27 نوفمبر 2024 – عاشت مدينة عطبرة الواقعة على بعد حوالي 320 كيلومترًا شمالي العاصمة السودانية الخرطوم، ليلة طويلة من الرعب، في حرب مُسيرات درجت على استهداف المدينة من على البعد للأسبوع الثاني، حيث اتهمت السلطات المحلية في وقت سابق قوات الدعم السريع بالمسؤولية عن إطلاقها.
ومدينة عطبرة إحدى أهم مناطق ولاية نهر النيل وشمالي السودان الحضرية عامةً وتعد من أكبر مراكز النازحين الفارين من الخرطوم ومناطق أخرى من البلاد.
وقال ثلاثة شهود عيان من عطبرة لـ«بيم ريبورتس» إنهم سمعوا دوي انفجار في اتجاه سلاح المدفعية قبل العاشرة مساءً كما شاهدوا انبعاث أعمدة الدخان من المنطقة، مع سماع أصوات صراخ من داخل المقر العسكري.
بينما أكد شاهدان آخران استمرار سماعهم أصوات المضادات الأرضية حتى الثالثة فجرًا باتجاه مطار عطبرة.
ويوجد سكن مخصص لأسر الضباط داخل سلاح المدفعية عطبرة، فيما يقع المقر العسكري في وسط المدينة على ضفاف نهر النيل وملحق به المستشفى العسكري التابع للجيش، بالإضافة إلى مركز التدريب ومسجد ومدرسة وميادين للرياضة، وقاعات.
مصدر عسكري من مدينة عطبرة قال لـ«بيم ريبورتس» إن مُسيرة كانت تستهدف معهد المدفعية بعطبرة شرقي سكن أسر ضباط الجيش سقطت في منزل أسرة شرق مسجد (القشلاق)، وتسببت في تدميره بالكامل وجزء من منزل آخر مجاور له.
وأكد المصدر أن المنزل الذي انفجرت فيه المسيرة يعيش فيه حوالي 7 ـ 8 أطفال ووالدتهم، مشيرًا إلى إصابة أحد الأطفال بعد سقوط حائط عليه، حيث جرى إسعافه، إلى مستشفى السلاح الطبي.
هجمات مستمرة والسلطات تتهم الدعم السريع
وأمس الثلاثاء استهدفت خمس مسيرات مدينة عطبرة ابتداءً من الساعة التاسعة والنصف مساء سقطت واحدة في سكن معهد المدفعية فيما تصدت المضادات الأرضية للبقية.
ومنذ 18 نوفمبر الحالي تشهد مدينة عطبرة هجمات مستمرة لـمسيرات استهدفت مطار عطبرة الذي تجري عمليات صيانة لافتتاحه وتتصدى لها المضادات الأرضية.
وكانت لجنة أمن الولاية قد قالت الإثنين قبل الماضي إن الدعم السريع شنت هجمات بالمسيرات في محاولة بائسة لاستهداف مطار عطبرة بينما لم تعلق حتى اللحظة على هجوم اليوم.
وفي أعقاب كل هجوم بالمسيرات تشهد مدينة عطبرة حالة من الاستنفار الأمني خاصة داخل سوق المدينة وأحيائها الكبرى، حيث يتم تفتيش المواطنين بشكل كثيف واعتقال بعض المشتبه بهم.
وفي الثاني من أبريل الماضي استهدفت مسيرة إفطارًا رمضانيًا نظمه لواء البراء بن مالك المحسوب على الإسلاميين بصالة إنفينيتي وسط مدينة عطبرة مخلفة عشرات القتلى والجرحى.
وبتاريخ 29 يوليو الماضي استهدفت مُسيرات مقارًا حكومية في مدينة الدامر عاصمة ولاية نهر النيل لكنها لم تُسفر عن سقوط ضحايا أو أضرار مادية كبيرة. كما هاجمت بعدها بيوم عدة مُسيرات أهدافًا عسكرية في مدينة كوستي جنوبي السودان.
وفي أواخر يوليو الماضي نجا قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، من محاولة اغتيال باستخدام طائرات مُسيرة في منطقة جبيت العسكرية شرقي البلاد استهدفت المكان خلال تخريجه دفعات جديدة من الكلية الحربية السودانية.