2 ديسمبر 2024 – أعلنت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر، اليوم الاثنين، عن تجدد القصف المدفعي من قبل قوات الدعم السريع على مخيمات النازحين بمعسكر زمزم لليوم الثاني على التوالي، فيما نفت الأخيرة، في بيان على موقع «تليغرام»، ما وصفتها بـ«الادعاءات الكاذبة والمتناقضة» المتعلقة باتهام قواتها باستهداف المعسكر الواقع جنوب الفاشر عاصمة شمال دارفور غربي السودان.
وفي الأثناء، نقلت تنسيقية المقاومة في الفاشر بيانًا عن غرفة طوارئ معسكر أبو شوك تعلن فيه مقتل شخص وإصابة آخرين جراء قصف مدفعي من قبل «الدعم السريع»، اليوم، على المعسكر، لافتةً إلى أنه ظلّ هدفًا لـ«القصف المستمر» قرابة الأربعين يومًا.
وأمس الأحد، قالت التنسيقية إن مدافع «الدعم السريع» وراجماتها تحولت منذ الساعة الخامسة والنصف مساءً نحو معسكر زمزم للنازحين، في ظل انقطاع شبكات الاتصال والإنترنت وانعدام التغطية الإعلامية. وأوضحت أن المعسكر يعيش في «حالة من الرعب بسبب شدة القصف العشوائي داخل مخيمات النازحين»، مشيرةً إلى سقوط أكثر من عشر قذائف، مما خلف قتلى وجرحى.
وفي وقت مبكر من صباح اليوم، أعلنت تنسيقية المقاومة بالفاشر عن سقوط قتيلين و12 جريحًا في حصيلة أولية، مشيرةً إلى توقف أجهزة الإنترنت الفضائي «إستارلنك» لدواعي أمنية، مع استمرارها في «رصد الأضرار بصورة دقيقة». وقالت إن الأوضاع هدأت نسبيًا في المعسكر، قبل أن تعلن، في بيان لاحق نهار اليوم، عن تجدد القصف على المعسكر. وقال البيان: «يتجدد القصف الآن على مخيمات النازحين بمعسكر زمزم»، لافتًا إلى أن «أصوات الأطفال وصراخهم يسمع الآن من داخل المخيمات من شدة الرعب والخوف».
وأمس الأحد، أدان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، في حسابه على موقع «إكس»، بـ«أشد العبارات»، ما وصفه بـ«الهجوم الصاروخي من قبل الدعم السريع على معسكر زمزم للنازحين»، لافتًا إلى أنّ المنطقة أصبحت «الملجأ الوحيد» لأبناء دارفور من كل الأنحاء. وتابع قائلًا: «يؤسفني أكثر أن هذه العصابات مدعومة من قبل دول تتمتع بعضوية الأمم المتحدة»، مطالبًا المنظمة بـ«أن تقول كلمتها الآن».
وفي السياق نفسه، قالت حركة/ جيش تحرير السودان – جناح مناوي إنها تدين «الاعتداء السافر» الذي نفذته «مليشيات الدعم السريع الإرهابية» على معسكر زمزم للنازحين، مشيرةً إلى أن الاعتداء يحمل «دلالات ومؤشرات خطيرة جدًا، لا لبس فيها ولا غموض»، وأنه يهدد الأمن والاستقرار في معسكرات النازحين والقرى الآمنة في جميع ربوع السودان. وحمّلت الحركةُ «الدعمَ السريع» – «المسؤولية الكاملة» عن ما وصفتها بـ«الجرائم الشنيعة» التي قالت إنها «تشبه أفاعيلهم اليومية منذ بدء هذه الحرب اللعينة»، مضيفةً أنها «تضيف إلى سجلهم الأسود سوءًا إلى سوء» – وفق تعبيرها.
ومن جانبها، نفت «الدعم السريع» صلتها بالهجمات، وقالت في بيان: «في محاولة رخيصة لقلب الحقائق؛ عاود المدعو مني أركو مناوي، الصراخ، متقمصًا دور الضّحية بادعاءات كاذبة ومتناقضة يتهم فيها قواتنا باستهداف معسكر زمزم للنازحين بشمال دارفور»، لافتةً إلى أنه يفعل ذلك «متنكرًا لكل جرائمه واحتماء قواته الهاربة من الفاشر بالنازحين واتخاذهم دروعًا بشرية».
وذكر بيان «الدعم السريع» أن الشواهد على الأرض تكذب ادعاءات مناوي، كما «تدحض بيانات النازحين الاحتجاجية مزاعمه»، مشيرًا إلى أن قواتهم حذرت منذ وقت مبكر من «مخطط حركات الارتزاق لتحويل معسكر زمزم للنازحين إلى ثكنة عسكرية»، وقائلًا إن «القوات المشتركة» دخلت إلى المخيم ونصبت ارتكازات عسكرية وسط المدنيين.
ومنذ العاشر من مايو الماضي، تشهد مدينة الفاشر عمليات عسكرية عنيفة بين الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه من جهة وعناصر «الدعم السريع» التي تحاول السيطرة على المدينة من الجهة الأخرى، مما خلف مئات القتلى والجرحى، وأدى إلى نزوح أكثر من نصف مليون شخص.
وكانت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين قد لفتت، في منتصف نوفمبر الماضي، إلى «موجة نزوح جديدة» من مدينة الفاشر إلى أنحاء مختلفة من منطقة «جبل مرة» الخاضعة لسيطرة حركة/ جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.
وبحسب منسقية النازحين واللاجئين، فإن إجمالي الفارين من الفاشر بلغ 642 أسرة –أيّ ما يعادل نحو 3,210 أشخاص– وذكرت أنّ منطقة «طويلة» استضافت 515 أسرة، فيما استقبلت منطقة «قولو» 42 أسرة ومنطقة «دربات» 21 أسرة، في حين استقبلت مناطق «سورتوني» و«فنقا» و«دوبو» و«روكو» 37 أسرة و19 أسرة و17 أسرة وتسعة أسر، على التوالي.

أخبار بيم
البرهان في زيارة رسمية مع وفد عسكري وأمني إلى مالي
11 يناير 2025 وصل رئيس مجلس السيادة السوداني –السلطة الحاكمة في السودان– الفريق أول عبد الفتاح البرهان، اليوم، إلى جمهورية مالي بغرب إفريقيا، في زيارة