المركز بمدينة أم درمان.

وطالب الوزير المركز بتكثيف جهوده في المناطق التي تم استعادة السيطرة عليها لتقليل مخاطر الأجسام المتفجرة وسط الأحياء السكنية وتجنيب المواطنين المخاطر والأضرار الصحية.

وفي السياق، أكد إبراهيم أن وزارة الصحة شريك أصيل للمركز القومي لمكافحة الألغام.

وكانت وسائل إعلام سودانية، أوردت في يناير الماضي، أن 10 أشخاص لقوا مصرعهم بانفجار لغم، بالقرب من مدينة شندي شمالي السودان، حينما كانوا يستقلون مركبة عامة، في طريقهم إلى المدينة.

وكانت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي، أعلنت في منشور على منصة (إكس)، في أبريل الماضي، مقتل 18 شخصا، في 3 حوادث تتعلق بالألغام ومخلفات الحرب القابلة للانفجار، في يناير وفبراير 2024.

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بدوره قال في أبريل الماضي، إن الألغام الأرضية والذخائر المتفجرة ومخلفات الحرب من المتفجرات تهدد، بشكل مباشر، ملايين الأشخاص من السودان وأفغانستان وميانمار وأوكرانيا وكولومبيا وغزة.

ليلة طويلة من الرعب بعطبرة شمالي السودان في استمرار لحرب المُسيرات


27 نوفمبر 2024 – عاشت مدينة عطبرة الواقعة على بعد حوالي 320 كيلومترًا شمالي العاصمة السودانية الخرطوم، ليلة طويلة من الرعب، في حرب مُسيرات درجت على استهداف المدينة من على البعد للأسبوع الثاني، حيث اتهمت السلطات المحلية في وقت سابق قوات الدعم السريع بالمسؤولية عن إطلاقها.

ومدينة عطبرة إحدى أهم مناطق ولاية نهر النيل وشمالي السودان الحضرية عامةً وتعد من أكبر مراكز النازحين الفارين من الخرطوم ومناطق أخرى من البلاد.

وقال ثلاثة شهود عيان من عطبرة لـ«بيم ريبورتس» إنهم سمعوا دوي انفجار في اتجاه سلاح المدفعية قبل العاشرة مساءً كما شاهدوا انبعاث أعمدة الدخان من المنطقة، مع سماع أصوات صراخ من داخل المقر العسكري.

بينما أكد شاهدان آخران استمرار سماعهم أصوات المضادات الأرضية حتى الثالثة فجرًا باتجاه مطار عطبرة.

ويوجد سكن مخصص لأسر الضباط داخل سلاح المدفعية عطبرة، فيما يقع المقر العسكري في وسط المدينة على ضفاف نهر النيل وملحق به المستشفى العسكري التابع للجيش، بالإضافة إلى مركز التدريب ومسجد ومدرسة وميادين للرياضة، وقاعات.

مصدر عسكري من مدينة عطبرة قال لـ«بيم ريبورتس» إن مُسيرة كانت تستهدف معهد المدفعية بعطبرة شرقي سكن أسر ضباط الجيش سقطت في منزل أسرة شرق مسجد (القشلاق)، وتسببت في تدميره بالكامل وجزء من منزل آخر مجاور له.

وأكد المصدر أن المنزل الذي انفجرت فيه المسيرة يعيش فيه حوالي 7 ـ 8 أطفال ووالدتهم، مشيرًا إلى إصابة أحد الأطفال بعد سقوط حائط عليه، حيث جرى إسعافه، إلى مستشفى السلاح الطبي.

هجمات مستمرة والسلطات تتهم الدعم السريع

وأمس الثلاثاء استهدفت خمس مسيرات مدينة عطبرة ابتداءً من الساعة التاسعة والنصف مساء سقطت واحدة في سكن معهد المدفعية فيما تصدت المضادات الأرضية للبقية.

ومنذ 18 نوفمبر الحالي تشهد مدينة عطبرة هجمات مستمرة لـمسيرات استهدفت مطار عطبرة الذي تجري عمليات صيانة لافتتاحه وتتصدى لها المضادات الأرضية.

وكانت لجنة أمن الولاية قد قالت الإثنين قبل الماضي إن الدعم السريع شنت هجمات بالمسيرات في محاولة بائسة لاستهداف مطار عطبرة بينما لم تعلق حتى اللحظة على هجوم اليوم.

وفي أعقاب كل هجوم بالمسيرات تشهد مدينة عطبرة حالة من الاستنفار الأمني خاصة داخل سوق المدينة وأحيائها الكبرى، حيث يتم تفتيش المواطنين بشكل كثيف واعتقال بعض المشتبه بهم.

وفي الثاني من أبريل الماضي استهدفت مسيرة إفطارًا رمضانيًا نظمه لواء البراء بن مالك المحسوب على الإسلاميين بصالة إنفينيتي وسط مدينة عطبرة مخلفة عشرات القتلى والجرحى.

وبتاريخ 29 يوليو الماضي استهدفت مُسيرات مقارًا حكومية في مدينة الدامر عاصمة ولاية نهر النيل لكنها لم تُسفر عن سقوط ضحايا أو أضرار مادية كبيرة. كما هاجمت بعدها بيوم عدة مُسيرات أهدافًا عسكرية في مدينة كوستي جنوبي السودان.

وفي أواخر يوليو الماضي نجا قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، من محاولة اغتيال باستخدام طائرات مُسيرة في منطقة جبيت العسكرية شرقي البلاد استهدفت المكان خلال تخريجه دفعات جديدة من الكلية الحربية السودانية.