10 ديسمبر 2024 – أدانت أحزاب سياسية ولجان مقاومة وأجسام حقوقية، بالإضافة، إلى قوات الدعم السريع، كل على حدة، بشدة، عمليات قصف جوي، شنها الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، في عدة مناطق بإقليم دارفور غربي البلاد، أمس، وأسفرت عن مقتل وإصابة مئات الأشخاص.
من جهته، نفى الجيش السوداني، الثلاثاء، هذه الاتهامات، وقال إن بعض الجهات السياسية، المحسوبة على الدعم السريع، لم يسمها، «درجت على ترويج الأكاذيب عقب كل استهداف تقوم به قواتنا لمواقع نشاط المتمردين، في الوقت الذي تلتزم فيه الصمت حيال الفظائع والإنتهاكات المتعمدة والمروعة التي ترتكبها المليشيا بحق مواطنينا والأعيان المدنية بجميع أنحاء البلاد».
وأكد مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش «استمرارهم في ممارسة حقهم المشروع في الدفاع عن البلاد والتعامل بالأسلوب المناسب مع أي موقع أو مرفق تستخدمه المليشيا وأعوانها للأغراض الحربية ضد الدولة السودانية وهي قادرة بإذن الله على ذلك»، مضيفًا «كما نؤكد تقيدنا التام بقواعد الإشتباك والقانون الدولي الإنساني في استهداف الأهداف المعادية».
مجموعة محامو الطوارئ الحقوقية، أدانت في بيان، ما وصفتها بالمجزرة في كبكابية بشمال دارفور والقصف العشوائي المتواصل في نيالا بجنوب دارفور للطيران الحربي، والمخاطر الناتجة عن المسيرات المجهولة في شمال كردفان.
وقالت إن القصف على كباكبية، وقع في يوم السوق الأسبوعي، حيث تجمّع الأهالي من قرى مختلفة للتبضع، مما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات، بينهم نساء وأطفال.
وفي مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، أضاف البيان قائلًا «تتواصل سلسلة الهجمات العشوائية بالطيران الحربي، حيث استهدفت الطائرات الحربية أحياء: (المطار، الرحمن، والمصانع باستخدام البراميل المتفجرة)».
وأكد البيان أن هذه الهجمات، ليست سوى جزءًا من حملة تصعيد مستمرة، تدحض الادعاءات بأن القصف يركز فقط على الأهداف العسكرية، حيث تتركز الغارات بشكل متعمد على المناطق السكنية المأهولة.
ومضى البيان قائلًا «في شمال كردفان، تم تسجيل عدة حوادث انفجار لمسيّرات مجهولة المصدر. في مساء اليوم، (أمس) انفجرت مسيرة كانت قد سقطت بتاريخ 26 نوفمبر 2024 في منطقة المرخ شمال سودري، مما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، بينهم أطفال، وإصابة 3 آخرين بجروح خطيرة».
وأردف البيان «في حادثة منفصلة بتاريخ 28 نوفمبر 2024، سقطت مسيّرتان بين حمرة الشيخ وأبوزعيمة، لكنهما لم تنفجرا رغم احتوائهما على فيوزات تفجير، ما يشير إلى الخطر المستمر الذي تشكله هذه المسيرات على المدنيين».
ورأى محامو الطوارئ أن هذه الجرائم والانتهاكات المتكررة تعكس نمطًا خطيرًا من الاستهانة بحياة المدنيين، إضافة إلى استخدام أسلحة غير تقليدية ومخلفات حرب تشكل تهديدًا دائمًا على المجتمعات المتضررة.
ولفت البيان إلى أن استهداف المدنيين بهذه الطريقة يعد جريمة حرب لا يمكن التهاون معها، داعيًا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، والعمل على تحقيق العدالة والمساءلة وضمان حماية المدنيين.
«تقدم»: جرائم الجيش السوداني بحق المدنيين انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني
من جهتها، أدانت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» بأغلظ العبارات قصف سلاح الطيران التابع للجيش الذي استهدف المدنيين في كبكابية ونيالا.
البيان قال إن القصف بمدينة كبكابية بولاية شمال دارفور، استهدف سوق المدينة، ولقي العشرات من المدنيين مصرعهم، ومخلفًأ عشرات الجرحى، بعضهم بجروح خطيرة.
وتابع البيان «كما تعرضت مدن الكومة وطابت الشيخ عبد المحمود، ومسجد الشيخ أحمد في شمبات، وسوق 6 بجوار مستشفى بشائر جنوب الخرطوم، إلى قصف مما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين. كما تم قصف مدينة نيالا بعدد من الغارات الجوية والبراميل المتفجرة مساء الاثنين، وسقط جراءها عشرات القتلى ومئات الجرحى من المدنيين الأبرياء».
ووفقًا للبيان، فإنّ هذه الجرائم التي يرتكبها الجيش السوداني بحق المدنيين العُزل تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأكد البيان أن استهداف المدنيين في هذه الحرب سيُعمّق الانقسام المجتمعي الحاد، وسيجعل استهداف مناطق مدنية ليس بها مواجهات عسكرية أمرًا يمكن تفسيره على أنّه استهداف مقصود ومتعمّد، وهو أمر يجب أن تدينه جميع المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان.
قصف بالبراميل المتفجرة
تنسيقية لجان المقاومة الفاشر من جهتها، أدانت قصف الطيران الحربي نهار اليوم (أمس) بالبراميل المتفجرة في سوق محلية كبكابية، مشيرة إلى أن المعلومات المتوافرة حتي هذه اللحظة بوقوع وفيات وإصابات بين المدنيين، دون التمكن من تحديد الأعداد بدقة.
وأضافت «ندين عمليات قصف الطيران بالبراميل المتفجرة، والقصف المدفعي المتعمد في مناطق وجود المدنين. فقتل الابرياء مدان في كل القوانين والأعراف والأديان، كذلك القتل والاغتصاب والنهب والتهجير وقصف معسكرات النازحين، كلها جرائم لا ينبغي الدفاع عنها أو حتى تبريرها تحت أي ذريعة ، يجب أن نتعامل مع الجرائم كجرائم ونرفضها وندينها بغض النظر عن مرتكبها وموقفنا السياسي منه».
«الدعم السريع»: القصف الجوي في نيالا أحال المدينة إلى بؤرة ملتهبة من النيران
فيما قالت قوات الدعم السريع إن الطيران الحربي مسنودًا من جهات خارجية، شن عشية (الإثنين) غارات جوية مكثّفة على مدينة نيالا واستهدفت عمليات القصف المتكرر الأحياء السكنية والمرافق العامة بما فيها المشافي الصحية.
وقالت في بيان «أحال القصف الجوي مدينة نيالا إلى بؤرة ملتهبة من النيران، وسط سقوط مئات القتلى الأبرياء في أماكن متفرقة من أحياء المدينة – تجري عمليات حصرهم وإخراج جثثهم من أنقاض المنازل التي تهدمت على رؤوس ساكنيها، ومعظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن».
بالنسبة لشمال دارفور، اتهم البيان، الطيران الحربي بارتكاب ما أسماها مجازر جديدة باستهدافه سوق كبكابية بشمال دارفور، ومدينة أمّ روابة في شمال كردفان، مشيرًا إلى مقتل أكثر من 30 مدنياً في الحال، وجرح نحو 50 آخرين.
كما اتهمت الطيران الحربي أيضًا بإسقاط البراميل المتفجرة على الأحياء السكنية في أم روابة، ولافتة إلى سقوط عشرات القتلى من الأطفال والنساء.