Day: November 30, 2024

هدوء نسبي في الفاشر بعد ساعات من القصف المدفعي والغارات الجوية

30 نوفمبر 2024-قالت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر لـ«بيم ريبورتس» إن المدينة تعيش هدوءًا نسبيًا، مساء اليوم السبت، وذلك بعد ساعات من القصف المدفعي المستمر من «الدعم السريع»، وغارات جوية من الجيش، على تجمعات الأخيرة منذ الصباح.

وكشفت تنسيقية المقاومة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، في تحديث ميداني، اليوم السبت، عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين في «سوق المواشي» أمس الجمعة، جراء عمليات القصف المدفعي المكثف التي شنتها قوات الدعم السريع.

وفي تصريحات سابقة لـ«بيم ريبورتس»، وصفت التنسيقيةُ الوضعَ العملياتي على الأرض في الفاشر بأنه «ديناميكي ومتغير باستمرار»، مشيرةً إلى أنه يعتمد على طبيعة التحركات العسكرية والإستراتيجية لكلا الطرفين، واصفةً التطورات العسكرية في المدينة بـ«المعقدة»، ولافتةً إلى أنّ المعارك لا تُحسم في ساعة أو يوم.

ومنذ العاشر من مايو الماضي، تشهد مدينة الفاشر عمليات عسكرية عنيفة بين الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه من جهة وعناصر «الدعم السريع» من الجهة الأخرى، مما خلف مئات القتلى والجرحى، وأدى إلى نزوح أكثر من نصف مليون شخص.

وكانت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين قد كشفت قبل أيام عن «موجة نزوح جديدة» من مدينة الفاشر إلى أنحاء مختلفة من منطقة «جبل مرة» الخاضعة لسيطرة حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.

وبحسب منسقية النازحين واللاجئين، فإن إجمالي الفارين من الفاشر بلغ 642 أسرة –أيّ ما يعادل نحو 3,210 أشخاص– وذكرت أنّ منطقة «طويلة» استضافت 515 أسرة، فيما استقبلت منطقة «قولو» 42 أسرة ومنطقة «دربات» 21 أسرة، في حين استقبلت مناطق «سورتوني» و«فنقا» و«دوبو» و«روكو» 37 أسرة و19 أسرة و17 أسرة وتسعة أسر، على التوالي.

وفي 12 أغسطس الماضي أعلن قادة سياسيون وشخصيات عامة إلى جانب حركة/ جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور – أعلنوا عن توقيعهم على مبادرة «نداء الفاشر» الإنسانية والتي تقضي بجعل المدينة «منطقة منزوعة السلاح».

وكان نور قد طرح، في يوليو الماضي، مبادرةً تقضي بخروج جميع القوات المتقاتلة من الفاشر، وتحويل المدينة إلى منطقة منزوعة السلاح، على أن تتولى حركته إدارة الوضع الإنساني وتوفير الأمن للمواطنين والسعي مع الآخرين لمعالجة الوضع الذي خلفته الحرب، بحسب ما أعلنته الحركة.

وأبانت المبادرة وقتها أن أهدافها تشمل خروج جميع القوات المتقاتلة وحلفائها من المدينة والمناطق المحيطة بها، والاتفاق على جدول زمني محدد لسحب القوات المتحاربة. كما أعلنت أنها ستتواصل خلال 48 ساعة مع قادة الأطراف المتحاربة، دعمًا لجهود وقف الحرب، وبحث ما أسمته «السبل الناجعة لحماية المدنيين».

بكري الجاك: ورشة جنيف اختراق حقيقي يعد الأول من نوعه بعد الحرب

30 نوفمبر 2024 – قال الناطق الرسمي باسم تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية «تقدم» بكري الجاك المدني، في حديث إلى «بيم ريبورتس»، السبت، إن «ورشة جنيف تعد اختراقًا حقيقيًا هو الأول من نوعه بعد الحرب»، مشيرًا إلى إمكانية انضمام بقية القوى السياسية لأن ما طرح «محض مقترح» على حد وصفه.

وأوضح الجاك أن كل القوى السياسية السودانية حضرت إلى جنيف باستثناء حركة تحرير السودان جناح مني أركو مناوي، وحركة العدل المساواة، والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، والحزب الشيوعي، وحزب البعث.

وفي الأيام الماضية عقدت مجموعة من القوى السياسية المدنية «ورشة عمل» في العاصمة السويسرية جنيف، بدعوة من منظمة «بروميديشن»، الفرنسية في الفترة من 25 – 27 نوفمبر الحالي.

واليوم، قالت تنسيقية «تقدم»، في بيان، إن اجتماع القوى السياسية والمدنية والحركات المسلحة في جنيف هو تكملة لاجتماعات القاهرة التي جرت في يوليو الماضي.

وكانت القاهرة قد استضافت، في يوليو الماضي، مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية، تحت شعار «معًا لوقف الحرب»، بحضور ممثلين لمنظمات إقليمية ودولية ودبلوماسيين من دول إفريقية وعربية وأوروبية، وسط غياب ممثلين لطرفي الصراع، وذلك بهدف تقديم رؤى لإنهاء النزاع. فيما دعت مصر إلى التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السودانية.

وأعلنت تنسيقية «تقدم»، السبت، مخرجات اجتماع جنيف، وقالت إنها تشمل: ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار للأغراض الإنسانية وتوفير البيئة المواتية للعملية السياسية، ووقف الحرب والحفاظ على وحدة الدولة السودانية عبر «حل سياسي شامل» يجري التفاوض عليه من خلال «حوار سوداني – سوداني شامل»، بوصف البيان. وأضاف البيان: «نؤمن بجيش وطني واحد وموحّد ومهني بمنأى عن التأثيرات السياسية والحزبية».

وزاد بيان «تقدم» أن من بين مخرجات اجتماع جنيف تفكيك نظام الثلاثين من يونيو «نظام الإنقاذ» لإنهاء ما وصفه بـ «حالة اختطاف الدولة»، بما في ذلك «استرداد الأموال والمقدرات العامة المنهوبة والانتقال من دولة الحزب إلى دولة الوطن». وشملت المخرجات أيضًا إطلاق عملية شاملة للعدالة والعدالة الانتقالية لضمان المساءلة عن الجرائم المرتكبة منذ انقلاب 30 يونيو 1989، بما في ذلك تسليم المطلوبين إلى المحكمة الجنائية، والجرائم المرتكبة في حرب 15 أبريل. كما تضمنت المخرجات مخاطبة طرفي الحرب ودعوتهما إلى إيقاف الحرب فورًا. فيما أشار بكري الجاك إلى أن الخطابين لم يرسلا ورقيًا إلى الطرفين، لافتًا إلى أنها مجرد دعوة علنية فى البيان.

ومنذ الإعلان عنها، أعربت عدد من الشخصيات والأجسام رفضها المشاركة في اجتماعات جنيف، من بينها حركة تحرير السودان جناح مني أركو مناوي، والكتلة الديمقراطية.

وكان الرئيس المكلف لـ«التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية» مبارك عبد الرحمن أردول، قد قال في منشور على حسابه بموقع «فيسبوك»، تعليقًا على مخرجات اجتماع جنيف: «ما اجتمعنا عليه نقدمه كمقترح للقوى التي لم تشارك، هذا جهد وطني خالص قابل للتعاطي أخذا وحذفا».

وأواخر أغسطس الماضي، فشلت مفاوضات ترعاها الولايات المتحدة في العاصمة السويسرية جنيف، بعد عشرة أيام من الجهود المتواصلة التي بذلتها بمعية أطراف دولية وإقليمية، في التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب المستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023، لكن المفاوضات توصلت إلى إجراءات قد تمهد الطريق لفتح ممرات إنسانية.

وكانت قوات الدعم السريع قد استجابت للدعوة الأميركية، وبعثت وفدها المفاوض إلى جنيف، لكن الجيش رفض الانضمام إلى المفاوضات، مطالبًا بإلزام الدعم السريع بتنفيذ بنود «إعلان جدة» الذي يتبادل الطرفان الاتهامات بخرقه.