Day: December 13, 2024

رويترز: هبوط عشرات الطائرات القادمة من الإمارات بمطار تشادي منذ اندلاع الحرب في السودان

13 ديسمبر 2024 – قالت وكالة رويترز، الخميس، إن بيانات لرحلات جوية وصور أقمار اصطناعية أظهرت أنه منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان العام الماضي، هبطت عشرات من طائرات الشحن القادمة من الإمارات على مهبط صغير للطائرات في تشاد، يشتبه خبراء من الأمم المتحدة ودبلوماسيون، أنه استخدم لنقل أسلحة عبر الحدود إلى السودان.
ولفتت بيانات للرحلات الجوية ووثائق لشركات فحصتها رويترز إلى 86 رحلة جوية على الأقل من الإمارات توجهت إلى مهبط للطائرات في أم جرس شرق تشاد، مشيرة إلى أن ثلاثة أرباع هذه الطائرات تديرها شركات طيران تتهمها الأمم المتحدة بنقل أسلحة قادمة من الإمارات إلى ليبيا.

ورفضت أبوظبي تقريرا للجنة خبراء للأمم المتحدة صدر في يناير الماضي أشار إلى مزاعم (موثوق بها) أفادت بأن الإمارات قدمت إمدادات عسكرية عبر مهبط طائرات في تشاد لقوات الدعم السريع السودانية التي تقاتل الجيش في صراع أودى بحياة عشرات الآلاف وأدى إلى نزوح الملايين.

وأوضح مقطع مصور، اُلتقط هذا العام في أم جرس ولم ينشر من قبل وراجعته رويترز، منصتي نقل خشبتين على المدرج محملتين بصناديق ذات لون كاكي وبعضها يحمل علم الإمارات. وحجبت رويترز التاريخ الدقيق ومصدر اللقطات تجنبا لمخاطر حدوث أعمال انتقامية.

وقال ثلاثة خبراء في الأسلحة، عمل اثنان منهم كمحققين للأمم المتحدة، إن الصناديق على الأرجح لا يوجد بها مساعدات إنسانية التي عادة ما تكون في صناديق من الورق المقوى ملفوفة بالبلاستيك وتُرص فوق بعضها في كتل عالية على منصات خشبية تستخدم في النقل بسبب وزنها الخفيف.

وأشاروا إلى أن الصناديق في المقطع المصور معدنية فيما يبدو ومكدسة في كتل منخفضة الارتفاع على منصات النقل الخشبية.

أحد الخبراء والذي عمل مفتشا للأسلحة في الأمم المتحدة، قال من المرجح بشدة أنها ذخيرة أو أسلحة، استنادا إلى تصميم ولون الصناديق. 

وأضاف أن طول وقلة ارتفاع الصناديق الموجودة على منصة النقل على الجانب الأيمن تشير إلى أن بها أسلحة على الأرجح.

حكومة الإمارات قالت في بيان أرسلته إلى رويترز إنها أرسلت 159 رحلة إغاثة تحمل أكثر من 10 آلاف طن من المساعدات الغذائية والطبية، وإن ذلك استهدف في جانب منه، تزويد مستشفى ميداني أنشأته في أم جرس.

ونفى عمر حمدان، أحد كبار ضباط قوات الدعم السريع، تلقي جماعته أي دعم خارجي.

وقال للصحفيين في نيروبي في 18 نوفمبر الماضي إن قوات الدعم السريع تستخدم أسلحة وذخائر أنتجتها مصانع في السودان، دون تحديد المصانع، ولم ترد قوات الدعم السريع لطلبات التعليق على هذا التقرير.

من جانبه قال ن نبيل عبد الله، المتحدث باسم الجيش السوداني، في بيان مكتوب أرسله لرويترز إن إمداد قوات الدعم السريع بأسلحة إماراتية “ليست اتهامات وإنما حقائق ملموسة. تدفق الأسلحة والمعدات من قبل الإمارات بهذه الطريقة لميليشيا الدعم السريع المتمردة لم ينقطع منذ اندلاع هذه الحرب، ونحن في القوات المسلحة قدمنا الكثير من الأدلة التي تثبت هذا التورط الإماراتي وتمثلت في أسلحة ومعدات وأدوية اماراتية وعليها شارة هذه الدولة في الكثير من المواقع التي سيطرت عليها قواتنا وكانت تحت أيدي المتمردين”.

قال المحلل البارز في مرصد الصراع في السودان، جاستن لينش، الذي راجع تحليل رويترز للرحلات الجوية “الدعم اللوجستي يساعد في كسب الحروب، والإمارات استخدمت شبكة الطائرات هذه لتسهيل وصول الأسلحة باستمرار إلى قوات الدعم السريع”.

وأضاف “الأسلحة المقدمة من الإمارات لقوات الدعم السريع غيرت ميزان القوى في الصراع في السودان، وأطالت أمد الحرب وزادت من أعداد الضحايا المدنيين”.

وقالت الإمارات إن عملها في أم جرس مقتصر على الجانب الإنساني مثل إنشاء مستشفى ميداني هناك حيث عالج الهلال الأحمر الإماراتي أكثر من 18 ألف لاجئ سوداني.

فيما قال المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر توماسو ديلا لونجا لرويترز إن الاتحاد لم يشارك في العمليات في أم جرس ولم يكن على علم بالمستشفى حتى أعلن عنه مسؤولون إماراتيون.

وأضاف أن بعثتين لتقصي الحقائق أرسلهما الاتحاد إلى تشاد لفهم الوضع بشكل أفضل لم تتمكنا من الوصول إلى المستشفى الميداني بسبب الوضع الأمني.

وقال وليام سبندلر، المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن المفوضية لم ترسل أي لاجئين إلى المستشفى.

أحد أفراد قوات الأمن التشادية الذي أرسل إلى أم جرس هذا العام قال إنه شهد وصول طائرات تحمل صناديق تشبه تلك التي تستخدمها وحداته لنقل الأسلحة. 

وأكد أن وحدته شاركت في حراسة الصناديق إلى الحدود مع السودان حيث تسلمها مقاتلو قوات الدعم السريع.

ولم ترد السلطات التشادية على طلب للتعليق على الرحلات والعمليات في أم جرس. ولم يرد الجيش السوداني بعد على طلب للتعليق.

وقال ثلاثة عمال إغاثة على دراية مباشرة بالوضع في شرق تشاد إن عمليات تسليم المساعدات ليست قريبة بحال من الحجم الذي تقول الإمارات إنها أرسلته.

فيما قال مصدر مطلع على اجتماعات بين مندوبين من الإمارات ومسؤولين أمريكيين بارزين في واشنطن هذا الخريف إن مندوبي الإمارات تراجعوا عن إنكار تقديم دعم لقوات الدعم السريع بعد أن أطلعوا في الاجتماعات على معلومات استخباراتية جمعتها واشنطن.

ورصدت رويترز 170 رحلة إجمالا باستخدام صور الأقمار الاصطناعية المستقاة من شركات بلانيت وماكسار وبلاك سكاي لطائرات مركزها الإمارات واتجهت إلى أم جرس منذ بداية الحرب.

كما تمكنت رويترز من التحقق، من أن 86 رحلة على الأقل، من بين تلك الرحلات، انطلقت من مطارات الإمارات، منها العين وأبوظبي ورأس الخيمة. ولم تتمكن رويترز من تأكيد نقطة انطلاق الرحلات الأخرى بسبب فجوات في تتبع الرحلات.

أيضًا توصل فحص لرويترز للرحلات الجوية البالغ عددها 170 رحلة التي توجهت إلى شرق تشاد إلى أن نحو نصفها كانت تديره أربع شركات طيران اتهمتها لجنة خبراء من الأمم المتحدة بنقل دعم عسكري إماراتي إلى القائد العسكري خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) في عامي 2019 و2020، وفقا لبيانات تتبع الرحلات الجوية.

ووفق تحليل رويترز لبيانات من موقع فلايت رادار24، فإن كثيرا من الرحلات الجوية البالغ عددها 170 رحلة توقفت لفترة وجيزة في كينيا في مطارات في نيروبي ومومباسا، لكنها توقفت أيضا في مطار عنتيبي في أوغندا، وكيجالي في رواندا، وبوصاصو في ولاية بونتلاند شبه المستقلة في الصومال.

وفي أرض الصومال، الإقليم الصومالي الانفصالي، قال مسؤول كبير لرويترز إن الرحلات الجوية القادمة من الإمارات التي تتوقف في بربرة كانت تحمل معدات عسكرية، وفقا لمعلومات تضمنت طلبات الهبوط المرسلة إلى سلطات المطار. وطلب المسؤول عدم نشر اسمه بسبب حساسية المعلومات. ولم تتمكن رويترز من مراجعة طلبات الهبوط أو التأكد من المعلومات بشكل مستقل.

وقال ستة مسؤولين محليين ودبلوماسيون إن الإمارات أقامت علاقات مع أرض الصومال بدأت في عام 2017 ببناء قاعدة عسكرية في بربرة تحولت فيما بعد إلى مطار عسكري.

ولم ترد هيئة مطارات كينيا ووزارة الخارجية وسلطات المطارات في رواندا وأوغندا وبونتلاند وأرض الصومال على طلبات التعليق.

وقال تسعة مسؤولين من الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأفريقي لرويترز إنهم يراقبون عن كثب الدعم العسكري الذي يتدفق إلى قوات الدعم السريع من الإمارات عبر تشاد، على الرغم من أنهم لم يوجهوا أي اتهامات علنية.

ولم يرد الاتحاد الأفريقي على طلب للتعليق، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن المملكة المتحدة تواصل السعي بكل الطرق الدبلوماسية لإنهاء العنف.

فرص عمل حر في مشروع «السودان من الأرض»

من نحن:

«بيم ريبورتس» منصة إعلامية مستقلة تعمل على تنوير وتمكين الجماهير من خلال إنتاج ونشر أخبار وتقارير جديرة بالثقة ويمكن الاعتماد عليها عبر أساليب الصحافة التفسيرية. تهدف بيم ريبورتس إلى مساعدة الجماهير على المشاركة بفعالية في مجتمعاتهم ومكافحة المعلومات المضللة والشائعات وزيادة معرفتهم بما يدور حولهم، عبر تفسير وفك تعقيدات القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية في السودان.

تفتح «بيم ريبورتس» الباب للصحفيين/ات والكُتاب/ات والمهتمين/ات السودانيين فرص عمل حر (Freelancing) في مشروعها (السودان من الأرض) والذي يهدف إلى تسليط الضوء على تفاصيل الحياة اليومية للسودانيين والسودانيات داخل وخارج السودان في ظل الحرب، حيث يركز المشروع على تقديم تقارير دقيقة وموضوعية تُطوَّر بالتعاون مع فريق تحرير متخصص.

عن المشروع:

(السودان من الأرض)؛ هو مشروع صحفي مستقل ومهني، يهدف إلى توثيق الحياة اليومية للسودانيين والسودانيات داخل السودان وفي الدول التي نزحوا ولجأوا إليها جراء الحرب.

يشجع المشروع بصورة خاصة الصحفيين والكُتاب والمهتمين داخل السودان على المشاركة، إيمانًا بدورهم المحوري في نقل قصص واقعية تعكس تفاصيل الحياة وتنوع التجارب الإنسانية.

يسعى المشروع إلى تقديم تقارير قائمة على شهادات مباشرة ومشاهدات حقيقية، مع التركيز على تأثيرات الحرب على المجتمعات في الداخل والخارج، وسرد الصراعات والتحديات بأسلوب إنساني ومهني. يدعم المشروع المشاركين من خلال التدريب والتوجيه، ويعزز الصحافة الموثوقة عبر الالتزام بمعايير الدقة والشفافية، وتقديم محتوى أصيل يعبر عن الواقع السوداني بكل أبعاده.

فوائد المشاركة:

  • المساهمة في توثيق وتحليل الأوضاع الاجتماعية والإنسانية في السودان.
  • فرصة للتعاون مع فريق تحرير متخصص لتطوير المهارات الصحفية.
  • مشاركة مدفوعة: جميع المشاركين/ات المختارين يحصلون على أجر مقابل العمل.

المؤهلات المطلوبة:

  • اهتمام بالكتابة الصحفية أو إعداد التقارير. 
  • معرفة بالسياق السوداني الاجتماعي والسياسي.
  • الالتزام بمعايير الدقة والموضوعية، ومواعيد التسليم.

كيفية التقديم:

أرسل/ي سيرتك الذاتية ونماذج من أعمالك/ي الكتابية إلى البريد الإلكتروني jobs@beamreports.com، مع عنونة الإيميل بـ (السودان من الأرض).

بعد ذلك، سيتواصل فريقنا مع قائمة مصغرة من عدد من المختارين لإجراء محادثة قصيرة لمعرفة المزيد عن خلفيتك واهتماماتك، وأيضا لمشاركة المزيد حول الوظيفة وشركة بيم ريبورتس، وللإجابة على أي أسئلة لديك.

البرهان يرحب بعرض الرئيس التركي للتوسط بين السودان والإمارات

13 ديسمبر 2024 – عرض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة، التوسط بين السودان والإمارات، بعد يوم من رعايته اتفاقًا بين الصومال وإثيبويا، وفق إعلان انقرة.

فيما أوضح إعلام مجلس السيادة الانتقالي، في بيان الجمعة، أن رئيسه عبد الفتاح البرهان، أعلن ترحيبه بأي دور تركي يسهم في وقف الحرب التي قال إن «مليشيا الدعم السريع المتمردة تسببت فيها».

وأكد البرهان، بحسب بيان مجلس السيادة، ثقته في مواقف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان و«حكومته الداعمة للشعب السوداني وخياراته».

وهذه أول خطوة رئيسية للتوسط بين السودان والإمارات منذ إعلان أبوظبي في 19 يوليو الماضي، إن رئيس الدولة، محمد بن زايد، أجرى مباحثات هاتفية مع رئيس مجلس السيادة، عبدالفتاح البرهان.

وقالت الرئاسة التركية، في بيان على حسابها الرسمي بمنصة إكس، اليوم، إن أردوغان أجرى اتصالا هاتفيًا مع رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان.

وأكدت أن الجانبين بحثا خلال الاتصال العلاقات الثنائية بين تركيا والسودان، والقضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك.

ونقلت عن أردوغان قوله إن تركيا أطلقت عملية أنقرة لحل النزاع بين الصومال وإثيوبيا، وأن الاتفاقية قدمت مساهمة كبيرة في إرساء السلام في المنطقة.

وأشار إلى أن تركيا يمكنها التدخل لحل الخلافات بين السودان والإمارات العربية المتحدة.

وسلط أردوغان الضوء على المبادئ الرئيسية لتركيا، وفق البيان، مثل ضمان السلام والاستقرار في السودان، وحماية وحدة وسلامة أراضيه وسيادته، ومنع انجراف البلاد لتصبح ساحة للتدخلات الأجنبية.

وبحسب إعلام مجلس السيادة، فإن البرهان، تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد فيه حرص تركيا على وحدة السودان واستقراره، مجدداً «دعم تركيا للشعب السوداني بكل الإمكانيات».

وأعرب أردوغان، بحسب إعلام مجلس السيادة، عن استمرار المساعدات الإنسانية المقدمة من تركيا، مشيرًا إلى استئناف عمل الخطوط التركية قريبًا واستعداد بلاده لبذل الجهود لتعزيز العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.

;كما أبدى أردوغان، كذلك، وفقًا لإعلام مجلس السيادة، استعداد بلاده للتوسط بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة لإحلال الأمن والسلام في السودان.